رد: أين اختفتْ نسخة صحيح البخاري الأصلية؟
22-01-2018, 01:17 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمازيغي مسلم مشاهدة المشاركة
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

بارك الله في الأخ الفاضل:" كريم" على النقل المتميز الذي يعتبر دليلا آخر على تهافت شبه اليائسين البائسين الطاعنين في:( صحيح البخاري)، ولا بأس بالتذكير بمتصفح الأخ الفاضل:" عزيز"، بعنوان:( المطالبة بنسخة أصلية للبخاري ومسلم)، وهو يصب في نفس اتجاه دحض شبه من يسمون أنفسهم تلبيسا وتدليسا ب:" الحداثيين التنويريين العقلانيين!!؟، وهؤلاء لا يزيد قدرهم، ولا تعلو مرتبتهم عن قدر ومرتبة: أشباه الأميين في الحديث وعلومه!!؟".
رابط متصفح الأخ الفاضل:" عزيز" هو:
http://montada.echoroukonline.com/sh...d.php?t=372285

الأخ الفاضل:" أبا أسامة".
لقد:" حجرت واسعا" بقولك:
{ بل في ما يخالف القرآن الكريم مما جاء فيه....حيث نصدم بخيارين لا ثالث لهما:
* رد بعض أحاديث البخاري
* التشكيك في القرآن الكريم ( والعياذ بالله)}.

نقول معلقين باختصار، وللتفصيل مقام آخر:
إذا تعارض حديث في البخاري مع القرآن الكريم، فالمخارج ليست محصورة في أحد أمرين:( رد حديث البخاري أو التشكيك في القرآن الكريم!!؟).
فمعاذ الله أن يتعارض القرآن الكريم وما صح عند البخاري من أحاديث، لأن الجميع وحي من الله، فالسنة الصحيحة الثابتة: وحي بصريح القرآن، وهي بيان له، قال الخبير العليم في القرآن الكريم:
[ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ].
فكيف يناقض المبين المبين!!؟:( بكسر الياء في الكلمة الأولى وفتحها في الثانية)، فالذي أنزل الوحي وصف كتابه بقوله:[ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ. لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ]، ووصف رسوله بقوله:[ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى. وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى].
والموحى إليه قال فيما صح عنه:" ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله ". رواه أبو داود والترمذي والحاكم وصححه، وأحمد بسند صحيح، وهو مخرج في:( تخريج المشكاة: 163 و4247).

فالصحيح اليقيني: أنه لا يوجد تعارض حقيقي بين القرآن الكريم وصحيح السنة، بل الأمر راجع إلى قصور نظر الإنسان في التعامل مع نصوص الوحيين، فقد يستدل أحدهم بحديث ضعيف أو موضوع معارض لظاهر القرآن الكريم، ثم يجعل ذلك:" قاعدة عامة يحاكم إليها كل حديث: لم يدركه فهمه، ولم يتقبله عقله - ولو كان ذلك الحديث في الصحيحين!!؟-".
وللعلماء قواعد علمية مؤصلة مفصلة في درء التعارض بين نصوص الوحيين، ومنها:( تمثيلا لا حصرا: الناسخ والمنسوخ، الخصوص والعموم، الإطلاق والتقييد، الإجمال والبيان، الجمع والترجيح...) وغيرها من القواعد المبثوثة في كتب أهل العلم في أبواب التفسير وأصول الفقه ومصطلح الحديث وشرحه وغيرها من أبواب العلوم الشرعية.

ومن عنده أمثلة تثبت تعارض الحديث والقرآن الكريم، فليتفضل بها بشرطين فقط، وهما:
1) أن يكون الحديث صحيحا ثابتا ببيان تخريجه في كتب الصحاح.
2) أن يبين لنا وجه التعارض، وعدم إمكانية الجمع بين النصين المتعارضين!!؟.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

بارك الله فيك أخي الفاضل أمازيغي مسلم على التوضيحات المفيدة.
مع أنني لا أعرف في علم الحديث إلا مفاهيم عمومية ، إلا أنني ما زلت أعتقد أن هذه الشبهات التي ما فتئ أصحابها يروجون لها لم تخفى على علماء الحديث عبر العصور والأزمنة .

وأصحاب هذه الشبهات إما أنهم أهل أهواء يريدون خراب الإسلام وإما جاهلون تلقفوا هذه الشبهات فزعزعت يقينهم وما أكثرهم .
فلو أن الجاهل الذي أمرضته الشبهات سأل أهل الذكر كما نص القرآن لشفي من مرضه ، وكما ورد أيضا في السنة : "شفاء العِيِّ السؤال" ، إلا أن البعض يكابر ويعاند -رغم جهله- ويظل قلبه يتشرب الشبهات كالإسفنجة حتى يهلك .

كما أن دعوى التعارض المزعوم بين السنة والقرآن التي أثيرت ليست الدعوى الوحيدة ، بل هناك من الملحدين وأصحاب الملل الباطلة من زعم التعارض بين آيات القرآن .فكما يتم دفع التعارض المزعوم بين آي القرآن يتم ذلك بين القرآن والأحاديث الصحيحة من السنة . فلتتفطنوا يا من أسلمتم رؤسكم ليعبث بها العابثون.

بخصوص الصحيحين الذين تلقتهما الأمة بالقبول ، ولم يتم لهذين الكتابين حتى تم نقدهما وتمحيصهما من فحول المحدثين والذين كانوا متوافرين في زمن البخاري ومسلم، بحيث لم يجتمع في الأمة مثلهم في من جاء بعدهم وهذا دليل على قوة المنهج العلمي الفريد للبخاري ومسلم .
أما دندنة البعض حول انتقاد الدارقطني لبعض الأحاديث فهو انتقاد علمي من عالم بالشأن متضلع في علم الحديث ومع ذلك لم يسلم له المحدثون بكل اعتراضاته على قلتها .لكن العجيب أن من يستدل بأقوال الدارقطني وغيره هم من الحداثيين والعلمانيين ، فكيف نساوي بين عالم بالحديث كالدارقطني يسعى لصيانة السنة والذب عن حياضها بأولئك الذين قصدهم هدم السنة وتقويض بنائها.ثم إنهم لا يرفعون بأمثال الدارقطني رأساً وهم مختلفون عنه كلية ، وإنما فعلوا ذلك مكراً و مراوغة فما أخبثهم.


****
ختاما أقول هناك من لايستحق الرد على خزعبلاته لاسيما إذا كان مجبولا على "الخلاف" في كل شيء، فلا يمكننا حينها إلا نلحقه بعالمه الخاص به ، أتمنى أن تكون فهمت قصدي أستاذ "أمازيغي مسلم".



وَفِي الأَرْضِ مَنْأًى لِلكَرِيِم عَنِ الأَذَى*** وَفِيهَا لِمَـن خَافَ القِلَى مُتَعَزَّلُ.
التعديل الأخير تم بواسطة aziz87 ; 22-01-2018 الساعة 01:25 PM