كلاب الأجداد، أكثر وعيّـًا من أنظمة الأحفاد.
05-06-2015, 06:13 PM
بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ.
يا آل " شروقٍ "
جئتكم من أعماق " التاريخ " بنبإٍ عظيم.
كم يضيقُ صدري بهمومٍ وأوجاع، عندما أتأمّلُ ما أصابَ هذه الأمة من هوانٍ وضياع.
فتحضُرني هذه القصة، فيُصاب فؤادي غُصّة.
يُروَى في سالفِ العصرِ والأوان، وقديم الدهرِ والأزمان، أنّ أحدَ قياصرة بيزنطة كان شيخـًا ذويّاً، قد بلغ من الكبرِ عتيّـــًا، يكادُ أن يصيرَ نسيًا منسيّا.
في مرّةٍ منَ المرّاتِ؛ جمعَ مجلسَ قيادتِه لِلتّحاوُرِ، كما استدعى سائرَ بطانتِه للتـّشاوُرِ.
وذلك في كيفيّة منعِ الانهيار الكامل، لإمبراطورية الروم الشرقية في الأمد العاجل.
وبعد احتدامِ الجدالِ قوتهُ، وبلوغ النقاش ذروتهُ، نصحه مستشاريهِ وأمنائهِ، بأن يستفيدَ من الصّراعِ الدائرِ بين أميرين من أعدائهِ، وأن يستخلصَ من ذلك خطة إستراتيجية، تكون حاسمة ومنجية، في درءِ الخطرِ المفروضِ، وتمكين الإمبراطورية من النهوضِ.
ولكن القيصرَ المسنّ بدَل أن يجيبَ بالرفضِ أو الموافقة، أراد أن يُلقـِّنَ الّذين نصحوهُ درســًا عمليّــًا في متطلبات نجدة الدولةِ الصادقة.
فاحضرَ كلبين من الكلاب العربية سطوة، ولهما اتقاد ذهنٍ وقوة.
وقام بالتحريش الدائر، كُلاًّ منهما ضد الآخر؛ حتى إذا اشتدتِ المعركة وبدأ الحرب، أمر ذلك القيصر إحضار ذئب؛ وفجأة توقف الكلبان عن الخصام، وصار بينهما الود والوئام، ووجّها طاقتهما نحو الذئب الدخيل، ولم يتركا له من سبيل. ففهم أعضاء المجلس، من هذه الحادثة وهذا الدرس، وماذا كان يعنيه القيصر الحكيم، بهذا الدرس القيّم القويم.
إنّ كل من يتحدث عن حال الأمة العربية المهان، أو يتأهب عنها في مثل الظروف التي تمر بها الآن، لا يملك إلاّ ان يستحضر جليًّا، عظمة هذه القصة مليًّا، أو نظائر لها من خلال حكاية ذات جدوى، في كتب التاريخ تُروى، أو مثل مكرس به مضرب في امثال العرب، أو حكمة بليغة تناقلها الثقاة السراة، وحفظتها كتب الرواة.
ولكن ما هو التفكير المبرم، الذي يمكن أن تثيره هذه القصة اليوم؟
وما مدى تطابق الدرس المستنتج ، مع واقع معاناة الأمة العربية الناتج؟
ذروني أقول لكم:
إن أقل ما يمكن استخلاصه، من هذا القول و خلاصه، هو أنّ القيصر الشيخ كان سيجد نفسه اليوم وبالتحقيق ، قد مرّ بجانبِ الحقيقة و أخطأ في قياس التكتيك والتطبيق.
إن أحفاد أصحاب تلك الكلاب وأولادهم، الذين تبرهن هذه القصة عن اتحادهم، في المهمات والملمات.
لم يتوارثوا مثل ذلك السلوك، عندما صاروا كقادةٍ وملوك، ولم يجعلوا من ممارستهم ذات التكرار، مضربــًا لذلك المثل يتجدد باستمرار.
فالأمة العربية لا تهتم جلية، في مواجهتها للعدو الدخيل إلاّ بخصومتها الداخلية، غافلة عن ميادين الصراع الأساسي، حين صار حكّامها الغافل منهم والناسي.
فمنهم من خاض ويدخل في معارك مزيفة، ويقوم بأعمالٍ غير مشرّفة، وهناك من يحاول، عبثًا وبتصميمٍ، تحقيق توسع لضم إقليمٍ، في الوقت الذي تجد فيه من يتحالف ضد الأخ الأصيل، و يقبل صاغرًا بهيمنة الدخيل، فتراه يبيع الأرض، و يدوس الشرف والعرض .
لأجل ذلك بات عليّ أن أقول:
أن كلاب الأجداد، أكثر وعيّـــًا من أنظمة الأحفاد.
من مواضيعي
0 من ثقب الروح كانت أمنية
0 هكذا قال: فولتير
0 وأرغم المعزَّى بالانتقال إلى المعزِّي
0 هل سيصبح " خاشقجي" " البوعزيزي " آخر؟
0 والقادم أقبح وألعن .. حتى خارج " مضارب العرب"
0 قال قائلهم" السيادة خط أحمر" فجاءه الرد من الذي " يحميه"
0 هكذا قال: فولتير
0 وأرغم المعزَّى بالانتقال إلى المعزِّي
0 هل سيصبح " خاشقجي" " البوعزيزي " آخر؟
0 والقادم أقبح وألعن .. حتى خارج " مضارب العرب"
0 قال قائلهم" السيادة خط أحمر" فجاءه الرد من الذي " يحميه"
التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 06-06-2015 الساعة 12:18 PM












