يقين علم الفلك.... ورؤية الهلال
25-09-2008, 12:53 AM
يقين علم الفلك.... ورؤية الهلال
أحبائي أعضاء المنتدى الأغر...
بمناسبة اقتراب رصد هلال عيد الفطر لعام 1429 يسرني أن أقدم هذا الموضوع الهام الذي استحوذ على اهتمامي وفضولي منذ زمن طويل...
بمناسبة اقتراب رصد هلال عيد الفطر لعام 1429 يسرني أن أقدم هذا الموضوع الهام الذي استحوذ على اهتمامي وفضولي منذ زمن طويل...
1)حيرة الثمانينيات
البداية كانت مع أواخر الثمانينيات عندما كنا نعيش فوضى عارمة مع دخول كل رمضان، حيث قد تجد في البيت الواحد من هو صائم ومن هو مفطر.
وباللجوء لحسابات علم الفلك توصلت بمشيئة الله مع مطلع التسعينيات إلى اليقين! لقد كان الشرقيون على خطأ عندما وجدت في إحدى المرات أن هلال رمضان المزعوم رؤيته في السعودية قد غرب في جدة قبل الشمس بعشرين دقيقة! وأسعدني أننا كنا على صواب في الجزائر لأننا كنا نربط العملية بعلم الفلك فتُقصى بذلك المشاهدات الخاطئة للأفراد.
وباللجوء لحسابات علم الفلك توصلت بمشيئة الله مع مطلع التسعينيات إلى اليقين! لقد كان الشرقيون على خطأ عندما وجدت في إحدى المرات أن هلال رمضان المزعوم رؤيته في السعودية قد غرب في جدة قبل الشمس بعشرين دقيقة! وأسعدني أننا كنا على صواب في الجزائر لأننا كنا نربط العملية بعلم الفلك فتُقصى بذلك المشاهدات الخاطئة للأفراد.
2)موضع الهلال ورؤية الهلال
تستطيع حسابات علم الفلك الموضعي Astronomie de position تحديد موضع أو مكان وجود القمر في السماء بدقة كبيرة للغاية (يبلغ خطأ القياس في زاوية الموضع حوالي 0.0002 ثانية! وربما أقل) والدليل على ذلك هو مقدرة علم الفلك على تحديد مواعيد الكسوفات والخسوفات السابقة والقادمة على مدى آلاف السنوات بدقة متناهية.
ولهذا لا يختلف اثنان من العلماء أبدا في الجزم بوجود القمر بالضبط في نقطة معينة من السماء بل وحتى في شكل الهلال واتجاهه ونسبة السطح المضيء ... إلخ، دون أن يجزم علم الفلك برؤية العين له!! لأن الروية إحساس العين بالضوء المنبعث من الهلال وهذا ليس من مهام علم الفلك!
والروية الشرعية (بالعين المجردة) تعتمد أساسا على سطوع الأفق الغربي الناتج عن تأثير الشمس التي غربت حديثا شان الهلال في ذلك شأن بقية النجوم التي تنتظر وقتا طويلا نسبيا بعد غروب الشمس لتظهر للعين! ونظرا لأهمية الموضوع جُمعت بحوثٌ و دراساتٌ ميدانية معمقة حول إمكانية رؤية الهلال الجديد، وجدتها في كتاب "إثبات الشهور الهلالية ومشكلة التوقيت الإسلامي" (دراسة فقهية وفلكية، تأليف د. نضال قسوم، أ. محمد العتبي، أ. كريم مزيان) ملخصها أنه يمكن رؤية الهلال الجديد بالعين المجردة بعد غروب شمس يوم ما إذا تحقق الشرطان التاليان معاً:
أ-أن يكون عمر الهلال عند غروب شمس ذلك اليوم يفوق 15ساعة (عمر الهلال هو الفترة التي تمر على الاقتران والاقتران هو تواجد القمر جنب الشمس أو على استقامة معها بالنسبة للأرض والحالة الأخيرة هي التي تسبب الكسوف)
ب-أن يكون الفارق الزمني بين غروب الشمس والقمر في ذلك اليوم 22 دقيقة على الأقل (رقم قياسي)
3)مثال1 على دقة علم الفلك: هلال عيد الفطر لعام 1429هـ
يحدث الاقتران يوم الاثنين 29 سبتمبر2008 في الساعة 9 صباحا و13 دقيقة بتوقيت الجزائر وعند غروب شمس ذلك اليوم يكون الشرطان السابقان شمال الجزائر كما يلي (القيم التالية خاصة بالجزائر العاصمة) :
-عمر الهلال: 9 ساعات و21 دقيقة (حيث غروب الشمس بالعاصمة الساعة 18 و 34 دقيقة)
-الفارق الزمني بين غروب الشمس والقمر : المفارقة هنا هي أنه رغم مرور أكثر من تسع ساعات على الاقتران فإن القمر في هذا اليوم سيغرب قبل الشمس في الجزائر العاصمة بـإحدى عشرة دقيقة !
-وعليه لا يمكن بأي حال من الأحوال رؤية هلال العيد مساء الاثنين 29 سبتمبر 2008 في الجزائر العاصمة لأنه بكل بساطة سيغرب قبل الشمس! وللتعميم وبما أن وقت الغروب في الجزائر العاصمة: للشمس الساعة 18 و34 دقيقة وللقمر الساعة 18 و 23 دقيقة وبالقياس على بقية المدن العربية يمكن الجزم باستحالة رؤية الهلال مساء ذلك اليوم في كافة الأقطار العربية والإسلامية.
وعليه وباعتماد الرؤية سيكون بحول الله يوم الثلاثاء هو المتممم لرمضان والعيد الأربعاء 1 أكتوبر والله أعلم.
وحتى مساء الثلاثاء 30 سبتمبر 2008 سيكون الشرطان السابقان كما يلي:
- عمر الهلال: 33 ساعة و19 دقيقة (حيث غروب الشمس بالعاصمة الساعة 18 و 32 دقيقة)
-الفارق الزمني بين غروب الشمس والقمر: 17 دقيقة فقط (وارتفاعه عن الأفق في حدود درجتين فقط)
إذن حتي مساء الثلاثاء لايمكن رؤية الهلال في الجزائر العاصمة لأنه رغم وجوده فوق الأفق عند غروب الشمس لكنه قريب جدا منه بحيث لا يمكن أن يرى بسبب وهج الأفق ويغرب قبل أن يظلم الأفق إلى الدرجة التي تسمح بظهوره.
(ملاحظة: الدول التي تعتمد الاقتران فقط في بدايات الشهور القمرية سيكون الثلاثاء عندها هو أول أيام العيد)
4) مثال 2 :كسوف من الماضي يهمنا نحن المسلمين:
أدى بي فضولي وولعي الشديدين بعلم الفلك وحركة القمر بصفة خاصة والدقة الفائقة لهذا العلم في تحديد أوقات الكسوفات السابقة والقادمة على مدى آلاف السنين إلى البحث في الكسوفات الماضية عن كسوف الشمس الذي شوهد في المدينة المنورة والذي صاحب وفاة إبراهيم نجل النبي صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة للهجرة. وبفحص جداول كل الكسوفات التي حدثت بعد الهجرة النبوية والتي يمكن أن ترى في المدينة المنورة بشكل واضح (حسب نسبة قرص الشمس المكسوف) توصلت إلى قناعة أن ذلك الكسوف هو الكسوف الحلقي الذي حدث صباح يوم الاثنين 27 جانفي (يناير) سنة 632 م (الموافق 29 شوال 10هـ) وقد بلغت النسبة القصوى لقرص الشمس المغطى به 76.5% في المدينة المنورة، وهي نسبة كافية لجذب الانتباه للكسوف. والله أعلم.
من مواضيعي
0 أينشتين ...غشاش القرن؟!
0 ياأولياء:إلى أين..؟ هذا "التعري" أكرمكم الله
0 حملة "العربية لغتنا": مقترح توقيع
0 يامشرفين لمَ هذه العجلة؟
0 لغز رياضي في بيت شعري!
0 اشرح لنا صورتك الرمزية!
0 ياأولياء:إلى أين..؟ هذا "التعري" أكرمكم الله
0 حملة "العربية لغتنا": مقترح توقيع
0 يامشرفين لمَ هذه العجلة؟
0 لغز رياضي في بيت شعري!
0 اشرح لنا صورتك الرمزية!
التعديل الأخير تم بواسطة عمرو2008 ; 25-09-2008 الساعة 01:00 AM
سبب آخر: إضافة بعض التنسيق