تسجيل الدخول

اللقلق المصري والنسر الجزائري


قيل لكم إن نسرا استفاق ذات صباح على جار جديد هو ''بلارج''، قرر أن يختبر جدارته بالجوار فعرض عليه أن يعتني له بفراخه لأنه سيباشر سفرا طويلا، لكن النسر وجد فراخه عند عودته يوشكون على أن يموتوا من الجوع، لأن ''بلارج'' كان لا يجلب لهم إلا الحشرات طعاما، وهم يعافونها وقد تعوّدوا على أن يأكلوا السمك الطازج والأرنب البري، غضب النسر فقال لـ''بلارج'': نطير في الأعالي، والذي يقدر على صاحبه يمزقه. فما كاد ''بلارج'' يحرك جناحيه حتى انقض عليه النسر، تماما كما فعل عنتر يحيى مع مرمى عصام الحضري، وشرع في تمزيقه من رقبته ويفترض أن قلبه موجود في صدره، فلم يقل بلارج: آه قلبي، فواصل النسر تمزيقه حتى وصل إلى ذنَبه، فقال بلارج: آه قلبي. قال النسر في أسف شديد: لو كنت أعلم أن قلبك في مكان آخر، ما طرت عليك هذه الطيرة.
تذكرتُ هذه المحكية الجزائرية وأنا أتابع قطاعا واسعا من النخبة الفنية المصرية وهي تشن حملة تشويه في حق الجزائر شعبا وحكومة وثقافة وتاريخا ورموزا، فتساءلتُ ببراءة: هل يُعقل أن يسبّ فنان شهيدا، فيقول عنه إنه ''......''، أو يسبّ حفيدَ شهيد، فيقول عنه إنه ''بلطجي''، فقط لأن أسياد الحكم لا يملكون الشجاعة الكافية ليقولوها علانية، فجاؤوا هم ليقولوها بالنيابة عنهم؟، هل دور النخبة أن تشتم الشعوب وتنوب عن الأسياد؟، أم أن ''تربي الرحمة'' وتنوب عن الناس؟، ومن تسبّ؟، تسبّ شعبا كانت تقول عنه عندما كان يكرمها في مهرجاناته إنه شعب عظيم ونادر؟، فما الذي تغيّر حتى أصبحت تراه متوحشا وبعيدا عن الحضارة؟، الجواب واضح جدا... النظام المصري أرادها أن ترانا كذلك حفاظا على توازن الشارع المصدوم، إذن هي نخبة تسب لا تبدع، وتنوب عن السلطة لا عن الشعب، وهذا هو السبب الأبرز في اعتقادي الذي يفسر تراجع تأثير النخبة المصرية عربيا: الضجيج عوض الإبداع، والخضوع عوض المبادرة، عكس ما كان عليه رعيل طه حسين والعقاد ولطفي السيد، لقد أراد النظام لهذه الوجوه التي تهجّمت علينا أن تتكلم عنا بهذه الطريقة فتكلمت، مثلما أرادها بالأمس أن تصمت عن مجازر غزة فصمتت، حتى أننا وجدنا ''فنانا كبيرا'' مثل عادل إمام يبرر العدوان على غزة، يا سبحان الله.. فنان يبرر الحرب على شعب أعزل، وهنا لا بد من الانتباه إلى أمر مهم جدا، وهو أن هذه الوجوه ليست هي كل النخبة المصرية، ذلك أن هناك وجوها حرة فعلا ومبدعة فعلا ونبيلة فعلا، لا تتورّط هكذا في مهمات قذرة، لكنها معزولة ومخنوقة بالمقارنة مع هذه الوجوه التي هي شريكة في الريع والانتفاع من الأوضاع كل الأوضاع، ولكنها لم تتفطن بهجومها على الجزائر إلى أنها خسرت آخر ورقة مصداقية لديها، لأنها تورّطت في ''غار نحل'' يعرف التاريخ الإنساني أصالة عسله، وحر لسعاته معا، وهذا دليل آخر على غباء هذه الوجوه.

رأس الخيط: بعض النخبة الفنية المصرية شتمنا بالنيابة عن النظام المصري، وهذا النظام ضربنا في داره في الشهر الحرام بالنيابة عن إسرائيل، وعلى العرب أن ينتبهوا إلى هذا الدور الذي تلعبه هذه الدولة التي تترأس جامعة الدول العربية، لأنها مستعدة لأن تلعبه مع أية دولة عربية أخرى، إذا أرادت تل أبيب ذلك.

المقال الذي ينشر في هذه المساحة لا يعبر بالضرورة عن رأي الجريدة





المصدر :عبد الرزاق بوكبة
2009-12-04 جريدة الخبر

بارك الله فيك للتوضيح المصري راهو مايفكرش قولو اي حاجة في وذنو يوزعها طول وهذي مشكلة المصريين يسمعو او يشاهدو حاجة في التلفزيون يصدقوها طول ويزيدوها شوي زبدة الفوق تصبح حقيقية مئة بالمئة انتاج مصري

لقد دكرتني في الحقيقة الكاملة هل تدكره?
دلك المستثمر همنا هنا مستثمرين يا اخي .