المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمازيغي مسلم
جاء في كتاب:(الجامع لسيرة شيخ الإسلامابن تيمية خلال سبعةقرون:1/39-47)، لمؤلفيه:"محمد عزيز بن شمس وعلي بن محمد العمران"،(الناشر: دار عالم الفوائد – مكة/ الطبعة: الثانية، شوال 1422 هـ/عدد الأجزاء: 1).
وهو الكتاب نفسه الذي نقل منه الكولاج ما يهواه ويشتهيه، وحذف ما يكشف كذبه وتلبيسه وتدليسه!!؟، فقد نقل منه بداية المبحث، وترك آخره وفيه الخلاصة التي تكشف كذبه!!؟.
{* وههنا موضع ينبغي تحريرُه، وهو:
ما استشكلَه كثيرون؛ إذ ورد في بعض المصادر أن الشيخ -رحمه الله- قد كتب كتابًا فيه عقيدةٌ تُخالِفُ ما دعا إليه وأفتى به طول حياته؛ بل وسُجِن من أجله، فنقول -تحريرًا لهذا الموضع، ودحضًا لمن تتنازعه الأهواء والشُّبَه-:
هذا الرجوع قد جاء عند كلٍّ من:
1 - تلميذه ابن عبد الهادي (744) كما في:(العقود الدرية: 197) نقلًا عن الذهبي.
2 - الذهبي (748) -تلميذه -كما نقله عنه ابن عبد الهادي (السابق) ونصُّه:
" ... وجرَت أمور طويلة، وكُتِبَ إلى الشام كتاب سلطاني بالحطِّ عليه، فقُريء بالجامع وتألم الناسُ له، ثم بقي سنةً ونصفًا (أي: سنة 707) وأُخرج، وكتب لهم ألفاظًا اقترحوها عليه، وهُدِّد وتُوعِّد بالقتل إن لم يكتبها. وأقام بمصر يُقرىء العلم ويجتمع عنده الخَلْقَ. . ." اهـ.
3 - ابن المعلم (725) في:"نجم المهتدي ورجم المعتدي" (نسخة باريس رقم 638)، والنويري (733) في:"نهاية الأرب -كما في الجامع 181 - 182 "، وفيه أن هذا المجلس كان بعد حضور الأمير حسام الدين مهنّا (ربيع الآخر / 707) وأخرج الشيخ (يوم الجمعة 23 / ربيع الأول / 707).
ثم نقل النويري مضمون ما في الكتاب الذي يحكي ما في المجلس، وأنه (أي: الشيخ) ذَكَر أنه أشعري، وأنه وضع كتابَ الأشعري على رأسه، وأنه رجع في مسألة (العرش والقرآن والنزول والاستواء) عن مذهبه -مذهب أهل السنة- وكان الكتاب تاريخ (25 / ربيع الأول / 707).
ثم عُقِد مجلسٌ آخر، وكتب فيه نحو ما تقدم في (16 / ربيع الآخر / 707) وأُشْهِد عليه.
4 - أما البرزالي (739) -رفيقه- فلم يذكر في حوادث هذه السنين شيئًا (الجامع: 213 - 215).
5 - ذكر الدواداري (بعد 736) في:"كنز الدرر- الجامع: 239): أنهم عقدوا له مجلسًا آخر في (12 / ربيع الآخر / 707) بعد ذهاب الأمير حسام الدين، ووقع الاتفاق على تغيير الألفاظ في العقيدة وانفصل المجلس على خير.
6 - لم يذكر ابن كثير (774) -تلميذه- في "البداية والنهاية" شيئًا من أمر رجوعه ذلك.
7 - ذكر ابن رجب (795) في: "الذيل- الجامع: 476 - 477 " نحو ما ذكره ابن عبد الهادي في "العقود" فقال: "وذكر الذهبي والبرزالي وغيرهما أن الشيخ كتب لهم بخطه مُجملًا من القول وألفاظًا فيها بعضُ ما فيها؛ لمَّا خاف وهُدِّد بالقتل".
ولم يذكر نص الكلام، ولا الكتاب.
8 - لم يذكر المقريزي (845) في "المقفَّى الكبير- الجامع: 507 " شيئًا من خبر الرجوع ولا الكتاب.
9 - ذكر الحافظ ابن حجر (852) في "الدرر الكامنة- الجامع: 536 - 537 " نحو ما ذكره النويري في:"نهاية الأرب"، ثم عزا ابن حجر ما نقلَه إلى "تاريخ البرزالي"!.
10 - ذكر ابن تَغْري بَرْدي (874) في "المنهل الصافي- الجامع:
576 " نحو ما ذكره الحافظ ابن حجر، وسياق نَقْلِه يدل أنه ينقل من كتاب لكمال الدين ابن الزملكاني -وعداؤه للشيخ معروف- فيه ترجمةٌ للشيخ، وقد نقل منها -أيضًا- في:"النجوم الزاهرة- الجامع: 580 ".
فتبيَّن من هذا العَرْض أن:
1 - من المؤرخين: من لم يذكر القِصَّة ولا المكتوب أصلًا!!؟.
2 – ومنهم: من أشار إليها إشارة فقط دون تفصيلٍ للكتاب الذي كتبه، مع ذِكرهم ما صاحبَ كتابته تلك من التخويف والتهديد بالقتل.
3 – ومنهم: من فصَّلها وذَكَر نصَّ المكتوب، لكن دون ذكرهم لما صاحَبَ ذلك من تهديد وتخويف بالقتل!!؟.
وعلى هذا؛ يمكننا القول:
إن ابن المعلم والنويري قد انفردا من بين مُعاصِري الشيخ بقضية رجوعه، وسياق ما كتبه، وتابعهما على ذلك بعض المتأخرين، وعليه فيمكن تجاه هذه القضية: أن تُتخذ أحد المواقف التالية:
1 - أن نكذِّب كلَّ ما ذكره المؤرِّخون جملة وتفصيلًا، ونقول: إن شيئًا من ذلك لم يكن.
2 - أن نُثْبِت أصلَ القِصَّة، دون إثبات أيّ رجوعٍ عن العقيدة، ولا المكتوب الذي فيه المخالفة الصريحة لما دعا إليه الشيخ قبل هذا التاريخ وبعده.
3 - أن نُثْبِت جميعَ ما انفردَ به ابنُ المعلم والنُّويريُّ من الرجوع والكتابة.
فالأول: دَفعٌ بالصدر، والثالث: إثبات للمنفردات والشواذ وتقديمها على الأشهر والأكثر.
والذي يثبت عند النقد ويترجَّح هو: الموقف الثاني: أن الشيخ كتب لهم عبارات مُجْمَلة -بعد التهديد والتخويف- لكن ليس فيها رجوع عن عقيدته، ولا انتحال لعقيدةٍ باطلة، ولا كتاب بذلك كلِّه، وذلك لأسبابٍ عديدة هي:
.
|