رد: درر ذهبية من سورة البقرة/ منهج الإستخلاف
27-12-2012, 12:57 PM
السلام عليكم

أريد ضبط بعض الألفاظ التي أراها مهمة، فلعلي إن أخطأت في فهمك أو فيما أراه ضبطا أن نتحاور بكل ود والمبتغى التكامل و التناصح :

التوحيد الذي هو حق الله على العبيد
اقتباس:
فينبغي لكل من يقرأ هذه السورة أن يفهم أن كل آية تطلب منه القيام بالمهمة التي خلق من أجلها: أنت مسؤول عن الأرض لإصلاحها وتعميرها وهدايتها
لو قلت المهمة التي خلق من أجلها : عبادة الله وحده لكان أحسن وألزم للتعبير القرآني
إذ يقول ربنا جل في علاه : وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون. أي ليوحدون
فهذه هي الغاية لا إله إلا الله وغيرها فرع عنها كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إليها وإقامة الإمامة والخلافة الخ

كذلك من الملاحظ أيضا عدم الإسهاب في ذكر أهم المسؤوليات الملقاة على عاتق كل بني آدم والتي وردت في كل أقسام السورة التي ذكرتيها،
فالتوحيد والإيمان هو دعوة الرسل ومن أجله خلق الخلق وكما قال كثير من العلماء كابن القيم : القرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزاؤه وما يضاد ذلك
مثلا في البقرة أول أمر في القرآن كان : ياأيها الناس اعبدوا ربكم
فأمر بالتوحيد وذكر دلائله (الذي خلقكم والذين من قبلكم الآيات) وأيضا قرر النبوة بعده (فإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا)
وهما أصلا الإسلام أي الشهادتين
ثم التوحيد كان وصية إبراهيم ويعقوب لبنيه التي سميت في الصورة التي أوردتيها أمانة الاستخلاف

آدم عليه السلام
اقتباس:
أول تجربة إستخلاف على الأرض: آدم عليه السلام.

تجربة سيدنا آدم تجربة تمهيدية تعليمية، وكانت المواجهة بين إبليس وسيدنا آدم عليه السلام لإعلان بداية مسؤولية سيدنا آدم وذريته عن الأرض.
قد يفهم (قد بعدها المضارع : تفيد ماذا ؟ التقليل) من تعليقك على نجاح إبراهيم في تجربته وعدم ذكر ذلك أن آدم لم ينجح، (ولم أقل إنك تقصدين ذلك) خصوصا لما أقرأ هذا
اقتباس:
تجربة آدم مع ابليس (فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيْطَـٰنُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ (36))وهنا دلالة أنّ المعصية هي سبب الإستبدال
وانا على يقين أن آدم نجح في استخلافه في الأرض، ولم يستبدل وإذا لم ينجح أدم فمن ينجح بعده في أمتنا اليوم ؟
فالقصة بين آدم وإبليس كانت في الجنة قبل أن يهبط آدم إلى الأرض التي قال الله فيها إني جاعل في الأرض خليفة ولم يقل في الجنة
ومن أعظم الشواهد على نجاح آدم هو قول نبينا فحج آدم موسى عليهم الصلوات والسلام. فابحثي عنه
هذا مجرد تنبيه لم تقولي بخلافه بلا شك

اقتباس:
الحج: محطة وقود

فما الذي دعا للكلام على الحج بعد القتال؟ إن الحج هو أول تدريب على القتال، والله تعالى يتيح للأمة من خلال الحج فرصة تدريبية (من إعداد نفسي وبدني وروحي) للتدريب على الجهاد وتغيير العادات.
هنا نبهتينا لحكمة من حكم الحج الكثيرة وهو استنباط جيد منك، جزاك الله خيرا، وفي الحديث للنساء : كتب عليكن جهاد لا قتال فيه الحج
لكن العنوان يحتاج لضبط أكثر : الحج اعظم من الجهاد من جهة أنه من أركان الإسلام،
فأنى نجعله كمحطة وقود قد يشعر بأن غيره أهم منه من كل وجه، وانه وسيلة فقط والغاية منه هي الجهاد (وما دخول محطة الوقود إلا وسيلة للسفر وليس سفرا)
بل هو من الأصول العظيمة

بورك فيك هذا بعض ما مر بي من ملاحظات
(لايوجد إلا تعديلين طفيفين أختي مسلمة)