حديث الصباح..اليوم الموعود
08-01-2018, 06:10 AM


الحقيقة التي وقفتُ عليها هي أن "العدائية" مزروعة بين أبناء الوطن الواحد، فلماذا نظلم " الآخر" إذن، ذلك الآخر الذي يختلف عنا فكرا و عقيدة، كيف ننشد الارتقاء و السُمُوّ و قلوبنا تسكنها الكراهية و الأحقاد؟ ، كيف نبلغ ذلك المستوى و نحن نمارس ثقافة إلغاء الآخر و تدميره معنويا؟، كثيرون هم من جعلوا من الرّياء غطاءً يخفي حقيقتهم، و ما تخفيه قلوبهم السوداء و كأن "الصدأ" أصابها.. هذه الصفات الدنيئة منتشرة داخل الأسرة و في العمل، و كأننا ننتمي إلى عقيدة غير عقيدة الإسلام ، بل نجد غير المسلمين أكثر نبلا و أكثر إنسانية، هؤلاء الذين يفكرون في إنقاذ الإنسانية، يبحثون عن أسباب المرض، و يصنعون الدواء، و يزرعون لتأمين الغذاء للبشرية، هؤلاء الذين يتقنون أعمالهم، لا يغشون في السلع و في الميزان، هؤلاء الذين آمنوا بأن الحياة ليس للمتعة فقط، و إنما لخدمة الإنسانية، و آمنوا بأن الله خلقنا لهذه المهمة..
مازلت أسترجع ما كتبه السيد قطب في رسالته لأخته، و كما قال هو :"عندما يعيش الإنسان لنفسه، تبدوا له الحياة قصيرة ضئيلة، وتنتهي بانتهاء عمره المحدود، أما عندما يعيش لغيره ( للآخر)، أي عندما يعيش لفكرة، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقه الحياة"، لكن للأسف بعض الناس لم ينشأوا على فكرة المحبة والتضحية و العطاء اللامشروط، لأن المادّة أعمت بصيرتهم، و سكن الحقد قلوبهم، فأصبحوا كالحيوان في الغابة، القوي فيهم ينهش لحم الضعيف..
المسالمون ليسوا ضعفاء، و المؤمنون ليسوا جبناء، و الذين في قلوبهم بذرة الخير ليسوا أغبياء، لأنهم يؤمنون و يقتدون بالذي خلق لعباده الشمس و القمر و النور لينير لهم الطريق ، فهو عظيم جدا ، و عظمته تفوق عظمة هذا الكون، لأنه هو خالقه، و سيأتي يوم ينادي فيه: أين الملوك؟، أين الجبابرة؟ لمن المُلكُ اليوم؟، اليوم لا مَلِكَ إلاالله، إنه اليوم الأخير ، يخرج فيه الناس، لا تعرف فيهم الفقير من الغنيّ، يوم فيه تبيض وجود و تسود وجوه، كلّ و عمله الذي قدمه في حياته..
( اللهم إنا نعوذ بك من يوم الحساب)
عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..
التعديل الأخير تم بواسطة علجية عيش ; 08-01-2018 الساعة 06:53 AM