امرأة..تربت في كبرياء
02-08-2009, 11:18 AM
امرأة..تربت في كبرياء
المشهد 06
خارجي/ ليل/ سوق شعبي
المكان, دكان اسكافي تجلس فيه أنثى على غير العادة..

تشد على كعب حذاء رجل
مسمار في الفم
و الآخر بين إصبعيها الأنيقين
و المطرقة في اليد الأخرى.
تضرب استثنائيا عند المسمار الثالث على اليمين
فيرفض الانغماس
لأن مسمارا آخرا يعترض ولوجه.
* على الجانب الأيمن من مقعدها
فرخ حمام داخل قفص ينطق غزلا بهيا
في شكل بوقالة:
بيني و بينك طريق قد فم الكاس
بيني و بينك سر ما يعرفوهش الناس
ما يبني البناي حتى يحط الساس
و ما يحمى العرس حتى يحضروا الناس
و ما يحمل الذل الا بنات الناس
* و من فرط سماع الإسكافية لهذه البوقالة
تهيم في هوى الأنوثة فتصيب أصبعها
فتدميه فيسيل على راحة الورق المبعثر
حبر يخط كلمات تظهر ابيض على اسود:
تفاصيل العمر الدافقة
و طوق العراجين
و مفاتن الرجولة
و حبات الياسمين
تحفظ عن ظهر قلب
دعاء الميامين
و التكرار للعادة
و الحكم باليقين
كيف تسترد المدينة
عافيتها
و تتحدى أكاذيب المؤرخين
فليشربوا البحر
و ليغرقوا قوارب النجاة
حتى لا يفكروا في الفرار
تعشق الكبرياء
و يمتلئ وجهها حزنا
ثم يطل مفجوعا كشفت
عندما لا تملك الكلمات..
لقطة

* يقف عند باب الدكان رجل في الخمسين من عمره
فيسلم عليها فترد قائلة:
تعاتبني
لأنني أشغل الركن المضني
أم تراودني
لأن عيناك تترقبان نهاية النبأ؟
أم تلازمني
لتحقق اقل درجات الفوز؟
الرجل:
ما دمت قد تأكدت
بأنني أتحمل أشنع الهزائم
فكفى تشقق قدمي
وفاء..لحذائي
الذي بين يديك
المرأة:
لم تسئم... يا رجل الصمت
من امرأة
صفدت ابوابها
في وجه العفاريت * يا مقلوع القلب*
و أطاحت بعروش الممالك السفهاء
الرجل:
سألم أثوابي
من كل المسافات
و اقطع رقاب الحروف
حتى افضح أنوثتك
و اردد بأعلى صوتي
* كذبت التاء المربوطة و لو فتحت*
* يشعل الرجل سيجارة و يأخذ منها متنفسا عميقا
ثم يقول: أنت الفتنة
تلغي المسافات..بدلالها
أنت الضمد
لجرح ينتفخ تحت الكمدات
أنت العنوان
و أصابع قدميك سالكات
أنت الرقم الموالي
المفتوح على كل الاحتمالات

* تتوقف الإسكافية عن تصليح الحذاء
و تخرج هي الأخرى زجاجة عطرها
و تنفثها في وجه الرجل
فترديه ارضا
حتى لا ينام من بعدها في قواعد اللعبة
و اذا رمتك الحرة بعطرها
تتشقق قدماك بالأحزان
و لا تملك في الحق الاقتراح
و لا المضمون و لا البيان
لقطة:

* غير بعيد منهما يقف * درويش*
في هيئة توحي بالوقار ..فينادي
با أهل السوق
الأبواب تغلق
اما الفراق
و اما التدفق
احملوا حقائب الشوق
الى محطة الرفق
و الوجه المشرق
ان امرأة في المدينة تبحث عن رجل لتبارزه
و وحدي ابقى ارقب النسق
و اشيائها تتفق
دقوا ابواب الناس
و الفحل يشنق
* و تتلبد السماء بغيم اسود
و يبدأ المطر في السقوط
و يعطي المخرج الأمر بتوقيف عملية تصوير المشهد...
حتى يصحو الحال من جديد.
محمد داود












.jpg)


