رد: فتنة الشرك
20-08-2017, 04:51 PM
فتنة الشرك
( 7 )
من آثار ( ضعف العلم ) في الأمة غاية: ظهور الشركيات من جراء انتشار الجهالات، وذيوع الخرافات، والتمسك بالترهات، والتعلق بالشبهات...
ولا تطهر الأرجاء، ولا يتحقق للعقول الجلاء، ولا تتسم القلوب بالصفاء إلا ببيان:
- الحقيقة الشرعية للشرك.
- وأقسام ذلك وأنواعه.
- والكشف عن عموم أفراده.
- وأسباب الشرك ومادته.

كل ذلك قصد:( تصفية التوحيد)، و( تحقيق التجريد )، و( شهود مشهد التفريد)، و العودة إلى ( نقاء الفطرة) من جديد.
وهذا: أوجب الواجبات في مفهوم:" حفظ الشريعة"، وهو أمر أكيد.
قال العلامة: مبارك الميلي المالكي الجزائري- رحمه الله - :
" حق الله على عباده: أن يعبدوه لا يشركوا به شيئا ، وإن مثل الشرك من التوحيد: كمثل الليل من النهارـ والعمى من الإبصار؛ يعرض للأمم الموحدة كما يعرض الظلام للضياء، ويطرأ عليها كما تطرأ الأسقام على الأجسام.
غير أن الظلام باعث لنوم الأبصار: لإفادة الراحة للأجساد، أما الشرك، فعلة لنوم البصائر: الموجب لشقاء العباد.
وإذا كان حفظ الصحة بالغذاء والدواء، فإن حفظ التوحيد يكون بالعلم والدعوة، ولا يحفظ التوحيد علم: كعلم الكتاب والسنة، ولا تجلي الشرك دعوة: كالدعوة إليهما وبهما ".( الشرك ومظاهره،التهذيب ص: 910).

والغاية: أن إيضاح الشرك ومتعلقاته هو: لأجل بيان المراد الشرعي في الموضوع، بغض النظر عن الحكم على المتلبس بذلك من الأعيان والجماعات، فهذا شأن آخر يتعلق بحق الخلق.
فالمتلبس بذلك: لا يحكم عليه بموجبه حقيقة - من صاحب أهلية - إلا مع توفر الشروط، وزوال الموانع: كما هو مقرر معلوم عند أهل الشأن.
قال الناظم:

ولا يتم الحكم حتى تجتمع * كل الشروط والموانع ترتفع

وسر هذا المرقوم: ملاحظة ما يرد على حال المكلف مما يصطلح عليه ب:( عوارض الأهلية)، كالخطأ، والجهل، والتأويل، وما أشبه، فمراعاتها: أصل شرعي معتبر.
قال العلامة: علاء الدين البخاري - رحمه الله -:
" وسميت هذه الأمور التي لها تأثير في تغيير الأحكام: عوارض، لمنعها الأحكام التي تتعلق بأهلية الوجوب، أو أهلية الأداء عن الثبوت ".( كشف الأسرار: 4/370)
فالله الله في تكاتف الجهود: لبيان ماهية الشرك ومظاهره وأقسامه وبواعثه: لإعلاء راية التوحيد وأعلام دلائله، والعيش تحت مظلة شواهده وأنواره.
والله المستعان.
يتبع بإذن الله.