خدعوها 2
19-07-2009, 05:09 AM
قصيدة الشيخ ناصر الاحمد

خدعوها بسفسطات الهراء *** أوردوها موارد الأغبياء
أغرقوها في لجة الوهم مكراً *** أوهموها بقمة الكبرياء
داعبوا عقلهَا الضعيفَ بكيدٍ *** جاهليٍ أعمى الرؤى والرَّواء
جردوها من الحياء وقالوا *** أنتِ أبهى من السنا والسناء
أسكنوها حظيرة الزور قالوا *** أنتِ يا كوكباً بجوِّ السماء
أنت بدر الدجى فلا تحجبيه *** بقتامٍ يُزري بنور البهاء
أَكشفي وجهَك الجميلَ وغنِّي *** إنما السَّعْدُ في ليالي الغناء
والبسي ما حلا وطاب من اللُّبـ *** ـسِ ولا تسمعي لدعوى الغباء
خدعوها ولم تزل في سباتٍ *** أعجميٍ أحلامُه كالهواء
خدعوها بالفن قالوا سموٌّ *** جهلوا أنه سمومُ البغاء
وأناخوا مطَّيَهم فوق جرحٍ *** ليس يُرجى له قريبُ الشفاء
اسألوهم عنها إذا زارها الشـيـ *** ـبُ وصارت في حالةٍ شوهاء
هل يمدون نحوها كفَّ عطفٍ *** أم يدوسونها تحت الحذاء!
خدعوها ولم يكن ذاتَ يومٍ *** همُّهم دِينَها وبذْلَ النّقاء
لم يكن همُّهم سوى جلب عُهرٍ *** فاضحٍ في الليالي الحمراء
لم يكن همُّهم سوى بعثِ جيلٍ *** نسلُه من براثن الفحشاء
أختَنا يا منارة العزِّ أنتِ *** أنتِ كالطَّود في شموخ الإباء
أنتِ بدرٌ والسافرات ظلامٌ *** أنتِ أمُّ البراعمِ الأبرياء
أنت عزٌّ لنا ومجدٌ تليدٌ *** أنت نسل الأفاضل الكرماء
علّميهم أن العفاف ارتقاءٌ *** للمعالي أَكْرِمْ بِذَا الإرتقاء
أخبريهم أن الحياء حياةٌ *** فُقِدت حين أُجحِفت بالحياء
نبئيهم أن الحجاب احتشام *** واعتصامٌ عن أعينِ الخبثاء
عن كلاب الشهوات لمَّا*** أرادوا ملأَ أجفانهم بخُبث النساء
خاطبي من تلقفتها الأيادي *** ورمتها في محضن الأدعياء
حاربي من حبوكِ أعظمَ وهمٍ *** وأرادوك دميةً في الدِّماء
يا دعاة التحرير يكفي افتراءً *** قد عشقتم مرابعَ الإفتراء
عشقوا الغرب عشقنا للجنان *** نعشق الحور عشقهم للبغاء
ونرى الدين تاج نصرٍ على الرأسِ *** وهم يسفلون نحو الغثاء
يا دعاة التغريب إنّا أُناسٌ *** قد رفعنا جباهنا للسماء
عِزُّنا بالإلهِ والفخرُ فينا *** بالنبيِّ الكريم والأنبياء
عَلَّمونا أن الحياةَ جهادٌ *** دون أعراضنا ودون النقاء
ما كفاكم في الغرب مليون طفلٍ *** أنتجتهم خطيئة الدخلاء
ما كفاكم مليار أنثى تنادي *** أنقذونا من وطئة الفحشاء
وخذونا لديكموا وأرونا *** لذةَ العيش في ربى الأنقياء
واقتلونا من بعدها إن أردتم *** واجعلونا في هيئة المومياء
ثم قولوا لقومنا إنَّ ديناً *** يحفظ العرض ذاك دين الصفاء