ساركوزي يعد بمراجعة اتفاقيات إيفيان إذا عاد إلى قصر الإيليزيه!
27-09-2015, 02:37 PM
محمد مسلم
صحافي بجريدة الشروق اليومي، متابع للشؤون السياسية والوطنية
هل ستعود العلاقات الجزائرية الفرنسية إلى التوتر مجددا، بعد سنوات من الاستقرار؟ هذا هو المتوقع في حالة عاد الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، إلى سدة قصر الإيليزيه في استحقاقات 2017.
ساركوزي، ابن المهاجر المجري المثقل بحقد اليمين الفرنسي تجاه كل ما هو جزائري، مسلم أو مهاجر، لم يفوت أي فرصة للنيل من الجزائر إلا واستغلها أبشع استغلال. ففي مأدبة عشاء على شرف رجال الأعمال الشباب، أقامه "معهد شوازول"، لم يستبعد ساركوزي إعادة النظر في "اتفاقيات إيفيان"، الموقعة بين الجزائر وفرنسا في بداية الستينيات، التي حددت، كما هو معلوم، حقوق وواجبات البلدين تجاه بعضهما البعض، بعد حقبة من الاستعمار استمرت قرنا و32 سنة.
مبرر رئيس "حزب الجمهوريين" حاليا و"الاتحاد من أجل حركة شعبية" سابقا، من أجل مراجعة تلك الاتفاقيات، هو أنها تجاوزها الزمن، يقول ساركوزي، ردا على أحد الأسئلة، خلال الحفل.. لمثل هذه الأسباب تراجع الاتفاقيات عند ابن المهاجر المجري!!
وتعد هذه "الخرجة" الثانية من نوعها من الرئيس الفرنسي الأسبق، بعد تلك التي كانت في عام 2012، في سباق رئاسي حسمه حينها مرشح اليسار، الرئيس الحالي، فرانسوا هولاند.
ولم يكن مشروع ساركوزي الموعود سوى مهمة بالوكالة نيابة عن "الأقدام والسوداء" ومن لف لفهم، من الذين لا يزالون لم يهضموا بعد نجاح الجزائريين في إنهاء استعمار استيطاني بغيض. وهي الفئات التي يراهن على أصواتها زعيم اليمين في الانتخابات الرئاسية الفرنسية على بعد نحو أقل من سنتين.
ساركوزي، ولكي يتلمّس أكثر أصوات اليمين المتطرف، جعل أيضا من قاطني الضاحية الباريسية من أبناء المهاجرين، المنسيين في جمهورية "الأخوة والحرية والمساواة"، مادة دسمة لحملته الانتخابية المسبقة، عندما دعاهم إلى "الكف عن لوم فرنسا". وهي التي تخلت عنهم، وجعلت منهم مواطنين من الدرجة الثانية، كما لم يسلم منه الدين الإسلامي، لأنه دين الغالبية العظمى من المهاجرين (نحو أزيد من 10 بالمائة من عموم الفرنسيين)، بحسب ما أوردته "لوبوان" الفرنسية.
وبات واضحا أن المرشح المحتمل لسباق 2017، يتبنى خطاب اليمين المتطرف بزعامة رئيسة "الجبهة الوطنية"، مارين لوبان، المعروفة بعداوتها للمهاجرين، في محاولة منه لكسر ثنائية اليمين، أملا منه في جمع شتات اليمين خلفه، مستلهما من الهزيمة التي تكبّدها أمام منافسه السابق والمقبل، فرانسوا هولاند، الذي نجح في لم شمل اليسار في الدور الثاني، ليخرج ساركوزي خاسرا.
ولم يعد يساور السلطات الجزائرية أدنى شك في عداوة هذا الرجل لكل ما هو جزائري. ولعل أحسن دليل في خرجته الأخيرة، عندما زار تونس في شهر جويلية المنصرم، التي اتهم فيها الجزائر ضمنيا بالتسبب في متاعب لجارتها الشرقية، في إشارة ضمنية إلى القلاقل الأمنية التي عاشها هذا البلد، منذ الإطاحة برئيسه السابق، زين العابدين بن علي. فهل حان الوقت للجزائر كي تنتقم من عدوانية ساركوزي، بطريقة حضارية، وذلك من خلال تجنيد جاليتها وبقية الجاليات المسلمة، ضد ساركوزي في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة؟







