رد: التذكرة بأسباب حسن الخاتمة
25-05-2017, 10:12 AM
السببالثاني: الاستقامة:
قال تعالى:﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ﴾.
وعن سفيان بن عبدالله الثقفيرضي الله عنهقال: قلتُ:يا رسول الله، قُلْ لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا بعدك، قال: ((قُلْ: آمنتُ بالله، ثم استَقِمْ))[9]،وذكر تمام الحديث.
وقوله: (﴿تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ﴾):
قال مجاهدوالسدي، وزيد بن أسلم، وابنه، يعني: عند الموت قائلين:
﴿أَلَّا تَخَافُوا﴾: قال مجاهد، وعكرمة، وزيد بن أسلم، أي: مما تقدمون عليه من أمرِ الآخرة.
﴿وَلَا تَحْزَنُوا﴾؛ [أي]: على ما خلَّفتموه من أمر الدنيا، من ولد وأهل ومال أو دَين، فإنا نخلفكم فيه.
﴿وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ،فيُبشِّرونهم بذَهابِ الشر، وحصولِ الخير.
وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أحَبَّ لقاء الله عز وجل، أحبَّ الله لقاءه، ومَن كرِه لقاء الله عز وجل، كرِه الله لقاءه))، فقالت عائشة: يا رسول الله، كراهية لقاء الله أن يكره الموت، فواللهِ إنَّا لنكرَهُه؟، فقال: ((لا، ليس بذاك، ولكن العبد المؤمن إذا قضى اللهُ عز وجل قبضه، فرَّج له عما بين يديه من ثواب الله عز وجل وكرامته، فيموت حين يموت وهو يحبُّ لقاء الله عز وجل واللهُ يحب لقاءه، وإن الكافر والمنافق إذا قضى الله عز وجل قبضَه، فرَّج له عما بين يديه من عذاب الله عز وجل وهوانه، فيموت حين يموت، وهو يكره لقاء الله والله يكره لقاءه))[10].
السببالثالث: فعل العبد ما يوعظ به:
لقوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا﴾.