رد: موقف المستشرقين من دراسة الفرق الصوفية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة
30-05-2017, 04:24 PM
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

موقف المستشرقين من دراسة الفرق الصوفية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة

الصوفية التي أنصفها شيخ الإسلام:" ابن تيمية" رحمه الله، ليست:" صوفية الحلاج وابن عربي" التي سعى ويسعى أعداء الإسلام من مستشرقين وغيرهم لنشرها بين المسلمين: خدمة لأغراضهم الدنيئة، وليست:" الصوفية القبورية الخرافية" التي سعى الاستدمار الفرنسي جاهدا لنشرها، وحاربتها:" جمعية العلماء المسلمين الجزائريين": حفاظا على دين الجزائريين.
لن نطيل التعليق، لأن:" خير الكلام: ما قل ودل".

بقية التعليق عن الوهابية هو مجرد:" شنشنة نعرفها من أخزم!!؟"، وقد سبق لنا بحمد الله الرد عليها بالتفصيل على منتدياتنا، ولكل عاقل منصف نستل هذه الإشارة الخفيفة لبعض ما نشرناه حول مسألة:" الوهابية"، ومن أراد التفصيل، فليراجع ما نشرناه.
ـ قال الإمام ابن باديس رحمه الله:
«..أَفَتَعُدُّ الدّعوة إلى الكتاب والسّنّة وما كان عليه سلف الأمّة وطرح البدع والضّلالات واجتناب المُرْدِيَات والمهلكات: نَشْرًا للوهّابيّة، أم نشر العلم والتّهذيب وحرّيّة الضّمير وإجلال العقل واستعمال الفِكْر واستخدام الجوارح- نَشْرًا للوهّابيّة؟.
إذًا ، فالعالَمُ المتمدِّنُ كلّه وهّابيّ، فأئمّةُ الإسلام كلُّهم وهّابيُّون، ما ضرَّنَا إذا دَعَوْنَا إلى ما دعا إليه جميعُ أئمّة الإسلام، وقام عليه نظامُ التّمدّن في الأُمَم أَن سمَّانا الجاهِلون المتحامِلون بما يشاءون -ونحنُ إن شاء الله - فوق ما يظنُّون، والله وراء ما يكيد الظّالمون".

مَنْ يَطْعَنُ في الوهّابيّة فهُوَ يَطْعَنُ في مالك:
ـ كتبَ الشّيخ أبو يعلى الزّواويّ في جريدة «الصّراط» مقالةً نُشرت في جزءين، تحت عنوان: «وهّابيّ ﴿ولا تَنَابَزُوا بِالاَلْقَابِ بِيسَ الاِسْمُ الفُسُوقُ بَعْدَ الاِيمَانِ ومَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾».
جاء في أوّل الجزء الثّاني منها [ العدد:7، ص:7]:
«ولهذا قلتُ وما زلتُ ولن أزال أقولُ: إنَّ المالكيَّ الّذي يَطعَنُ في الوهّابيّةِ يَطْعَنُ في مالكٍ ومذهبِهِ مِن حيثُ يشعر أو لا يشعر، أو لأنّهُ جاهلٌ أو يَتجاهل»، ويقول[في الجزء الأول: العدد(6)، (ص:4)] : «وليعلموا أنَّ الوهّابيّةَ حنابلةٌ مِن أهل السّنّة، وليسوا من المعتزلة الّذين أنكروا علينا محاكمتهم فيما سطّروا وسطّرنا، وبأنّ المذهب الحنبليّ السّنّيّ مِن المذاهب الأربعة المجمَع عليها، المرضيّة للاقتداء بها في الصّلاة وفي الأقوال والأفعال، وزيادةً على ذلك لما أنّنا مالكيُّون فهُم في غايةِ الاقتداءِ والاتِّفاقِ مع مالكٍ الإمام رحمه الله، وبأنّه عالمُ المدينة، وإنَّ غالبَ حُجَجِهم قالَ مالكٌ، كما في مسألة الاستواء، وتجصيص القبور والبناء عليها والتّوسّل بها وبناء القبب عليها والالتجاء إليها عند الشَّدائد والحَلِف بالمدفُونين فيها، وغير ذلك مِن الاستشفاع الّذي هو مِن الابتداع المتَّفق عليه بين المالكيّةِ المخلِصين والحنابلة العاملين بما نبَّههم إليه محمّد بن عبد الوهّاب، كما نبَّهنا نحن أبو إسحاق الشّاطبيّ صاحب كتاب «الاعتصام» وأمثاله، وقد علمنا وعلِمَ كثيرٌ مِن العلماء المفكّرين والمتأمّلين أنّ عمل الوهّابيِّين في شأنِ زيارةِ القُبُور هُوَ مَذْهَبُ مالكٍ بالحَرْفِ وطريقُهُ، ونُلْفِتُ الآن نظرَ المخالِفين....إلى ما في «الشِّفاء» عمومًا في باب حكم زيارة قبرهِ (صلّى الله عليه وسلّم) وقول عياض: «وكرِهَ مالكٌ أن يُقال زُرنا قبرَ النّبيّ (صلّى الله عليه وسلّم)، وقوله: قال مالكٌ في «المبسوط»: لا أَرى أن يقف عند قبرِ النّبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) ويدعو، ولكن يسلّم ويمضي، إلى أن قال: -أعني إمامنا- مالك رحمه الله: لا يصلح آخر هذه الأمّة إلاّ ما أصلح أوّلها.....وقد تَحَيَّرَ كثيرًا صاحبُ «الشّفاء» مِن قول بكراهةِ مَن يقول: زُرنا قبرَ النّبيّ (صلّى الله عليه وسلّم)، واحتالَ كثيرًا على إيجادِ تأويلٍ لذلك، كما يعلم الواقفُ عليه، ولم يجد إلاّ قوله، أعني: قولَ صاحب «الشّفاء»: «والّذي عندي أنّ منعه وكراهة مالك له للإضافة إلى القبر، وأنّه لو قالَ: زُرنَا النّبيّ، لم يُكره، لقولِهِ (صلّى الله عليه وسلّم): «اللّهمّ لا تَجعل قبري وثنًا يُعبد، اشتدّ غضبُ اللهِ على قومٍ اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد»، فحمى إضافةَ هذا اللّفظ إلى القبر، والتّشبّه بفعلِ أولئك»انتهى. قلتُ: لقد أصابَ، وهُو مَن يعرفُ مناقب مالك ومذهبَهُ المبنيَّ على سدّ الذّرائع، وعلم أيضًا أنّه لم يرد في «الصّحيحين» ما يعتمد عليه من الأحاديث في كيفيّة زيارة قبرِهِ (صلّى الله عليه وسلّم) ممّا يعتقده العامّة، ويعملون به مِن إمساك شُبَّاكِ النّبيّ والاستغاثة به والطَّلَب منه أمورًا مِن مصالحهم لم تُشرع، ولم تُسَنّ، ولذا قالَ أيضًا، أعني صاحبَ «الشّفاء»: وقال مالكٌ في «المبسوط»: «لا أرى أن يقف عند قبرِ النّبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) ويدعو، ولكن يُسلّم ويمضي»، قال شارحُ هذا الموضع شهاب الدّين الخفاجيّ: «ظاهره أنّ مذهب مالك عدم استحباب الوقوف »اهـ. قلتُ: فليتأمَّل هذا الغُلاةُ الطّوّافون بقبور الأموات الصّالحين ومناداتهم والتّوسّل بهم. وهذا عينُ ما يقولُ الوهّابيُّون وابنُ تيميّة وابنُ القيّم ومحمّد بن عبد الوهّاب (رحمهم اللهفيصبُّون على الوهّابيِّين سَوْطَ الاِنْتِقَادِ والتَّكفير، وهو عَيْنُ مذهبِ مالكٍ وقولِهِ وعملِهِ، حتَّى إنَّ السُّبْكِيِّينَ[4] انتقموا مِن ابن تيميّة (رحمه الله)، لماذا هو حنبليٌّ ويُوافق مالك في غالب اقتدائه، ويُخالف باقي الأئمّة، والثّابت الصّحيح في زيارتِهِ (صلّى الله عليه وسلّم) بعد مماته، ما فعلَ ابنُ عمر (رضي الله عنهما)، فإنّه كما قال مولاه نافع، أنّه رآه أكثرَ مِن مائةِ مرّةٍ، يأتي إلى قبرِ النّبيِّ (صلّى الله عليه وسلّم)، فيقولُ: السّلام على النّبيّ، السّلام على أبي بكر، السّلام على أبي، ثمّ ينصرف اهـ....»اهـ.
لعل فيما سبق:" لطيف إشارة تغني عن طويل العبارة"، وإلا فإن في الجعبة الكثير من تلك الأقوال عن علماء الجزائر الأفاضل.

بخصوص محاولة ربطك بين:" الوهابية و: داعش الإرهابيةالإجرامية، فهي حقا وصدقا: مضحكة رغم أنها مقرفة مقززة!!؟".
إن أكثر العقلاء قدعرفوا بأن:" داعش الإجرامية: صنيعة غربية إيرانية يهودية لتفتيت الدولالإسلامية!!؟".
لقد صدقت حين كتبت بقلمك:{الغرب متحالف تحالفا وثيقا مع عصابات داعش الإجرامية}.
لكنك أخطأت حين قلت:{والكل يعلم أنها ذات انتماء وهابي خالص}.

فهل يعقل أن يتحالف الغرب تحالفا وثيقا مع عصابات داعش الإجرامية – حسب قولك-، ثم تبرم أمريكا أكبر صفقة أمنية مع السعودية معقل الوهابية لتحارب داعش!!؟.
الجميل جدا في القضية: أن داعشالوهابية- حسب رأيك طبعا!!؟-: لم تضرب إلى الآن:" إيران ولا اليهود"، بينما نجدها تعيث إجراما في الدول المسلمةالسنية!!؟.
حقا وصدقا:" العقل نعمة، وأصحابه في راحة".

ختاما:
لا شك: أن بعض ما نقلناه يكفي طالب الحق الذي يقنعه دليل واحد، أما صاحب الهوى، فلن يقنعه ألف دليل، وذلك الصنف: ليس لنا عليه سبيل!!؟.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.