رد: كَيْفَ عَالَجَ شَيْخُ الإِسْلامِ ابنُ تَيميةَ دَاءَ التَّصَوُّفِ العُضَالَ!!؟
05-08-2017, 08:35 AM
6-حَقيقةُ الصِّراطِ المستقيمِ تَكمنُ في فِعلِ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ وَرَسُولُهُ، وَتركِ مَا نَهَى اللهُ عَنْهُ وَرَسُولُهُ، وهُوَ يَشتملُ عَلَى عِلْمٍ وَعَمَلٍ: عِلْمٍ شَرْعِيٍّ وَعَمَلٍشَرْعِيٍّ، فَمَنْ عَلِمَ وَلَمْ يَعْمَلْ بِعِلْمِهِ: كَانَ فَاجِرًا، وَمَنْ عَمِلَ بِغَيْرِ عِلْمٍ: كَانَ ضَالًّا[6].

7- لا يَصِحُّ انتسابَ الصُّوفيةِ بِأيِّ وَجهٍ مِنَ الوجوهِ إِلى أَهلِ الصُّفةِ؛ فَإِنَّهم كَانُوا مِنْ فقراءِ المسلمينَ مِنْ أَصْحَابِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا مأوى لهم، وَكانَ أحدُهم يأوي للصُّفةِ الَّتي كَانتْ فِي مُؤَخَّرِ مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ فِي شَمَالِيِّ الْمَسْجِدِ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ؛ ولذلكَ نُسِبوا إليها[7].

8- سَمَاعُ الصُّوفيةِ البدعيُّ الممنوعُ: مَاثلٌ في سَماعِ الْمُكَاءِ وَالتَّصْدِيَةِ، وَهُوَ:" الِاجْتِمَاعُ لِسَمَاعِ الْقَصَائِدِ الرَّبَّانِيَّةِ سَوَاءٌ كَانَ بِكَفِّ أَوْ بِقَضِيبِ أَوْ بِدُفِّ أَوْ كَانَ مَعَ ذَلِكَ شَبَّابَةٌ"، وَهَذَا لَمْ يَفْعَلْهُ أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ لَا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ وَلَا مِنْ غَيْرِهِمْ؛ بَلْ وَلَا مِنْ التَّابِعِينَ، بَلْ الْقُرُونُ الْمُفَضَّلَةُ الَّتِي قَالَ فِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"خَيْرُ الْقُرُونِ الَّذِينَ بُعِثْت فِيهِمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ": لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ أَحَدٌ يَجْتَمِعُ عَلَى هَذَا السَّمَاعِ لَا فِي الْحِجَازِ وَلَا فِي الشَّامِ وَلَا فِي الْيَمَنِ وَلَا الْعِرَاقِ وَلَا مِصْرَ وَلَا خُرَاسَانَ وَلَا الْمَغْرِبِ.
وَأَمَّا سَماعُ الصَّحابةِ-رَضيَ الله عنهم- السُّنِّيُّ المشروعُ؛ فقائمٌ عَلَى سماعِ القرآنِ الَّذِي كَانُوا يَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ سَواءٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ، أَوْ غَيْرِهِمْ؛ فَكَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا اجْتَمَعُوا: أَمَرُوا وَاحِدًا مِنْهُمْ يَقْرَأُ وَالْبَاقِي يَسْتَمِعُونَ[8].

9-دَاءُ الغُلُوِّ مِنَ الأدواءِ الخطيرةِ الَّتي سَرَتْ في جَسدِ الصُّوفيةِ؛ مِمَّا كَانَ لَهُ أكبرُ الآثارِ المدمَّرةِ عَلَى الجانبِ العقديِّ؛ حيثُ جَعلَ المريدونَ لمشايخهم مقاماً كمقامِ اللهِ تعالى، بلْ أعلى من ذلكَ؛ مضاهاةً للنَّصارى الَّذين غَلوا في المسيحِ-عليهِ السَّلامُ- وأحبارهم ورهبانهم، وقد وقعَ بعضهم-عياذاً باللهِ- في (كفرِ الحلولِ والاتِّحادِ) باعتقادهم أَنَّ الرَّبَّ-تعالى-يَحُلُّ في مخلوقاتهِ ويتَّحِدَ بهم!!؟.
كَما وَقعَ آخرونَ في (شِركِ الألوهيةِ)؛ وذلكَ بِصرفِ الدُّعاءِ لِواحدٍ مِنْ مشايخهم؛ كَالشَّيْخُ أَحْمَدَ، أَوْ الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ، أَوْ مناداتهم بقولِ:" يَاسَيِّدِي فُلَانٌ أَنَا فِي حَسْبِك، أَوْ فِي جِوَارِك أَسْتَغِيثُ وَبِك أَسْتَجِيرُ"، أوِ الاستنصارِ بهم في المضايقِ والملِمَّاتِ؛ مِمَّا لا يجوزُ إلا في حقِّ اللهِ الواحدِالقَّهارِ.
وقد بَيَّنَ شَيخُ الإسلامِ: ابنُ تيميةَ-رَحمهُ اللهُ- الموقفَ الشَّرعيَّ منْ داءِ الغُلُوِّالمدمِّرِ الفتَّاكِ؛ فقدْ أَفاضَ-رَحمهُ اللهُ في إيرادِ الأَدِلَّةِ القطعيةِ مِنَ الكتابِ والسُّنةِ النَّاهيةِ عَنِ الغلُوِّ، الذَّامَّةِ لَهُ، الكاشفةِ عَنْ عواقبهِ الوخيمةِ وآثارهِ المهلكةِ في تأريخِ الأمم والشُّعوبِ[9].

يتبع إن شاء الله.