وهو أقوى المدود على الإطلاق، وهو تابع للمد الفرعي بسبب السكون، ولكن ليس كالمد العارض للسكون. المد العارض للسكون كان السكون فيه عارضًا لأجل الوقف، أما اللازم فسكونه أصلي ثابتٌ وصلًا ووقفًا.
تعريفه:هو أن يقع بعد حرف المد أو حرف اللين حرفٌ ساكن سكونا لازما في كلمة واحدة أو في حرف من حروف أوائل السور.
قيّدنا بالسكون اللازم: احترازا من السكون العارض بسبب الوقف فالمد فيه جائز كما تقدم
وقيدنا بـ (في كلمة واحدة) احترازا مما لو كانا في كلمتين، فإنه يتعين حذف حرف المد حينئذ كما في: (( وقالا الحمد لله ـ والمقيمي الصلاة ـ وقالوا اتخذ ))
حكمه: اللزوم أي لزوم مده عند جميع القراء.
مقداره:الإشباع عندجميع القراء.
أقسامه:
المد اللازم الكلمي - المد اللازم الحرفي
ويكون كُلًّ منهما مثقلًا: إذا وقع بعده حرف مشددٌ، ومخفّفًا: إذا وقع بعده حرف غير مشدد.
أولا ـ المد اللازم الكلمي :
تعريفه:هو أن يقع حرف المد وبعده سكون لازم في كلمة واحدة.
أمثله: قوله تعالى:
((ولاالضآلِّين)) (( فإن حآجّوك )) ((الحآقّة ما الحآقّة)) (( مدهآمّتان)) ((نسكي ومحيآيْ ومماتي لله))
ويكون مثقلًا ومخففًّا حسب ما يأتي بعد حرف المد :
- فإذا وقع بعد حرف المد حرف مشدد يكون المدُّ مدا لازماكلميا مثقلا. مثال: (( مدهآمّتان((
- إذا وقع بعد حرف المد حرف غير مشدد يكون المد مدًا لازمًا كلميًا مخففًا. مثل: (ومحيآيْ((
تنبيهات:
· كلمة محياي لورش :في ياء الإضافة وجهان الفتح والإسكان:
فعلى وجه الفتح يكون المد فيها مدًا طبيعيًا وصلًا، وعارض للسكون وقفًا. "ومحيايَ ومماتي لله"
أما على وجه الإسكان فيكون المد فيها مدًا لازمًا كلميًا مخففًا وصلًا ووقفًا ويمد ست حركات.
ومع كلا الوجهين (الفتح والإسكان) في الياء له وجهي الفتح والتقليل في الألف قبلها ، ففيها أربعة أوجه كما سنراه في باب الفتح والإمالة.
· في حالة الوقوف على مثل كلمة : جآنّ، صوآفّ، مضآرّ..يكون المد لازما أيضا، لأن الحرف الأول من الحرف المشدد ساكن سكونا أصليا، والسكون إنما عرض على الثاني دون الأول..فيكون المد في هذه الكلمات لازما كلميا مثقلا وصلا ووقفًا
المدالشبيه باللازم:
هوالمد الناتج عن إبدال الهمزة الثانية من الهمزتين المتفقتين في الحركة - سواء كانتا في كلمة أوكلمتين- حرف مد إذا وقع بعده ساكن.
أمثلة:
ـ في كلمة مثل: ((ءأنذرتهم )) بعد الإبدال تصبح ءآنذرتهم ولكون ما بعدها ساكن فتمد 6 حركات من قبيل المد اللازم
ـ في كلمتين: ((هؤلاء إن كنتم صادقين))
· ويكون مخفَّفًا إن لم يأتِ بعده مشدَّدًا مثل الأمثلة السابقة.
· ويكون مثقَّلًا إذا وقع بعده حرف مشدَّد مثل: ((وما ينظُرُ هؤلاء إلّا صيحة))
ويأتي أيضًا في: ((أفرأيت - أرأيت - أرأيتكم)) على وجه إبدال الهمزة الثانية حرف مد فيكون شبيه باللازم كلمي مخفف
سبب تسميته بالشبيه باللازم أن حرف المد ليس أصليًا بل ناتج عن إبدال همزة، وفي بعض الروايات وليس جميعها، لذلك أشبه اللازم من حيث حكمه ومقداره.
فلذلك لا نمد ما يكون فيه الحرف متحركًا بعد الهمز مثل: ((أولياء أولئك)) لا مد لازم مشبع فيها لأن بعد الهمزة المبدلة حرف متحرك وليس ساكن.
مد الفرق:
تعريفه: هو أن تدخل همزة الاستفهام على اسم معرّف بـ ( الـ ) فتبدل همزة الوصل المقرونة بلام التعريف حرف مد مقداره ست حركات، للتفريق بين الاستفهام والخبر.
وهو مد يتبع المد اللازم، ووقع في ثلاث كلمات في ست مواضع في القرآن :
- ءآلله في سورتي ( يونس ، النمل )
- ءآلئـن في موضعي سورة ( يونس ) .
- ءآلذكرين في موضعي سورة ( الأنعام )
تفصيل الحكم على كلمة آلذكرين:
*الذكرين مثنى ذكر = = ذكرين
* دخلت عليها لام التعريف فصارت الذكرين، وأدغمت اللام في الذال لأنها لام شمسية.
فتنطق عند الابتداء == أذّكرين.
*دخلت عليها همزة الاستفهام فصارت أالذكرين..
لو أسقطنا همزة الوصل سيرًا على القاعدة لالتبس علينا الخبر والاستفهام عند الابتداء، ولإزالة اللبس وحصول التمييز بين الخبر والاستفهام أبقينا على همزة الوصل فصار عندنا: أأذّكرين.
*اجتمع لدينا همزتين والعرب تستثقل النطق بهمزتين متواليتين ،فتخلصنا من هذا الثقل بتغيير الهمزة الثانية : إما بالتسهيل أوالإبدال .
ـ فعلى وجه التسهيل: تسهل الهمزة الثانية بينها وبين الألف
ـوعلى وجه الإبدال: تبدل همزة الوصل المثبتة ألفا مشبعة لأنه جاء بعدها حرف ساكن سكونا لازما، مدغم فيما بعده( مشدد) فتمد من قبيل المد اللازم الكلمي المثقل ست حركات عند جميع القراء.
ووجه الإبدال هو المقدم عند جميع القراء .
الدليل من الشاطبية:
وَإنْ همزُ وصلٍ بين لامٍ مُسَكّنٍ ... وهمزةِ الاستفهامِ فامدده مُبدلافللكلِّ ذا أولى ...............................
ملاحظة:
* ما ذكرناه في كلمة الذكرين هو نفسه ما يقال في كلمة ( أالله(
* أما ءآلآن، ففيها الوجهان السابقان لكل القراء ـ غير أن المد اللازم هنا مخفف لعدم إدغام اللام فيما بعده ـ ولورش وجه ثالث وهو إبدال همزة الوصل ألفا مع القصر اعتدادا بالحركة العارضة بسبب النقل. ويأتي تفصيل هذه الكلمة ـ بإذن اللهتعالى ـ في باب النقل.
سبب التسمية بمد الفرق:سمي بمد الفرق لأننا نأتي به للتفرقة بين الأسلوبين الاستفهامي والخبري، ويُمد ست حركات من قبيل المد اللازم وصلًا ووقفًا.