رد: صفحة لمرضى الفصام والوسواس القهري
12-09-2016, 06:47 PM
سلام الله عليكم أجمعين
تحية طيبة لكم جميعا

أكمل مابدأت كتابته كأحداث مرت علي وأرجو الله أن تنفع ولو شخصا واحدا في هذه الدنيا
وأوصي كل من فقد الثقة بالناس أن لا يدخل عالم العزلة الا اذا كان في جعبته من الايمان الكثير

سبقت وأشرت الى أنني زرت الراقي بمفردي وكان ذلك بعد الزيارة الثانية وكانت تلك آخر مرة أزوره هذا ماأتذكره على الأقل وما رواه لي أخي أحمد حينما استعدت عافيتي في العام الماضي
كانت تلك العودة في ذلك المساء قد حملت معها أولى الهلوسات المسموعة وتبعتها أولى الهلوسات المرئية في تلك الليلة
الى المنزل والاهل في حالة فزع دائم لكنني لم أكن أشعر بمعاناتهم الا فيما سيأتي فيما بعد
دخلت غرفتي وكنت أحاول ما استطعت المحافظة على وضوئي والصلاة
الا أنني كنت مدخن ولازلت وكنت مضطرا لأتوضأ بعد كل سيجارة أدخنها
وهنا أوصيكم ان جلستم مع المرضى النفسيين أن لاتحرموهم ولو من سجارة في اليوم فالمريض يشعر بأنها تعطيه احساس غريب
وقد حدث أن اختلط علي الأمر في التدخين فقبل تلك المرحلة كنت قد أعتزلت التدخين لأيام لكن مع بداية اشتداد المرض أصبحت لا أدخن الا السجائر المحلية من نوع "الريم"
وكنت أشم تلك الرائحة الغريبة في السجائر الأجنبية
وهو ما ارتبط حاله مع الألوان وتفضيلي للون الأخضر عن سائر الألوان في تلك المرحلة وكرهي الشديد للون الأزرق ككرهي لبني صهيون
وكرهي لجميع السيارات وتعصبي ونرفزتي حينما أركب بعض الماركات الموجودة في بلادنا الا نوعا واحد وهو : فولسفاقن ..فصادف أن ركبت سيارة من تلك الفئة وكان ذلك الثقل في أوج نوباته لكنه سرعان ما بدأ في التناقص حينما ركبت تلك السيارة

المهم في تلك الليلة وبعد صلاة العشاء ..غاب النوم كالعادة رائحته لاوجود لها نهائيا
جاء في خاطري ان أقرأ سورة الكهف ...فذلك الاحساس يدفعني لقرائتها وأنا الذي لم أقرئها في حياتي ليلا
ذهبت لأحضر المصحف ..فنحن نملك مصحفين في المنزل
أحضرته وأغلقت باب غرفتي ولازمت مكاني وفتحت بحثا عن سورة الكهف
صدقوني ورب الكعبة لاوجود لها لا في الفهرس ولا في أي مكان آخر
صدمت وفرزعت رعبا وليس خوفا
كان الخوف بدا يسيطر علي
مع أولى الهلوسات المرئية
خرجت من الغرفة وذهبت أحضر المصحف الثاني واحساسي بالخوف يقول لي بأن هناك شيء يتبعك ونفس الاحساس يقول لي بأن لا ألتفت
حملت المصحف الثاني ومن شدة الخوف بحثت عن سورة الكهف فلم أجدها أيضا
قلت لكم من شدة الخوف : لم أذكر حتى اسم الله عند فتح المصحف
ثم جاء في بالي ذلك المصحف الصغير الذي كان بحوزتي طيلة 18 شهرا في الواجب الوطني
فذهبت أبحث عنه فوجدته في غرفة من الغرف
حملته وسرت به الى غرفتي وأنا أرتعب خوفا ...من ماذا ؟ الله أعلم ؟
أغلقت باب الغرفة وفتحت الفهرس فوجدت سورة الكهف
ووجدتها حقا ...يال تلك الطمئنينة التي نزلت علي
بدأت في القراءة بصوت مرتفع
وهنا حدث أن شاهدت ثاني الهلوسات
في غرفتي نافذة وكانت مغلقة وليلتها كان هناك قمر
صدقوني يا اخوة الايمان : المصحف في يدي وانا على الأقل أحسب نفسي متوضأ وأتلو في سورة الكهف بصوت مرتفع وأنا أرى ظل انسان ينظر لي من خلف النافذة
صعقت من الخوف واحمد الله أن بطارية الايمان كان بها ما شجعني على مواصلة القراءة
فبدأ ذلك الظل يذهب ويختفي وكأنه يريد الدخلو الى الغرفة ولم يستطع
قرأتها الى النهاية تقريبا
حتى فتح الباب أخي وهو يصدمني بهذا السؤال :
أين أمك بنرفزة وصوت قاسي ...أين أمك ؟
هكذا حقا سمعت ذلك السؤال وقتها ...وأرجح كفة المرض الى سماعي الى الأصوات القاسية وتغير ملامح الناس من حولي
في تلك اللحظة لبست ملابسي وحذائي
ووضعت المصحف الصغير عند قلبي
وكنت في حالة خوف لم يسبق لي في حياتي كلها أن لامست ذرة منها
وخرجت من المنزل ...الى أين وكيف ...تلك هي آخر مرة أزور فيها الراقي ليلا وكانت الساعة تشير الحادية عشرة ونصف تقريبا

أكمل غدا ان شاء الله
دمتم سالمين ودامت صحة عقولكم