رد: موقف المستشرقين من دراسة الفرق الصوفية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة
03-06-2017, 04:38 PM
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:


يا:" بني".
سنختصر ردنا كثيرا هذه المرة، لأن وقتنا أثمن من إهداره في مواضيع:" طابت وشاطت احترقت نقاشا!!؟"، فنقول بتوفيق الله تعالى:

لم نتجاهل تماما:" نبذ و طعن الكثير من علمائكم في الوهابية!!؟"، لأننا نعلم يقينا بأنهم من:( صنف) من قال الله عزوجل فيهم:
[
وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ].

فمعاداتهم لدعوة التوحيد ليست جديدة، ولا تقتصر على زمن أو بلد واحد!!؟.
وبخصوص هذه المسألة بالذات، وأقصد:" علاقة علمائكم بدعوة التوحيد"، يقول الشيخ العلامة المصلح الجزائري:" محمد البشير الإبراهيمي" رحمه الله – وبالمناسبة: نشكرك لأنك كنت سببا في دفعنا لكتابة قوله حتى يعلم القراء المنصفون حقيقة طعونكم في الوهابية-، فإلى كلامه رحمه الله:

" أما نحن، فلا يعسر علينا فهم هذه العقدة من أصحابنا بعد أن فهمنا جميع عقدهم، وإذ قد عرفنا مبلغ فهمهم للأشياء وعلمهم بالأشياء، فإننا لا نرد ما يصدر منهم إلى ما يعلمون منه، ولكننا نردّه إلى ما يقصدون به، وما يقصدون بهذه الكلمات إلا: تنفير الناس من دعاة الحق، ولا دافع لهم إلى الحشد في هذا إلا أنهم موتورون لهذه الوهابية التي هدمت أنصابهم ومحت بدعهم فيما وقع تحت سلطانها من أرض الله، وقد ضجّ مبتدعة الحجاز، فضجّ هؤلاء لضجيجهم، والبدعةرحمماسّة، فليس ما نسمعه هنا من ترديد كلمة وهابي تقذف في وجه كل داع إلى الحق إلا نواحًا مرددًا على البدع التي ذهبت صرعى هذه الوهابية، وتحرّقًا على هذه الوهابية التي جرفت البدع، فما أبغض الوهابية إلى نفوس أصحابنا!!؟، وما أثقل هذا الاسم على أسماعهم!!؟، ولكن ما أخفّه على ألسنتهم حين يتوسلون به إلى التنفير من المصلحين!!؟، وما أقسى هذه الوهابية التي فجعت المبتدعة في بدعهم، وهي: أعزّ عزيز لديهم، ولم ترحمالنفوس الولهانة بحبّها، ولم ترث للعبرات المراقة من أجلها!!؟". (آثار الإبراهيمي:1/123).

يا:" بني".
بالإنجليزي، نقولها لك:" ثانكيو فيري ماتش".

لقد كان تعقيبك سببا مباشرا: ليعرف القراء المنصفون العقلاء سبب معاداتكم أنتم وأسلافكم لدعوة التوحيد، فقد جلاها ووضحها وبينها الشيخ العلامة المصلح:" محمد البشير الإبراهيمي" رحمه الله ب:" ألطف إشارة، وأوضح عبارة"، فجزاه الله عن دعوة التوحيد خير الجزاء، وليس بعد كلامه مزيد.

وهذا الحَقُّ لَيس به خفاءٌ ÷ فَدَعني من بُنيَّات الطريقِ
خُذْ ما تَراهُ وَدَعْ شَيْئاً سَمِعْتَ بهِ ÷ في طَلعَةِ البَدرِ ما يُغنيكَ عن زُحَلِ
إنِ الحقُّ لا يخفى على ذي بصيرة÷ وإن هوَ لمْ يعدم خلافَ معاندِ


ملاحظة:
ألتمس منك في تعليقك القادم: أن لا تتجاوز كلام الشيخ العلامة المصلح:" الإبراهيمي" رحمه الله: كما تجاوزت في تعليقك السابق كلام الإمام المصلح المجدد:" ابن باديس" رحمه الله لأمر في نفسك!!؟.

ختاما:
نهمس بكلمة هامة في أذنك وأذن كل من يحمل عداء لدعوة ودعاة التوحيد، فإليكموها تامة غير منقوصة:

اعتقدوا ما شئتم في دعوة التوحيد، ، واكتبوا فيها ما يحلو لكم، ننبهكم فقط لأمر هام جدا، وهو:

أعدوا للسؤال جوابا، وللجواب صوابا: يوم تقفون خصوما لدعاة التوحيد بين يدي الجبار المجيد:يوم يحصل ما في الصدور!!؟:
[يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ].
[قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ. وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ].
[وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ].

رحم الله دعاة التوحيد، وأسكنهم فسيح جناته.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.