تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > منتدى الدعوة والدعاة

> بعثة الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم في تتميم مكارم الأخلاق

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
nadir35
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 14-07-2009
  • الدولة : algeria
  • المشاركات : 488
  • معدل تقييم المستوى :

    15

  • nadir35 is on a distinguished road
nadir35
عضو فعال
بعثة الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم في تتميم مكارم الأخلاق
25-02-2010, 11:32 AM
بسم الله الرحمان الرحيم


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ..

أولاً: تعريف مكارم الأخلاق.

لغة: السّجية والطبع والمروءة والدين.

شرعاً: حال في النفس راسخة تصدر عنها الأفعال من خير أو شر من غير حاجة إلى فكر ورَوِيّة، وهذا تعريفٌ للأخلاق كلّها .

أما المكارم: فهي حال في النفس راسخة تصدر عنها أفعال الخير من غير حاجة إلى فِكر ورويّة.

ثانياً: أهمية مكارم الأخلاق:

1- حقيقة دعوة الرسول: روى الإمام أحمد عن أبي هريرة قال عليه السلام: ((إنّما بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق)).
وفي رواية: ((صالح الأخلاق)).
وقال تعالى: ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويُعلِّمهم الكتاب والحكمة ويُزكِّيهم إنك أنت العزيز الحكيم [البقرة:129].
وقال عز وجل: هو الذي بَعَث في الأمّيين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويُزكِّيهم ويُعلِّمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبلُ لفي ضلال مبين [الجمعة:2].

2- الله يحب مكارم الأخلاق:
روى الحاكم عن سهل بن سعد مرفوعاً: ((إن الله كريم يحب الكرم ويحب معالي الأخلاق ويكره سفاسفها)).
روى الطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله مرفوعاً: ((إن الله جميل يحب الجمال ويحب معالي الأخلاق ويكره سفاسفها)).
وروى البَيهقي في شعب الإيمان عن طلحة بن عبيد الله مرفوعاً: ((إن الله جواد يحب الجود ويحب معالي الأخلاق ويكره سفاسفها)).
3- بمكارم الأخلاق يرتفع أقوام ويُحَطُّ آخرون بتضييعها:
مثل: إبليس: قال تعالى فيه: وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين [البقرة:34].
قال الشاعر:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا

و كانت أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، رفيعة الذوق ..وأمر بذلك أمته :
روى البخاري ومسلم عن ابن عمر قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحِشاً ولا مُتفحِّشاً وكان يقول: ((إن من خياركم أحاسنكم أخلاقاً)).


وهناك علامتان لمكارم الأخلاق متى توفرت فليعلم الإنسان أنه فيه مكارم أخلاق ويلزمه الحِفاظُ عليها وتقويتها.
1- حب الخير للمسلمين: روى البخاري ومسلم عن أنس مرفوعاً: ((لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يحب لنفسه)). وفي رواية لأبي عوانة في صحيحه: ((من الخير)).
2- احتمال الأذى: وللعبد المسلم صاحب الأخلاق الحسنة إذا أُصيب بأذية له أحد عشر موقفاً يقفه حتى يتحمّل الأذى.

خامساً: أنواع مكارم الأخلاق:
1- مكارم جِبلّيّة: جُبِل عليها الإنسان.
أخرج مسلم وأبو داود عن ابن عباس مرفوعاً لأشَجِّ عبد القيس: ((إن فيك خَصلتين يُحبُّهما الله: الحلم والأناة))
وزاد أبو داود: يا رسول الله أنا أتخلَّق بهما أم الله جبَلني عليهما؟ قال: (( بل الله جبَلك عليهما))
قال: الحمد لله الذي جبلني على خُلتين يُحبّهما الله ورسوله.
2- مكارم مُكتسبة:
والأخلاق المكتسبة التي يتعلّمُها الناس ويحاول أن يلتزم بها وقد ييوفق لها بنفسه، أو قد يعينه إخوانه الصالحون على ذلك. أو يدعو الله أن يُحسِّن أخلاقه.
أ‌- روى الخطيب عن أبي هريرة مرفوعاً: ((إنما العلم بالتعلُّم، والحِلم بالتحلُّم، ومن يَتحَرَّ الخير يُعطَه، ومن يَتوَقّ الشر يُوقه)).
ب‌- وروى أبو داود والترمذي وأحمد عن أبي هريرة مرفوعاً: ((الرجُل على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخالل)).
وقال الشاعر:
عليك بأرباب الصدور فمن غدا جلياً لأرباب الصدور تَصدّرا
وإياك أن ترضى بصحبة ساقط فَتنحطّ قدْراً من عُلاك وتُحقرا
ج- روى الحاكم عن أبي أيوب مرفوعاً: ((اللهم اغفر ذنوبي وخطاياي كلِّها، اللهم واجبرني، اللهم اهدني لصالح الأعمال والأخلاق فإنه لا يهدي لصالحها ولا يصرِف عن سيّئها إلا أنت)).
وروى الترمذي عن قطبة بن مالك مرفوعاً: ((اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء)).

سادساً: ثمرات مكارم الأخلاق:1- البركة في الدّيار والأعمار:
روى أحمد عن عائشة مرفوعاً: ((حسن الخُلُق وحسن الجِوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار)).
2- المكارم تُثقِل الميزان يوم القيامة: روى ابن أبي الدنيا عن أبي ذر قال عليه السلام:
(( يا أبا ذر ألا أدلّك على خصلتين هما أخف على الظَّهر وأثقل في الميزان من غيرهما؟ قال: بلى يا رسول الله قال: عليك بحسن الخُلُق وطول الصمت، فو الذي نفس محمد بيده ما عمل الخلائق بمثلهما)). وروى أبو داود وأحمد عن أم الدرداء مرفوعاً: ((ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخُلُق)).
3- سبب لتألُّف القلوب:روى مسلم: ((الأرواح جنود مُجنّدة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف)).
4- يحصل كمال الإيمان:
روى أبو داود وأحمد عن أبي هريرة مرفوعاً: ((أكمل المؤمنين أحسنهم خُلُقاً)).
وروى البخاري ومسلم عن ابن عمر مرفوعاً: ((خياركم أحاسنكم أخلاقاً))
وروى الحاكم عن ابن عمر مرفوعاً: ((أفضل المؤمنين أحسنهم خُلُقاً)).
5- محبوب لله:روى الطبراني: ((أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلُقاً)).
6- يستحِقّ الجنة:
روى أبو داود عن أمامة مرفوعاً: ((أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان مُحقَّاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسُن خلقه)).
وروى الترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل ما أكثر ما يُدخل الناس الجنة قال: ((تقوى الله وحُسن الخُلُق))، وسُئل ما أكثر ما يُدخل الناس النار فقال: ((الفم والفرج)).
7- يكون في درجة الصُّوَّام القّوَّام:
روى أبو داود والحاكم عن عائشة مرفوعاً: ((إن الرجل ليُدرك بحسن خُلُقه درجات قائم الليل صائم النهار)).
وروى أحمد عن ابن عمر مرفوعاً: ((إن المسلم المسدّد ليدرك درجة الصوّام القوام بآيات الله عز وجل لِكَرم ضريبته وحسن خلُقه)).
8- يكون قريباً من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:
روى الترمذي عن جابر مرفوعاً: ((إن من أحبِّكم وأقربكم منّي مجلساً يوم القيامة: أحاسنكم أخلاقاً)).
9- يحرم عليه النار:
روى مسلم: ((أن النار تَحرُم على كل قريب هيّن سهل)).

نفعنا اللهم جميعا بالعلم النافع ويسر لنا العمل به وختم لنا ولسائر المسلمين والمسلمات
بالعتق من النار والفوز بالجنة انه بنا وبكم وبهم رؤوف رحيم وبالاجابة جدير..

إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًاً فَلا تَقُلْ *** خَلَـوْتُ وَلَكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبٌ
وَلا تـَحْـسَبـَنَّ اللهَ يَـغْفَـلُ سَـــاعَةً *** وَلا أَنَّ مَـا يَخْفَى عَلَيهِ يَغِيبُ
غَفَـلْنَا لِعَمــْرِ اللهِ حَـتَّى تَرَاكـَمـَتْ *** عَلَـينَا ذُنُوبٌ بَعْــدَهُنَّ ذُنـُوبٌ
فَيَا لَيــتَ أَنَّ اللهَ يَغْفـِرُ مـَا مَضـَى *** وَيَـأْذَنَ فِــي تَوْبـَــةٍ فَنَــتُوبُ


تعريف الخلق: الخُلق بضم اللام وسكونها: الدين والطبع والسجية. [ابن الأثير في غريب الحديث].
وفي الاصطلاح: يطلق إطلاقين أحدهما أعم من الثاني فيطلق على الصفة التي تقوم بالنفس على سبيل الرسوخ ويستحق الموصوف بها المدح أو الذم، ويطلق على التمسك بأحكام الشرع وآدابه فعلاً وتركاً، ومن الأول قوله -صلى الله عليه وسلم- لأشج عبد القيس: (إن فيك لخلقين يحبهما الله الحلم والأناة) قال: يا رسول الله أخلقين تخلقت بهما أم جبلت عليهما قال: (بل جبلت عليهم) قال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله.

ومن الثاني قوله -صلى الله عليه وسلم-: (البر حسن الخلق) وقول عائشة رضي الله عنها في تفسير قوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ[القلم: 4]، كان خلقه القرآن. هذا تعريف الخلق في اللغة والاصطلاح.
أخلاقه الفاضلة وسجاياه الحميدة
كان -صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس خلقاً، اجتمع فيه من أوصاف المدح والثناء ما تفرق في غيره، فقد صانه الله سبحانه وحفظه من أدنى وصف يعاب صاحبه. كل ذلك حصل له من ربه فضلاً ومنةً قطعاً لألسنةِ أعدائه الذين يتربصون به ويقفون في طريق دعوته محذرين منه أحب شيء إليهم تحصيل شيء يعيبونه به وأنى لهم ذلك.

فقد نشأ -صلى الله عليه وسلم- متحلياً بكل خلق كريم، مبتعداً عن كل وصف ذميم، فهو أعلم الناس وأنصحهم وأفصحهم لساناً، وأقواهم بياناً، وأكثرهم حياءً، يُضرب به المثل في الأمانة والصدق والعفاف.

أدبه الله فأحسن تأديبه فكان أرجح الناس عقلاً، وأكثرهم أدباً، وأوفرهم حلماً، وأكملهم قوة وشجاعةً وشفقةً، وأكرمهم نفساً، وأعلاهم منزلةً، وبالجملة كل خلق محمود يليق بالإنسان فله -صلى الله عليه وسلم- منه القسط الأكبر والحظ الأوفر، وكل وصف مذموم فهو أسلم الناس منه وأبعدهم عنه شهد له بذلك العدو والصديق.

وفيما يلي أورد بعض الشهادات التي شهد له بها الموالون له والمعادون، والتي تدلُ دلالةً واضحةً على تمسكه بالأخلاق الحسنة قبل أن يبعثه الله تعالى وذلك معلوم من الدين بالضرورة.

1- شهادة خديجة رضي الله عنها:
لما أوحى الله إلى نبيه -صلى الله عليه وسلم- في غار حراء لأول مرة ورجع إلى خديجة أخبرها الخبر وقال: (لقد خشيت على نفسي. فقالت له رضي الله عنها: كلا والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم وتحمل الكَلَّ وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق) [رواه البخاري].

2- شهادة كفار قريش عند بنائهم الكعبة:
ولما قامت قريش ببناء الكعبة قبل بعثة محمد -صلى الله عليه وسلم- تنازعوا في رفع الحجر الأسود إلى مكانه، واتفقوا على تحكيم أول من يدخل عليهم الباب، فكان أول داخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ففرحوا جميعًا وقالوا جاء الأمين جاء محمد. وقد كانوا يلقبونه بلقب الأمين لما يعلمونه من أمانته صلوات الله وسلامه عليه...

3 - شهادة كفار قريش بصدقه -صلى الله عليه وسلم-:
ثبت في صحيح البخاري أنه -صلى الله عليه وسلم- لما نزل عليه ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ[الشعراء:214] صعد على الصفا فجعل ينادي يا بني فهر يا بني عدي – لبطون قريش – حتى اجتمعوا فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولًا لينظر ما هو فجاء أبو لهب وقريش فقال: (أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي) قالوا نعم ما جربنا عليك إلا صدقًا قال: (فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد) فقال: أبو لهب: "تبا لك ألهذا جمعتنا.."

4 - شهادة أبي جهل بصدقه -صلى الله عليه وسلم-:
تقديم الحديث الذي رواه الحاكم بسند على شرط الشيخين أن أبا جهل قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنا لا نكذبك لكن نكذب ما جئت به". فأنزل الله ﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ[الأنعام: 33].
ولما قال له الأخنس بن شريق: "يا أبا الحكم أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب؟"فقال: "ويحك والله إن محمدًا صادق وما كذب محمد قط" الخ..

5- شهادة أبي سفيان بين يدي هرقل ملك الروم بصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ووفائه:
فقد روى البخاري في صحيحة عن ابن عباس رضي الله عنه أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا ذهبوا إلى الشام لأجل التجارة في المدة التي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مادا فيها أبا سفيان وكفار قريش .فأتوه بإيليا فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم ثم دعاهم ودعا بترجمانه فقال: "أيكم أقرب نسبًا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي" فقال: أبو سفيان "فقلت أنا أقربهم نسبا" فقال: "أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال: لترجمانه قل لهم أني سائل عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه. فوالله لولا الحياء من أن يأثروا عليّ كذبًا لكذبت عليه، ثم كان أول ما سألني عنه أن قال: "كيف نسبه فيكم" قلت: "هو فينا ذو نسب" قال: "فهل قال هذا القول أحد منكم قط قبله" قلت: "لا" قال: "فهل كان من آبائه من ملك" قلت: "لا" قال: "فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفائهم" فقلت: "بل ضعفاؤهم" قال: "أيزيدون أم ينقصون" قلت: "بل يزيدون" قال: "فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه" قلت: "لا" قال: "فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال" قلت: "لا" قال: "فهل يغدر" قلت: "لا ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها، قال: ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئًا غير هذه الكلمة" قال: "فهل قاتلتموه" قلت: "نعم" قال: "فكيف كان قتالكم إياه" قلت: "الحرب بيننا وبينه سجال ينال منا وننال منه" قال: "بماذا يأمركم" قلت: "يقول أعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئًا واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة" فقال: "للترجمان قل له سألتك عن نَسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذالك الرسل تبعث في نسب قومها، وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول قبله قط؟ فذكرت أن لا، قلت فلو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يأتي بقول قيل قبله، وسألتك هل كان في آبائه من ملك؟ فذكرت أن لا قلت فلو كان من آبائه من ملك لقلت رجل يطلب ملك أبيه، وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرت أن لا، قلت لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله، وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ فذكرت أن ضعفاؤهم اتبعوه وهم إتباع الرسل وسألتك أيزيدون أم ينقصون؟ فذكرت أنهم يزيدون
وكذلك أمر الإيمان حتى يتم، وسألتك أيرتد أحد سخطه لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فذكرت أن لا وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب، وسألتك هل يغدر؟ فذكرت أن لا وكذلك الرسل لا تغدر، وسألتك بماذا يأمركم؟ فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف. فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين وقد كنت أعلم أنه خارج ولم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه.
ثم دعا بكتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي بعث به إليه مع دحية بن خليفة الكلبي – فقرأه قال أبو سفيان فلما قال ما قال وفرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات فأخرجنا فقلت لأصحابي حين أخرجنا: لقد أمر ابن أبي كبشة إنه ليخافه ملك بني الأصفر فما زلت موقنًا أنه سيظهر حتى أدخل الله على الإسلام..

ففي هذه القضية آيات بينان ودلالات واضحات على نبوته -صلى الله عليه وسلم- وأنه -صلى الله عليه وسلم- صادق فيما جاء به ومحل الشاهد من القصة شهادة أبي سفيان بن حرب وهو من أشد أعدائه في ذلك الوقت على – اتصاف الرسول -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يبعثه الله بالصدق وأنهم لا يتهمونه بالكذب وبالوفاء وأنه لا يغدر.

6 - شهادة السائب المخزومي له -صلى الله عليه وسلم- بحسن المعاملة والرفق قبل النبوة:
روى أبو داود وغيره أن السائب المخزومي كان شريك النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة فجاء يوم الفتح فقال: (مرحبا بأخي وشريكي لا تداري ولا تماري، وفي لفظ أنه قال للنبي -صلى الله عليه وسلم- كنت شريكي في الجاهلية فكنت خير شريك لا تداريني ولا تماريني، وفي لفظ شريكي ونعم الشريك كنت لا تداري ولا تماري).

7 - شهادة عبد الله بن سلام رضي الله عنه بصدقه -صلى الله عليه وسلم-:
روى أحمد وأصحاب السنن عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: (لما قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة كنت ممن أنجفل فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب فسمعته يقول: أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام ).

8 - شهادة مكرز بن حفص بن الأحنف له -صلى الله عليه وسلم- بالوفاء في جميع مراحل حياته:
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام الحديبية قد أبرم صلحًا بينه وبين قريش على أن يرجع ويعتمر من العام المقبل، ومن الشروط التي اشترطتها قريش على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يدخل مكة بسلاح الراكب فقط (السيوف مغمدة) فلما قدم -صلى الله عليه وسلم- في عمرة القضاء استعد بالخيل والسلاح لا ليدخل بها الحرم وإنما لتكون في متناول يده لو نكثت قريش، وعندما قرب -صلى الله عليه وسلم- من الحرم بعث بها إلى يأجح. وكان خبر ذلك السلاح قد بلغ قريشًا فبعثت مكرز بن حفص في نفر من قريش إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: "يا محمد ما عرفت صغيرًا ولا كبيرًا بالغدر تدخل بالسلاح في الحرم على قومك وقد شرطت لهم أن لا تدخل إلا بسلاح المسافر". فقال -صلى الله عليه وسلم-: "وقد بعثنا به إلى يأجح" فقال مكرز: "بهذا عرفناك بالبر والوفاء".
أخلاقه -صلى الله عليه وسلم- في القرآن
تفضل الله تعالى على خليله محمد -صلى الله عليه وسلم- بتوفيقه للاتصاف بمكارم الأخلاق وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، ثم أثنى عليه ونوه بذكر ما يتحلى به من جميل الصفات في آيات كثيرة من كتاب الله العزيز أقتصر على إيراد بعضها من ذلك قوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ فقد أخبر سبحانه في هذه الآية الكريمة عما كان عليه المصطفى من أخلاق فاضلة ووصف خلقه -صلى الله عليه وسلم- بأنه عظيم، وأكد ذلك بثلاثة أشياء بالأقسام عليه بالقلم وما يسطرون، وتصديره بأن، وإدخال اللام على الخبر، وكلها من أدوات تأكيد الكلام، وذلك الخلق العظيم الذي كان -صلى الله عليه وسلم- ورد تفسيره عن السلف الصالح بعبارات متقاربة، ففسره ابن عباس رضي الله عنه بأن الدين العظيم وهو دين الإسلام وبهذا التفسير فسره أيضًا مجاهد والسدي والربيع بن أنس والضحاك وغيرهم، وفسره الحسن بأنه آداب القرآن، وفي الصحيحين وغيرهما عن عائشة رضي الله عنه أنها سئلت عن خلقه -صلى الله عليه وسلم- فقالت: (كان خلقه القرآن) ومعنى ذلك أن امتثال ما أمره الله به واجتناب ما نهاه عنه في القرآن وصار له خلقًا وسجيه، وقد أشارت عائشة رضي الله عنها إلى ما يوضح هذا المعنى في حديث آخر متفق على صحته وهو أنها قالت: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في ركوعه سبحانك اللهم وبحمدك اللهم أغفر لي يتأول القرآن) أي كان يدعوا بهذا الدعاء امتثالاً لما أمره الله به في سورة النصر في قوله: ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْه..[النصر: 3].

وقد نوه سبحانه بما جبل نبيه عليه -صلى الله عليه وسلم- من الرحمة والرأفة بالمؤمنين والحرص على ما ينفعهم في دينهم وأخراهم، والتألم من كل ما يشق عليهم بقوله سبحانه ممتنًا على المؤمنين بإرساله: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ[التوبة:128]، وقال: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ والأغلال [الأعراف:175]، وقال: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ[الحجرات: 7]. وأشار سبحانه إلى ما اتصف به -صلى الله عليه وسلم- من اللطف والرفق بأمته بقوله تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِك[آل عمران: 159]. أما ما اتصف به -صلى الله عليه وسلم- من النصح والأمانة والقيام بأداء الرسالة على الوجه الذي أراده الله فقد ذكره سبحانه

بقوله: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى[النجم: 1- 4]. ويقول تعالى يعني محمدا -صلى الله عليه وسلم-: ﴿وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ[التكوير: 24] وفيها قراءتان -بالظاء - والمراد به المتهم، وبالضاد والمراد به البخيل، وكلا هذين منفي عنه -صلى الله عليه وسلم- فليس هو - متهم بكتمان ما أرسله الله به وليس ببخيل بما أنزل الله عليه بل يبذله لكل أحد-.
أخلاقه -صلى الله عليه وسلم- في سنته وأقوال صحابته رضي الله عنهم
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يبعثه الله بالرسالة العظمى في الذروة العليا من الأخلاق الحسنة صدقا وأمانة وكرما وحلما وشجاعة وعفة وقناعة وغير ذلك من الصفات التي يحظى بالإجلال والإكبار من حصل على واحدة منها فضلا عمن جمعت له وتوفرت فيه.
ولما بعثه الله سبحانه بالنور والهدى إلى الثقلين الجن والإنس زاده الله قوة في هذه الخصال الحميدة إلى قوته حتى بلغ الحد الأعلى الذي يمكن أن يصل إليه إنسان مصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: "إنما بعثت لأتم صالح الأخلاق"وقد نوه الله سبحانه بتفضله وامتنانه على نبيه وخليله محمد -صلى الله عليه وسلم- في آيات كثيرة كقوله تعالى: ﴿وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيم[النساء: 113] وقوله: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ[الشورى: 52، 53]. وقوله: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيز[الفتح: 1- 3]..

وقد اختار سبحانه لنبيه -صلى الله عليه وسلم- أصحابا هم خير هذه الأمة المحمدية التي هي خير الأمم، وقفوا حياتهم في سبيل تبليغ دعوته وحفظ سنته تحقيقا لقوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ[الحجر: 9] ورثوا عن نبيهم -صلى الله عليه وسلم- ما جاء به من الحق ورثوه لمن جاء بعدهم حتى هيأ الله له رجالا قاموا بتدوينه منهم بل على رأسهم الإمامان الجليلان البخاري ومسلم وغيريهما من المحدثين فقد أفنوا أعمارهم جزاهم الله خيرا الجزاء في تقييد تلك الدور الثمينة التي ورثوها عن نبيهم محمد -صلى الله عليه وسلم- بواسطة السلاسل الذهبية المتصلة بأمثال مالك ونافع وشعبة وأحمد وعلي بن المديني وغيرهم من خيار هذه الأمة وهذه الدرر الثمينة التي توارثوها ونعم الإرث هي تشمل أقواله صلى الله عليه سلم وأفعاله وتقريرا ته وبيان خلقه وأخلاقه ولهذا يعرف المحدثون الحديث بأنه ما أضيف إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير أو وصف خلقي أو خلقي.

ولقد اعتنى هؤلاء الورثة الكرام بتدوين ما جاءهم عن نبيهم -صلى الله عليه وسلم- على سبيل العموم، وبما يتعلق بأخلاقه ومزاياه على سبيل الخصوص، فمنهم من أفرد ذلك بالتأليف، ومنهم من عقد له أبوابا خاصة ضمن المؤلفات العامة أورد فيها ما يتصل بخوفه -صلى الله عليه وسلم- ورجائه وخشيته لربه، وجوده وكرمه وإيثاره وحياته ووفائه وصدقة وأمانته وإخلاصه وشكره وصبره وحلمه وكثرة احتماله، ورفقه بأمته وحرصه على التيسير عليها، وعفوه وشجاعته وتواضعه وعدله وزهده وقناعته، وصلته لرحمه، وكثرة تبسمه، وعفته وغيرته، إلى غير ذلك من آحاد حسن خلقه -صلى الله عليه وسلم-.
تفصيل القول في أخلاقه -صلى الله عليه وسلم-
وهذه الأخلاق التي أشرنا على بعض آحادها يحتاج تفصيلها وبسط القول فيها إلى عدة محاضرات. أما المحاضرة الواحدة فلا تكفي إلا للإشارة على بعض تلك الأخلاق والمزايا الحميدة التي أوتيها -صلى الله عليه وسلم-، فأجدني مضطرا إلى الاقتضاب والإيجاز حسب الإمكان..

1-جُوده وكرمه -صلى الله عليه وسلم-:
وقد بلغ صلوات الله وسلامه عليه في خلق الجود والكرم مبلغا لم يبلغه غيره، ووصل فيه إلى الغاية التي ينتهي عندها الكمال الإنساني. ومن توفيق الله له -صلى الله عليه وسلم- أن جعل جوده يتضاعف في الأزمنة الفاضلة يقول ابن عباس رضي الله عنه في الحديث الصحيح: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن فلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة).

جاد بنفسه في سبيل الله فكسرت رباعيته وشج وجهه وسال الدم منه صلوات الله وسلامه عليه. والجود بالنفس أقصى غاية الجود؛ وجاد بجاهه ومن أمثلة ذلك شفاعته -صلى الله عليه وسلم- لمغيث زوج بريرة رضي الله عنهما لما عتقت واختارت فراقه أشار عليها أن تبقى في عصمته رحمة منه -صلى الله عليه وسلم- بزوجها مغيث. وأخص الأمثلة في ذلك ما أخبر به -صلى الله عليه وسلم- من شفاعته في أهل الموقف التي يتخلى عنها أولو العزم من الرسل فتنتهي إليه فيقول أنا لها -صلى الله عليه وسلم- وقد صح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لكل نبي دعوة مستجابة قد دعا بها فاستجيب له، فجعلت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة" وجاد -صلى الله عليه وسلم- بما أعطاه الله من المال فما سئل -صلى الله عليه وسلم- شيئا من الدنيا قط فقال لا ولقد جاءت إليه -صلى الله عليه وسلم- امرأة ببردة منسوجة فقالت نسجتها بيدي لأكسوكها فأخذها -صلى الله عليه وسلم- محتاجا إليها ولبسها فقال رجل من الصحابة: (أكسينها يا رسول الله ). فقال -صلى الله عليه وسلم-: "نعم"
فدخل منزله فطواها وبعث بها إليه فقال له بعض الصحابة: "ما أحسنت، لبسها رسول الله عليه وسلم محتاجا إليها ثم سألته وعلمت أنه لا يرد سائلا". فقال: "إني والله ما سألته لألبسها إنما سألته لتكون كفني"قال سهل بن سعد رضي الله عنه: "فكانت كفنه"، هذا مثل من أمثال اتصافه -صلى الله عليه وسلم- بهذا الخلق الكريم فهل بعد هذا كرم يصدر من مخلوق؟ وهل وراء هذا الإيثار إيثار؟. ولقد وصف الله الأنصار في كتابه العزيز بصفة الإيثار في قوله: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ[الحشر: 9]. وهذه الصفة الكريمة التي اتصفوا بها أسوتهم فيها وفي غيرها من مكارم الأخلاق سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام يقول سبحانه: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ[الأحزاب: 21]. ولما رجع من حنين التف حوله الأعراب يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه فوقف النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: "أعطوني ردائي فلو كان لي عدد هذه العضاة نعما لقسمتها بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذابا ولا جبانا .." .
وجوده -صلى الله عليه وسلم- في العطاء لبعض الناس إنما هو لتأليفهم على الإسلام، فكثيرا ما كان يخص حديثي العهد بالإسلام بوافر العطاء دون من تمكن الإيمان في نفوسهم. ففي غزوة حنين أعطى أكابر قريش المئات من الإبل ومنهم صفوان بن أمية فقد روى مسلم في صحيحة أنه قال: "لقد أعطاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أعطاني، وإنه لأبغض الناس إليّ فما برح يعطيني حتى إنه من أحب الناس إلي", وروى أيضا عن أنس رضي الله عنه قال: "ما سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الإسلام شيئا إلا أعطاه، ولقد جاءه رجل فأعطاه غنما بين جبلين فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر". وإن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا فما يلبث إلا يسيرا حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها، أعطى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذلك الرجل تلك الغنم الكثيرة التي لكثرتها ملأت ما بين جبلين وماذا كانت نتيجة هذا الإعطاء من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ لقد كانت حصول الغرض الذي من أجله أعطاه وهي أنه أصبح داعية لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-. لقد كان بدافع من نفسه رسولا لرسول الله إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام ويبين لهم كرم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنه يعطي عطاء من لا يخشى الفقر. وهكذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبذل المال في سبيل نصرة الإسلام والدعوة إليه والترغيب فيه، ينفق مال الله الذي آتاه في سبيل الله حتى توفاه الله ودرعه مرهونة في دين عليه صلوات الله وسلامه عليه.
إن الدعوة إلى مكارم الأخلاق هي دعوة أصيلة في عقيدة التوحيد ونابعة من تلك العقيدة وهي دعوة النبيين أجمعين. وكل نبي ساهم في بناء هذا الصرح الأخلاقي الشامخ ولذلك حق للنبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: (إنما بعثت لأتم مكارم الأخلاق). ومن مكارم الأخلاق عدم الفساد في الأرض وإقامة الخلافة وفق المنهج الرباني العظيم الحكيم. والأخلاق تشمل كل أنواع النشاط الإنساني سواء كان نشاطاً سياسياً أو مدنياً أو اجتماعياً. لذا كان الحكم بين الناس بالعدل لأن العدالة هي شعار الإسلام وقوام الأخلاق وبها تصل الحقوق إلى أصحابها. قال تعالى: (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) (سورة النساء الآية).

بل تتعدى مكارم الأخلاق بني الإنسان لتشمل غير البشر من الكائنات الحية يقول عليه الصلاة والسلام:

(في كل كبد رطبة أجر). وهذا هو معنى الإحسان الذي جاء به الإسلام، والدعوة إلى مكارم الأخلاق توجد مجتمعاً فاضلاً منظماً يحكم بقواعد إسلامية منضبطة نابعة من أصل هذا الدين القيم، وهذه القواعد تبدو في الأسرة وفي الجماعات، وفي الدول، وفي العلاقات الإنسانية بين الناس مهما اختلفت ألوانهم وأجناسهم وأديانهم. وتتلخص هذه القواعد في المحافظة على كرامة الإنسان والعدالة بكل صورها والتعاون العام والمودة والرحمة والإنسانية والمصلحة ودفع الفساد في الأرض. ومكارم الأخلاق وما ينبثق عنها من سلوكيات ترتبط بالحقوق، يجعلها ديننا الحنيف ميثاقاً مع الله سبحانه وتعالى يجب الوفاء بها، ولا يجوز انتهاكها بأي حال من الأحوال تحت أي ظرف مهما كانت الذرائع لتبرير ذلك. وقد امتدح الله سبحانه وتعالى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بحسن الخلق فقال تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم) (سورة القلم الآية 4) وعندما سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلقه صلى الله عليه وسلم قالت: (كان خلقه القرآن).. فكان صلى الله عليه وسلم مطبقاً للقرآن في واقع الحياة، وهو بذلك كان أحسن الناس خلقاً لأنه أكملهم إيماناً، وكيف لا وهو يجيب عندما سئل عليه الصلاة والسلام أي المؤمنين أكمل أيماناً؟ قال أحسنهم خلقاً.

والإيمان هو أقوى محرك للأخلاق الكريمة والسلوك الصحيح القويم فالرحمة، والمودة، والمروءة، والنجدة، والصدق، والعفة والتسامح، والتكافل، والوفاء، والتواضع، والصبر كل ذلك عنوان صدق على صدق الإيمان في النفس الإنسانية، وبدون صدق الإيمان تصبح الأخلاق لفظاً لا مفهوم له. فعلينا أن نساهم جميعاً في الدعوة إلى التخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم.. ولنبدأ من أنفسنا أولاً ثم أولادنا وإخواننا فالجيران.. وهكذا.. وللبيت والمدرسة والمسجد والجامعة لهم دور كبير في الدعوة إلى الأخلاق الكريمة.

حقوق الإنسان في الإسلام

وللإنسان حقوق كثيرة في الإسلام، منها:

* حق المساواة في الأصل الإنساني وما يترتب عليه من حقوق وواجبات فهي التي قررها الإسلام وهي إحدى قواعد الحرية التي يندرج تحتها كثير من الحقوق. فجميع البشر ينسبون إلى أب واحد وأم واحدة حيث لا تفاضل بينهم في أصل الخلقة وابتداء الحياة وقد اتجه التكليف الإلهي إليهم جميعاً على حد سواء وهم يتوارثون الخصائص الإنسانية في حسهم عبر الأجيال المتعاقبة، فهم بهذا مكرمون بتكريم الله لهم قال تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء) (سورة النساء).. أما المساواة فيما يكسبه الأفراد والجماعات في إطار الكسب الذاتي سواء كان كسباً (علماً أو عملاً) فهو مختلف قال تعالى: (ولكل درجات مما عملوا) (الأنعام). وقال أيضاً: (وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات) (الأنعام). فنجد أن هناك تفاوتا بين الناس في العلم وأداء الأعمال وهذا التفاوت ضروري لقيام الخلافة في الأرض. لذا لا يمكن المساواة بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون. ولا بين العاملين والخاملين ولا بين الكرام واللئام. قال تعالى: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) (سورة الزمر). وقد خطب الرسول العظيم في حجة الوداع فقال: أيها الناس.. إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي، ولا لأحمر على أبيض، ولا لأبيض على أحمر فضل إلا بالتقوى، ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد. ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب.

* وبذلك نجد المساواة في الإسلام تكون مقيدة بأحوال يجري فيها التساوي في أصل الخلقة.

* ومن الحقوق أيضاً (حق الحياة) وعدم قتل البشرية. قال صلى الله عليه وسلم (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم). كذلك الاعتداء على المسالمين من أهل الكتاب (حرام) فقال الرسول صلى الله عليه وسلم (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة). وقد حرم الإسلام كل عمل ينتقص من حق الحياة سواء كان ذلك العمل تخويفاً أو إهانة أو ضرباً أو تطاولاً أو طعناً في العرض (فحياة الإنسان المادية والأدبية موضوع الرعاية والاحترام في الإسلام) دون تمييز. قال تعالى: (وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص) (المائدة) ويمتد هذا الحق ليشمل الأبناء.. ورعايتهم وحمايتهم فوالله لا أنام حين أقرأ أو أسمع عن تلك الجرائم البشعة من العنف الأسري وخاصة ضد الأطفال والنساء والتي أصبحت تعج بها الصحف والأخبار بشكل يومي فديننا العظيم يحرم هذه الجريمة ويعتبرها أثماً وذنباً عظيماً قال تعالى: (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئاً كبيرا) (الإسراء). وقال أيضاً:(وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت) (التكوير).

* وحرمت الشريعة الإسلامية الاعتداء على هذا الحق بدون وجه حق قال تعالى: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) (الإسراء). وشرعت عقوبة القصاص على من يعتدي على هذا الحق قال تعالى (كتب عليكم القصاص في القتلى) (سورة البقرة) كذلك (الانتحار) فقد حرم الإسلام قتل الإنسان لنفسه واعتبر هذا الفعل من أبشع أنواع القتل.. لأن حق الحياة ملك لله وحده قال تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم) (سورة النساء).

* ومع ذلك نقرأ ونسمع عن حالات كثيرة من الانتحار إما بربط العنق بحبل أو بالسقوط من أعلى.. أو بالأدوية والمبيدات الحشرية وغيرها من المواد الكيمائية فلنقرأ قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا، ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو مترد في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا) رواه البخاري.

* ومن الحقوق أيضاً (حق الإنسان في العيش بأمان) ولا يكون العيش بأمان إلا بالمحافظة على الكليات الخمس التي نزلت بها الأديان وعلى رأسها الإسلام وهي: حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل وحفظ العرض وحفظ المال.

* وقد نهج الإسلام لحماية هذه المصالح نظامين الأول (وقائي)عن طريق تربية الضمير الإنساني وإقامة مجتمع فاضل وتكوين الرأي العام الفاضل، وربط أوامر الله ونواهيه بالجزاء الآخروي، والتوبة.

* والنظام الثاني (هو العقابي) وهذا النظام فرضه الإسلام لحماية المصالح الأساسية للإنسان كي يعيش بأمان وذلك لمن لم تنفع معه الوسائل التي نهجها الإسلام في أسلوبه الوقائي وهو القصاص أو الدية أو التعزير ومن حق الإنسان في (العيش بأمان) أمنه على نفسه حيث تكفل الإسلام بحفظ الأمن وأحاط هذا الحق بسياج من الحماية. وحفظ العقل لأن الاعتداء عليه من صاحبه بمسكر أو مفتر جريمة تستحق العقوبة. وإن المحافظة على العقل أساس العيش في طمأنينة وأمان قال أحد الحكماء (الإنسان عقل تخدمه الأعضاء).

* (وفي حفظ العرض): فقد حرم الإسلام كل ما يلوث عرض الإنسان كذباً واعتبر ذلك جريمة تستحق العقوبة. لأن في تلويث الأعراض امتهاناً للكرامة الإنسانية وذريعة للعداوة والبغضاء والفساد للبيئة الاجتماعية. قال صلى الله عليه وسلم: (فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا). وقد شدد الإسلام في ثبوت جريمة هتك الأعراض بحيث لا تثبت إلا بأربعة شهداء قال تعالى (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً) (النور). فقد ضمن الإسلام الأمن في حفظ الأعراض ليعيش الإنسان في بيئة طهر وعفاف وأمن وسلام في نفسه وبيئته ومجتمعه.

* (أما حفظ الأموال) فقد حفظ ديننا العظيم الأموال وحرم إنزاع ملكية فرد أو جماعة نشأت عن كسب حلال إلا للمصلحة العامة ومع تعويض عادل. وشدد ديننا على حرمة الملكية العامة وجعل الاعتداء عليها أعظم حرمة من الملكية الخاصة. ومن هنا جعل الإسلام التراضي وطيب النفس هما الأساس في تداول الأموال وجعل حرمتها كحرمة الدماء لأن المال قرين الروح وهو عصب الحياة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا). ولم يكتف الإسلام لحفظ الأموال بالوعظ والإرشاد والتخويف بالعقوبات الآخروية بل شرع لذلك العقوبات الدنيوية لتستقيم الأمور، وتزدهر الحياة، ولزجر من لا ينفع معه النصح والإرشاد والتوعد بالعقوبة الآخروية. لذلك وضع في التشريع الإسلامي: حد السرقة وحد الحرابة والضمان والتعزير.

* (أما حق الكرامة) فيؤكدها قول الله تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) (الإسراء). وهذه الكرامة تتجلى في خلقه، والسيادة في الأرض والخلافة وما منح من سمع وبصر وعقل.. وقد كرمه الله بحرية الإرادة التي هي الأداة للعمل المسؤول وفق المنهج الرباني (افعل ولا تفعل) فيما يحقق عمارة الأرض وصلاح النوع الإنساني. والشعور بالكرامة يدفع الإنسان للإعلان أنه أهل للاحترام ومن هنا يفرضه على الآخرين. فإن دعوة الإسلام إلى الكرامة الإنسانية هي دعوة التمسك بالحق والوقوف بجانبه ومناصرة من يناصره والذي يدعو إلى الترابط والتوادد ويدعو إلى الإيمان بالله. وقد أرسى الإسلام حقوقاً لهذا الكائن الحي المكرم المسؤول في المساواة والعدالة الملكية والتكافل وحقوقاً في سلامة حياته وحمايتها وحفظ دينه وعقله وعرضه وماله وسمعته وخصوصياته وحماية الحريات الكفيلة بضمان حقوقه الأساسية والسياسية والمدنية والاجتماعية وغيرها المبنية على طبيعته الفطرية وهذه الكرامة ممنوحة من الله سبحانه وتعالى ولا يجوز لأحد الانتقاص منها أو إهدارها.

* (حق العدالة) فالإسلام دين العدالة والعدالة هي ميزان الاجتماع في الإسلام والتي يقوم بها بناء الجماعة. وكل تنسيق اجتماعي لا يقوم على العدالة فهو منها مهما تكن قوة التنظيم فيه لأن العدالة هي الدعامة والنظام الحقيقي والتنسيق السليم لكل بناء قال تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون (النمل) والعدالة مأخوذة من العدل، والعدل من أسماء الله الحسنى وصفة من صفاته. والعدل نظام الله وشرعه، والناس عباده وخلقه يستوون أبيضهم وأسودهم، ذكرهم وإناثهم، مسلمهم وغير مسلمهم أمام عدله وحكمه. ولذلك حرم الله الظلم على نفسه وجعله محرماً بين الناس وهو ظلمات يوم القيامة قال الرسول صلى الله عليه وسلم (الظلم ظلمات يوم القيامة). والعدل واجب على الكافة تجاه الكافة، والعدالة من مكارم الأخلاق وهي و المروءة صنوان.

لحظة صدق:

قال تعالى في سورة الإسراء (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا).
التعديل الأخير تم بواسطة nadir35 ; 25-02-2010 الساعة 11:36 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية espoire05
espoire05
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 21-10-2009
  • المشاركات : 2,432
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • espoire05 is on a distinguished road
الصورة الرمزية espoire05
espoire05
شروقي
رد: بعثة الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم في تتميم مكارم الأخلاق
25-02-2010, 11:52 AM
فداك امي وابي ونفسي
يا رسول الله
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
سألوني من تحب ؟ قلت من حملتني في أحشائها تسعة أشهر واستقبلتني بدموعها وفرحتها وربتني على حساب صحتها هي التي ستبقى أعظم حب . أحبك يا أمي ...



  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية info_megue
info_megue
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 28-09-2008
  • الدولة : تــــــاجنــــــــانت
  • العمر : 44
  • المشاركات : 339
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • info_megue is on a distinguished road
الصورة الرمزية info_megue
info_megue
عضو فعال
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 12:30 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى