السعي إلى الصحراء الغربية عبر إسرائيل
08-03-2010, 05:47 PM
في مقال له الكاتب الصحفي " يحي أبو زكريا " على موقع الشهاب تحت عنوان مأزق السياسة الخارجية المغربية في 2006 بقلم / يحي أبوزكريا
في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين الدول المغاربية انحدارا خطيرا وتراجعا ينذر بتفجير الوضع وتحديدا بين الجزائر والرباط في أيّ لحظة بسبب أزمة الصحراء الغربيّة ، فإنّ العلاقات المغاربية - العبرية ، وتحديدا العلاقات المغربيّة - العبرية تمرّ بشهر عسل واعد بإيصال العلاقات الثنائية إلى ذروتها في كل التفاصيل.
وعلى رغم القتل المتواصل للمناضلين الفلسطينيين بمختلف توجهاتهم الفكرية من قبل الجيش الإسرائيلي بدباباته وطيرانه و رجال إستخباراته ، إلاّ أنّ الرباط لم تأبه لتدهور المشهد السياسي والأمني الفلسطيني وأستقبلت بكل سرور وفرح وزير خارجية الدولة العبرية شالوم سليفان في الرباط ويأتي هذا الإستقبال المصحوب بالإبتسامات الرسمية العريضة بعد أيّام قلائل من تفجّر الخلاف الجزائري – المغربي بشأن الصحراء الغربية ، حيث ألقى العاهل المغربي الشاب محمد السادس كلمة في الرباط قاطعا فيها الطريق على الجزائر مؤكّدا على مغربية الصحراءالغربية بل الصحراء الشرقية الجزائرية ، وهو تصريح أدخل الجهات الرسمية في حالة طوارئ.
وقد أعادت هذه التصريحات الوضع إلى درجة ما قبل الصفر بين الجزائر والمغرب. وتأتي زيارة وزير خارجية الدولة العبرية إلى الرباط في سيّاق تفعيل العلاقات العبرية – المغربيّة وإخراجها إلى العلن و المكشوف بعد أن كانت نشيطة تحت الأرض وبعيدا عن الأضواء ، وربما العلاقات المغربية – العبرية هي الأقدم من نوعها حتى قبل إتفاقية أوسلو التي شرعنت التلاقي العربي – العبري ، فموشي ديان في مذكراته تحدثّ عن زياراته المتكررّة إلى الرباط في عهد العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني و تحدثّ عن تمتّعه بالقصور التي كان ينزل فيها في الرباط ، وعن عطورها وفخامتها ، وتحدث عن بعض المسؤولين العرب الذين كان يلتقيهم سرّا وبعيدا عن الأضواء وبترتيب من الحسن الثاني.
وإختيار المغرب هذا الوقت بالتحديد لتدشين العلاقات المغربية– العبرية والتي هي بالأساس كانت سارية المفعول لا يهدف كما إدعّت الجهات الرسمية المغربية إلى المساهمة في تفعيل عمليّة السلام المنهارة أساسا بإعتراف رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية الذي أعلن أنّ خارطة الطريق ضاعت في الطريق أو ماتت بتعبيره . وإذا كانت بعض دول الطوق المجاورة أساسا للدولة العبرية كمصر قد أخفقت في تفعيل هذه العملية رغم أنّها سخرّت أجهزتها الأمنية بقيادة مدير مخابراتها ، وحتى الراعي المباشر لعملية السلام واشنطن شكت من تلكؤ العلمية السلميّة في الشرق الأوسط ، فماذا ستقدر الرباط من تقديمه لعملية السلام التي أصبحت مبررا لدعاة التطبيع والهرولة و تفعيل العلاقات مع الدولة العبرية برئاسة شارون المعروف دوليّا بإجرامه.
والواقع أن الرباط ومن خلال تفعيل علاقاتها مع الدولة العبرية تسعى للحصول على مزيد من الرضا الأمريكي والإعجاب الأمريكي لترجح كفتها في الصراع من أجل مغربة الصحراء الغربية، حيث تعمل الرباط جاهدة وبسعي حثيث لإقناع واشنطن بضرورة الإعتراف بأحقية المغرب في ضمّ الصحراء الغربية و قطع الطريق عن الجزائر التي تسعى لقيّام دولة صحراوية بقيادة جبهة البوليساريو ، حتى لو أدّى الأمر إلى منح جزء من هذه الأراضي للأمريكان لتحويلها إلى قواعد عسكرية أمريكية في المغرب العربي وعلى زواية المحيط الأطلسي.
ويعرف المغاربة جيدا أنّ خطوة من قبيل تفعيل العلاقات الثنائيّة بين تل أبيب و الرباط وفي هذا الظرف العربي والإسلامي العصيب حيث الكراهية المطلقة والمتصاعدة عربيا وإسلاميّا لكل ما هو أمريكي أو صهيوني خصوصا في ظل إقترافات أمريكا في العراق ، وما تقترفه الدولة العبرية في فلسطين المحتلة ضدّ أبناء الشعب الفلسطيني ، من شأنه أن يجعل الدولة العبرية تردّ الجميل بالضغط على واشنطن لتتبنى موقف المغرب في قضية الصحراء الغربية خصوصا وأنّ جمعية الأمم المتحدة ستتولّى النظر بجديّة في الملف الصحراوي لحلّه وإخراجه من دائرة التذبذب واللاحلّ.
وإذا كانت الرباط تعتقد أنّ الطريق إلى الصحراء الغربية يكون عبر المرور بتل أبيب فهي مخطئة في حساباتها لأسباب محلية وإقليمية ودوليّة ، فعلى الصعيد المحلي فإنّ كل القوى السياسية والوطنية ترفض جملة وتفصيلا أي تطبيع مع الكيان الصهيوني في الراهن العربي حيث تلجأ القوات الصهيونية وبشكل يومي إلى نحر الفلسطينيين بمختلف توجهاتهم ، وقد يرفع هذا التطبيع من سقف الدعاة إلى ممارسة العنف ضدّ النظام المغربي الذي يتجاوز الشعب وطلائعه في كثير من ممارساته السياسية وتحديدا على صعيد القرارات الخطيرة التي يتخذّها.
وعلى الصعيد الإقليمي فإنّ خطوة من هذا القبيل ستزيد في مراكمة الخلافات بين الدول المغاربية التي لا تحكمها توجهات سياسية واحدة ولكل دولة موّال معين تغنيه ، فهذه الدولة إرتمت في أحضان أمريكا وأخرى مازالت موصولة المصل الفرنسي ، وثالثة إنفتحت على إفريقيا وهناك الغارف من بحيرات الجميع بما في ذلك البحيرة العبرية.
وعلى الصعيد العربي والإسلامي فسوف يزداد سخط الشارع العربي والإسلامي على الرباط التي ورغم حجم الدماء المراقة ظلما وعدوانا في فلسطين المحتلّة فإنّها قفزت على هذه الدماء وقررّت التطبيع مع الكيّان الصهيوني ظنّا منها أنّ ذلك سيمكنّها من ضمّ الصحراء الغربية إليها أو على الأقل سيرفع من أسهمها السيّاسية لدى الإدارة الأمريكية التي باتت سيدة الحل والربط في النزاعات الدوليّة الراهنة.
والواقع أنّ الدولة العبرية ستكون المستفيد الأول من هذا التطبيع بإعتبار أنها كانت ومازالت تخترق الجدار العربي و تخرم لغة الإجماع العربية ، حيث يأتي حفل التطبيع المغربي – العبري بعد إيّام من إجتماع لجنة المقاطعة العربية لإسرائيل التابعة للجامعة العربية في مقر الجامعة العربية في القاهرة.
أمّا التبرير بأنّ سبب تدشين العلاقات المغربية - العبرية هو للمساهمة في حلحلة أزمة الشرق الأوسط فهو أقرب إلى فن الإضحاك على الذقون وعلى الشعوب والذي تجيده بإحكام وإمتياز و إحتراف كبير كل العواصم العربيّة.
الطريق إلى الصحراء الغربيّة عبر تل أبيب!
في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين الدول المغاربية انحدارا خطيرا وتراجعا ينذر بتفجير الوضع وتحديدا بين الجزائر والرباط في أيّ لحظة بسبب أزمة الصحراء الغربيّة ، فإنّ العلاقات المغاربية - العبرية ، وتحديدا العلاقات المغربيّة - العبرية تمرّ بشهر عسل واعد بإيصال العلاقات الثنائية إلى ذروتها في كل التفاصيل.
وعلى رغم القتل المتواصل للمناضلين الفلسطينيين بمختلف توجهاتهم الفكرية من قبل الجيش الإسرائيلي بدباباته وطيرانه و رجال إستخباراته ، إلاّ أنّ الرباط لم تأبه لتدهور المشهد السياسي والأمني الفلسطيني وأستقبلت بكل سرور وفرح وزير خارجية الدولة العبرية شالوم سليفان في الرباط ويأتي هذا الإستقبال المصحوب بالإبتسامات الرسمية العريضة بعد أيّام قلائل من تفجّر الخلاف الجزائري – المغربي بشأن الصحراء الغربية ، حيث ألقى العاهل المغربي الشاب محمد السادس كلمة في الرباط قاطعا فيها الطريق على الجزائر مؤكّدا على مغربية الصحراءالغربية بل الصحراء الشرقية الجزائرية ، وهو تصريح أدخل الجهات الرسمية في حالة طوارئ.
وقد أعادت هذه التصريحات الوضع إلى درجة ما قبل الصفر بين الجزائر والمغرب. وتأتي زيارة وزير خارجية الدولة العبرية إلى الرباط في سيّاق تفعيل العلاقات العبرية – المغربيّة وإخراجها إلى العلن و المكشوف بعد أن كانت نشيطة تحت الأرض وبعيدا عن الأضواء ، وربما العلاقات المغربية – العبرية هي الأقدم من نوعها حتى قبل إتفاقية أوسلو التي شرعنت التلاقي العربي – العبري ، فموشي ديان في مذكراته تحدثّ عن زياراته المتكررّة إلى الرباط في عهد العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني و تحدثّ عن تمتّعه بالقصور التي كان ينزل فيها في الرباط ، وعن عطورها وفخامتها ، وتحدث عن بعض المسؤولين العرب الذين كان يلتقيهم سرّا وبعيدا عن الأضواء وبترتيب من الحسن الثاني.
وإختيار المغرب هذا الوقت بالتحديد لتدشين العلاقات المغربية– العبرية والتي هي بالأساس كانت سارية المفعول لا يهدف كما إدعّت الجهات الرسمية المغربية إلى المساهمة في تفعيل عمليّة السلام المنهارة أساسا بإعتراف رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية الذي أعلن أنّ خارطة الطريق ضاعت في الطريق أو ماتت بتعبيره . وإذا كانت بعض دول الطوق المجاورة أساسا للدولة العبرية كمصر قد أخفقت في تفعيل هذه العملية رغم أنّها سخرّت أجهزتها الأمنية بقيادة مدير مخابراتها ، وحتى الراعي المباشر لعملية السلام واشنطن شكت من تلكؤ العلمية السلميّة في الشرق الأوسط ، فماذا ستقدر الرباط من تقديمه لعملية السلام التي أصبحت مبررا لدعاة التطبيع والهرولة و تفعيل العلاقات مع الدولة العبرية برئاسة شارون المعروف دوليّا بإجرامه.
والواقع أن الرباط ومن خلال تفعيل علاقاتها مع الدولة العبرية تسعى للحصول على مزيد من الرضا الأمريكي والإعجاب الأمريكي لترجح كفتها في الصراع من أجل مغربة الصحراء الغربية، حيث تعمل الرباط جاهدة وبسعي حثيث لإقناع واشنطن بضرورة الإعتراف بأحقية المغرب في ضمّ الصحراء الغربية و قطع الطريق عن الجزائر التي تسعى لقيّام دولة صحراوية بقيادة جبهة البوليساريو ، حتى لو أدّى الأمر إلى منح جزء من هذه الأراضي للأمريكان لتحويلها إلى قواعد عسكرية أمريكية في المغرب العربي وعلى زواية المحيط الأطلسي.
ويعرف المغاربة جيدا أنّ خطوة من قبيل تفعيل العلاقات الثنائيّة بين تل أبيب و الرباط وفي هذا الظرف العربي والإسلامي العصيب حيث الكراهية المطلقة والمتصاعدة عربيا وإسلاميّا لكل ما هو أمريكي أو صهيوني خصوصا في ظل إقترافات أمريكا في العراق ، وما تقترفه الدولة العبرية في فلسطين المحتلة ضدّ أبناء الشعب الفلسطيني ، من شأنه أن يجعل الدولة العبرية تردّ الجميل بالضغط على واشنطن لتتبنى موقف المغرب في قضية الصحراء الغربية خصوصا وأنّ جمعية الأمم المتحدة ستتولّى النظر بجديّة في الملف الصحراوي لحلّه وإخراجه من دائرة التذبذب واللاحلّ.
وإذا كانت الرباط تعتقد أنّ الطريق إلى الصحراء الغربية يكون عبر المرور بتل أبيب فهي مخطئة في حساباتها لأسباب محلية وإقليمية ودوليّة ، فعلى الصعيد المحلي فإنّ كل القوى السياسية والوطنية ترفض جملة وتفصيلا أي تطبيع مع الكيان الصهيوني في الراهن العربي حيث تلجأ القوات الصهيونية وبشكل يومي إلى نحر الفلسطينيين بمختلف توجهاتهم ، وقد يرفع هذا التطبيع من سقف الدعاة إلى ممارسة العنف ضدّ النظام المغربي الذي يتجاوز الشعب وطلائعه في كثير من ممارساته السياسية وتحديدا على صعيد القرارات الخطيرة التي يتخذّها.
وعلى الصعيد الإقليمي فإنّ خطوة من هذا القبيل ستزيد في مراكمة الخلافات بين الدول المغاربية التي لا تحكمها توجهات سياسية واحدة ولكل دولة موّال معين تغنيه ، فهذه الدولة إرتمت في أحضان أمريكا وأخرى مازالت موصولة المصل الفرنسي ، وثالثة إنفتحت على إفريقيا وهناك الغارف من بحيرات الجميع بما في ذلك البحيرة العبرية.
وعلى الصعيد العربي والإسلامي فسوف يزداد سخط الشارع العربي والإسلامي على الرباط التي ورغم حجم الدماء المراقة ظلما وعدوانا في فلسطين المحتلّة فإنّها قفزت على هذه الدماء وقررّت التطبيع مع الكيّان الصهيوني ظنّا منها أنّ ذلك سيمكنّها من ضمّ الصحراء الغربية إليها أو على الأقل سيرفع من أسهمها السيّاسية لدى الإدارة الأمريكية التي باتت سيدة الحل والربط في النزاعات الدوليّة الراهنة.
والواقع أنّ الدولة العبرية ستكون المستفيد الأول من هذا التطبيع بإعتبار أنها كانت ومازالت تخترق الجدار العربي و تخرم لغة الإجماع العربية ، حيث يأتي حفل التطبيع المغربي – العبري بعد إيّام من إجتماع لجنة المقاطعة العربية لإسرائيل التابعة للجامعة العربية في مقر الجامعة العربية في القاهرة.
أمّا التبرير بأنّ سبب تدشين العلاقات المغربية - العبرية هو للمساهمة في حلحلة أزمة الشرق الأوسط فهو أقرب إلى فن الإضحاك على الذقون وعلى الشعوب والذي تجيده بإحكام وإمتياز و إحتراف كبير كل العواصم العربيّة.
من مواضيعي
0 جريدة هآرتس الاِسرائيلية تسخر من المقال المنشور في الصحف الجزائرية
0 بعض الاقوال التي لاتُنسى
0 الروائح الكريهة القادمة من الغرب
0 مجازر 10 ماي 2012
0 خطير جدا وبالفيديو: رشوة انتخابية علنية في عنابة
0 بلخادم و القطرية
0 بعض الاقوال التي لاتُنسى
0 الروائح الكريهة القادمة من الغرب
0 مجازر 10 ماي 2012
0 خطير جدا وبالفيديو: رشوة انتخابية علنية في عنابة
0 بلخادم و القطرية
التعديل الأخير تم بواسطة amokhtar ; 08-03-2010 الساعة 05:49 PM







