رد: تروى على لسان صاحبـ (ت) ها فيـ (ت)قول(حكاوي...والعهدة على الراوي)
18-10-2016, 11:29 PM
قصة4
تروي إحدى معلمات المدارس الإبتدائية بالرياض قصتها مع إحدى الفتيات فتقول : قمت بتدريب مجموعة من الفتيات الصغيرات على أداء نشيد راقص أمام أمهاتهن في حفل نهاية العام الدراسي ، وبعد (بروفات) عديدة ومتقنة، جاء حفل الافتتاح والتخرج ، غير أن ما عكر صفو ذلك الاستعراض الجميل، هوالأداء السيئ لإحدى الصغيرات ، فتركت اللحن وإيقاع النشيد وأخذت تحرك جسمها وأصابعها ويديها وملامح وجهها بطريقة غريبة مضحكة ، إلى درجة أنها كادت تلخبط الفتيات الأخريات بحركاتها الغريبة المستهجنة.
وتقول المعلمة : حاولت أن أنهرها وأنبهها على الإنضباط لكن دون جدوى ، إلى درجة أنني من شدة غضبي كدت أسحبها عنوة ، غير أنني كلما كنت أقترب منها راوغتني وانسحبت ، وتمادت في حركاتها حتى لفتت أنظار الجميع ، وأخذت تتعالى ضحكات وقهقهات الحاضرات المندهشات مما يحصل ، ووقعت عيناي على المديرة التي أخذ عرقها يشرشر من شدة الخجل، وتركت مقعدها واتجهت نحوي وهي تقول: لا بد وأن نفصل ونطرد تلك الطفلة المشاغبة والبذيئة من المدرسة ، فشجعتها على ذلك.
غير أن ما لفت نظرنا أن أم تلك الطفلة كانت طوال الوقت واقفة تصفق لابنتها بحرارة، وكأنها تحثها على الاستمرار بحركاتها غير المفهومة .
وما أن انتهى النشيد حتى اندفعت إلى خشبة المسرح وجذبتها من ذراعها بكل قوه قائلة لها: لماذا لم تنشدي مع زميلاتك بدلاً من أن تقومي بتلك الحركات الغبية؟!
فقالت: لأن أمي كانت موجودة، فتعجبت من ردها الوقح ذاك، ولكنني صدمت عندما قالت لي بكل براءة: إن أمي لا تسمع ولا تتكلم، وأردت أن أقوم لها (بالترجمة) لها على طريقة (الصم البكم)، لكي تعرف هي كلمات النشيد الجميلة، وأريدها أن تفرح كذلك مثل بقية الأمهات.
وما أن سمعت تبريرها حتى انهرت وحضنتها وبكيت رغمًا عن أنفي، وعندما عرف الجميع السبب تحولت القاعة بكاملها إلى مناحة.
ولكن أحلى ما في الموضوع أن المديرة بدلاً من أن تفصلها كرمتها، ومنحتها لقب: (الطفلة المثالية).
وخرجت مع أمها مرفوعة الرأس وهي تقفز على قدميها.


سحر الحرف والكلام


شكرا للأخ صقر الأوراس على التوقيع