رد: فتنة الشرك
07-11-2017, 03:16 PM
فتنة الشرك
(8)

مما يدل على عظيم عناية سلفنا الصالح بالتوحيد، والحذر من فتنة الشرك والتنديد: قول عمرو بن العاص - رضي الله عنه - : " إن أفضل ما نعد: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ". رواه مسلم.
وحقيقة مفهوم كلمة الإخلاص:( لا إله إلا الله): لا معبود بحق إلا الله..

قال العلامة: القرافي المالكي - رحمه الله - :
" والإله: المعبود، وليس المراد: نفي المعبود كيف كان: لوجود المعبودين في الوجود، كالأصنام والكواكب، بل ثم صفة مضمرة تقديرها: لا معبود مستحق للعبادة إلا الله، و من لم يضمر هذه الصفة: لزمه أن يكون تشهده كذبا".( الذخيرة: 2/ 57 ).
وهذا البيان الشرعي لماهية مفهوم:( لا إله إلا الله) يستدعي البراءة من جميع وجوه الشرك وصوره وأنواعه والمباينة لذلك، مصداقا لقوله تعالى : [وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ].
قال العلامة: ابن باديس المالكي - رحمه الله - عند هذه الآية :
" وهذه البراءة والمباينة - وإن كانت مستفادة من أنه يدعو إلى الله وينزهه – فإنها: نص عليها بالتصريح، لتأكيد أمر مباينة المشركين، والبعد عن الشرك بجميع وجوهه وصوره جليه وخفيه، في جميع مظاهر شركهم.
ولما كانت هذه المباينة والبراءة داخلة في الدعوة إلى الله وتنزيهه، فالمسلمون المتبعون لنبيهم - عليه الصلاة والسلام - كما يدعون إلى الله على بصيرة، وينزهونه - يباينون المشركين في عقائدهم وأعمالهم وأقوالهم -، ويطرحون الشرك بجميع وجوهه، ويعلنون براءتهم وانتفاءهم من المشركين ".( الدرر الغالية في آداب الدعوة والداعية، ص: 2123).
وإذا كان الشرك انتكاسة عن الفطرة، ومرضا يصيب القلوب، فمهم جدا أن نتعرف على ما يبعث على حصول ما يفسد الفطرة، وينحرف بالقلوب عن نور التوحيد إلى ظلمات التنديد.

عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه *** ومن لم يعرف الخير من الشر يقع فيه

فمن:" لم يعرف الجاهلية والشرك، وما عابه القرآن وذمه: وقع فيه وأقره، ودعا إليه وصوبه وحسنه، وهو لا يعرف أنه هو: الذي كان عليه أهل الجاهلية ".( مدارج السالكين، للإمام ابن القيم - رحمه الله - 1/ 352353).

وعليه؛ فلنعلم - علمني الله وإياكم - أن جماع أسباب الشرك ومادته:
- الجهل.
- الكبر.
- اتباع الهوى.
- الغلو في الصالحين.
- التقليد وتحكيم العادات.
- بدع القبور.
- التعلق بالصور.
- التعلق بالعالم الغيبي أو العلوي.
- الميل إلى الإيمان بالمحسوس.
- الاعتماد على المنامات والروايات الضعيفة والموضوعة.

والله المستعان.

يتبع .. بإذن الله.