شاعرات جزائريات..جزائريات يا وغليسي
18-08-2009, 07:37 PM
كتبت الشاعرة الجزائرية سعاد سعيود تقول

حين يكون الرجل رجلا..يتمسّك برجولته..فيصمت وقارا و ينطق حقا..
ويأكل حلالا ويمشي على مهل قاصدا في مشيته
فقد قرأت من الكتب الجزائرية ما جعلني أفخر..و قرأت منها ما جعل دمعتي تنزل قهرا.. وفؤادي يتمزق ألما من أخوة ضاعت و إباء فشلنا في اختضانه
إلى متى يبقى همّنا تعرية النساء..؟
إذا نظرنا للفضائيات عرّيناها.. و إذا غنّت عريناها.. وإذا شاركت في إعلان عرّيناه
كنت أظن هذا حكرا على مؤسسات اقتصادية ولوبي يريد لماله أن يفيض..لا يهمه من الإنسانية شيئا.. ولا يهمه من القضية كلها إلا جمع للمال و تكديسه ناسيا مبادئ لم يتعلمها أصلا.
إما وقد وجدت الظاهرة تنتشر في من يدعون الأدب..ويرون الفاحشة في أدب النساء..ناسين أن ما كتبوه هو أكبر فاحشة.
لن أمسك الرجال الأدباء فأصلبهم واحدا واحدا.. ولن أطلب من الطير أن تلتف حول روؤسهم..فإنّهم إخوتي..إن لم يجمعني بهم دم واحد,,فقد جمعني بهم حبر واحد..و الأدب عندي حروف اقرأها لا جنس لها إلا الصدق.
كنت أتمنى و أنا أقرأ كتاب هذا الأديب.. أن أرى صفحة جديدة..صفحة تغني للحب..فالحب أكبر منا.. أو صار أكبر منا..لا تسعه قلوبنا التي ضاقت..حتى صرنا نشمر على سواعدنا في كل ركن..حاملين خنجرا بدل الأقلام..نبحث بمصباح الكراهية عن هفوة نجدها لدى كاتبة أو أديبة..فقد ضاقت ساحة الإبداع ولم تعد تتسع لغير الرجال..وما أن برزت المرأة بالساحة..وجب عليها التحجب بحجاب الخجل الزائف..منقبة بنقاب الخوف المستحيل الذي فرضه عليها أخوها الأديب..
ليتنا نكبر قليلا لنرى الأدب نافذة نفهم بها الآخر.. ونسير من أجل قضية إنسانية أكبر.. ووفاق أخوي ننشده منذ الأزل.
لا قتل و قتال و تقاتل..فقد ملتنا الدماء ولم نملها..وملنا الخنجر و خضناه وملنا الرشاش و جرينا نحوه..
مازلنا لم نشف بعد من عشرية ذبحت نصفنا..وقرنا سلخ هويتنا و رجوع للوراء سببه إرهاب خلقناه نحن بضيق في قلوبنا
لم يكن الإرهاب ناتجا عن صراع خارجي كما يتوهم البعض..
الإرهاب جاء لمرض في النفوس و امتزاج الكراهية بحب الوصول إلى نقطة لم يسمح الأخ للأخيه أن يدركها..حقدا وبغضا وعداوة
لكن من أين جاءت هذه العداوة و لم يمر على استقلالنا إلا بضع سنين..؟
هذا الإستقلال الذي جمع شملنا..و أحببنا من خلاله نصرنا و ظننا أننا شعبا ليس كمثله شعب..وأن الجزائرية التي كافحت و ناضلت لن تكون أختا فحسب بل عزيزة قوم غالية..لا ننطق إلا ونحن نكن لها كل التقدير و نرفع لها قبعة الإحترام الذي يليق به.
الأدب مرآة الواقع..فهل تقدر الأديبة أن تقول غيره أو تعكس غير واقع موبوء صار ينهشنا كل يوم..
ذات الواقع الذي جعل هذا الأديب ينهش اخته..ذات الواقع الذي لم يطهر الرجل و ترك المرأة..و لم يجعل لها وجودا دوونه
إنه يشترك معها في كل شيئ..فإن كتبت هي كتابا يراه خرج عن الأطر الإجتماعية فقد كتب هو أضعاف ما فعلت..و إن نشرت هي مقالا رآه خارجا عن الأطر فقد كتب هو آلاف المقالات.
لا أدري سر هذا الصراع الذي لم يعد يليق بعالم التكنولوجيا الفاضح..و عصر الفوتوشوب المزور و عهد الفضائيات التي لم تترك شيئا لأبنائنا يتعلموه إلا وقد جربوا قبله ووقعوا في الإثم
تفاحة آدم.
كم كررت أن حواء من تحملت أكلها وحدها..رغم أن من أكلها اثنان..لكن اللعنة بقيت تطاردها..فهي في ذهن الكل من حرضت آدم على الأكل..رغم أن القرآن الكريم واضح في تصويره لم يعط نسبة مئوية خاصة بالرجل أو بالمرأة..بل عصيا ,كلاهما وبدون تمييز..وهبطا منها كلاهما دون تمييز,, و بقيا يتقاسمان المعاصي..ولم يتعلما من درس سبق..ايضا كلاهما
و سيبقى التمرد و العصيان لصيقا بهما
فكيف اراك أيها الأديب المحترم تلقي نفس التهمة على أختك..
فهذه زوجة لها مكانتها.. وكاتبة لها قدرها..إعترف بها البعيد قبل القريب..وكانت الجزائر آخر من يرى إبداعها..فكل امرأة عرفت خارج الون..رغم أن ها الوطن من أعطى حليب النضج وربى..
الجزائرية شريفة..طاهرة وإذا طالبت بحق من حقوها بطريقة يراها هذا الأديب غير شرعية..فهو فكر قصير و نظر غير ثاقب..أو تجارة يريد من خلالها ربح بعض القروش..قرش سيكوى به جبينه..فما من قرش يحلو إذا كان مخضبا بدم أخت..أديبة أو شاعرة
كان كتابا مقززا منفرا..
إختار من جسد المراة الجزائرية ميدانا للفاحشة الأدبية.. فجعلها مصلوبة من غير ثوب..كاشفا عورتها بلذة السادي الذي لا يعرف من أدب المعاملة شيئا.. ولم يحفظ في مدارس الأخلاق غير الفضائح..ولم يعرف إلا التمرد على قانون الأسرة بكل ما فيه من نبل..
يستمد من أوجاع أخته دما يتغذى عليه..و يتلذذ بتصفيقات جمهوره العريض من أعداء الأدب الجزائري و أدب المرأة الجزائرية بصفة عامة.
ينظر إلى نفسه كأنه الكاتب الكامل..أو كأنه الأحق بالكتابة دون غيره.. أو كأنّه الملاك الذي لا يصافح البشر.. بدون خطايا..راكبا براق الروح التي لا تتلطخ بجسد بشري يتحول إلى طين بعد أن كان طينا.
لن أنزل أكثر في توبيخ من قتل مع سبق الإصرار و الترصد.. قتل عدة نساء كسفاح عانى من ويلات أم معذبة..فقام ينتقم من كل النساء وبدون استثناء إلا من غفلت عنهن ذاكرته..يستحي القلم أن يدرج ما يريد اللسان و القلب من ذكره.. و يرغب في المزيد بنشر سمومه يتلذذ بها كل من انتقى هذا المتاب..
راح الرجل في تلذذ أكبر بكل تأكيد..وهو يرى كتابه يخطف من المكتبات خطفا..ويروج لها الإعلام أكثر ليصبح من بين الكتب الأكثر طلبا.. فقد صار الإنسان يبحث عن العري في كل مكان..لم تكفه الفضائيات ولا ما يرى.. فيقتنع بكتاب آخر يوضح ذلك أكثر..
خطاب التأنيث ليوسف وغليسي
سقطت كل الأعمال الأكاديمية إذا كان النقد الأكاديمي بهذا الشكل وهذه السرعة وهذه الفضائح وهذه الكراهية و هذا البعد عن الموضوعية .


سعاد سعيود
اشهد ان لا اله الا الله
محمدا رسول الله