رد: حديث الصباح..اليوم الموعود
08-01-2018, 01:51 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المرأة المحترمة، والجزائرية الفاضلة/ علجية عيش.
ذريني أخاطب فيكِ ثقافتكِ، وأتحاور مع وطنّيتكِ
أيتها المحترمة.
حتى وإن اختلفنا يكفي أن يجمعنا حبنا لجزائريّتنا.
ثم إن التصادم في الآراء سيمة العقلاء ، والحوارفي ذلك دليل الحكماء.
وأحسبكِ ـــ والله حسيبكِ ولا أزكي على الله أحدًا ـــ امرأة حكيمة وعاقلة.
فمسألة " العداء" التي أشرتِ إليه ـــ وأنتِ محقّة في ذلك ـــ في موضوعكِ هذا.
يكمن في أننا لم نصل بعدُ أننا نجهل ماهية المواطنة.
لأجل ذلك تتصرف فينا الأهواء، فمرة نختبئ وراء ما يُعرف بالطائفية، وطورًا نلقي باللائمة على الذي شتتنا وفرّقنا.
ومتى ما رفع شعار " العداء " فلا محالة سوف نسقط فيما يُعرف بالمكرِ.
والمكر ـــ يا محترمة ـــ دليل على الضعف، لأن القوي لا يمكر.
ودعيني أحاوركِ ـــ كجزائريين ـــ لأن غيرنا لا يهمني.
تُرى متى حلّ بالجزائريين هذا " العداء" ؟
ولستُ هنا لأراوغ أو أغالط المحترمة.
إن " العداء " حدث عندما سار بعض الجزائريين في ركب الآخر، وتخلّوا عن " جزائريّتهم ".
وفكره كل الفرقين بعضهما البعض، ونتيجة هذا الكره والتطاحن، تحوّل ذلك " العداء " إلى الوطن الام.
ولسان حال كل فئة يلهج ويقول: " لا أعمل حتى لا يستفيد الآخر مما أقوم به".
وتعطلتِ المصالح، وضاعت الحقوق.
ثم من حين لآخر نلقي باللائمة على الأجنبي ـــ والأجنبي ليس الغرب فقط، قد يكون العربي وقد يكون المغاربي ـــ ثم يردد كلانا نظرية المؤامرة.
والأمم الأخرى تتقدم ونحن كجزائريين نتراوح في أماكننا ولا نتقدّم قيد أنملة.
لستُ أدري ــ اثر موضوعكِ هذا ـــ لماذا تذكرتُ مقولة ذلك الزعيم الصيني البراغماتي Deng Xiaoping:
It doesn't matter whether the cat is black or white, as long as it catches mice
لا يهم لون القط إذا كان أسود أو أبيض، فطالما يصطاد فئرانا.

ففهم كل الصينيين تلك المقولة وبكل أطيافهم، فأصبح كل صينيّ يخدم بلده على طريقته، دون أن ينظر إلى بني جلدته ـــ سواء إن كان في الصين أو خارجها ـــ على أنه " عدوٌّ " له.
ولكِ أن تتأمل إلى ما وصلت إليه الصين من قوة كل الميادين.
اكتفي بهذا، وربما أعود لهذا الحوار
تحياتي