وهكذا ترجّل الكبار.
24-12-2015, 09:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم لك الحمد بما قضيتَ ولك الشكر على ما منعتَ وما أعطيتَ، ولك العتبى حتى ترضى.
ثم الصلاة والسلام على شمس سماء الأسرار ومظهر الأنوار، الحبيب محمد خير النبيين الأطهار.
إن ما يعتصر القلب ويصم الآذان، ويعذب الجنان.
والأمة الجزائرية وقع عليها نعي لهذا المصاب الأليم.
وها هو ذلك الفارس قد ترجل وقد أتعبه السباق في الميدان.
وقد كان " فرس " رهان.
راهن على كل شيء، ولكنه بقي لبلده وأمته من الأوفياء الشجعان.
وكذلك كان حسين.
حسين تعرف قيمته الأذهان الراضة من الاحرار الذين ثاروا،
وأنفس الرجال الذادة عن حرمة هذا الوطن من عوائد الاستعمار.
وكذلك همُ العظماء.
وحسين كان عظيمًا.
تشرّب الوفاء لهذا الوطن فصارت سيرته نبعًا بجيسًا لكل جزائري حتى يتشبّع التضحية من أجل الوطن عذبًا فراتًا سائغ شرابه،
وكان لكل الجزائريين نعم الأخ ونعم الصديق، وأحب كل مواطني الجزائر رغم أن غيره ذهبوا فرادى وتفاريق.
أراد من الجزائر القوة والعظمة،وراض نفسه على طلب الحقيقة غير آبهٍ بالتوافه.
ديدنه لا يسترشى من أحدٍ مدحًا، ولا يعبأ بتكثير ثناء.
ووأهًا لرحيلك أيها الفارس!
وماذا عسى لواحدٍ مثلي أن يرشم حرفًا أو من الكلام يقول؟
فليس له إلاّ أن يستمطرَ دمعًا ويسيحها في المآقي والخدود.
فسلامٌ عليك في الراحلين وجعل منزلتك في أعلى العليين مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
ثم الوداع! الوداع يا " الدا الحسين "










