قفة رمضان تقسّم الحكومة و"تـُبهدل*" المسؤولين*!
26-06-2015, 11:46 PM
- فضائح بالجملة من الولايات وأميار العاصمة يشكون عزوف المحتاجين
فشلت الحكومة للعام الخامس على التوالي في توحيد صيغة توزيع قفة رمضان بما يحفظ كرامة المحتاجين، حيث فضلت كل وزارة توزيعها على طريقتها الخاصة، حيث لجأت وزارة التضامن إلى منحها على شكل طرود لذوي الاحتياجات الخاصة، فيما وزعتها البلديات في قفف وسط طوابير وفوضى عارمة، وصنعت وزارة الشؤون الدينية الاستثناء بقرارها توزيع المساعدات على شكل صكوك مالية بقيمة مليون سنتيم، وهذا ما يعكس عدم اهتمام الحكومة بتوحيد وتطوير أهم عملية تضامنية في رمضان بما يحفظ كرامة الجزائريين..
بسبب الطوابير وتوزيعها أمام العلن
"أميار" العاصمة يشتكون عزوف المعوزين عن قفة رمضان
أرجع رئيس بلدية برج الكيفان قدور حداد، تأخر توزيع قفف رمضان لبعض الإجراءات المتعلقة بتمرير الصفقة عبر مناقصة وطنية لتجاوزها قيمة ملياريّ سنتيم، وينتظر الانطلاق في العملية بحر الأسبوع الجاري، حيث سيتم توزيع 3700 قفة على 4 أو 5 مراحل بمعدل 500 قفة كل يوم، وأبدى المتحدث تخوفه من عدم إقبال الفقراء على استلام حصتهم من القفف لأن معظمهم يفضلون التحصل على مساعدات مادية بدلا من مواد غذائية ليسوا بحاجة إليها وهو ما يتكرر كل عام، مواصلا "جل الفقراء يخجلون من الوقوف في طوابير طويلة تفاديا لمشاهدتهم من قبل معارفهم"، وأكد حداد أن "الفقير لا يحتاج محتويات القفة بل يرغب في شراء اللحم والثياب وغيرها الأمور الأخرى".
أما في بلدية باش جراح أيضا فقد تم الشروع في توزيع الوصولات على المستفيدين من قفف رمضان على أن يتم الانطلاق في توزيعها يوم الأربعاء، وستحمل القفة مثل كل سنة مجموعة من المواد الغذائية والمتمثلة في كيس من السميد، فرينة، القهوة، طماطم معلبة، الزبيب، الفريك، البرقوق المجفف، الزيت، السمن، السكر. وكان عديد الفقراء قد استغربوا تأخر السلطات البلدية في توزيعها حيث كانوا ينتظرون الشروع في توزيعها قبل حلول الشهر الفضيل.
من جهته، كشف رئيس المجلس الشعبي البلدي لسيدي موسى علال بوثلجة، عن شروعهم في توزيع قفة رمضان انطلاقا من اليوم الرابع من الشهر الفضيل وقد وزعوا قرابة 900 قفة والعملية مازالت متواصلة أمس وعلى مدار الأيام القادمة لبلوغ العدد الإجمالي والمقدر بألفيّ قفة تحتوي على مواد غذائية حسب القائمة التي حددتها وزارة الداخلية، وقد بلغت قيمة محتويات القفة في البلدية السابقة 4500 دج وفق المناقصة، وأبدى المتحدث رغبته في تحويل القفة الى صكوك بريدية لحفظ كرامة المعوزين.
20ألف مستفيد وهمي في قفة رمضان بالبويرة
أفضت عملية التمحيص وفرز قوائم العائلات المحتاجة، إلى إقصاء ما يقارب 20 ألف مستفيد وهمي لا تتوفر فيهم الشروط وتم تسجيلهم في قوائم المستفيدين من قفة رمضان بطرق ملتوية، سيطرت عليها المحسوبية والمعارف، التي تعتمدها الجهات المكلفة بإحصاء المعوزين وإعداد القائمة في كل بلدية.
هذا ما توصلت إليه مديرية التضامن بولاية البويرة، حسب ما أفادت به مصادرنا، وهذا على خلفية الإجراءات والتحقيقات الصارمة التي باشرتها ذات المصالح بداية هذه السنة عبر مختلف بلديات الولاية، لإحصاء العائلات المعوزة التي تتوفر فيها شروط الاستفادة من العمليات التضامنية، والتي أسفرت عن إحصاء 41600 معوز على مستوى الولاية.
تلاعبات بالجملة على مستوى قفة رمضان بشرق البلاد
تأخر في التوزيع وسرقة القفة والأثرياء أكبر المستفيدين منها
تلاعبات كثيرة ومخالفات بالجملة، عرفتها هذه السنة عملية توزيع قفة رمضان بمعظم البلديات في شرق البلاد، فبعضها تأخرت في توزيعها وما زال الفقراء في انتظار استفادتهم من القفة إلى غاية يومنا هذا، رغم أننا في اليوم السادس من شهر الصيام.
وكانت قفة رمضان خلال السنوات الفارطة توزع قبل حلول الشهر الفضيل، لأن الهدف منها هو إعانة العائلات الفقيرة والمعوزة، وعملية التأخر مست هذه السنة بعض البلديات بولاية قسنطينة، كبلدية الخروب التي صرحت فيها المكلفة بالشؤون الاجتماعية، أن البلدية تقوم بآخر الترتيبات لتوزيع قفة رمضان اليوم أو غدا، والتي ستستفيد منها هذا العام نحو 10 آلاف عائلة، مرجعة سبب التأخر إلى تعليمة وزيرة التضامن الوطني والقاضية بالتخلي عن الحوالات المالية التضامنية التي كانت من المفروض أن تستعملها البلدية كبديل عن قفة المواد الغذائية، وأمر التأخر في توزيع القفة، مسّ الكثير من الولايات بشرق البلاد.
والأدهى والأمر هو أن بعض البلديات تحتال وتتلاعب في قوائم الفقراء والمعوزين كما تشاء، كما وقع هذا العام مع إحدى البلديات التابعة لولاية بسكرة، حيث أكد نائب رئيس البلدية المدعو "خ.ب"، أنه تم تخصيص 400 قفة للمعوزين والفقراء في حين أن رئيس البلدية قسم العدد إلى النصف، وقام بتوزيع 200 فقط، واستفاد هو ومعارفه من العدد المتبقي.
طوابير واحتجاجات على قفة رمضان
إحصاء 4216 معوز واستفادة 2700 فقط بآفلو
شهد المكتب المتخصص في استقبال المواطنين المحتجين وتسيير عملية توزيع قفة رمضان ببلدية آفلو إقبالا كبيرا من المواطنين المعوزين من الجنسين في طوابير طويلة للمطالبة بالاستفادة من قفة رمضان، وحسب المشرف على العملية فإن البلدية قد أحصت في قوائمها 4216 معوز، في حين أن الاستفادة كانت لـ 2700 معوز فقط مما خلق حركة من الاستياء والاحتجاج لمعرفة أسباب الإقصاء ومقاييس الاستفادة، كما أن رؤساء الأحياء سلموا قوائم المستفيدين كاملة إلا أنه أثناء عملية التوزيع وبالنظر لعدم التغطية الكاملة يلجأ إلى إقصاء البعض من القائمة ما خلق صدامات بينهم وبين المواطنين.
البلدية من جهتها تمنى رفع العدد حتى تستجيب للجميع إلا أن الإمكانات الممنوحة لا تسمح بذلك وكانت البلدية قد خصصت 800 مليون سنتيم واستفادت من 100 قفة من مديرية التضامن الاجتماعي في انتظار أن تصل مساعدات سوناطراك ككل موسم.
صنعوا الطوابير بسوء توزيع قفة رمضان
إهانات متعمدة للمعوزين في شهر الرحمة من قبل رؤساء البلديات بالمدية
عرفت كثير من بلديات ولاية المدية استياء لمواطنيها من الطريقة التي وصفوها بالمذلة والمهينة في توزيع قفة رمضان، فلا يزال معوزو وفقراء كثير من هذه البلديات ينتظمون في طوابير من بعد صلاة الفجر إلى ما بعد الظهيرة، على أمل أن يحين دورهم في الظفر بالإعانة الموجهة إليهم في هذا الشهر الفضيل، ففي بلدية عين بوسيف الواقعة جنوبي المدية مثلا تتواصل هذه الطوابير بشكل مذل ومهين على الرغم من حلول أيام الشهر الفضيل من غير أن يتمكن فقراء المدينة ومعوزوها من الظفر بما خصص لهم من اعانة،
وعلى الرغم من أن تعليمة وزير الداخلية كانت واضحة في موضوع حفظ كرامة المستفيدين من هذه القفف وتسليمهم إياها في بيوتهم إلا أن ذلك لم يتحقق، وفضل مسؤولو هذه البلديات إراحة أنفسهم بتوجيه مجموع المستفيدين إلى مخازن ونقاط التوزيع، وقد عرضت كثير من الجمعيات الخيرية بعد معاينتها لصور الإذلال التي صاحبت توزيع القفة بكثير من البلديات، خدماتها الهادفة إلى إيصال الحصص إلى أصحابها في بيوتهم بمشاركة عمل البلديات وإطاراتها، إلا أن تعنت مسؤولي هذه البلديات وقراءتهم للعملية بمنطق انتخابي ضيق حال دون الاستجابة لعروض هذه الجمعيات التي حصرت عملها في إيصال الحصص للمستفيدين منها وفق القوائم المعدة سلفا من قبل رؤساء البلديات وأعوانهم من غير تصرف أو تدخل.
الأفافاس يستنكر نوعية وكمية مواد قفة رمضان بخميس مليانة
استنكر الفرع المحلي للأفافاس بخميس مليانة ما وصفه بـ"الإهانة" التي يتلقاها مواطنوها باسم التضامن حيث أصدر بيانا- بحوزة "الشروق" نسخة منه- جاء فيه أن قفة رمضان عوض أن تساهم في رفع الغبن عن المعوزين أصبحت رمز إذلال بسبب استنكار من استفادوا منها رداءتها ونوعية السلع والنقص الفادح في مكوناتها حتى أضحت لا تعكس الأموال المخصصة لها. وطالب الحزب بفتح تحقيق معمّق حول مصير الأموال المخصصة للغرض والمستفيدين منها مقترحا تقديم الإعانات ماليا إلى المعوزين المسجلين.
من جهته، أوضح رئيس بلدية خميس مليانة في اتصال مع "الشروق" أنه وقف شخصيا على نوعية السلع نافيا أن تكون منتهية الصلاحية داعيا الجميع إلى الالتزام بالهدوء والسكينة خلال شهر رمضان، مؤكدا على الجهود المبذولة عبرمختلف نقاط التوزيع من قبل القائمين عليها وهو ما ذهب إليه أحد ممثلي المجتمع المدني للتأكيد على أن المواد المقدمة للمواطنين صالحة للاستهلاك ولا داعي للقلق.







