الرد على شمس الدين
10-09-2007, 03:37 PM
﴿ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ﴾
إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ؛ من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد : إن السلفية – بحق – هي الإسلام المصفى ، ودعوة الحق ، ونسبة الصدق ، لا عيب على من اعتزى إليها ، ولا ضيم على من نافح عليها ، يسلقها اللداغون بألسنة حداد ، ويسودون صحائفهم في ثلبها بالمداد ، وينشرون شبهاتهم في الصحف السيارة بالبلاد ، فما أحوج أن يغسلوا بالأسواط ، وأن يشد على ألسنتهم بنسع ذات أنواط !!!
ومن هؤلاء المسعورين المدعو شُمّس الدين الذي طلع بين قرنيه الشيطان في طامور الشروق ؛ ليصيب السلفيين على غرة ، كأنه مصاب منهم بعرة ، وهو يطقطق في كلامه ، ويتشفى بهم بملامه ، وما درى أبو الدغفاء أن الطائفة المنصورة والفرقة الناجية الثابتة على ما كان عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم- وأصحابه ظاهرة على الحق ، لا يضرها من خذلها أو خالفها حتى يأتي أمر الله وهي كذلك ، ولولا أنه عترس في الأمر ، وشركه أبو مرة في الزمر ، ما كنت لألقي له أسماعا ، ولا لأحرك له يراعا .
وها هو ذا في العدد التاسع والثمانين بعد الألفين يسود – سود الله وجهه - في صحيفة الشروق صفحتين ملأهما بالكذب والبتر وسوء الفهم وإثارة للفتنة ؛ تحت عنوان " عناوين للتكفير وأخرى للتضليل تسوق للشباب خارج رقابة الدولة ، فتاوى متطرفة وكتب دينية شاذة في السوق الجزائرية" ، أتى فيها بالعجائب ، ورمى فيها أهل السنة السلفيين بالغرائب ، قال الشاعر :
وسأجمل الرد عليه في الأجزاء التالية :
الجزء الأول : حول الفقرة الأولى من وغر شمس الدين .
أولا - أساس المنهج السلفي العودة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة وفهمهما على النهج الذي كان عليه السلف الصالح ؛ قال سيخ الإسلام ابن تيمية :" ثم مِنْ طَرِيقَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ اتِّبَاعُ آثَارِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَاطِنًا وَظَاهِرًا ، وَاتِّبَاعُ سَبِيلِ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ، وَاتِّبَاعُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، حَيْثُ قَالَ : « عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي ، تَمَسَّكُوا بِهَا ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ ؛ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ » .
وَيَعْلَمُونَ أَنَّ أَصْدَقَ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، وَيُؤْثِرُونَ كَلَامَ اللَّهِ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ كَلَامِ أَصْنَافِ النَّاسِ ، وَيُقَدِّمُونَ هَدْيَ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى هَدْيِ كُلِّ أَحَدٍ ؛ وَلِهَذَا سُمُّوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَسُمُّوا أَهْلَ الْجَمَاعَةِ ؛ لِأَنَّ الْجَمَاعَةَ هِيَ الِاجْتِمَاعُ ، وَضِدُّها الْفُرْقَةُ ، وَإِنْ كَانَ لَفْظُ الْجَمَاعَةِ قَدْ صَارَ اسْمًا لِنَفْسِ الْقَوْمِ الْمُجْتَمِعِينَ . وَالْإِجْمَاعُ هُوَ الْأَصْلُ الثَّالِثُ الَّذِي يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فِي الْعِلْمِ وَالدِّينِ .
وَهُمْ يَزِنُونَ بِهَذِهِ الْأُصُولِ الثَّلَاثَةِ جَمِيعَ مَا عَلَيْهِ النَّاسُ مِنْ أَقْوَالٍ وَأَعْمَالٍ بَاطِنَةٍ أَوْ ظَاهِرَةٍ مِمَّا لَهُ تَعَلُّقٌ بِالدِّينِ .
وَالْإِجْمَاعُ الَّذِي يَنْضَبِطُ هُوَ مَا كَانَ عَلَيْهِ السَّلَفُ الصَّالِحُ ؛ إِذْ بَعْدَهُمْ كَثُرَ الِاخْتِلَافُ ، وَانْتَشَرَ فِي الْأُمَّةِ ".
فالسلفيون – بحق – هم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية وأهل السنة والجماعة والغرباء ، من خالف أصلا من أصولهم ووالى وعادى عليه ، أو أغرق في الجزئيات بعد قيام الحجة عليه، فقد خرج من السنة إلى فرق الضلال الهالكة كفرقة الدعوة والتبليغ مثلا . عن زكريا بن يحيى قال : سمعت أبا بكر بن عياش ، وقال له رجل : يا أبا بكر من السني ؟ فقال : « السني الذي إذا ذكرت الأهواء لم يغضب (وفي رواية :لم يتعصب) لشيء منها » .
ثانيا – علامة الزنادقة تسميتهم أهل السنة حشوية ؛ قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم: وسمعت أبي يقـول:« علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر ، وعلامة الزنادقة تسميتهم أهل السنة حشوية يريدون إبطال الآثار » . وفي رواية: « وعلامة الزنادقة أن يسموا أهل الأثر حشوية ، ويريدون إبطال الآثار عن رسول الله - صلى الله عليـــه وسلم - » .
قال ابن قيم الجوزية :
وما ذكره هذا الشّمّس واستغربه ثابت عن أبي حنيفة بالسند الصحيح : قال اللالكائي – ثقة حافظ - أنا علي بن محمد بن عيسى- ثقة - قال : أنا علي بن محمد – ثقة أمين - قال : أنا نصر بن عمار التنيسي ، قال : نا أبو صالح الفراء محبوب بن موسى – ثقة - قال : سمعت أبا إسحاق الفزاري – إمام ثقة حافظ - قال : قال أبو حنيفة: « إيمان أبي بكر وإيمان إبليس واحد ، قال أبو بكر : يا رب ، وقال إبليس : يا رب » ، قال أبو إسحاق : ومن كان من المرجئة ثم لم يقل هذا انكسر عليه قوله.
وتابع التنيسي عثمان بن سعيد الدارمي الحافظ ، قال الخطيب البغدادي في تاريخه : أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج – ثقة جليل - بنيسابور أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي – ثقة - حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي- ثقة - حدثنا محبوب بن موسى الأنطاكي- ثقة - قال: سمعت أبا إسحاق الفزاري – ثقة – يقول : سمعت أبا حنيفة يقول : « إيمان أبي بكر وإيمان إبليس واحد ، قال أبو بكر : يا رب ، وقال إبليس : يا رب » ، قال أبو إسحاق : ومن كان من المرجئة ثم لم يقل هذا انكسر عليه قوله.
وقال ابن الجوزي في المنتظم : أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عبدوس قال: أخبرنا عثمان بن سعيد الدارمي قال: حدثنا محبوب بن موسى الأنطاكي قال: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: سمعت أبا حنيفة يقول: «إيمان أبي بكر الصديق وإيمان إبليس واحد ، قال إبليس: يا رب، وقال أبو بكر: يا رب ». قال أبو إسحاق: ومن كان من المرجئة ثم لم يقل هذا أنكر عليه قوله.
قال الخطيب : حدثني على بن الحسين بن جد العكبرى قال : رأيت هبة الله الطبري في المنام ؛ فقلت : ما فعل الله بك ؟ فقال: غفر لي. قلت: بماذا ؟ قال - كلمة خفية -: بالسنة.
رابعا – خيانة الأمانة العلمية محق لبركة العلم : زعم شُمّس الدين أن الدكتور أحمد بن سعد علق على الرواية السابقة عن أبي حنيفة وهو محض الكذب ، وإنما علق على "سياق ما نقل من مقابح مذاهب المرجئة" ص 1068 ، ثم إن قوله : قلت: إن الذي يبدو أنه هو الصحيح ... يتعلق بكتاب السنة لعبد الله بن أحمد ، وليس بنسخ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة .
وما أحسب هذا الأبتثي الزماخر الذي تزبب قبل أن يتحصرم يدافع عن أبي حنيفة من باب النصيحة وإنما من باب الشنيعة، مما يشتم منه انتماؤه إلى فرقة الدعوة والتبليغ الضالة التي تتعصب لأبي حنيفة بالباطل، وقد قال الإمام البخاري في التاريخ الكبير – في ترجمة أبي حنيفة - : " نعمان بن ثابت أبو حنيفة الكوفي مولى لبني تيم الله بن ثعلبة روى عنه عباد بن العوام وابن المبارك وهشيم ووكيع ومسلم بن خالد وأبو معاوية والمقري ، كان مرجئا ، سكتوا عنه وعن رأيه وعن حديثه ، قال أبو نعيم : مات أبو حنيفة سنة خمسين ومائة".
قال الشاعر :
إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ؛ من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد : إن السلفية – بحق – هي الإسلام المصفى ، ودعوة الحق ، ونسبة الصدق ، لا عيب على من اعتزى إليها ، ولا ضيم على من نافح عليها ، يسلقها اللداغون بألسنة حداد ، ويسودون صحائفهم في ثلبها بالمداد ، وينشرون شبهاتهم في الصحف السيارة بالبلاد ، فما أحوج أن يغسلوا بالأسواط ، وأن يشد على ألسنتهم بنسع ذات أنواط !!!
ومن هؤلاء المسعورين المدعو شُمّس الدين الذي طلع بين قرنيه الشيطان في طامور الشروق ؛ ليصيب السلفيين على غرة ، كأنه مصاب منهم بعرة ، وهو يطقطق في كلامه ، ويتشفى بهم بملامه ، وما درى أبو الدغفاء أن الطائفة المنصورة والفرقة الناجية الثابتة على ما كان عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم- وأصحابه ظاهرة على الحق ، لا يضرها من خذلها أو خالفها حتى يأتي أمر الله وهي كذلك ، ولولا أنه عترس في الأمر ، وشركه أبو مرة في الزمر ، ما كنت لألقي له أسماعا ، ولا لأحرك له يراعا .
وها هو ذا في العدد التاسع والثمانين بعد الألفين يسود – سود الله وجهه - في صحيفة الشروق صفحتين ملأهما بالكذب والبتر وسوء الفهم وإثارة للفتنة ؛ تحت عنوان " عناوين للتكفير وأخرى للتضليل تسوق للشباب خارج رقابة الدولة ، فتاوى متطرفة وكتب دينية شاذة في السوق الجزائرية" ، أتى فيها بالعجائب ، ورمى فيها أهل السنة السلفيين بالغرائب ، قال الشاعر :
وَكَم مِن عائِبٍ قَولاً صَحيحاً .... وَآفَتُهُ مِنَ الفَهمِ السَقيمِ
الجزء الأول : حول الفقرة الأولى من وغر شمس الدين .
أولا - أساس المنهج السلفي العودة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة وفهمهما على النهج الذي كان عليه السلف الصالح ؛ قال سيخ الإسلام ابن تيمية :" ثم مِنْ طَرِيقَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ اتِّبَاعُ آثَارِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَاطِنًا وَظَاهِرًا ، وَاتِّبَاعُ سَبِيلِ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ، وَاتِّبَاعُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، حَيْثُ قَالَ : « عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي ، تَمَسَّكُوا بِهَا ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ ؛ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ » .
وَيَعْلَمُونَ أَنَّ أَصْدَقَ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، وَيُؤْثِرُونَ كَلَامَ اللَّهِ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ كَلَامِ أَصْنَافِ النَّاسِ ، وَيُقَدِّمُونَ هَدْيَ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى هَدْيِ كُلِّ أَحَدٍ ؛ وَلِهَذَا سُمُّوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَسُمُّوا أَهْلَ الْجَمَاعَةِ ؛ لِأَنَّ الْجَمَاعَةَ هِيَ الِاجْتِمَاعُ ، وَضِدُّها الْفُرْقَةُ ، وَإِنْ كَانَ لَفْظُ الْجَمَاعَةِ قَدْ صَارَ اسْمًا لِنَفْسِ الْقَوْمِ الْمُجْتَمِعِينَ . وَالْإِجْمَاعُ هُوَ الْأَصْلُ الثَّالِثُ الَّذِي يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فِي الْعِلْمِ وَالدِّينِ .
وَهُمْ يَزِنُونَ بِهَذِهِ الْأُصُولِ الثَّلَاثَةِ جَمِيعَ مَا عَلَيْهِ النَّاسُ مِنْ أَقْوَالٍ وَأَعْمَالٍ بَاطِنَةٍ أَوْ ظَاهِرَةٍ مِمَّا لَهُ تَعَلُّقٌ بِالدِّينِ .
وَالْإِجْمَاعُ الَّذِي يَنْضَبِطُ هُوَ مَا كَانَ عَلَيْهِ السَّلَفُ الصَّالِحُ ؛ إِذْ بَعْدَهُمْ كَثُرَ الِاخْتِلَافُ ، وَانْتَشَرَ فِي الْأُمَّةِ ".
فالسلفيون – بحق – هم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية وأهل السنة والجماعة والغرباء ، من خالف أصلا من أصولهم ووالى وعادى عليه ، أو أغرق في الجزئيات بعد قيام الحجة عليه، فقد خرج من السنة إلى فرق الضلال الهالكة كفرقة الدعوة والتبليغ مثلا . عن زكريا بن يحيى قال : سمعت أبا بكر بن عياش ، وقال له رجل : يا أبا بكر من السني ؟ فقال : « السني الذي إذا ذكرت الأهواء لم يغضب (وفي رواية :لم يتعصب) لشيء منها » .
ثانيا – علامة الزنادقة تسميتهم أهل السنة حشوية ؛ قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم: وسمعت أبي يقـول:« علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر ، وعلامة الزنادقة تسميتهم أهل السنة حشوية يريدون إبطال الآثار » . وفي رواية: « وعلامة الزنادقة أن يسموا أهل الأثر حشوية ، ويريدون إبطال الآثار عن رسول الله - صلى الله عليـــه وسلم - » .
قال ابن قيم الجوزية :
وَمِنَ العَجائِبِ قَوْلهُمْ لِمَنِ اقْتَدى
حَشْوِيَّة يَعْنونَ حَشْوا في الوُجو
وَيَظُنُّ جاهِلُهمْ بِأنَّهُمُ حَشوا
إذْ قَوْلُهُمْ فَوْقَ العِبادِ وَفي السَّما
ظَنَّ الحَمِيْرُ بأنَّ "فِي" لِلظَّرفِ وال
وَاللّهِ لمْ يُسْمَعْ بذَا من فرْقَةٍ
لا تَبْهَتوا أهْلَ الحديثِ بِهِ فَما
بَلْ قَوْلُهُم: إِنَّ السَّماواتِ العُلا
حَقّا كَخَرْدَلَةٍ تُرى في كَفِّ
أَتُرَوْنَهُ المَحْصورَ بَعْدُ أم السّما؟
كَمْ ذَا مُشَبِّهَة وَذا حَشْوِيَّة
تدْرونَ مَنْ سَمَّتْ شُيوخكمُ
سمى بِهِ عمرو لعَبد اللّهِ ذا
فوَرِثتم عَمروا كما وَرِثوا لِعَبد الله
تَدْرونَ مَنْ أَولى بِهَذَا الاسمِ
مَنْ قَدْ حَشا الأوراقَ والأذْهانَ مِنْ
هَذَا هو الحشوِيُّ لا أهلُ الحَديثِ
ورَدوا عذَاب مَناهل السّنَنِ التي
ووَرَدتُمُ القَلُّوطَ مَجْرى كُلِّ ذِي ال
وَكسلْتم أنْ تَصْعدوا لِلورْدِ من
بالوَحْي منْ أثَرٍ وَمِنْ قُرْآنِ
د وفَضْلَةً في أمَّةِ الإِنْسانِ
رَبّ العِبادِ بداخلِ الأكْوان
ء الرَّبُّ ذُو المَلَكوتِ والسُّلْطانِ
رحمنُ مَحْوِيّ بِظَرْفِ مَكانِ
قَالَتْهُ في زَمَنٍ مِنَ الأزْمانِ
ذَا قَوْلهم تَبًّا لِذي البُهْتانِ
في كَفِّ خالقِ هَذِهِ الأكْوانِ
ممسِكِها تَعالى الله ذُو السُّلْطانِ
يا قَوْمَنا ارْتَدِعوا عَنِ العُدْوانِ
صرف بلا جحد ولا كتمان
بِهذا الاسم في الماضي مِنَ الأزْمانِ
ك ابن الخَليفةِ طارِدِ الشيطانِ
أنَّى يسْتوي الإرثانِ
وَهو مُناسِبٌ أحواله بِوِزانِ
بِدَعٍ تُخالِفُ مقتضى القرآن
أئمَّةُ الإِسْلامِ والإِيْمانِ
لَيْسَتْ زبالَةُ هَذِهِ الأذهانِ
أوساخ والأقذارِ والأنْتانِ
أثر الشرائع خَيْبةَ الكَسلانِ
ثالثا – كتاب " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين من بعدهم" للحافظ أبي القاسم هبة الله ابن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي من أجمع كتب العقيدة الصحيحة المسندة وأشهرها ، لا يطعن فيه إلا زنديق . حَشْوِيَّة يَعْنونَ حَشْوا في الوُجو
وَيَظُنُّ جاهِلُهمْ بِأنَّهُمُ حَشوا
إذْ قَوْلُهُمْ فَوْقَ العِبادِ وَفي السَّما
ظَنَّ الحَمِيْرُ بأنَّ "فِي" لِلظَّرفِ وال
وَاللّهِ لمْ يُسْمَعْ بذَا من فرْقَةٍ
لا تَبْهَتوا أهْلَ الحديثِ بِهِ فَما
بَلْ قَوْلُهُم: إِنَّ السَّماواتِ العُلا
حَقّا كَخَرْدَلَةٍ تُرى في كَفِّ
أَتُرَوْنَهُ المَحْصورَ بَعْدُ أم السّما؟
كَمْ ذَا مُشَبِّهَة وَذا حَشْوِيَّة
تدْرونَ مَنْ سَمَّتْ شُيوخكمُ
سمى بِهِ عمرو لعَبد اللّهِ ذا
فوَرِثتم عَمروا كما وَرِثوا لِعَبد الله
تَدْرونَ مَنْ أَولى بِهَذَا الاسمِ
مَنْ قَدْ حَشا الأوراقَ والأذْهانَ مِنْ
هَذَا هو الحشوِيُّ لا أهلُ الحَديثِ
ورَدوا عذَاب مَناهل السّنَنِ التي
ووَرَدتُمُ القَلُّوطَ مَجْرى كُلِّ ذِي ال
وَكسلْتم أنْ تَصْعدوا لِلورْدِ من
بالوَحْي منْ أثَرٍ وَمِنْ قُرْآنِ
د وفَضْلَةً في أمَّةِ الإِنْسانِ
رَبّ العِبادِ بداخلِ الأكْوان
ء الرَّبُّ ذُو المَلَكوتِ والسُّلْطانِ
رحمنُ مَحْوِيّ بِظَرْفِ مَكانِ
قَالَتْهُ في زَمَنٍ مِنَ الأزْمانِ
ذَا قَوْلهم تَبًّا لِذي البُهْتانِ
في كَفِّ خالقِ هَذِهِ الأكْوانِ
ممسِكِها تَعالى الله ذُو السُّلْطانِ
يا قَوْمَنا ارْتَدِعوا عَنِ العُدْوانِ
صرف بلا جحد ولا كتمان
بِهذا الاسم في الماضي مِنَ الأزْمانِ
ك ابن الخَليفةِ طارِدِ الشيطانِ
أنَّى يسْتوي الإرثانِ
وَهو مُناسِبٌ أحواله بِوِزانِ
بِدَعٍ تُخالِفُ مقتضى القرآن
أئمَّةُ الإِسْلامِ والإِيْمانِ
لَيْسَتْ زبالَةُ هَذِهِ الأذهانِ
أوساخ والأقذارِ والأنْتانِ
أثر الشرائع خَيْبةَ الكَسلانِ
وما ذكره هذا الشّمّس واستغربه ثابت عن أبي حنيفة بالسند الصحيح : قال اللالكائي – ثقة حافظ - أنا علي بن محمد بن عيسى- ثقة - قال : أنا علي بن محمد – ثقة أمين - قال : أنا نصر بن عمار التنيسي ، قال : نا أبو صالح الفراء محبوب بن موسى – ثقة - قال : سمعت أبا إسحاق الفزاري – إمام ثقة حافظ - قال : قال أبو حنيفة: « إيمان أبي بكر وإيمان إبليس واحد ، قال أبو بكر : يا رب ، وقال إبليس : يا رب » ، قال أبو إسحاق : ومن كان من المرجئة ثم لم يقل هذا انكسر عليه قوله.
وتابع التنيسي عثمان بن سعيد الدارمي الحافظ ، قال الخطيب البغدادي في تاريخه : أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج – ثقة جليل - بنيسابور أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي – ثقة - حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي- ثقة - حدثنا محبوب بن موسى الأنطاكي- ثقة - قال: سمعت أبا إسحاق الفزاري – ثقة – يقول : سمعت أبا حنيفة يقول : « إيمان أبي بكر وإيمان إبليس واحد ، قال أبو بكر : يا رب ، وقال إبليس : يا رب » ، قال أبو إسحاق : ومن كان من المرجئة ثم لم يقل هذا انكسر عليه قوله.
وقال ابن الجوزي في المنتظم : أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عبدوس قال: أخبرنا عثمان بن سعيد الدارمي قال: حدثنا محبوب بن موسى الأنطاكي قال: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: سمعت أبا حنيفة يقول: «إيمان أبي بكر الصديق وإيمان إبليس واحد ، قال إبليس: يا رب، وقال أبو بكر: يا رب ». قال أبو إسحاق: ومن كان من المرجئة ثم لم يقل هذا أنكر عليه قوله.
قال الخطيب : حدثني على بن الحسين بن جد العكبرى قال : رأيت هبة الله الطبري في المنام ؛ فقلت : ما فعل الله بك ؟ فقال: غفر لي. قلت: بماذا ؟ قال - كلمة خفية -: بالسنة.
فلتمت غيظا وكمدا أيها الشُّمّس الشارد عن السنة الجامح عن الحق المشاغب بالباطل .
وما أحسب هذا الأبتثي الزماخر الذي تزبب قبل أن يتحصرم يدافع عن أبي حنيفة من باب النصيحة وإنما من باب الشنيعة، مما يشتم منه انتماؤه إلى فرقة الدعوة والتبليغ الضالة التي تتعصب لأبي حنيفة بالباطل، وقد قال الإمام البخاري في التاريخ الكبير – في ترجمة أبي حنيفة - : " نعمان بن ثابت أبو حنيفة الكوفي مولى لبني تيم الله بن ثعلبة روى عنه عباد بن العوام وابن المبارك وهشيم ووكيع ومسلم بن خالد وأبو معاوية والمقري ، كان مرجئا ، سكتوا عنه وعن رأيه وعن حديثه ، قال أبو نعيم : مات أبو حنيفة سنة خمسين ومائة".
قال الشاعر :
يا أيها الرجل المعلم غيره
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى
ونراك تصلح بالرشاد عقولنا
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها
فهناك يقبل ما تقول ويقتدى
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
هلا لنفسك كان ذا التعليم؟
كيما يصح به وأنت سقيم
أبداً وأنت من الرشاد عديم
فإن انتهت عنه فأنت حكيم
بالرأي منك وينفع التعليم
عار عليك إذا فعلت عظيم!
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى
ونراك تصلح بالرشاد عقولنا
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها
فهناك يقبل ما تقول ويقتدى
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
هلا لنفسك كان ذا التعليم؟
كيما يصح به وأنت سقيم
أبداً وأنت من الرشاد عديم
فإن انتهت عنه فأنت حكيم
بالرأي منك وينفع التعليم
عار عليك إذا فعلت عظيم!









