تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > أرشيف > المنتدى الاسلامي العام

> العيد عبادة أم عادة؟ لا عيد إلا عيدي الفطر والأضحى

 
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن2
أبو عبد الرحمن2
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 26-10-2008
  • الدولة : الجزائر/ الشلف
  • المشاركات : 1,592
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أبو عبد الرحمن2 is on a distinguished road
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن2
أبو عبد الرحمن2
شروقي
العيد عبادة أم عادة؟ لا عيد إلا عيدي الفطر والأضحى
05-03-2009, 05:45 AM
العيد عبادة أم عادة؟

لا عيد إلا عيدي الفطر والأضحى




الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فإن العيد سُمي عيدا لأنه يعود ويرجع ويطلق العيد على المكان والزمان الذي يعود إليه الناس كما في حديث ثابت الضحاك ـ رضي الله عنه ـ قال: نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلا ببوانةـ وهو مكان ـ فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة، فقال صلى الله عليه وسلم:"هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟" قالوا: لا، قال:"فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟"، قالوا: لا، فقال:"أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم" [رواه أبو داود وإسناده على شرط الصحيحين].


وحديث أنس ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"قدمت المدينة ولأهل ا لمدينة يومان يلعبون فيهما في الجاهلية وإن الله تعالى قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم النحر" [رواه أحمد وأبو داود والنسائي].


أخي القارئ الكريم، هذان حديثان صحيحان وهما عمدة في بيان حكم الأعياد المحدثة وهي كل عيد سوى عيدي الفطر والأضحى، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما سأل الرجل في الحديث الأول عن بوانة "هل كان فيها عيد من أعياد المشركين؟" ليتبين قبل أن يأذن له أن يفي بنذره أو لا، فلما أخبره بالنفي رخص له أن يفي بنذره ودل قوله صلى الله عليه وسلم " لا وفاء لنذر في معصية الله"، على أن موافقة المشركين في أعيادهم معصية لله تبارك وتعالى.


ويدل الحديث الثاني ـ حديث أنس رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بترك ذكرى أيام الجاهلية وهي أيام انتصروا فيها على عدوهم فيلعبون فيها وتأمل كلمة "يلعبون" ما كانوا يصلون أو يتعبدون بل كانوا يلعبون وهو يوم يقال "يوم بعاث" فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن هذين اليومين وأخبرهم أن الله تعالى قد أبدلهم بيومين خير منهما يوم الفطر ويوم الأضحى.


أخي القارئ العزيز إذا علمت هذا أدركت بُعْدُ الناس اليوم عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وكم أحدثوا من الأعياد البدعية التي ما أنزل الله بها من سلطان وأكثرها إما تقليد لليهود والنصارى، وإما اتباع لأهل البدع والأهواء، وإما لا يعرف لها أصل، ثم لو تأملنا وتدبرنا لوجدنا معنى في أعياد الإسلام لا مثيل له في سائر الأعياد والمناسبات المحدثة، ألا وهو أن مناسبة العيد الشرعي مناسبة عظيمة جليلة ذات معنى كبير فبعد الصيام والقيام والاعتكاف وتلاوة القرآن وإحياء ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر وصلة الأرحام وإفطار الصائمين وزكاة الفطر وغيرها من القربات لله تعالى من المناسب أن يفرح المسلمون بطاعتهم لربهم فيأتي عيد الفطر عقب هذه العبادات الجليلة، وأما عيد الأضحى فهو اليوم العاشر من ذي الحجة والعشر الأول التي أقسم بها الله في قوله (وليال عشر) [الفجر ـ 2]، وهي أعظم أيام العام ومن جملتها اليوم التاسع يوم عرفة وهو خير يوم طلعت فيه الشمس فالحجاج يقفون بعرفة ويباهي بهم الله تعالى الملائكة ويغفر لمن شاء منهم وغير الحجاج يصومون عرفة يوما واحدا، يكفر ذنوب سنتين اثنتين فبينما هم في طاعة الله عز وجل شرع لهم عيد الأضحى ليذكروا الله فيه ويذبحوا وينحروا أضاحيهم تقربا إلى الله وتعظيما لشعائره، فيحق لهم الفرح في عيدهم، أما سائر الأعياد فلا وجود لهذا المعنى العظيم فيها.


هب أن فلانا ولد في مثل هذا اليوم هل من الضروري أن يكون كل يوم من أيام الدهر موافقا له في السرور والفرح؟

الجواب: لا، وإنما أصبح هذا حال الأمة لما ضعفت فقلدت غيرها وجهلت دينها، فلا حول ولا قوة إلا بالله، بل أصبحت بعض المناسبات المحزنة المؤلمة يعقد لها ذكرى ويتذكرون فيها آلامهم وأحزانهم، لماذا؟ آلله أمر بهذا؟! أم رسول الله صلى الله عليه وسلم شرعه لنا؟.


أخي القارئ الكريم وفقني الله وإياك إلى الحق والتمسك بالسنة إذا علمت هذا الأصل العظيم فالزم ولا تتجاوز، فلا عيد إلا عيدي الفطر والأضحى ولا يغرنك من يقول إنها مناسبات وعادات وليست عبادة حتى تقولوا إنها "بدعة"، فقل له وذكرى يوم "بعاث" الذي كانوا يلعبون فيهما لماذا نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وأخبرهم بأن الله تعالى أبدلهم بخير منهما مع أنهم كانوا يلعبون ويمرحون ويفرحون؟!


أخي القارئ تذكر حديث أنس ـ رضي الله عنه ـ جيدا لتدافع به عن السنة وتبطل البدعة، والله أسأل أن يوفق المسلمين حكاما ومحكومين إلى الحق ويهديهم إلى صراطه المستقيم.


والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


المصدر : موقع الشيخ

سالم بن سعد الطويل

قال الله عزوجل :وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ .الآية رقم [126] من سورة [البقرة]
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "منْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا". أخرجه البخاري

فائدة من الاية والحديث أن إبراهيم عليه السلام أول مادعا الامن قبل الرزق والرسول صلى الله عليه وسلم بدا بالامن قبل الرزق ولو كان الرزق قليل يكفي يوم فكأنما حزيت له الدنيا
فهل من معتبر ؟
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية عاشقة الورد
عاشقة الورد
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 02-03-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 176
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • عاشقة الورد is on a distinguished road
الصورة الرمزية عاشقة الورد
عاشقة الورد
عضو فعال
رد: العيد عبادة أم عادة؟ لا عيد إلا عيدي الفطر والأضحى
05-03-2009, 05:59 AM
دع الأيام تفعل ما تشـاء وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليــالي فمـا لحوادث الدنيـا بقـاء
  • ملف العضو
  • معلومات
عبد الله ياسين
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 07-10-2007
  • المشاركات : 918
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • عبد الله ياسين is on a distinguished road
عبد الله ياسين
عضو متميز
رد: العيد عبادة أم عادة؟ لا عيد إلا عيدي الفطر والأضحى
05-03-2009, 05:59 AM
قال الإمام العلامة عبد الله الحسيني المكي الهاشمي رحمه الله تعالى [ " الإحتفال بالمولد النبوى مناقشات بين المؤيدين و المعترضين " ، صفحة 16-22 ] :
وقد صدر مؤخراً كتاب نفيس من مشيخة الأزهر الشريف عمره الله بالعلم والعلماء، وأزال كربته، وأعاد مجده، بعنوان "بيان للناس من الأزهر الشريف" (قدم له وأشرف عليه فضيلة شيخ الأزهر الإمام جاد الحق علي جاد الحق رحمه الله تعالى . وصدر الكتاب في مجلدين) وعالج هذا الكتاب كثيراً من القضايا الفكرية والمسائل الاعتقادية ، وأنقل من الكتاب ما يتعلق بحكم الاحتفال بالأعياد والمناسبات ( بيان للناس من الأزهر الشريف 2 : 373 - 379 )

الاحتفال بالأعياد والمناسبات

" كلمة احتفال تعطى في اللغة معنى الاهتمام والكثرة والاجتماع ، يقال: فلان لم يحفل أو لم يحتفل بكذا، أي لم يبال ولم يهتم به، ويقال: العروس تكتحل وتحتفل، أي تتزين وتحتشد للزينة ، ويقال: شاة حافل أي كثيرة اللبن والجمع حفل، وبقرة محفلة، أي جمع لبنها في ضرعها ولم يحلب أياماً لترويج بيعها، والمحفل مجتمع الناس .

والاهتمام الفردي أو الجماعي بأمر من الأمور شيء من طبيعة البشر، يدفع إليه جلب خير أو دفع شر، والمحتفل به قد يكون أمراً واقعاً حاضراً أو ماضياً، أو منتظراً وقوعه .

فمن الاحتفال بالواقع الحاضر: الفرح بالمولود عند ولادته أو ختانه، وبالزواج عند العقد أو الزفاف، والترحيب بالضيف وقدوم الغائب، والفرح بالنجاح في الامتحان، أو الانتصار في المعركة، وبوفرة المحصول عند الحصاد .
من الاحتفال بالماضي: تذكر أحداث وقعت في أماكن أو أوقات محدودة، تستعيدها الذاكرة لتجدد فرحها وسرورها ، أو لتأخذ العبرة والموعظة منها .

ومن الاحتفال بما ينتظر وقوعه، الاستعداد لقدوم غائب عزيز مثلاً .

وهذه المناسبات التي يحتفل بها قد تكون دنيوية محضة، وقد تكون دينية، أو عليها مسحة دينية ضرورة عدم الفصل التام بين أمور الدنيا وأمور الدين، والإسلام بالنسبة لما هو دنيوي لا يمنع منه إلا ما كانت النية فيه غير طيبة، وما كانت مظاهره خارجة عن حدود الشرع، وما ينتج نتيجة سيئة .

أما ما هو ديني فقد يكن منصوصاً على الاحتفال به، وقد يكون غير منصوص عليه، فما كان منصوصاً فهو مشروع بشرط أن يؤدى على الوجه الذي شرع، ولا يخرج عن حدود الدين العامة .

أما ما لم يكن منصوصاً عليه فللناس فيه موقفان: موقف المنع لأنه بدعة، وموقف الجواز لعدم النص على منعه .

ولتفصيل ذلك نقول:

لاشك أن في الإسلام تشريعاً وتاريخاً اهتمامات كثيرة يحتفل بها، بصرف النظر عن تسميتها أعياداً، ففيه الفرح بالمولود وذبح العقيقة عنه، وبالزواج وعمل الولائم وإباحة الغناء، وبقدوم الغائب واستقبال الضيف بالأغاني والطرب :
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع "عند قدوم النبي مهاجراً إلى المدينة ، أو عودته من غزوة تبوك".

وفيه فرح بقدوم رمضان ، وتهنئة المسلمين بعضهم بعضاً به ، وفيه اهتمام بالمستقبل بالعمل للدار الآخرة ، والاجتهاد في العبادة من أجل الفوز بالجنة، وفيه اهتمام بالماضي بالنظر في أحوال الأنبياء والأمم السابقة . ففي قصصهم عبرة لأولي الألباب ، وتثبيت لفؤاد النبي (ص)، وموعظة وذكرى للمؤمنين ، وفيه توجيه للسير في الأرض والنظر في آثار السابقين، وفيه قول الله في القرآن لموسى - سورة إبراهيم: الآية 5 -: { وذكرهم بأيام الله }

بل فيه تشريعات مرتبطة بذكريات لا تنسى، وهي بلغة العصر احتفالات بتخليد هذه الذكريات، تتجدد هذه الاحتفالات في مواعيد ثابتة أطلق عليها اسم الأعياد .

إن الصيام قد فرضه الله أياماً معدودات، فلماذا اختار الله له شهراً معيناً من بقية شهور العام، وهو شهر رمضان؟ أليس ذلك - إلى جانب حكمة الصيام عامة - تخليداً لذكرى الرسالة ونزول القرآن الذي هدى الله به العرب بعد ضلالة وأخرج الناس من الظلمات إلى النور؟ إننا نلمح ذلك في اختيار وصف لشهر رمضان يدل على ذلك، قال تعالى - سورة البقرة: الآية 185 -: { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان هدىً للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان }
إن الحج إلى مكان مقدس كما قال تعالى - سورة الحج: الآية 34 -: { ولكل أمةٍ جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام }

لماذا اختار الله مكة بالذات ؟ أليس ذلك _ إلى جانب الحكم الأخرى _تخليداً لذكرى بناء أول بيت وضع للناس في مكان غير ذي زرع، وجدت فيه أسرة عربية مهدت لولادة أكرم نبي، وبعثة خاتم المرسلين، وتخليداً لذكرى سعي هاجر بين الصفا والمروة من أجل حياة الوليد الذي سيولد من ذريته محمد عليه الصلاة والسلام ، وتخليداً لذكرى فداء الله لهذا الوليد، بذبح عظيم .
إن مشاعر الحج وتوقيته بأشهر معلومات، وتحديد يوم الاجتماع الأكبر، وذكر الله في أيام معلومات معدودات، كل ذلك يدل على اهتمام التشريع بتخليد الذكريات.

ومن أجل هذا كان عيد الفطر المبارك بعد شهر القرآن، وعيد الأضحى بعد الحج، وهما يتجددان في كل عام .

فهل يوجد في الإسلام احتفالات وأعياد غير عيدي الفطر والأضحى؟ من الثابت _ كما رواه النسائي وابن حبان بسند صحيح _ أن أنساً رضي الله عنه قال: قدم النبي (ص) المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: "قد أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منها، يوم الفطر ويوم الأضحى" .

وقد سمي هذان اليومان بالعيدين، كما سمي يوم الجمعة أيضاً عيداً، وجاء ذلك في روايات كثيرة، منها ما رواه مسلم أن أبا بكر رضي الله عنه دخل على عائشة رضي الله عنها في أيام منى فوجد عندها جاريتين تغنيان، فلما استنكر ذلك قال (ص) : "يا أبا بكر، إن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا " .

وما رواه أبو داود في اجتماع يومي العيد والجمعة أنه قال: "قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون " .

ويلاحظ في هذه الأحاديث أمور منها :

1- أن النبي (ص) لم يحصر الأعياد الإسلامية في هذين العيدين، بل ذكر فضلهما على أعياد أهل المدينة التي نقلوها عن الفرس، ومنها عيد النيروز في مطلع السنة الجديدة في فصل الربيع، وعيد المهرجان في فصل الخريف (نهاية الإرب للنويري ج 1) . وبدليل أنه سمى يوم الجمعة عيداً .

2- أن الفرح والسرور من مظاهر الأعياد، فإلى جانب الصلاة المخصوصة والخطبة والذكر والتوسعة بزكاة الفطر وذبح الأضاحي، يكون الفرح باللهو البريء، وكذلك بالنظافة والتطيب ولبس الملابس الجديدة، يشترك في ذلك كل المسلمين، رجالاً ونساءً، كما صح في البخاري ومسلم عن أم عطية الأنصارية: أمرنا أن نخرج العواتق _ البنات الأبكار _ والحُيَّض في العيدين، يشهدن الخير ودعوة المسلمين، ويعتزل الحيض المصلى .

وجاء في هذه الرواية قول امرأة للنبي (ص): "أعلى إحدانا بأس إذا لم يكن لها جلباب ألا تخرج فقال: "لتلبسها صاحبتها من جلبابها، ولتشهد الخير ودعوة المسلمين" .

وروى ابن ماجة والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله (ص) كان يخرج نساءه وبناته في العيدين .

وحيث أنه لم يرد نص بمنع الفرح والسرور في غير هذين العيدين فلا مانع منه في مناسبات أخرى، سواء أكان الفرح فردياً أو جماعياً، مؤقتاً أم مستمراً .

ولقد سجل القرآن الكريم فرح المسلمين بانتصار وقع لغيرهم من أهل الكتاب فقال سبحانه - سورة الروم: الآيات 1 - 5 -: {الم * غلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذٍ يفرح المؤمنون * بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم* }
إن النبي(ص) لما وجد اليهود يعظمون يوم عاشوراء، لأن الله نجى فيه موسى وأغرق فرعون ، قال: "نحن أولى بموسى منهم" فصامه وأمر المسلمين أن يصوموه، ذلك نوع من تخليد الذكرى، وكان بتشريع دائم .

كما أحس (ص) بنعمة ربه عليه في يوم ولادته وبعثه، فكان يحتفل بذكرى اليوم الذي كرمه الله فيه بذلك، وهو يوم الاثنين فيصومه كما ثبت في صحيح مسلم .

إن في التاريخ الإسلامي ذكريات يجب ألا تنسى أبداً ففيها تمجيد وتكريم لها ، وفي الاحتفال بها استمداد للقوة منها .
أليس كمال الدين وتمام النعمة على المسلمين مناسبة تملأ قلب كل مؤمن فرحاً وسروراً، وتدفعه إلى شكر الله عليه بالأسلوب المناسب .
لقد صح أن يهودياً قال لعمر رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا نزلت معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيداً . قال وأي آية ؟ قال : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً } فقال عمر: إني لأعلم اليوم الذي أنزلت فيه، والمكان الذي أنزلت فيه، نزلت على رسول الله (ص) بعرفة في يوم جمعة .

أليست الهجرة من مكة إلى المدينة حدثاً تاريخياً عظيماً فرق الله به بين الحق والباطل فخلدها سيدنا عمر رضي الله عنه فجعلها مبدأ للتاريخ، بعد أن عرضت عليه اقتراحات أخرى وجد الهجرة أفضلها وأنسبها؟ ولم يرفض تلك الاقتراحات لهوان أمرها، فما كان يقترح إلا الشيء العظيم، ولكنه اختار منها أفضلها، وكل منها له فضله ومكانته .
أليست الانتصارات في بدر والخندق وخيبر و فتح مكة، واليرموك والقادسية وحطين وعين جالوت، مناسبات ينبغي أن نقف أمامها معجبين متفكرين دارسين مستلهمين قوة تفيدنا في الحاضر والمستقبل؟
إننا لا نرى بأساً في الاحتفال بأية مناسبة دينية أو دنيوية، على شرط ألا يكون الاحتفال خارجاً عن حدود الشرع، وأن يكون الهدف صحيحاً .

وهناك نقطتان يثيرهما من يمنعون هذه الاحتفالات التي لم ينص عليها، وهما :

1- أنها بدعة لم تكن على أيام الرسول وصحابته، وأبسط رد على ذلك أنه ليس كل جديد بدعة مذمومة، وسيأتي توضيح ذلك ، فقد قال عمر عندما رأى اجتماع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح: "نعمت البدعة هذه" ولم ينكر عليه أحد .

2- أن هذه الاحتفالات يطلق عليها أعياد، وليس في الإسلام إلا عيدان، عيد الفطر وعيد الأضحى، وأبسط رد على ذلك أن اسم العيد لم ينص على منع إطلاقه على غيرهما بالأسلوب الذي تحدث فيه الرسول عليه الصلاة والسلام عنهما، فقد أطلقه هو على يوم الجمعة كما سبق ذكره .
كما يرد على ذلك بأن العبرة ليست بالأسماء، بل بالمضمون والمسميات، فهل لو سميت الخمر باسم آخر يحل شربها؟ إن التحايل بالشكليات بابه واسع، على أن إطلاق اسم العيد على الاحتفال بأية مناسبة قد يكون من بابه التشبيه بالأعياد الدينية، في إشاعة الفرح والسرور بها، وللحقيقة والمجاز دور كبير في البلاغة العربية .

وبعد، فلعل في الاحتفال بهذه المناسبات واستخلاص العبر منها-ربطاً لقلوب المسلمين بالدين وتاريخه وأمجاده، حتى لا تنسى في غمرة الاحتفالات الدنيوية الأخرى التي تحشد لها الاستعدادات وتنفق الأموال وتعلو الشعارات.
وليس في الاحتفالات الدينية تشريع جديد من صلاة وصيام ونحوهما مما شرع في عيدي الفطر والأضحى، وعلى هذا فليس هناك إحداث في الدين ما ليس منه حتى يرد، والمهم أن يتم كل ذلك في إطار الحدود المشروعة، وعدم التعصب للشكليات فالعبرة بالجوهر، وعلى الله قصد السبيل، والأعمال بالنيات" .انتهى


  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن2
أبو عبد الرحمن2
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 26-10-2008
  • الدولة : الجزائر/ الشلف
  • المشاركات : 1,592
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أبو عبد الرحمن2 is on a distinguished road
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن2
أبو عبد الرحمن2
شروقي
رد: العيد عبادة أم عادة؟ لا عيد إلا عيدي الفطر والأضحى
05-03-2009, 06:30 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشقة الورد مشاهدة المشاركة
وفيك بارك الله

وإن أمكن إستبدال الصورة الرمزية بارك الله فيكم
قال الله عزوجل :وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ .الآية رقم [126] من سورة [البقرة]
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "منْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا". أخرجه البخاري

فائدة من الاية والحديث أن إبراهيم عليه السلام أول مادعا الامن قبل الرزق والرسول صلى الله عليه وسلم بدا بالامن قبل الرزق ولو كان الرزق قليل يكفي يوم فكأنما حزيت له الدنيا
فهل من معتبر ؟
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن2
أبو عبد الرحمن2
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 26-10-2008
  • الدولة : الجزائر/ الشلف
  • المشاركات : 1,592
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أبو عبد الرحمن2 is on a distinguished road
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن2
أبو عبد الرحمن2
شروقي
رد: العيد عبادة أم عادة؟ لا عيد إلا عيدي الفطر والأضحى
05-03-2009, 06:42 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غرباوي رضوان مشاهدة المشاركة
عيد المولد بدعة مستحدثة أحدثها أعداء السنة الفاطميون

جزاك الله خير أخي رضوان
لكن القوم أعماهم التعصب لرجال وكما يقال معزة ولو طارت

قلنا لهم مااحتفل النبي عليه الصلاة والسلام بمولده ولا صحابته الكرام
وهل جهل أو نسي وحاشاه من ذلك
وعن أبي ذر - رضي اللّه عنه - قال : تركنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في الهواء إلا وهو يذكرنا منه علما قال : فقال رسول اللّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم : ما بقي شيء يقرب من الجنة ويباعد عن النار إِلا وقد بين لكم


قالوا إظهار الفرح والسرور
ولما لا يظهر الصحابة الفرح والسرور أم أنتم المتأخرين أشد فرحا من صحابته رضوان الله عليهم

قالوا إن لم يكن فيه أمور مخالفة الاصل باطل كيف لا يجري فيه مخالفات
قال الله عزوجل :وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ .الآية رقم [126] من سورة [البقرة]
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "منْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا". أخرجه البخاري

فائدة من الاية والحديث أن إبراهيم عليه السلام أول مادعا الامن قبل الرزق والرسول صلى الله عليه وسلم بدا بالامن قبل الرزق ولو كان الرزق قليل يكفي يوم فكأنما حزيت له الدنيا
فهل من معتبر ؟
  • ملف العضو
  • معلومات
عبد الله ياسين
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 07-10-2007
  • المشاركات : 918
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • عبد الله ياسين is on a distinguished road
عبد الله ياسين
عضو متميز
رد: العيد عبادة أم عادة؟ لا عيد إلا عيدي الفطر والأضحى
05-03-2009, 06:46 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غرباوي رضوان مشاهدة المشاركة
عيد المولد بدعة مستحدثة أحدثها أعداء السنة الفاطميون
عليك أن تفهم :
(1) الدّعوى تحتاج الى دليل

(2) الحكم على المسائل يُستنبط من أصول الشريعة و لا علاقة له البتة بفعل فلان أو علان
فافهم !
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أختُ عبد الرحمان
أختُ عبد الرحمان
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 15-02-2008
  • الدولة : بريطـانيا
  • العمر : 34
  • المشاركات : 11,741
  • معدل تقييم المستوى :

    30

  • أختُ عبد الرحمان will become famous soon enoughأختُ عبد الرحمان will become famous soon enough
الصورة الرمزية أختُ عبد الرحمان
أختُ عبد الرحمان
شروقي
رد: العيد عبادة أم عادة؟ لا عيد إلا عيدي الفطر والأضحى
05-03-2009, 06:52 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله ياسين مشاهدة المشاركة
قال الإمام العلامة عبد الله الحسيني المكي الهاشمي رحمه الله تعالى [ " الإحتفال بالمولد النبوى مناقشات بين المؤيدين و المعترضين " ، صفحة 16-22 ] :
وقد صدر مؤخراً كتاب نفيس من مشيخة الأزهر الشريف عمره الله بالعلم والعلماء، وأزال كربته، وأعاد مجده، بعنوان "بيان للناس من الأزهر الشريف" (قدم له وأشرف عليه فضيلة شيخ الأزهر الإمام جاد الحق علي جاد الحق رحمه الله تعالى . وصدر الكتاب في مجلدين) وعالج هذا الكتاب كثيراً من القضايا الفكرية والمسائل الاعتقادية ، وأنقل من الكتاب ما يتعلق بحكم الاحتفال بالأعياد والمناسبات ( بيان للناس من الأزهر الشريف 2 : 373 - 379 )

الاحتفال بالأعياد والمناسبات


" كلمة احتفال تعطى في اللغة معنى الاهتمام والكثرة والاجتماع ، يقال: فلان لم يحفل أو لم يحتفل بكذا، أي لم يبال ولم يهتم به، ويقال: العروس تكتحل وتحتفل، أي تتزين وتحتشد للزينة ، ويقال: شاة حافل أي كثيرة اللبن والجمع حفل، وبقرة محفلة، أي جمع لبنها في ضرعها ولم يحلب أياماً لترويج بيعها، والمحفل مجتمع الناس .

والاهتمام الفردي أو الجماعي بأمر من الأمور شيء من طبيعة البشر، يدفع إليه جلب خير أو دفع شر، والمحتفل به قد يكون أمراً واقعاً حاضراً أو ماضياً، أو منتظراً وقوعه .

فمن الاحتفال بالواقع الحاضر: الفرح بالمولود عند ولادته أو ختانه، وبالزواج عند العقد أو الزفاف، والترحيب بالضيف وقدوم الغائب، والفرح بالنجاح في الامتحان، أو الانتصار في المعركة، وبوفرة المحصول عند الحصاد .
من الاحتفال بالماضي: تذكر أحداث وقعت في أماكن أو أوقات محدودة، تستعيدها الذاكرة لتجدد فرحها وسرورها ، أو لتأخذ العبرة والموعظة منها .

ومن الاحتفال بما ينتظر وقوعه، الاستعداد لقدوم غائب عزيز مثلاً .

وهذه المناسبات التي يحتفل بها قد تكون دنيوية محضة، وقد تكون دينية، أو عليها مسحة دينية ضرورة عدم الفصل التام بين أمور الدنيا وأمور الدين، والإسلام بالنسبة لما هو دنيوي لا يمنع منه إلا ما كانت النية فيه غير طيبة، وما كانت مظاهره خارجة عن حدود الشرع، وما ينتج نتيجة سيئة .

أما ما هو ديني فقد يكن منصوصاً على الاحتفال به، وقد يكون غير منصوص عليه، فما كان منصوصاً فهو مشروع بشرط أن يؤدى على الوجه الذي شرع، ولا يخرج عن حدود الدين العامة .

أما ما لم يكن منصوصاً عليه فللناس فيه موقفان: موقف المنع لأنه بدعة، وموقف الجواز لعدم النص على منعه .

ولتفصيل ذلك نقول:

لاشك أن في الإسلام تشريعاً وتاريخاً اهتمامات كثيرة يحتفل بها، بصرف النظر عن تسميتها أعياداً، ففيه الفرح بالمولود وذبح العقيقة عنه، وبالزواج وعمل الولائم وإباحة الغناء، وبقدوم الغائب واستقبال الضيف بالأغاني والطرب :
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع "عند قدوم النبي مهاجراً إلى المدينة ، أو عودته من غزوة تبوك".

وفيه فرح بقدوم رمضان ، وتهنئة المسلمين بعضهم بعضاً به ، وفيه اهتمام بالمستقبل بالعمل للدار الآخرة ، والاجتهاد في العبادة من أجل الفوز بالجنة، وفيه اهتمام بالماضي بالنظر في أحوال الأنبياء والأمم السابقة . ففي قصصهم عبرة لأولي الألباب ، وتثبيت لفؤاد النبي (ص)، وموعظة وذكرى للمؤمنين ، وفيه توجيه للسير في الأرض والنظر في آثار السابقين، وفيه قول الله في القرآن لموسى - سورة إبراهيم: الآية 5 -: { وذكرهم بأيام الله }

بل فيه تشريعات مرتبطة بذكريات لا تنسى، وهي بلغة العصر احتفالات بتخليد هذه الذكريات، تتجدد هذه الاحتفالات في مواعيد ثابتة أطلق عليها اسم الأعياد .

إن الصيام قد فرضه الله أياماً معدودات، فلماذا اختار الله له شهراً معيناً من بقية شهور العام، وهو شهر رمضان؟ أليس ذلك - إلى جانب حكمة الصيام عامة - تخليداً لذكرى الرسالة ونزول القرآن الذي هدى الله به العرب بعد ضلالة وأخرج الناس من الظلمات إلى النور؟ إننا نلمح ذلك في اختيار وصف لشهر رمضان يدل على ذلك، قال تعالى - سورة البقرة: الآية 185 -: { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان هدىً للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان }
إن الحج إلى مكان مقدس كما قال تعالى - سورة الحج: الآية 34 -: { ولكل أمةٍ جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام }

لماذا اختار الله مكة بالذات ؟ أليس ذلك _ إلى جانب الحكم الأخرى _تخليداً لذكرى بناء أول بيت وضع للناس في مكان غير ذي زرع، وجدت فيه أسرة عربية مهدت لولادة أكرم نبي، وبعثة خاتم المرسلين، وتخليداً لذكرى سعي هاجر بين الصفا والمروة من أجل حياة الوليد الذي سيولد من ذريته محمد عليه الصلاة والسلام ، وتخليداً لذكرى فداء الله لهذا الوليد، بذبح عظيم .
إن مشاعر الحج وتوقيته بأشهر معلومات، وتحديد يوم الاجتماع الأكبر، وذكر الله في أيام معلومات معدودات، كل ذلك يدل على اهتمام التشريع بتخليد الذكريات.

ومن أجل هذا كان عيد الفطر المبارك بعد شهر القرآن، وعيد الأضحى بعد الحج، وهما يتجددان في كل عام .

فهل يوجد في الإسلام احتفالات وأعياد غير عيدي الفطر والأضحى؟ من الثابت _ كما رواه النسائي وابن حبان بسند صحيح _ أن أنساً رضي الله عنه قال: قدم النبي (ص) المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: "قد أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منها، يوم الفطر ويوم الأضحى" .

وقد سمي هذان اليومان بالعيدين، كما سمي يوم الجمعة أيضاً عيداً، وجاء ذلك في روايات كثيرة، منها ما رواه مسلم أن أبا بكر رضي الله عنه دخل على عائشة رضي الله عنها في أيام منى فوجد عندها جاريتين تغنيان، فلما استنكر ذلك قال (ص) : "يا أبا بكر، إن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا " .

وما رواه أبو داود في اجتماع يومي العيد والجمعة أنه قال: "قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون " .

ويلاحظ في هذه الأحاديث أمور منها :

1- أن النبي (ص) لم يحصر الأعياد الإسلامية في هذين العيدين، بل ذكر فضلهما على أعياد أهل المدينة التي نقلوها عن الفرس، ومنها عيد النيروز في مطلع السنة الجديدة في فصل الربيع، وعيد المهرجان في فصل الخريف (نهاية الإرب للنويري ج 1) . وبدليل أنه سمى يوم الجمعة عيداً .

2- أن الفرح والسرور من مظاهر الأعياد، فإلى جانب الصلاة المخصوصة والخطبة والذكر والتوسعة بزكاة الفطر وذبح الأضاحي، يكون الفرح باللهو البريء، وكذلك بالنظافة والتطيب ولبس الملابس الجديدة، يشترك في ذلك كل المسلمين، رجالاً ونساءً، كما صح في البخاري ومسلم عن أم عطية الأنصارية: أمرنا أن نخرج العواتق _ البنات الأبكار _ والحُيَّض في العيدين، يشهدن الخير ودعوة المسلمين، ويعتزل الحيض المصلى .

وجاء في هذه الرواية قول امرأة للنبي (ص): "أعلى إحدانا بأس إذا لم يكن لها جلباب ألا تخرج فقال: "لتلبسها صاحبتها من جلبابها، ولتشهد الخير ودعوة المسلمين" .

وروى ابن ماجة والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله (ص) كان يخرج نساءه وبناته في العيدين .

وحيث أنه لم يرد نص بمنع الفرح والسرور في غير هذين العيدين فلا مانع منه في مناسبات أخرى، سواء أكان الفرح فردياً أو جماعياً، مؤقتاً أم مستمراً .

ولقد سجل القرآن الكريم فرح المسلمين بانتصار وقع لغيرهم من أهل الكتاب فقال سبحانه - سورة الروم: الآيات 1 - 5 -: {الم * غلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذٍ يفرح المؤمنون * بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم* }
إن النبي(ص) لما وجد اليهود يعظمون يوم عاشوراء، لأن الله نجى فيه موسى وأغرق فرعون ، قال: "نحن أولى بموسى منهم" فصامه وأمر المسلمين أن يصوموه، ذلك نوع من تخليد الذكرى، وكان بتشريع دائم .

كما أحس (ص) بنعمة ربه عليه في يوم ولادته وبعثه، فكان يحتفل بذكرى اليوم الذي كرمه الله فيه بذلك، وهو يوم الاثنين فيصومه كما ثبت في صحيح مسلم .

إن في التاريخ الإسلامي ذكريات يجب ألا تنسى أبداً ففيها تمجيد وتكريم لها ، وفي الاحتفال بها استمداد للقوة منها .
أليس كمال الدين وتمام النعمة على المسلمين مناسبة تملأ قلب كل مؤمن فرحاً وسروراً، وتدفعه إلى شكر الله عليه بالأسلوب المناسب .
لقد صح أن يهودياً قال لعمر رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا نزلت معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيداً . قال وأي آية ؟ قال : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً } فقال عمر: إني لأعلم اليوم الذي أنزلت فيه، والمكان الذي أنزلت فيه، نزلت على رسول الله (ص) بعرفة في يوم جمعة .



قال السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه " تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي " : ( ويكره الاقتصار على الصلاة أو التسليم هنا وفي كل موضع شرعت فيه الصلاة كما في شرح مسلم وغيره لقوله تعالى : ( صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) إلى أن قال : ويكره الرمز إليهما في الكتابة بحرف أو حرفين كمن يكتب ( صلعم ) بل يكتبهما بكمالها ) انتهى المقصود من كلامه رحمه الله تعالى ملخصا .

علّمني الاسلام أن حبّ النبيّ صلى الله عليه و سلّم كما شرع القرآن و السنّة...الصّلاة و التّسليم عليه من[ الايمان ]..أولى من الاحتفال بالمولد..





أنت يا أيّها الافريقيّّ !!

هل تعلم أنّ 45% فقط من سكّان افريقيا مسلمون؟!

6 ملايين من مسلمي افريقيا يعتنقون النّصرانيّة كلّ سنة !

أليس من المفروض أن تكون افريقيا قارّة مسلمة؟

فأين نحن من نشر هذا الدّين ؟
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن2
أبو عبد الرحمن2
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 26-10-2008
  • الدولة : الجزائر/ الشلف
  • المشاركات : 1,592
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أبو عبد الرحمن2 is on a distinguished road
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن2
أبو عبد الرحمن2
شروقي
رد: العيد عبادة أم عادة؟ لا عيد إلا عيدي الفطر والأضحى
05-03-2009, 06:54 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله ياسين مشاهدة المشاركة
عليك أن تفهم :
(1) الدّعوى تحتاج الى دليل

(2) الحكم على المسائل يُستنبط من أصول الشريعة و لا علاقة له البتة بفعل فلان أو علان
فافهم !
ومن الذي أحدثه إذا ؟

لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم
لم يفعله صحابته رضوان الله عليهم
لم يفعله التابعين
لم يفعله تابع التابعين
لم يفعلة الائمة الاربعة
أكل هؤلاء لا يحبون اليوم الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم ؟!
إن قلتم نذكر الناس بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم
كيف وصلت لنا السيرة النبوية والاحاديث مع أنهم كانوا لا يخصصون هذا اليوم

ماهو إلا العناد يا إخوان
قال الله عزوجل :وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ .الآية رقم [126] من سورة [البقرة]
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "منْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا". أخرجه البخاري

فائدة من الاية والحديث أن إبراهيم عليه السلام أول مادعا الامن قبل الرزق والرسول صلى الله عليه وسلم بدا بالامن قبل الرزق ولو كان الرزق قليل يكفي يوم فكأنما حزيت له الدنيا
فهل من معتبر ؟
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن2 ; 05-03-2009 الساعة 07:04 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
عبد الله ياسين
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 07-10-2007
  • المشاركات : 918
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • عبد الله ياسين is on a distinguished road
عبد الله ياسين
عضو متميز
رد: العيد عبادة أم عادة؟ لا عيد إلا عيدي الفطر والأضحى
05-03-2009, 06:59 AM
مريم الجزائرية : جزاكِ الله خيرا على التذكير

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم الجزائرية مشاهدة المشاركة
علّمني الاسلام أن حبّ النبيّ صلى الله عليه و سلّم كما شرع القرآن و السنّة...الصّلاة و التّسليم عليه من[ الايمان ]..أولى من الاحتفال بالمولد..
احياء مولد سيّد الخلق - صلوات ربي و سلامه عليه - ؛ بذكر سيرته العطرة و غيرها من أعمال البرّ داخلٌ في جنس محبّته صلى الله عليه و سلّم فهو فردٌ من أفراد العموم ؛ " و الشَّيْءُ مِنْ مَعْدَنِهِ لاَ يُسْتَغْرَب " كما ذكر علماؤنا ؛ فليُعلم !
التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله ياسين ; 05-03-2009 الساعة 07:05 AM
 
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 10:03 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى