رد: حافظوا على الجزائر: إنها أمانة
06-01-2018, 01:57 PM
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:



تصريح خطير جدا ذلك الذي أدلى به السفير الفرنسي السابق في العراق وتونس:" إيف أوبان مرسيار"، حيث ذكر بأن هناك مخططا أمريكيا لتقسيم الجزائر، وهو أمر لم نستغربه، وحذرنا منه مرارا وتكرارا، ويؤسفنا أن يهون بعضنا من خطورة المسألة، ويستهزئ ذاكرا مسألة:" استبعاد المؤامرة الخارجية!!؟".
فها هو ذا:( ديبلوماسي غربي فرنسي) يكشف بعض خيوط تلك المؤامرات، فهل من متعظ!!؟.
إننا حين نحذر من إشاعة الفوضى في بلادنا بأي وجه من الوجوه، وتحت أي شعار من الشعارات، فإنما نريد الخير والأمن والأمان لبلدنا وشعبنا. ومن الخطأ الفادح: أن يفسر بعضهم دعوتنا إلى عدم الخروج على الحاكم بأن ذلك: دفاع منا عن ظلمه وأخطائه!!؟، فالأمران منفصلان، وقد قرر:" أهل العلم والحل والعقد": بأن الإنكار على الحاكم علانية والخروج في مظاهرات حاشدة: مما يحدث الفوضى ويخل بالأمن ويهدد بقاء الدولة ككيان متماسك، وهذا ما يحرص عليه الأعداء لينفذوا من خلاله مخططاتهم الهادفة إلى تقسيم الشعب والأرض- كما ذكره السفير الفرنسي السابق-.
وللأسف: يساعد هؤلاء الأعداء بعض الأبواق الإعلامية هنا، ومن وراء البحار- خاصة-، والتي لا يهدأ لها بال حتى ترى أهدافها الدنيئة تتحقق على أرض الواقع، فهي تسود ليل نهار أحوال الجزائر، وتضعها في صورة جهنمية!!؟.
وللأسف: ينخدع بعض شعبنا بزخرف قول هؤلاء الذين يستغلون الظروف الاقتصادية الصعبة، فيلعبون على وتر معاناة المواطنين اليومية مع متطلبات الحياة الصعبة، وينفخون النار في رماد الفتنة النائمة التي لو أوقدت- لا قدر الله-، فسيدفع ثمنها هذا الشعب فقط، وأما هؤلاء الفتانون، فيعيشون في رغد العيش وراء البحار: آمنين هم وأهلهم، وإذا ما تطورت الأمور إلى الأسوأ– لا سمح الله-، سيقول هؤلاء متأسفين متباكين بدموع التماسيح:" ما كنا نتوقع أن تتطور الأمور إلى هذه الدرجة!!؟".
سيقولون ذلك بعد:" أن تقع الفأس على الرأس!!؟، و: يحترق الأخضر واليابس!!؟، ولن يدفع ثمن تهور المتهورين، ومجازفة المغامرين إلا الشعب المسكين!!؟"، فالحذر الحذر.
وأمام تصاعد الاحتجاجات الاجتماعية، وتتابع الإنذارات بالإضرابات في مختلف القطاعات، فإننا نوجه نداءنا إلى كل عقلاء الأمة من كل الأطراف: حكومة ونقابات وأحزاب وجمعيات وفعاليات شعبية إلى أن يتحلوا بالحكمة والتنازل في بعض المواقف: للالتقاء في منتصف طريق آمن يحفظ لشعبنا وبلدنا وحدته وتماسكه.
إنه إذا ما اشتدَّت الخُطُوبُ على مُجتمعنا، وادلهَمَّت عليه سِهامُ الأعداء والخُصُوم الحاقِدِين والحاسِدين، فإن مِن أوجَبِ الواجِبات علينا: توحيدَ صفِّنا، ونبذَ فُرقتِنا، والتنازُل عن اختِلافات فُرقائِنا التنوعيَّة، وتأجيلَ اختِلافاتِنا التضاديَّة: ما دامَت الخُطُوبُ أعظم، والتربُّص بمُجتمعنا مِن خارِجِه أدهَى وأمَرُّ.
ومِن هذا المُنطلَق، فإن على ذوِي الإعلام والمُشارِكين بوسائل التواصُل مسؤوليَّةً بالِغةً في بث معاني السكينة والإخاء والوحدة بين أفراد الأمة.

نسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى: أن يحفظ الجزائر وأهلها من كل سوء، وأن يجمع كلمتهم على الحق.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.