رد: التذكرة بأسباب حسن الخاتمة
21-06-2017, 02:01 PM
السبب الثالث عشر: أن تأتيه منيته، وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، ويحب للناس ما يحب لنفسه:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أحَبَّ أن يُزَحْزَح عن النار ويدخل الجنة، فلتأتِه منيَّتُه وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأتِ إلى الناس الذي يحبُّ أن يُؤتَى إليه))[21].

السبب الرابع عشر: الدعاء:
عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُكثِرُ أن يقول: ((يا مُثبِّتَ القلوب، ثبِّت قلبي على دينك))، قالوا: يا رسول الله، آمنَّا بك وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟، قال: ((نعم، إن القلوب بين إصبعينِ مِن أصابع الله يُقلِّبها))[22].
وعن شهر بن حوشب قال: قلتُ لأم سلمة: يا أم المؤمنين، ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك؟، قالت: كان أكثر دعائه: ((يا مُقلِّب القلوب، ثبِّت قلبي على دينِك))، قالت: فقلتُ: يا رسول الله، ما أكثر دعاءَك يا مُقلِّب القلوب ثبِّت قلبي على دينك؟، قال: ((يا أم سلمة، إنه ليس آدميٌّ إلا وقلبُه بين إصبعينِ من أصابع الله، فمَن شاء أقام، ومَن شاء أزاغ))، فتلا معاذ: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ﴾.[23].

السبب الخامس عشر: تقوى الله.
لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾.
وعن سفيان وشعبة، عن زبيد اليامي، عن مُرة، عن عبد الله - هو ابن مسعود -: ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾، قال:" أن يُطاع فلا يُعصى، وأن يُذكَرَ فلا يُنسى، وأن يُشكر فلا يُكفَر"، وهذا إسناد صحيح موقوف، وقد تابع مُرةً عليه عمرُو بن ميمون عن ابن مسعود.
وقد ذهب سعيد بن جبير، وأبو العالية، والربيع بن أنس، وقتادة، ومقاتل بن حيان، وزيد بن أسلم، والسدي وغيرهم - إلى أن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾.
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله: ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾، قال: لم تُنسخ، ولكن (حق تقاته): أن يجاهدوا في سبيله حق جهاده، ولا تأخُذهم في الله لومةُ لائمٍ، ويقوموا بالقسط ولو على أنفسهم وآبائهم وأبنائهم.
وقوله: ﴿ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾؛ أي: حافِظُوا على الإسلام في حال صحَّتِكم وسلامتكم لتموتوا عليه؛ فإن الكريم قد أجرى عادتَه بكرمه: أنه مَن عاش على شيءٍ مات عليه، ومَن مات على شيء بُعِث عليه، فعياذًا بالله من خلاف ذلك.
وقال قتادة في قول الله عز وجل: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، قال: مِن الكرب عند الموت.
وقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا * ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾.