تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > منتدى الدعوة والدعاة

> خطوة تليها خطوة تعلم كيف تتوب بأذن الله . . .(مجموعه مقالات رائعه فى التوبة)

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
nadir35
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 14-07-2009
  • الدولة : algeria
  • المشاركات : 488
  • معدل تقييم المستوى :

    15

  • nadir35 is on a distinguished road
nadir35
عضو فعال
خطوة تليها خطوة تعلم كيف تتوب بأذن الله . . .(مجموعه مقالات رائعه فى التوبة)
04-08-2009, 04:04 PM
هذه مجموعه مقالات رائعه فى التوبة


بدايه اهدى اليكم هذا المقال وهو بعنوان


رسالة سوف تبكي أهل المعاصي !!


الحمد لله رب العالمين إله الأولين والآخرين ،


وأصلي وأسلم على من بعثه الله رحمة للعالمين محمد النبي الأمين صلوات


ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم وأقتفى أثرهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :



رسالة أوجهها إلى من غاب عنا وطال غيابه .. إلى من بكى القلب ألما لفراقه ..


حملت لك القلم والمحبرة وسطرت بها لك هذه الكلمات التي عصرتها دموع قلب محب لك ..


عل الله أن يترك بها أثرا في قلبك .. كيف لا وأنا أخاطب فيك قلبك الذي ملئه حب الخير ..


وكيف لا وأنا أعلم أنك تحمل قلبا لا ككل القلوب .. وكلي أمل بعد الله عزوجل أن تغير هذه الحروف


والكلمات مسار حياتك وينقشع السحاب عن ذلك البدر الجميل لكي يسطع لنا من جديد ..وليبتسم الفؤاد ويفرح ..


وتشرق شمس أمتك بعودتك لها من جديد .



((أخي الحبيب)) : هاهي الأيام تمر وتجري .. والأعوام تتوالى .. والصفحات تنطوي ..


من غير أن نحس أو ندري .. إلا عند بداية سنة جديدة .. أو قدوم الشهر الكريم ..


أو عند سماع الدفوف معلنين بذلك عن يوم العيد .. ولكن أخي هل سألت نفسك


ماذا قدمت فيما سلف من هذه الأيام ؟؟ وهل سألت نفسك عن السؤال الأهم ماذا أعددت لرحلة النهاية ؟؟


ماذا قدمت لنفسي من خير لأجده عند الله خير ثواب وخير أمل ؟؟ ما ذا سجل في صحيفتي ؟؟ وبأي يد سيكون استلامها ؟؟


وماذا أعددت للحفرة التي سأوضع فيها ؟؟ أسألك بربك أسأل نفسك وتحرى منها الجواب !!



حينها ستدرك أن الأمر جد خطير ويستحق منا الوقوف عنده كثيرا ..والتفكير فيه طويلا .



((عجبا أخي)) : مالي أرك قليل الزاد وطريقك بعيد !! مالي أراك تقبل على ما يضرك وتترك ما يفيد !!


إلى متى تضيع الزمان وهو يحصى عليك برقيب وعتيد !! حتى متى تبارز بالذنوب اللطيف المجيد !!


إلى متى تعصي ربك وهو بك حفيظ وعليك شهيد !! ألم يأن أن تتوب وتبدأ الصفحة من جديد !



((أخي الحبيب)) : تب إلى الله .. ذق طعم التوبة والإستقامه .. ذق حلاوة الدمعة .. اعتصر قلبك وتألم لتسيل


دمعة على الخد تطفئ نار المعصية .. أخل بنفسك .. واعترف بذنبك .. ادع ربك وقل:


"اللهم أنت ربي وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي


وأبوء بذنبي فأغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" ..


أبك على خطيئتك .. جرب لذة المناجاة .. اعترف بالذل لله .. تب إلى الله بصدق .. واسمع أخي للفرج من ملك الملوك


وهو يقول: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا" ..


ويقول سبحانه في الحديث القدسي:


"يا ابن آدم انك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرت لك ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو بقلت ذنوبك عنان السماء


ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا


لأتيتك بقرابها مغفرة" ..


لا تقنط أخي من رحمة الله لسوء أفعالك ، فكم في هذه الأيام من معتق من النار من أمثالك ؟؟


فأحسن الظن بمولاك وتب إليه فإنه لا يهلك على الله إلا هالك ..


يقول الشاعر:



إذا أوجعتك الذنوب فداوها *** برفع يد بالليل والليل مظلم


ولا تقنطن من رحمة الله إنما *** قنوطك منها من ذنوبك أعظم



((أنت من أنت))؟؟ نعم أخي أنت من أنت حتى يخاطبك رب البريات ؟؟


وما هو عذرك وأنت تسمع هذه النداءات من رب الأرض والسماوات ؟؟


وأعلم أخي أن أسعد لحظات الدنيا يوم أن تقف خاضعا ذليلا خائفا باكيا مستغفرا تائبا ..


فكلمات التائبين صادقة .. ودموعهم حارة .. وهممهم عالية قوية .. أو تعلم لماذا ؟؟


لأنهم ذاقوا حلاوة الإيمان بعد مرارة الحرمان .. ووجدوا برد اليقين بعد نار الحيرة ..


وعاشوا حياة الأمن والاستتباب بعد مسيرة القلق والاضطراب .. بالله عليك أخي لماذا تحرم نفسك


كل هذه اللذة والسعادة ؟؟


فإن أذنبت فتب .. وإن أسأت فأستغفر .. وإن أخطأت فأصلح .. فالرحمة واسعة والباب مفتوح ..


ولكن تداركه بالتوبة قبل أن يقلق ودع عنك التسويف وطول الأمل .. واترك الغفلة والاغترار بالصحة واسمع


لقول الشاعر:



فكم من صحيح بات من غير علة *** وكم من سقيم عاش حينا من الدهر



((أيها الأخ الحبيب)) : اسمع لهذه الكلمات وذكر فلبك بها دائما فو الله ما أعظمها من كلمات يقول علي بن أبي طالب


رضي الله عنه: "إن الآخرة قد ارتحلت مقبلة ، والدنيا قد ارتحلت مدبرة ، فكونوا من أبناء الآخرة ،


ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل" ..


ومعنى ذلك أنه ينبغي على الإنسان أن يتهيأ ويتجهز وأن يصلح من حاله وأن يجدد توبته ،


وأن يعلم أنه يتعامل مع رب كريم قوي عظيم لطيف سبحانه جل جلاله ما أعظمه وما أرحمه .




((ختاما)) : أسأل الله أن يتوب علينا جميعا وأن يغفر لنا ذنوبنا جميعا وأن يجعلنا من الصادقين الصالحين المصلحين ..


اللهم تب علينا توبة صادقة نصوح .. اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وارزقنا برهم اللهم وأحفظهم


وتجاوز عن حيهم وميتهم وأمنن عليهم بالصحة والعافية .. إنه ولي ذلك والقادر عليه ..


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



||-- المقالة الثانية --||



هل حدثتك نفسك بالتوبة ؟!


أخي الغالي .... أختي الغالية :



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إني لأستبطأ الأيام متى تزف إلي جميل الخبر ؟


متى أرى دموع التوبة من مقلتيك تنهمر ؟


متى تقوى على كسر القيود وتنتصر ؟


إني بفارغ ذاك الصبر انتظر؟



فهل فكرت بالتوبة ؟




لهفي على لحظة سماع عودتك إلى الله


وانضمامك إلى قوافل التائبين العائدين



أريد أن أفرح لفرحك !


قد لا تتصور سعادتي بك تلك اللحظة .



لست أنا فقط ، بل الله تعالى الغني العلي الكبير سبحانه يفرح بهذه الأوبة


والرجوع إليه ، جعلنا الله من التائبين الصادقين .


قلي بربك من مثلك إذا فرح الله بك ؟


لقد جاء في الحديث (( إن الله يفرح بتوبة أحدكم )) ... الله أكبر، فهل تريد في


هذه الليلة أن يفرح بك الله . والله إن أحدنا يريد أن يفرح عنه أبوه أو أمه، و


يرضى عنه زميله فكيف برب العالمين تبارك وتعالى .


نعم إن الأمر صدق هو كذلك (( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ))سورة البقرة .



وإذا احبك الله فما عليك ولو أبغضك من في الأرض جميعاً .


من مثلك ... يفرح بك الله و يحبك . الله الذي له مقاليد السماوات والأرض


المتصرف الوهاب ، الذي إذا أراد شيئاً إنما يقول له كن فيكون .


و من كان الله معه فما الذي ينقصه ؟! إن يكن معك الله فلا تبالي ولو افتقدت


الجميع فهو سبحانه (( نعم المولى ونعم النصير )) الأنفال .


معك من لا يهزم جنده ، معك الذي يعز من أطاعه ويذل من عصاه ، الذي لا يُقهر


سلطانه ، ذو الجبروت والكبرياء والعظمة ، معك الكريم الواسع المنان الملك


العزيز القهار سبحانه وتعالى 0




أيها الغالي والغالية :


ما أتعب الناس الذين هم يلهثون وراء الشهوات والمحرمات بزعمهم أن في ذلك


السعادة والفرح إلا بعدهم عن الله ، وإلا لو عرفوا الله حقاً ما عرف الهم


والضيق طريقاً إليهم ولأيقنوا أن السعادة لا تستجلب بمعصية الله .




أيها الغالي والغالية



: أين نحن عن قوله تعالى :



(( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم


بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ))



وعن قوله (( وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ


اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ... )).



أتجد في نفسك تردداً إلى الآن ؟! كن عاقلاً فلا تشري حطام الدنيا الزائل


بنعيم الآخرة الدائم حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر في


أبد لا يزول في روضات الجنة يتقلب ساكنها وعلى الأسرة يجلس وعلى الفرش التي


بطائنها من إستبرق يتكئ وبالحور العين يتنعم وبأنواع الثمار يتفكه ويطوف عليه


من الولدان المخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون و


فاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون جزاء


بما كانوا يعلمون . ويطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس


وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون ، في قصور الجنة ينظرون إلى الرحمن تبارك


وتعالى ويمتعون أنظارهم . ويلتقون بصفوة البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم


.نعيم لا يوصف لا هم ولا كدر . لا عرق ولا أذى ولا قذر ولا حيض ولا نفاس ولا


نصب ولا تعب ولا نوم لكي لا ينقطع النعيم بنوم . و لا عبادة تنشأ إلا لمن أراد


أن يتلذذ بها فهي دار جزاء لا دار عمل




هل تملكك في يوم شعورصادق بالتوبة ؟




ما الذي يمنعك تكذيب أم تردد أم هي قيود المعاصي التي تستعذب لظاها ؟!


أعلنها من الآن توبة إلى الله ، فك قيود المعاصي وتسلط الشيطان والنفس عليك


، ألجأ إلى الله واعتصم به وانطرح بين يديه ، هاهم العائدون إلى الله تراهم


سلكوا طريق النجاة فعلام التقهقر والتردد ؟ ألا تعلم أن ماعند الله خير وأبقى


، أتبيع الجنة بالنار ؟ّ!




ألم تستوعب إلى الآن حقيقة الدنيا ، وأنها دار ممر وليست دار مقر ، وأنها


ميدان عمل و تحصيل ثم توفى كل نفس ما عملت ‘إن خير فخير وإن شراً فشر ، أتظن


أنك وحدك القادر على ارتكاب الحرام أتظن أن الذين لزموا الطاعة وصبروا على


شهوات الدنيا لا يقدرون على ارتكاب الملذات من الحرام ؟




بلى هم يستطيعون ذلك لا يمنعهم شيء لكنهم يخافون الله ويرجون ثوابه ويصبرون


قليلاً ليرتاحوا كثيراً فكن معهم تجد السعادة في الدنيا قبل الآخرة .




قل للنفس يكفي ما كان واعزم على هجر الذنوب واسلك طريق العودة .فإن لم تتب


اليوم فمتى ستتوب وإن لم تندم اليوم متى ستندم ؟




هل تنتظر أن تتوب عند الموت ؟ّ فالتوبة لا تقبل حينئذ .هل تنتظر أن تندم حين


لا ينفع الندم ؟! حين تقول ياليت وياليت ! قال تعالى (( يوم تقلب وجوههم في


النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولَ ، وقالوا ربنا إنا أطعنا


سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلَ ، ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً


كبيراً )) .!





أو هل تنتظر حتى تدخل النار فتتوسل إلى الله يوم لا يجدي التوسل يوم يتوسل أهل


النار أن يخرجهم الله منها ليعودوا ليعملوا صالحاً ولكن هيهات (( ربنا أخرجنا


منها فإن عدنا فإنا ظالمون )) فيجيبهم المولى سبحانه (( قال اخسئوا فيها ولا


تكلمون )) .




عد إلى الحق واستجب له ما دمت في زمن الإمهال قبل أن تكون من الذين يتمنون


الموت من فرط العذاب فلا يستجاب لهم أتدري لماذا ؟ لأنهم أتاهم الحق فما


استجابوا له قال الله تعالى (( وقالوا يا مالك ليقضي علينا ربك قال إنكم


ماكثون ، لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون ))




أخي ، أختي أرجو الله أن تجد كلماتي قبولاً لديك سائلاً المولى تعالى أن نكون


من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه . وقبل أن أودعك أجد نفسي أقول لك :



إني لأستبطأ الأيام متى تزف إلي جميل الخبر ؟ متى أرى دموع التوبة من مقلتيك


تنهمر ، متى تقوى على كسر القيود وتنتصر ؟ إني بفارغ ذاك الصبر انتظر؟




||-- المقالة الثالثة --||


دموع التائبين


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد:


همسة من محب



أخي الحبيب، سلام الله عليك ورحمته وبركاته.


أيها الحبيب.. لك وحدك.. من بين هذا الوجود.. أبعث هذه الرسالة، ممزوجة بالحب، مقرونة بالود، مكللة بالصدق،


مجللة بالوفاء، فافتح أيها الحبيب مغاليق قلبك.. وأرعني سمعك.. حتى أهمس في أذنك..


نصيحة من أحبك على قدر طاعتك لربك. ويخشى عليك كخشيته على نفسه.


أخي.. إنك تحمل قلبا بتوحيد الله ناطقاً، ومن ناره خائفاً، وفي جنته راغباً، على الرغم من تفريطك.


فها أنا ذا أمد يدي إليك… وأفتح قلبي بين يديك.. وأضع كفي بكفك لنمشي سوياً على الصراط المستقيم.


أعطني يدك


أخي.. تعال معي نسير على هذا الطريق علنا نفوز بمحبة الله ورضوانه.. فوالله إني أحب لك الجنة.


حديث الروح إلى الأرواح يسري *** وتدركه القلوب بلا عناء


نداء وحنين


أخي الحبيب.. إن هذه الخطايا ما سلمنا منها فنحن المذنبون أبناء المذنبين..


ولكن الخطر أن نسمح للشيطان أن يستثمر ذنوبنا ويرابي في خطيئتنا. أتدري كيف ذلك؟


يلقي في روعك أن هذه الذنوب خندق يحاصرك فيه لا تستطيع الخروج منه.


يوحي إليك أن أمر الدين لأصحاب اللحى والثياب القصيرة، وهكذا يضخم الوهم في نفسك


حتى يشعرك أنك فئة والمتدينون فئة أخرى.


وهذه يا أخي حيلة إبليسية ينبغي أن يكون عقلك أكبر وأوعى أن تنطلي عليه.


صور تسكب دموع التائبين


أخي الحبيب.. تصور إذا مات الإنسان من غير توبة وهو يسحب على وجهه وهو أعمى في نار حرها شديد،


وقعرها بعيد، وطعام أهلها الزقوم وشرابهم فيها الصديد يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ [إبراهيم:17].


يسحب على وجهه في نار وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [التحريم:6].


النار وما أدراك ما النار


سوداء مظلمة شعثاء موحشة *** دهماء محرقة لواحة البشر


فيها الحيّات والعقارب قد جُعلت *** جلودهم كالبغال الدهم والحمر


لها إذا غلت فور يقلبهم *** ما بين مرتفع منها ومنحدر


يا ويلهم تحرق النيران أعظمهم *** بالموت شهوتهم من شدة الضجر


وكل يوم لهم في طول مدتهم *** نزع شديد من التعذيب والسعر


فيها السلاسل والأغلال تجمعهم *** مع الشياطين قسراً جمع منقهر


فتذكر رحمك الله إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ، فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ [غافر:71-72].


تذكر أخي يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا [الأحزاب:66].


أهل النار.. لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ، لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ [الغاشية:6-7].


أهل النار.. وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً [الكهف:29].


وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ [محمد:15].


أهل النار.. لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ [الزمر:16].


أهل النار.. يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ، سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ [إبراهيم:49-50].


أهل النار.. قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ، يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ [الحج:19-20].


أهل النار.. وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الأنعام:27].


استمع إليهم وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ [فاطر:37].


يقولون.. فاسمع ما يقولون قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ، رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ، قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ [المؤمنون:106-108].


ينادون فانظر من ينادون


وَنَادَوْا يَا مَالِكُ ومالك خازن جهنم وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ، لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ [الزخرف:77-78].


إخواني.. وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً، ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً [مريم: 71-72].


إذا مدّ الصراط على جحيم *** تصول على العصاة وتستطيل


فقوم في الجحيم لهم ثبور *** وقوم في الجنان لهم مقيل


وبان الحق وانكشف الغطاء *** وطال الويل واتصل العويل


فتفكر فيما يحل بك إذا رأيت الصراط وحدته، ثم وقع بصرك على سواد جهنم من تحته،


ثم قرع سمعك شهيق النار وتغيظها وزفيرها، وقد كلفت أن تمشي على الصراط مع ضعف حالك، واضطراب قلبك.


والخلائق أمامك يسيرون عليه، فناج مسلّم، ومخدوش مرسل، ومكردس على وجهه في نار جهنم.


فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ، فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ، خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ، وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ [هود:106-110].


أخي الحبيب.. إذا كان الحال كذلك فلا بد من وقفة مع النفس لمحاسبتها والسير بها إلى رضوان الله تعالى


قال سبحانه فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ فهذا هو الملجأ والملاذ - الفرار إلى الله تعالى - قال ابن الجوزي رحمه الله في قوله تعالى:


فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ بالتوبة من ذنوبكم [زاد المسير 841]،


أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ [الحديد:16].


بعض فضائل التوبة


إليك أخي الحبيب بعض فضائل التوبة حتى تشحذ بها همتك وتفر بها إلى مولاك سبحانه وتعالى:


أولاً: التوبة سبب نيل محبة الله تعالى: وكفى بهذه الفضيلة شرفا للتوبة،


قال الله تعالى: إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ [البقرة:222].


ثانياً: التوبة سبب نور القلب ومحو أثر الذنب: فعن أبي هريرة قال:


قال رسول الله : { إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه منها }


[الحديث رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم وهو في (صحيح الجامع1666)].


ثالثاً: التوبة سبب لإغاثة الله تعالى لأصحابها بقطر السماء وزيادة قوة قلوبهم وأجسامهم:


قال الله تعالى على لسان هود عليه السلام: وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ [هود:52].


رابعاً: التوبة تجعل المذنب كمن لا ذنب له: فعن أبي سعيد الأنصاري رضي الله عنها أن رسول الله قال:


{ الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له } [أخرجه الطبراني في الكبير وهو في ( صحيح الجامع 6679)].


خامساً: التوبة أول صفات المؤمنين: التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [التوبة:112].


سادساً: التوبة سبب في فرح الرب سبحانه وتعالى فرحاً يليق بجلاله وعظمته سبحانه،


قال : { لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه قد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك، إذ هو بها قائمة عنده..} [متفق عليه].


قال ابن القيم رحمه الله: هذا الفرح له شأن لا ينبغي للعبد إهماله والإعراض عنه،


ولا يطلع عليه إلا من له معرفة خاصة بالله وأسمائه وصفاته، وما يليق بعز جلاله.


انتهى كلامه من [مدارج السالكين1210].


سابعاً: وبالجملة؛ فإن الله تعالى علّق الخير والفلاح بالتوبة، فلا سبيل إلى نيل خيرات الدنيا والآخرة إلا بها،


قال سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31].


أمور تعين على التوبة


أخي الحبيب.. لقد جعل الله في التوبة ملاذاً مكيناً وملجأً حصيناً، يلجه المذنب معترفاً بذنبه، مؤملاً في ربه،


نادماً على فعله، غير مصر على خطيئته، يحمي بحمى الاستغفار، ويرجو رحمة العزيز الغفار،


إلا أنه توجد بعض العوائق في طريق سير العبد على التوبة وهاك بعضها:


1- الإخلاص لله أنفع الأدوية: فإذا أخلص الإنسان لربه، وصدق في طلب التوبة أعانه الله عليها،


وأمده بألطاف لا تخطر بالبال، وصرف عنه الآفات التي تعترض طريقه


قال الله تعالى: لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ [ يوسف:24].


2- امتلاء القلب بمحبة الله عز وجل: فالمحبة أعظم محركات القلوب،


فالقلب إذا خلا من محبة الله تعالى تناوشته الأخطار، وتسلطت عليه سائر النوائب والمحبوبات، فشتته، وفرقته.


ولا يغني هذا القلب، ولا يلم شعثه، ولا يسد خلته إلا عبادة الله عز وجل ومحبته.


3- المجاهدة: قال الله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت:69].


قال ابن المبارك رحمه الله:


ومن البلايا للبلاء علامة *** ألا يرى لك من هواك نزوع


العبد عبد النفس في شهواتها *** والحر يشبع تارة ويجوع


والمقصود بالمجاهدة مجاهدة النفس حتى الممات والسير بها إلى رضوان الله تعالى.


4- قصر الأمل، وتذكر الآخرة: فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله بمنكبي


فقال: { كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل}.


وكان ابن عمر يقول: ( إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء،


وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك ) [رواه البخاري].


قال ابن عقيل رحمه الله: ما تصفو الأعمال والأحوال إلا بتقصير الآمال، فإن كل من عدّ ساعته


التي هو فيها كمرض الموت، حسنت أعماله، فصار عمره كله صافيا.


5- الدعاء: فهو من أعظم الأسباب، وأنفع الأدوية، ومن أعظم ما يسأل ويدعى به سؤال الله التوبة النصوح،


ولذا كان من دعاء نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام:


رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة:128]


وكان من دعاء النبي : { رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم } [رواه أحمد والترمذي].


6- استحضار أضرار الذنوب والمعاصي: ومنها حرمان العلم والرزق، والوحشه التي يجدها العاصي في قلبه،


وبينه وبين ربه تعالى، وبينه وبين الناس.


ومنها تعسير الأمور، وظلمة القلب وغيرها مما ذكره العلامة المحقق ابن القيم رحمه الله في ( الداء والدواء )


فليراجعه من أراد المزيد فإنه فريد في بابه رحم الله مؤلفه.


أخي الحبيب.. هذه بعض الأمور التي تعين على التوبة فعض عليها بنواجذك، جعلني الله وإياك من التوابين.


أخي التائب.. ماذا لو أحسست بالفتور والضعف؟


أولاً: أخي عليك بسرعة طلب الغوث من الله تعالى فتدعوه سبحانه متضرعاً متذللاً أن لا يرفع عنك توفيقه


وأن لا يكلك إلى نفسك طرفة عين.


ثانياً: تفكر في أهوال يوم القيامة والقبور وتفكر في نعيم الجنة فسرعان ما يفتح الله عليك وتعود إلى ربك.


ثالثاً: واظب أخي على محاسبة النفس.


رابعاً: المحافظة على الأذكار مع حضور القلب وتدبره لمعانيها.


خامساً: مجالسة الصالحين والعلماء العاملين فهو من أعظم أسباب رفع الهمة وإزالة الفتور.


أسأل الله أن يحفظني وإياك من الحور بعد الكور ومن الضعف بعد القوة ومن الضلال بعد الهدى.


وفي الختام


لا أملك إلا أن أقول: اللهم اغفر لي ولأخي وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، اللهم ثبت قلبي وقلبه على دينك


وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً، إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً
[الفرقان:65-66].



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



كيف نتوب إلى الله عز وجل ؟؟

أولآ ــ حقيقة التوبة :

هي الرجوع إلى الله .. ولا يصح الرجوع ولايتم إلا بمعرفة الرب .. بمعرفة اسمائه وصفاته .. واثاره في النفس ..

ولا يصح الرجوع إلا بان تعرف إنك كنت فارآ من الله .. اسيرآ في قبضة عدوك .. أن تعرف إنك لكي تتوب ..

فلابد لك من اليقين اليقين بإنك ما وقعت في مخالب عدوك إلا بسبب جهلك بربك .. وجرأتك عليه ..

لابد للتائب أن يعرف كيف جهل ومتى جهل ..

لابد للتائب أن يعلم كيف وقع اسيرآ ومتى وقع ..

لابد للتائب أن يؤمن أن التوبة إنما هي عملية شاقة .. تحتاج إلى مجهود كبير

ويقظة تامة .. للتخلص من العدو .. والرجوع .. والفرار إلى الرب .. الرحمن الرحيم

والعودة من طريق الهلاك الذي أخذه إليه عدوه ... لابد ان تعرف ايها التائب ..

مقدار الخطوات التي قطعتها بعيدآ عن الله .. وتعود إليه بعددها ..

لابد ان تعرف المجهود والعقبات التي لابد لك من اقتحامها للعودة إلى الصراط المستقيم ..

لابد ان تعرف ايها التائب .. أنك إنما اوتيت من قبل نفسك .. وبسبب متابعتك لهواك..

لابد ان تعرف ايها التائب .. إنك اوتيت من قبل غفلتك عن الله .. وعدم اعتصامك بحبله ..

ولابد ان تعرف ايها التائب .. إنك إنما اتيت من قبل حسن ظنك بنفسك ..

وعدم توبيخك لها عندما تأمرك بالسوء .. عندما استأسدت عليك ولم تردعها ..

فظننت أن مكانك عند الله سبحانه وتعالى حال المعصية .. هو حالك وأنت على الطاعة

ولم تدر ساعتها هل يؤاخذ الحبيب بما لا يؤاخذ به غيره .. أم أنه يسامح بما يسامح فيه غيره ..

إن من يدخن ويظن أن السيجارة تهدئ أعصابه .. يدخله حسن الظن يالسيجارة وتنسيه نفسه

أنه إذا أمسك المصحف فإن اعصابه .. وقلبه .. وشيطانه .. وكل ما فيه يهدأ .. تنسيه أن يذكر الله ..

فإذا ذكر الله عصمه من شيطان غضبه .. وأدخله في حصنه .. وذكره فيمن عنده .. فإذا نسي ..

عندها يكله الله إلى نفسه فتسوء خاتمته .. لابد أن تعرف يقينآ بأ الله عندما وكلك لنفسك ..

فهذا بسبب سقوطك من عينه فهل تقوى على أن تسقط من عين الله ..

اخي التائب ..

إذا تبين لك ذلك .. وعرفت أنه في طاعة نفسك عطبك وهلاكك يوم ميعادك .. وأن في عصيانها نجاتك في اخرتك ..

إذا عرفت أن نفسك قد اعتادت سلوك طريق هلكتها .. وألفت طول النفور

والاشمئزاز عما يرضي ربك ومولاك ...





.... (( زاد التــــــــــــــــــائبين )) ....



يا عبد الله ويا أمة الله ..

(( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ))

أما آن لك أن تحط عن ظهرك حملا طالما أضناك ؟؟

أما آن لك أن تنام قرير العين ؟؟

أما آن لك أن ترتاح بعد شقاء الذنوب ؟؟

قل : بلى .. قد آآآآن آن لي أن أعود إلى ربي ..

إذن أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك فما ألذ الراحة بعد التعب

وما أطيب اللقاء بعد طول الفراق وما أعذب الماء بعد شدة العطش وما أرق

النسيم بعد حر السموم ..

أيها التـــائب.. إنك على جناح سفر للقاء ربك الودود الرحيم ويوشك أن تنتهي رحلة

السفر قريبا ولابد لكل مسافر من زاد يستعين به على طريق سفره ويخفف عنه

و عثاء السفر وما يعتريه فيه من مشقة لا بد منها ..

سبيلك في الدنيا سبيل مسافر ........ ولا بد من زاد لكل مسافر

ولا بد للإنسان من حمل عدة ....... ولا سيما إن خاف صولة قاهر


وليسهل عليك حمل الزاد فقد قسمته إلى ثلاثة أقسام فاستعد لحمل أمتعتك

وتأهب وسر على بركة الله ..



**(1) .. زاد بـيـنــــكــ وبـيـــن الله تـعــــــــالى ..



= إن من أفضل ما يفعله العبد إذا أذنب أن يتوضأ ويصلي ركعتين إلى الله مما فعله

فإن الوضوء سبب لتكفير الذنوب والصلاة كذلك قال صلى الله عليه وسلم " ما من

عبد يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر

الله لذلك الذنب إلا غفر الله له "


= حقق توحيدك لله عز وجل باتباع ما يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

واجتناب ما يبغضه الله ورسوله كما قال سبحانه وتعالى ( قل إن كنتم تحبون الله

فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )

= ويتحقق التوحيد الخالص بمعرفة الله تعالى قال أحد العارفين: مساكين أهل الدنيا

خرجوا من الدنيا ولم يذوقوا أطيب نعيمها فيقال له وما هو ؟ فيقول محبة الله والأنس

به والشوق للقائه ومعرفة أسمائه وصفاته ..

فأول فرض فرضه الله على خلقه معرفته قال تعالى

( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك )


= احرص على إتقان العمل وتوفيته حقه بقدر استطاعتك وهذا هو مقام الإحسان ولا

يتأتى ذلك إلا بالمجاهده و الإستعانه بالله كما في قوله تعالى ( والذين جاهدوا فينا

لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين )


= عليك أيها التائب بالسلاح الذي لا يهزم صاحبه ولو اجتمعت قوى الدنيا عليه ألا

وهو الدعاء الصارم المسلول فالدعاء لله عون على ترك الذنوب وعون على فعل

الطاعات وعون على الثبات ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )

= لا تمس ِ ولا تصبح وفي قلبك أحد أحب إليك من الله وأخوف إليك منه فإن الله

يغنيك عن كل شيء ولا شيء يغنيك عن الله ..

فاجعل رضا الله كل القصد تنجو ... فما يغني رضا الخلق والخلاق قد سخطا

هل يبسطون لما القهار قابضه ... أو يقبضون إذا الرحمن قد بسطا !!!


= ليكن لسانك رطبا بذكر الله فإن الذكر حصن المسلم ولا يتسلط الشيطان على القلب

إلا إذا خرج من حصنه ..


= تلذذ وتنعم بالقيام بين يدي سيدك و مولاك فلطالما سهرت على المعاصي إلى آخر

الليل فاسهر الآن في ذات الله تعالى بمناجاته والقيام بين يديه .. قال تعالى ( كانوا

قليلا من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون )


= اجعل شكواك إلى الله وحده الذي يعلم حالك ومآلك وسرك وجهرك وقل كما قال

يعقوب عليه السلام ( قال إنما اشكوا بثي وحزني إلى الله )

= اجتهد في الأعمال القلبيه فإن المعول عليه وهو عمل القلب لا ظاهر العمل فقط

والمقصود بعمل القلب ما يقوم فيه من الإخلاص والتقوى والنظر إلى الله فهذا القلب

هو الذي ينجو صاحبه يوم القيامه وهو القلب السليم ( يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا

من أتى الله بقلب سليم )


= أكثر من الإستغفار

( ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما )


= صلاتك صلاتك أيها التائب فهي الحبل الذي بينك وبين الله فإن قطع ذلك الحبل

قطعت أسباب الرحمه في الدنيا و الآخره وإن وهن الحبل كنت عرضة للسقوط

فاهتم بصلاتك واجعلها أولى أولوياتك لأنها أول ما ستسأل عنه يوم القيامه


= ومما ينبغي ذكره في هذا المقام هو أن تتعرف على خير البريه الذي ما وصلك هذا

الخير إلا عن طريقه " محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم " فمن طلب الهدى في

غير هديه فقد ضل ومن طلب الرشد في غير سنته فقد هلك .


= أيها التائب كتاب الله أين أنت منه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ إياك وهجر كتاب ربك ولو يوما

واحدا لا تكن ممن اشتكاهم الرسول إلى ربه

( يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا )


= إن أفضل ما تتقرب به إلى الله هو ما أوجبه عليك سواء فيما بينك وبينه أو فيما

بينك وبين خلقه واعلم أن الله لا يقبل منك شيئا قبل الفرائض فهي الأساس فهل يعقل

أن يقوم العبد الليل بركوع وسجود ثم ينام عن صلاة الفجر؟؟؟؟؟؟؟

قال صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ( ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما

افترضته عليه ولا يزال يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ........ )




**( 2) ... زاد بـيــنــــكــ وبـيـــن نـفـسـكـــــ ......



هذا الزاد الذي بينك وبين نفسك يعتمد على علو الهمه وقوة العزيمه وطول الصبر

ـ بعد توفيق الله ـ فاستعن بالله ( وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب )


= اطو صفحة الماضي ولا تسترسل مع الذكريات المتعلقه بالمعاصي لأنه يوشك أن

ترجع من حيث أتيت فالإنتكاس بعد التوبة شديد .. وتخلص من كل ما يذكرك

بالماضي ويدعوك إليه وتأكد أن الله سيعوضك

( ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب )


= السعي في طلب العلم الشرعي مهم جدا ليضيء لك الطريق ويكشف لك الشبهات

ويدحض الشهوات فاطلبه بضوابطه وعليك بمشورة أهل العلم والصلاح .. ( إنما

يخشى الله من عباده العلماء ) لأنهم كلما ازدادوا علما بربهم ازدادوا خشية له سبحانه

فليكن لك معهم نصيب ..


= إذا فتح لك باب خير فاغتنمه و إياك والتكاسل أو التسويف

إذا هبت رياح فاغتنمها .... فإن لكل خافقة سكون

قال خالد بن معدان إذا فتح لأحدكم باب خير فليسرع إليه فإنه لا يدري متى يغلق .


= اغتنم مواهبك وسخرها في طاعة الله وخدمة دينه فإن الله ميزك بهذه النعمه

فاشكره عليها بأن تجعلها لله وفي الله فإن هذا هو التميز والنجاح


= إيــــــــاك والتنطع في الدين ولا تظن أنه بسبب ذنوبك السالفه تشدد على نفسك

وتلزمها بما لا تطيق بل تدرج في العبادات حتى يقوى ساعدك ويشتد عودك ..


= وفي المقابل لا تغرق نفسك في المباحات فإن الإفراط في المباح قد يؤدي إلى

الحرام وفيه مشغلة للقلب عما خلق له من التعرف على الله ودينه والتفكر والتدبر ..


= جدد حياتك وغير ألفاظك إلى الأحسن ليكن نظرك نظر إعتبار وصمتك صمت

فكر ونطقك نطق حكمه


= ابتعد عن مواقع الفتن كالأسواق والشواطيء وغيرها وهذا لأنك في أول توبتك

فعليك بالحميه واستبدلها بالمساجد والمحاضرات والندوات .. المهم لا تعرض نفسك

للفتن وعليك بمجالس الذكر فإن الله قد أوصى نبيه بالصبر على مجالس الذكر

( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداوة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك

عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلا قلبه عن ذكرنا

واتبع هواه وكان أمره فرطا )


فمجالسة الأخيار تحتاج إلى مجاهده وصبر لأن النفس تنازع إلى الدنيا فإذا ألجمها

صاحبها بالصبر لانت وانقادت وإذا تركها وما تهوى ضاع وقته وانفرط أمره ..


= لا تكثر من ثلاثة أشياء .. الطعام : لأن الإكثار منه يوسع مجاري الدم التي هي

مجاري الشيطان ..

النوم : لأنه يورث الكسل والهم ... الكلام : إلا في ذكر الله ..


= أيها التائب أثبت ثبات الجبال على قوة البلاء ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا

آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين

صدقوا وليعلمن الكاذبين )


= لا تستعجل حلاوة الإيمان ولذة الطاعه فإن عندك من آثار الذنوب ما يقتضي أن

تحرم ذلك فلا بد من تفريغ القلب مما علق به حتى يتمكن الإيمان منه ..

= أيها التائب افرح بتوبتك فلا أحد أحق بالفرح منك

( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فا ليفرحوا هو خير مما يجمعون )


= أيها السائر إلى ربه لا تمل ولا تضجر من طول الطريق فما هو إلا صبر ساعه

وتقوم الساعه وما عمرك إلا أيام محدوده وأنفاس معدوده وتنتهي الرحلة

بالفوز العظيم .



**( 3) .. زاد بـيـنــكـــ وبـيــن الـنـــــــاس ....



الإنسان في هذه الحياة لا يمكن أن يعيش وحده فلا بد من الناس و الإختلاط معهم

والإحتكاك بهم والناس طبقات وطباعهم متفاوته فعلى المسلم أن يعطي كل

ذي حق حقه ..


= تعامل مع من حولك بخلق حسن ( وقولوا للناس حسنا )

( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن )

فما وضع شيء في ميزان العبد أثقل من حسن الخلق وهو يتمثل في القول اللين

وانبساط الوجه وبذل المعروف


= كن داعيا إلى الله فقد ذقت حلاوة الرجوع إلى الله فادعهم إلى هذا النبع الصافي

الذي ارتويت منه فإن المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه

= اعف عمن ظلمك و اعط من حرمك وصل من قطعك فإن هذا هو العز الذي يرفع

صاحبه في الدنيا و الآخره ( فمن عفا و أصلح فأجره على الله )


= لا تحمل في قلبك للناس إلا كل خير لأنك في الحقيقة تعامل الله لا الناس فلا تنتظر

منهم حمدا ولا شكورا وليكن شعارك

( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا )


= ابتعد عن مجالس المنكر واللهو واللغو ولا تظن أن من حسن الخلق مجاملة أهل

المنكر والجلوس معهم فإن هذا سوء خلق مع الله وإقرار منك على ما يفعلوه ( وقد

نزّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم ءايات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم

حتى يخوضوا في حديث غيره )


= لا تكثر الضحك مع أقرانك ( فإن الضحك يميت القلب ) وإنما عليك بالتبسم

= تأكد أيها التائب أن بعض الناس لن يتركوك وشأنك بل سيحاولون صدك عن

التوبة وجذبك إلى ما كنت عليه فاستعن على هؤلاء بالله القوي العزيز وحاول

نصحهم بما تستطيع وإياك أن تميل إليهم وإن كانوا أعز إخوانك وتذكر ( ويوم يعض

الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتي ليتني لم اتخذ فلانا

خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا )


= لا تعيّر أحدا بذنب ولا تحقر عاصيا وتذكر أنك كنت كذلك فمنّ الله عليك بالتوبه

( كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا )


= لا تستح من إظهار شعائر دينك والجهر بسنة نبيك عليه الصلاة والسلام فإن العز

في اتباع الشريعة والذل في خلافها ولا تصغ لكلام المستهزئين ولمز الطاعنين

( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )


= إياك والرياء أمام الناس فإنه هلاك ولا تغتر بمدح الناس إياك فأنت أعلم بنفسك ..

وإن السوء أن يذمك الله وإن مدحك الناس ولا تظهر لهم من الصلاح والتقوى ما تعلم

أنك لست متصفا به كما ينبغي فاجعل تعاملك مع الله والله و بالله فالناس لن يغنوا

عنك من الله شيئا ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن

تقولوا ما لا تفعلون )


= عليك بالدعاء للمسلمين عامة محسنهم و مسيئهم ( والذين جاءوا من بعدهم يقولون

ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا

ربنا إنك رءوف رحيم )


= لا تكثر من مخالطة الناس إلا فيما ينفعك من تعلم علم أو ذكر أو ما لابد منه

( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس )




هذا ما يسر الله من زاد والأمر أكبر من ذلك وما ذكر إلا إشارات يسيره ينطلق منه

طالب الحق .. نسأل الله أن يعيننا على التزود بالعلم النافع والعمل الصالح وأن

يوصلنا إلى جنات الخلد بسلام ...


اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين




كتاب .. زاد التائبين






حقيقة التوبة، والطريق إليها

الحمد لله غافر الذنب، و قابل التوب، شديد العقاب، الفاتح للمستغفرين الأبواب، والميسر للتائبين الأسباب،

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد:


أخي الحبيب: أكثر الناس لا يعرفون قدر التوبة ولا حقيقتها فضلاً عن القيام بها علماً وعملاً.

وإذا عرفوا قدرها فهم لا يعرفون الطريق إليها، وإذا عرفوا الطريق فهم لا يعرفون كيف يبدءون؟


فتعال معي أخي الحبيب لنقف على حقيقة التوبة، والطريق إليها عسى أن نصل إليها.


كلنا ذوو خطأ


أخي الحبيب:

كلنا مذنبون... كلنا مخطئون.. نقبل على الله تارة وندبر أخرى، نراقب الله مرة، وتسيطر علينا الغفلة أخرى،

لا نخلو من المعصية، ولا بد أن يقع منا الخطأ، فلست أنا و أنت بمعصومين

{ كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون } [رواه الترمذي وحسنه الألباني].

والسهو والتقصير من طبع الإنسان، ومن رحمة الله بهذا الإنسان الضعيف أن يفتح له باب التوبة، وأمره بالإنابة إليه،

والإقبال عليه، كلما غلبته الذنوب ولوثته المعاصي.. ولولا ذلك لوقع الإنسان في حرج شديد، وقصرت همته

عن طلب التقرب من ربه، وانقطع رجاؤه من عفوه ومغفرته.


أين طريق النجاة؟


قد تقول لي: إني أطلب السعادة لنفسي، وأروم النجاة، وأرجو المغفرة، ولكني أجهل الطريق إليها،

ولا أعرف كيف ابدأ؟

فأنا كالغريق يريد من يأخذ بيده، وكالتائه يتلمس الطريق وينتظر العون، وأريد بصيصاً من أمل، وشعاعاً من نور.

ولكن أين الطريق؟


والطريق أخي الحبيب واضح كالشمس، ظاهر كالقمر، واحد لا ثاني له... إنه طريق التوبة.. طريق النجاة، طريق الفلاح..

طريق سهل ميسور، مفتوح أمامك في كل لحظة، ما عليك إلا أن تطرقه،

وستجد الجواب: (وإني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صالحاً ثم اهتدى) [طه:82].

بل إن الله تعالى دعا عباده جميعاً مؤمنهم وكافرهم الى التوبة، وأخبر أنه سبحانه يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب منها

ورجع عنها مهما كثرت، ومهما عظمت، وإن كانت مثل زبد البحر،

فقال سبحانه:( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم) [الزمر:53].


ولكن.... ما التوبة ؟


التوبة أخي الحبيب هي الرجوع عما يكرهه الله ظاهراً وباطناً إلى ما يحبه الله ظاهراً وباطناً..

وهي اسم جامع لشرائع الإسلام وحقائق الإيمان.. هي الهداية الواقية من اليأس والقنوط،

هي الينبوع الفياض لكل خير وسعادة في الدنيا والآخرة... هي ملاك الأمر، ومبعث الحياة، ومناط الفلاح...

هي أول المنازل وأوسطها وآخرها... هي بداية العبد ونهايته...

هي ترك الذنب مخافة الله، واستشعار قبحه، والندم على فعله، والعزيمة على عدم العودة إليه إذا قدر عليه...

هي شعور بالندم على ما وقع، وتوجه إلى الله فيما بقي، وكف عن الذنب.



ولماذا نتوب؟


قد تسألني أخي الحبيب: لماذا أترك السيجارة و أنا أجد فيها متعتي؟... لماذا أدع مشاهدة الأفلام الخليعة وفيها راحتي؟

ولماذا أتمنع عن المعاكسات الهاتفية وفيها بغيتي؟ ولماذا أتخلى عن النظر الى النساء وفيه سعادتي؟

لماذا أتقيد بالصلاة والصيام وأنا لا أحب التقييد والارتباط؟...

ولماذا ولماذا... أليس ينبغي على الإنسان فعل ما يسعده ويريحه ويجد فيه سعادته؟...

فالذي يسعدني هو ما تسميه معصية... فلِمَ أتوب؟

وقبل أن أجيبك على سؤالك أخي الحبيب لا بد أن تعلم أنني ما أردت إلا سعادتك، وما تمنيت إلا راحتك،

وما قصدت إلا الخير والنجاة لك في الدارين....


والآن أجيبك على سؤالك: تب أخي الحبيب لأن التوبة:

1- طاعة لأمر ربك سبحانه وتعالى، فهو الذي أمرك بها

فقال:( يا أيها الذين ءامنوا توبوا الى الله توبة نصوحاً [التحريم:8].

وأمرالله ينبغي أن يقابل بالامتثال والطاعة.

2- سبب لفلاحك في الدنيا و الآخرة، قال تعالى:( وتوبوا الى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون) [النور:31].

فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يتلذذ، ولا يسر ولا يطمئن ؛ ولا يطيب ؛ إلا بعبادة ربه والإنابة إليه والتوبة إليه.


3- سبب لمحبة الله تعالى لك، قال تعالى:( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) [البقرة:222].

وهل هناك سعادة يمكن أن يشعر بها إنسان بعد معرفته أن خالقه ومولاه يحبه إذا تاب إليه؟!


4- سبب لدخولك الجنة ونجاتك من النار، قال تعالى:( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون)

غياً، إلا من تاب وءامن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً) [مريم:59،60].

وهل هناك مطلب للإنسان يسعى من أجله إلا الجنة؟!

5- سبب لنزول البركات من السماء وزيادة القوة والإمداد بالأموال والبنين،

قال تعالى:( ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة الى قوتكم ولا تتولوا مجرمين) [هود:25]،

وقال:( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً، يرسل السماء عليكم مدراراً، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً) [نوح:10-12].


6- سبب لتكفير سيئاتك وتبدلها الى حسنات، قال تعالى:( يا أيها الذين ءامنوا توبوا الى الله توبة نصوحا ً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار) [التحريم:8]،

وقال سبحانه:( إلا من تاب وءامن وعمِل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً )[الفرقان:70].


أخي الحبيب:

ألا تستحق تلك الفضائل – وغيرها كثير – أن تتوب من أجلها؟ لماذا تبخل على نفسك بما فيه سعادتك؟.. لماذا تظلم

نفسك بمعصية الله وتحرمها من الفوز برضاه؟...جدير بك أن تبادر الى ما هذا فضله وتلك ثمرته.



قدّم لنفسك توبة مرجوة *** قبل الممات وقبل حبس الألسن

بادر بها غُلق النفوس فإنها *** ذخر وغنم للمنيب المحسن



كيف أتوب؟


أخي الحبيب:

كأني بك تقول: إن نفسي تريد الرجوع إلى خالقها، تريد الأوبة إلى فاطرها، لقد أيقنت أن السعادة ليست في اتباع

الشهوات والسير وراء الملذات، واقتراف صنوف المحرمات... ولكنها مع هذا لا تعرف كيف تتوب؟ ولا من أين تبدأ؟


وأقول لك: إن الله تعالى إذا أراد بعبده خيراً يسر له الأسباب التي تأخذ بيده إليه وتعينه عليه، وها أنا أذكر لك بعض الأمور

التي تعينك على التوبة وتساعدك عليها:


1- أصدق النية وأخلص التوبة: فإن العبد إذا أخلص لربه وصدق في طلب التوبة أعانه الله وأمده بالقوة،

وصرف عنه الآفات التي تعترض طريقه وتصده عن التوبة.. ومن لم يكن مخلصاً لله استولت على قلبه الشياطين،

وصار فيه من السوء والفحشاء ما لا يعلمه إلا الله، ولهذا قال تعالى عن يوسف عليه السلام:

(كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين) [يوسف:24].


2- حاسب نفسك: فإن محاسبة النفس تدفع إلى المبادرة إلى الخير، وتعين على البعد عن الشر، وتساعد على تدارك ما فات،

وهي منزلة تجعل العبد يميز بين ما له وما عليه، وتعين العبد على التوبة، وتحافظ عليها بعد وقوعها.


3- ذكّر نفسك وعظها وعاتبها وخوّفها: قل لها: يا نفس توبي قبل أن تموتي ؛ فإن الموت يأتي بغتة، وذكّرها بموت فلان

وفلان.. أما تعلمين أن الموت موعدك؟! والقبر بيتك؟ والتراب فراشك؟ والدود أنيسك؟...

أما تخافين أن يأتيك ملك الموت وأنت على المعصية قائمة؟ هل ينفعك ساعتها الندم؟ وهل يُقبل منك البكاء والحزن؟

ويحك يا نفس تعرضين عن الآخرة

وهي مقبلة عليك، وتقبلين على الدنيا وهي معرضة عنك.. وهكذا تظل توبخ نفسك وتعاتبها

وتذكرها حتى تخاف من الله فتئوب إليه وتتوب.


4- اعزل نفسك عن مواطن المعصية: فترك المكان الذي كنت تعصي الله فيه مما يعينك على التوبة،

فإن الرجل الذي قتل تسعة وتسعون نفساً

قال له العالم: { إن قومك قوم سوء، وإن في أرض الله كذا وكذا قوماً يعبدون الله، فاذهب فاعبد الله معهم }.

5- ابتعد عن رفقة السوء: فإن طبعك يسرق منهم، واعلم أنهم لن يتركوك وخصوصاً أن من ورائهم الشياطين

تؤزهم الى المعاصي أزاً، وتدفعهم دفعاً، وتسوقهم سوقاً.. فغيّر رقم هاتفك، وغيّر عنوان منزلك إن استطعت،

وغيّر الطريق الذي كنت تمر منه... ولهذا قال عليه الصلاة والسلام:

{ الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل } [رواه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني].


6- تدبّر عواقب الذنوب: فإن العبد إذا علم أن المعاصي قبيحة العواقب سيئة المنتهى، وأن الجزاء بالمرصاد دعاه ذلك إلى

ترك الذنوب بداية، والتوبة إلى الله إن كان اقترف شيئاً منها.


7- أَرِها الجنة والنار: ذكّرها بعظمة الجنة، وما أعد الله فيها لمن أطاعه واتقاه، وخوّفها بالنار وما أعد الله فيها لمن عصاه.


8- أشغلها بما ينفع وجنّبها الوحدة والفراغ: فإن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل،

والفراغ يؤدي إلى الانحراف والشذوذ والإدمان، ويقود إلى رفقة السوء.


9- خلف هواك: فليس أخطر على العبد من هواه، ولهذا قال الله تعالى: أرءيت من اتخذ إلهه هواه [الفرقان:43].

فلا بد لمن أراد توبة نصوحاً أن يحطم في نفسه كل ما يربطه بالماضي الأثيم، ولا ينساق وراء هواه.


10- وهناك أسباب أخرى تعينك أخي الحبيب على التوبة غير ما ذُكر منها: الدعاء الى الله أن يرزقك توبة نصوحاً،

وذكر الله واستغفاره، وقصر الأمل وتذكر الآخرة، وتدبر القرآن، والصبر خاصة في البداية،

إلى غير ذلك من الأمور التي تعينك على التوبة.



شروط التوبة الصادقة:


أخي الحبيب:

وللتوبة الصادقة شروط لا بد منها حتى تكون صحيحة مقبولة وهي:

أولاً: الإخلاص لله تعالى: فيكون الباعث على التوبة حب الله وتعظيمه ورجاؤه والطمع في ثوابه، والخوف من عقابه،

لا تقرباً الى مخلوق، ولا قصداً في عرض من أعراض الدنيا الزائلة،

ولهذا قال سبحانه: (إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين) [النساء:146].


ثانياً: الإقلاع عن المعصية: فلا تتصور صحة التوبة مع الإقامة على المعاصي حال التوبة.

أما إن عاود الذنب بعد التوبة الصحيحة، فلا تبطل توبته المتقدمة، ولكنه يحتاج الى توبته جديدة وهكذا.


ثالثاً: الاعتراف بالذنب: إذ لا يمكن أن يتوب المرء من شئ لا يعده ذنباً.


رابعاً: الندم على ما سلف من الذنوب والمعاصي: ولا تتصور التوبة إلا من نادم حزين آسف على ما بدر منه من المعاصي،

لذا لا يعد نادماً من يتحدث بمعاصيه السابقة ويفتخر بذلك ويتباهى بها،

ولهذا قال : { الندم توبة } [رواه حمد وابن ماجة وصححه الألباني].


خامساً: العزم على عدم العودة: فلا تصح التوبة من عبد ينوي الرجوع الى الذنب بعد التوبة، وإنما عليه أن يتوب من الذنب

وهو يحدث نفسه ألا يعود إليه في المستقبل.


سادساً: ردّ المظالم إلى أهلها: فإن كانت المعصية متعلقة بحقوق الآدميين وجب عليه أن يرد الحقوق إلى أصحابها

إذا أراد أن تكون توبته صحيحة مقبولة ؛ لقول الرسول :

{ من كانت عنده مظلمة لأحد من عرض أو شئ فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه } [رواه البخاري].


سابعاً: أن تصدر في زمن قبولها: وهو ما قبل حضور الأجل، وطلوع الشمس من مغربها،

وقال : { إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر } [رواه أحمد والترمذي وصححه النووي].

وقال: { إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها } [رواه مسلم].


علامات قبول التوبة


أخي الحبيب:

وللتوبة علامات تدل على صحتها وقبولها، ومن هذه العلامات:


1- أن يكون العبد بعد التوبة خيراً مما كان قبلها: وكل إنسان يستشعر ذلك من نفسه،

فمن كان بع التوبة مقبلاً على الله، عالي الهمة قوي العزيمة دلّ ذلك على صدق توبته وصحتها وقبولها.


2- ألا يزال الخوف من العودة إلى الذنب مصاحباً له: فإن العاقل لا يأمن مكر الله طرفة عين،

فخوفه مستمر حتى يسمع الملائكة الموكلين بقبض روحه:

(ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) [فصلت:30]،

فعند ذلك يزول خوفه ويذهب قلقه.


3- أن يستعظم الجناية التي تصدر منه وإن كان قد تاب منها: يقول ابن مسعود رضي الله عنه:

{ إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه، فقال له هكذا }.

وقال بعض السلف: (لا تنظر الى صغر المعصية ولكن انظر الى من عصيت).


4- أن تحدث التوبة للعبد انكساراً في قلبه وذلاً وتواضعاً بين يدي ربه: وليس هناك شئ أحب الى الله

من أن يأتيه عبده منكسراً ذليلاً خاضعاً مخبتاً منيباً، رطب القلب بذكر الله، لا غرور، ولا عجب، ولا حب للمدح،

ولا معايرة ولا احتقار للآخرين بذنوبهم. فمن لم يجد ذلك فليتهم توبته، وليرجع الى تصحيحها.


5- أن يحذر من أمر جوارحه: فليحذر من أمر لسانه فيحفظه من الكذب والغيبة والنميمة وفضول الكلام،

ويشغله بذكر الله تعالى وتلاوة كتابه. ويحذر من أمر بطنه، فلا يأكل إلا حلالاً. ويحذر من أمر بصره،

فلا ينظر الى الحرام، ويحذر من أمر سمعه، فلا يستمع الى غناء أو كذب أو غيبة، ويحذر من أمر يديه،

فلا يمدهما في الحرام، ويحذر من أمر رجليه فلا يمشي بهما
الى مواطن المعصية، ويحذر من أمر قلبه، فيطهره من البغض والحسد والكره، ويحذر من أمر طاعته،

فيجعلها خالصة لوجه الله، ويبتعد عن الرياء والسمعة.


احذر التسويف


أخي الحبيب:

إن العبد لا يدري متى أجله، ولا كم بقي من عمره، ومما يؤسف أن نجد من يسوّفون بالتوبة

ويقولون: ليس هذا وقت التوبة، دعونا نتمتع بالحياة، وعندما نبلغ سن الكبر نتوب. إنها أهواء الشيطان،

وإغراءات الدنيا الفانية، والشيطان يمني الإنسان ويعده بالخلد وهو لا يملك ذلك. فالبدار البدار...

والحذر الحذر من الغفلة والتسويف وطول الأمل، فإنه لولا طول الأمل ما وقع إهمال أصلاً.


فسارع أخي الحبيب الى التوبة، واحذر التسويف فإنه ذنب آخر يحتاج الى توبة، والتوبة واجبة على الفور،

فتب قبل أن يحضر أجلك وينقطع أملك، فتندم ولات ساعة مندم، فإنك لا تدري متى تنقضي أيامك،

وتنقطع أنفاسك، وتنصرم لياليك.


تب قبل أن تتراكم الظلمة على قلبك حتى يصير ريناً وطبعاً فلا يقبل المحو، تب قبل أن يعاجلك المرض

أو الموت فلا تجد مهلة للتوبة.


لا تغتر بستر الله وتوالي نعمه


أخي الحبيب:

بعض الناس يسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي، فإذا نُصح وحذّر من عاقبتها

قال: ما بالنا نرى أقواماً يبارزون الله بالمعاصي ليلاً ونهاراً، وامتلأت الأرض من خطاياهم،

ومع ذلك يعيشون في رغد من العيش وسعة من الرزق. ونسي هؤلاء أن الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب،

وأن هذا استدراج وإمهال من الله حتى إذا أخذهم لم يفلتهم، يقول : { إذا رأيت الله يعطي العبد في الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج،

ثم تلا قوله عز وجل:( فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون، فقُطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله ربّ العالمين } [رواه أحمد وإسناده جيد].


وأخيراً... !!


أخي الحبيب:

فِر الى الله بالتوبة، فر من الهوى... فر من المعاصي... فر من الذنوب... فر من الشهوات... فر من الدنيا كلها...

وأقبل على الله تائباً راجعاً منيباً... اطرق بابه بالتوبة مهما كثرت ذنوبك، أو تعاظمت،

فالله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل،

فهلمّ أخي الحبيب الى رحمة الله وعفوه قبل أن يفوت الأوان.

أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياك من التائبين حقاً، المنيبين صدقاً،

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


موقع البصائر






فضــــــــائل التـــــــــوبة وأسرارهـــــــــــــا

الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وهو الكريم الوهاب،

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله والأصحاب.

أما بعد:

فإن التوبة وظيفة العمر، وبداية العبد ونهايته، وأول منازل العبودية، وأوسطها، وآخرها.

وإن حاجتنا إلى التوبة ماسة، بل إن ضرورتنا إليها ملحَّة؛ فنحن نذنب كثيرًا ونفرط في جنب الله ليلاً ونهارًا؛

فنحتاج إلى ما يصقل القلوب، وينقيها من رين المعاصي والذنوب.

ثم إن كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون؛ فالعبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية.


للتوبة فضائل جمة، وأسرار بديعة، وفوائد متعددة، وبركات متنوعة؛ فمن ذلك ما يلي:


1_أن التوبة سبب الفلاح، والفوز بسعادة الدارين:

قـال ـ تعالى ـ: [وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ](النور: 31).

قال شيـخ الإسـلام ابن تيمية رحمه الله: =فالقـلب لا يصلح، ولا يفلح، ولا يتلذذ، ولا يسـر، ولا يطـيب، ولا يسكن،

ولا يطمئن إلا بعبادة ربه وحبه، والإنابة إليه.


2_بالتوبة تكفر السيئات: فإذا تاب العبد توبة نصوحاً كفَّر الله بها جميع ذنوبه وخطاياه.

قال ـ تعالى ـ: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ](التحريم: 8).


3_بالتوبة تبدل السيئات حسنات: فإذا حسنت التوبة بدَّل الله سيئات صاحبها حسنات،

قال ـ تعالى ـ: [إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً](الفرقان: 70).

وهذا من أعظم البشارة للتائبين إذا اقترن بتوبتهم إيمان وعمل صالح، قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: =

ما رأيت النبي "فَرِحَ بشيء فَرَحَهُ بهذه الآية لما أنزلت، وفرحه بنزول:

[إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ] (الفتح: 1_2).


4_التوبة سبب للمتاع الحسن، ونزول الأمطار، وزيادة القوة، والإمداد بالأموال والبنين:

قال ـ تعالى ـ: [وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ](هود: 3).

وقال ـ تعالى ـ على لسان هود ـ عليه السلام ـ: [وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ] (هود: 52).

وقال على لسان نوح ـ عليه السلام ـ: [فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً] (نوح: 10_12).


5_أن الله يحب التوبة والتوابين: فعبودية التوبة من أحب العبوديات إلى الله وأكرمها؛

كما أن للتائبين عنـده ـ عـز وجـل ـ محبـة خاصـة، قال ـ تعالى ـ: [إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ](البقرة: 222).


6_أن الله يفرح بتوبة التائبين: فهو ـ عز وجلّ ـ يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه أعظم فرح

يُقدَّر كما مثَّله النبي "بفرح الواجد لراحلته التي عليها طعامه وشرابه في الأرض الدَّويَّة المهلكة بعدما فقدها،

وأيس من أسباب الحياة، قال ": =لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة،

ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى اشتد عليه الحر

والعطش أو ما شاء الله، قال: أرجع مكاني، فرجع فنام نومًة، ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده)متفق عليه.

ولم يجىء هذا الفرح في شيء من الطاعات سوى التوبة.

ومعلوم أن لهذا الفرح تأثيرًا عظيمًا في حال التائب، وقلبه، ومزيدُ هذا الفرح لا يعبر عنه.


7_التوبة توجب للتائب آثاراً عجيبة من المقامات التي لا تحصل بدون التوبة: فتوجب له المحبة، والرقة واللطف،

وشكر الله، وحمده، والرضا عنه؛ فرُتِّب له على ذلك أنواع من النعم لا يهتدي العبد لتفاصيلها،

بل لا يزال يتقلب في بركاتها وآثارها ما لم ينقضها أو يفسدها.

ومن ذلك حصول الذل، والانكسـار، والخضـوع لله ـ عز وجل ـ وهذا أحبُّ إلى الله من كثيـر من الأعمـال الظـاهـرة ـ

وإن زادت في القدر والكِمِّيَّة على عبودية التوبة ـ فالذل والانكسار روح العبودية، ولبُّها؛ ولأجل هذا كان الله ـ عز وجل ـ

عند المنكسرة قلوبُهم، وكان أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد؛ لأنه مقام ذلك وانكسار،

ولعل هذا هو السر في استجابة دعوة المظلوم، والمسافر، والصائم؛ للكسرة في قلب كل واحد منهم؛

فإن لوعة المظلوم تحدث عند كسرة في قلبه، وكذلك المسافر يجد في غربته كسرة في قلبه، وكذلك الصوم؛

فإنه يكسر سَوْرَة النفس السَّبُعِيَّة الحيوانية.




كتاب الطريق على التوبة للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد






هل رأيت التائب ؟



هو ذاك الذى تملأ عينيه الدموع.....


يرتجف بين يدى ربه فى خشوع.....


يدعو ربه خفية وتضرع فى ذل وخضوع......



التائب....... هو ذاك الذى أدرك نفسه قبل الفوات... قبل الممات


هو ذاك الذى أتى ربه على استحياء


يرجو العفو عن ذنوب عظام.... عفو الله منها أعظم


هو ذاك الذى يسجد لربه ليلا طويلا


يسكب العبرات..... ويسأل مولاه مغفرة الذلات


هو ذاك الذى هجر أصحاب لم ينفعوا


وترك أحباب اتخذهم من دون الله أندادا يحبهم كحب الله


حين أدرك أنهم لن يشفعوا


هو ذاك الذى عصى ربه فأورثته معصيته ذلا لله وانكسارا


فكانت خيرا له من طاعة تورثه علوا واستكبارا


هو ذاك الذى عصى الله تعالى وحمل أوزاره وأوزار من أضلهم


ثم جاء يلبى نداء ربه


"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ"


هو ذاك الذى خلا بمعاصى الله تعالى فستره القادر على أن يهتك ستره ويفضحه.....


فجاء يرجو منه الستر فى الآخرة


فمن ستره فى الدنيا بغير توبة قادر سبحانه وأهل أن يستره فى الآخرة بعد التوبة


هو ذاك الذى خذلته نفسه يوما فعصى ربه بنعمه وبدل نعمة الله كفرا


فلم يرضى له الرحمن الرحيم هذا الخذلان وأتى به ليتوب اليه سبحانه ويرجع


هو ذاك الذى وعده الشيطان بلذة فى معصية الله..... فأخلف معه الشيطان وعده


فجاء لوعد الحق وعد من الملك القادر بلذة الطاعة فى الدنيا والآخرة


"وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ"


هو ذاك الذى أتى من الحسنات والصالحات ما استطاع


ومع ذلك يراها نقطة فى بحر قبيح صنعه


هو ذاك الذى يرى نفسه أقل الناس شأن حتى لو بلغ شأنه ما بلغ
ويراها لا تستحق صحبة المذنبيين


فضلا عن الصالحين لأنه أعظمهم ذنبا


التائب.......هو ذاك الذى يبكى خشية عذاب ربه ورجاء فى رحمته



فابكى أيها التائب ومن أولى منك بالبكاء


بكى أناس أمام الأفلام ..... متأثرين بقصص العشق والغرام


وبكوا مستمعين للغناء


متمايليين مع المعازف والأنغام


ابكى يا تائب أنت أحق بالبكاء


لعل الله تعالى يغفر الذنوب العظام





من كلمات التائبين



• كتبت والفرح يشع بين كلماتها :



يوم كنت لا أدرك شيئا من الحياة غير حياة اللهو والبعد عن تعاليم الدين الإسلامي



يومها ذاك كانت الرياح تعصف بي وتقتلع جذور الطمأنينة والهناء من أعماق نفسي


والأمواج تتصارع علي وتطرحني يمينا وشمالا ساعة في سماع أغنية ماجنة وساعة يسترق أذني حديث لاه


وساعة أقلب صفحات كتاب لا يمت إلى الإسلام بصلة أو مجلات خليعة لشياطين الأنس يد فيها .


كان ذلك لا يزيد حياتي إلا فراغا ومللا أكثر فالضيق لا يزال في نفسي والوحدة تكاد تقتلني رغم كثرة الصحاب .



فأخذت أبحث عن الدواء ... عن بديل لتلك الحياة التي لم أرتضها لنفسي وبدأت أقلب صفحات


تلك الأيام التي تمر مر السحاب وبينما أنا كذلك والأفكار تتزاحم في خاطري


تذكرت شيئا غاب عني منذ زمن ... فانطلقت بسرعة إليه وحملت القرآن العظيم وضممته إلى صدري


في حنان وشوق يغمر نفسي ضممته بقوة وكأني أريد أن أمزجه بقلبي . وبريق الدمع يغمر عيني ..


ومع كتاب الله رأت عيناي بصيصا من النور وأدركت عندها أن لا حياة بغير الالتزام بالإسلام


وأن مصدر سعادة الإنسان هو الإيمان بالله .


فيا من تبحثون عن السعادة ... عن الاستقرار النفسي عن الطمأنينة .. عن النقاء .. عن الصفاء ..


عن المعاني الإنسانية .. لا تبتعدوا كثيرا ..


ستجدون ضالتكم بين أيديكم في القرآن الكريم .. في تعاليم الدين ..


قال تعالى : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) .. ذات النطاقين


-----------------------------------------------


• كنت ابكي ندما على ما فاتني من حب الله ورسوله , وعلى تلك الأيام التي قضيتها بعيدة عن الله عز وجل .


( امرأة مغربية أصابها السرطان وشفاها الله منه )


-----------------------------------------------


• لقد ولدت تلك الليلة من جديد , وأصبحت مخلوقاً لا صلة له بالمخلوق السابق وأقبلت على تلاوة القرآن ,


وسماع الأشرطة النافعة من خطب ودروس ومحاضرات . ( شاب تائب )


-----------------------------------------------


• نعم لقد كنت ميتاً فأحياني الله ولله الفضل والمنة . ( الشيخ أحمد القطان )


-----------------------------------------------


• وعزمت على التوبة النصوح والاستقامة على دين الله , وأن أكون داعية خير بعد أن كنت داعية شر وفساد ...


وفي ختام حديثي أوجهها نصيحة صادقة لجميع الشباب فأقول :


يا شباب الإسلام لن تجدوا السعادة في السفر ولا في المخدرات والتفحيط ,


لن تجدوها أو تشموا رائحتها


إلا في الالتزام والاستقامة ...


في خدمة دين الله ...


في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .


ماذا قدمتم يا أحبة للإسلام ؟


أين آثاركم ؟ أهذه رسالتكم ؟


شباب الجيل للإسلام عودوا *** فأنتم روحه وبكم يسود


وأنتم سر نهضته قديما *** وأنتم فجره الزاهي الجديد


( من شباب التفحيط سابقاً )



-----------------------------------------------




• لقد أدركنا الحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع وهي أن الإنسان مهما طال عمره فمصيره إلى القبر ,


ولا ينفعه في الآخرة إلا عمله الصالح ( الممثل محسن محي الدين وزوجته الممثلة نسرين )


-----------------------------------------------


• أتمنى من الله وأدعوه أن يجعل مني قدوة صالحة في مجال الدعوة إليه ,


كما كنت من قبل قدوة لكثيرات في مجال الفن . ( الممثلة شهيرة )


-----------------------------------------------


• كما أتوجه إلى كل أخت غافلة عن ذكر الله .. منغمسة في ملذات الدنيا وشهواتها أن عودي إلى الله – أخيه –


فوالله إن السعادة في طاعة الله . ( طالبة تائبة )


-----------------------------------------------


• وخرجت من المستشفى إلى المسجد مباشرة , وقطعت صلتي بالماضي .... وأنصح إخواني الشباب


وغيرهم بالحذر من رفقاء السوء . ( مدمن تائب )


-----------------------------------------------


• فبدأت بالبكاء على نفسي وعلى ما مضى من عمري في التفريط في حق الله وحق الوالدين


( شاب تاب بعد سماعه موعظة )


-----------------------------------------------


• واليوم ما أكثر المغترين بهذه الدنيا الفانية , والغافلين عن ذلك اليوم الرهيب والذي يفر فيه المرء من أخيه ,


وأمه وأبيه , وصاحبته وبنيه , يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم .


فهل من عودة قبل الموت ؟ ( شاب تاب بعد رؤيته ليوم القيامة في المنام )


-----------------------------------------------


• وختاماً أقول لكل فتاة متبرجة ... أنسيت أم جهلت أن الله مطلع عليك , أنسيت أم جهلت أم تجاهلت


أن جمال المرأة الحقيقي في حجابها وحيائها وسترها ؟ (فتاة تائبة)


-----------------------------------------------


• كما أصبحت بعد الإلتزام أشعر بسعادة تغمر قلبي فأقول : بأنه يستحيل أن يكون هناك إنسان أقل مني إلتزاماً


أن يكون أسعد مني , ولو كانت الدنيا كلها بين عينيه , ولو كان من أغنى الناس ...


فأكثر ما ساعدني على الثبات – بعد توفيق الله – هو إلقائي للدروس في المصلى ,


بالإضافة إلى قراءتي عن الجنة بأن فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر


من اللباس والزينة والأسواق والزيارات بين الناس وهذه من أحب الأشياء إلى قلبي .


فكنت كلما أردت أن أشتري شيئاً من الملابس التي تزيد عن حاجتي أقول ألبسها في الآخرة أفضل .


(فتاة انتقلت من عالم الأزياء إلى كتب العلم والعقيدة )


-----------------------------------------------


• وقد خرجت من حياة الفسق والمجون , إلى حياة شعرت فيها بالأمن والأمان والأطمئنان والإستقرار . ( رجل تاب بعد موت صاحبه )


-----------------------------------------------


• وكلما رأيت نفسي تجنح لسوء أو شيء يغضب الله أتذكر عاى الفور جنة الخلد ونعيمها السرمدي الأبدي ,


وأتذكر لسعة النار فأفيق من غفلتي ... والحمد لله أني قد تخلصت من كل مايغضب الله عزوجل


من مجلات ساقطة وروايات ماجنة وقصص تافهة أما أشرطة الغناء فقد سجلت عليها ما يرضي الله عز وجل


من قرآن وحديث . (فتاة تائبة )


-----------------------------------------------


• حقيقة كنت في غيبوبة عن الإسلام سوى حروف كلماته . ( سوزي مظهر )


-----------------------------------------------


• نعم لقد كنت أتمنى أن أكون مسلمة ملتزمة لأن ذلك هو الحق والله تعالى يقول ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )


( شمس البارودي )


-----------------------------------------------


• دخلت إلى البيت وكان أول ما وقع عليه بصري صورة معلقة على الحائط لبعض الممثلات ...


فاندفعت إلى الصور أمزقها ... ثم ارتميت على سريري أبكي ولأول مرة أحس بالندم على ما فرطت في جنب الله ...


فأخذت الدموع تنساب في غزارة من عيني ( شاب تائب )


-----------------------------------------------


• فخرجت من البيت إلى المسجد ومنذ ذلك اليوم وأنا – ولله الحمد – ملتزم ببيوت الله لا أفارقها


وأصبحت حريصاً على حضور الندوات والدروس التي تقام في المساجد وأحمد الله أن هداني


إلى طريق السعادة الحقيقية والحياة الحقة ( الشاب ح . م .ج )


-----------------------------------------------


• وانتهيت إلى يقين جازم حاسم أنه لا صلاح لهذه الأرض , ولا راحة لهذه البشرية


ولا طمأنينة لهذا الإنسان ولا رفعة ولا بركة ولا طهارة ... إلا بالرجوع إلى الله ...


واليوم أتساءل كيف كنت سأقابل ربي لو لم يهدني ؟ ( طالبة تائبة )


-----------------------------------------------


• فتبت إلى الله وأعلنت توبتي وعدت إلى رشدي وأنا الآن ( ولله الحمد ) من الداعيات إلى الله


ألقي الدروس والمحاضرات وأؤكد على وجوب الدعوة . (فتاة تائبة )


-----------------------------------------------


• بدأ عقلي يفكر وقلبي ينبض وكل جوارحي تناديني : أقتل الشيطان والهوى ...


وبدأت حياتي تتغير ... وهيئتي تتبدل ... وبدأت أسير على طريق الخير وأسأل الله أن يحسن ختامي


وختامكم أجمعين . (شاب تاب بعد سماعه لقراءة الشيخ علي جابر ودعائه )


-----------------------------------------------


وقــفــة


أخي على طريق الحق ... اعلم وفقـني الله وإياك للصواب بأنه لم يتميز الآدمي بالعقل


إلاّ ليعمل بمقـتضاه فاستحضر عـقـلـك ، واخـل بنفـسك تعـلم بالدليل أنك مخلوق مكلف


وأن عـليك فـرائـض أنت مطالب بها ، وأن الملكين يحصيان ألفاظـك ونظـراتـك ،


وأن أنفـاس الحي خطاه إلى أجله .


أســألــك أخــي وأنــــت الـحــكـــــــــــــم !!!


لو أن الله خلقـك أعمى هل تعـص الله بنظرك ؟


ولو أن الله خلقك أصم هل تعص الله بأذنك ؟


لو أن الله خلقـك أبكم هل تعص الله بلسانك ؟


ولو أن الله خلقك مشلولاً هل تعص الله بقدمك ؟


إذاً ...


. أخي إنما أنت تعـص الله سبحانه وتعالى بنعم الله ، فهل يستحق المنعم هذا الجزاء ؟


ولو أنــك .... أخي !!! تفـكـرت في لذة أمس أين ذهبت ، لقـد رحلت وأبقـت ندماً .


ولو أنك تفكرت أيضا أين شهوة النفـس ؟ كم نكست رأساً وزلت قدماً !!!


قال الشاعـر:



أيها اللاهي بلا أدنى وجل *** اتـق الله الذي عز وجل


واستمع قولاً به ضرب المثل *** اعتزل ذكر الأغاني والغزل


وقل الفصل وجانب من هزل


كم أطعت النفـس إذ أغويتها *** وعلى فعل الخنا ربيـتـها


كـم ليـالٍ لاهـياً أنهـيـتـهـا *** إن أهنى عـيشة قـضيتها


ذهبت لذاتها والإثــم حــل


اتركت لكم احبتي في الله كلماتكم عن التوبه..


لكم مني جزيل الشكر والامتنان


يمامة الوادي





مـــــاذا بعــــد التوبـــــة ؟؟



1.احمد الله على أن وفقك الله للتوبة ، وأكثر من الدعاء أن يثبتك الله تعالى عليها .


2.عليك بالصدق والإخلاص في التوبة .. واتهم توبتك بالخلل والتقصير ولا تغتر بها .


3.ابدأ بتغيير سلوكك مع أهلك منذ أول لحظة من الهداية ، ليعرف الناس أثر الاستقامة عليك.


كن صاحب بداية جادة ، وذا همة عالية .. غير حياتك، وارفع همتك،


اعلم أن ذنوبك العظيمة ليست مانعاً من أن تكون رجلاً عظيماً بعد الهداية ..


ماذا كان عمر قبل الهداية وماذا أصبح بعدها .


4.قد يسخر بعض الناس منك (أقارب، زملاء المدرسة، أصدقاء في الحي) فاثبت ولا تلتفت إليهم .


5.قد تجد صعوبة في بداية ترك الذنوب ، ولكن (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً) .


6.تخلص من جميع بقايا الماضي : صور ـ دش ـ مجلات ـ أرقام ـ جوال - مقاطع فديو .



7.ابتعد عن رفقاء السوء، واهجر مجالسهم، وامسح أرقامهم ، وأزل كل ما يذكرك بهم.


8.هل أدعوهم؟ لا تدعُهم، بكن لا تدَعْهم .. كيف؟ .. ولا تدعُ رفاقك السابقين


إلا بعد وقت من الاستقامة والثبات ,وأن يكون معك من تثق به من الصالحين عندما تذهب إليهم .



9.املأ فراغك بالأمور الجادة (حلقة تحفيظ ـ برامج تربوية ـ طلب العلم ) ..


أو المباحات (لعب ـ تمارين ـ سباحة ـ عمل وظيفي) .


10.من المهم جداً ، الانضمام إلى صحبة صالحة مناسبة لك ، تعينك وتثبتك .


اعلم أن مجتمع الصالحين ليس (معصوماً) بل فيهم (الناقص ، والجيد والردئ والطيب) ..


والعبرة بالمنهج والدين ، لا بالأشخاص .



11.ارتبط بشيخ أو داعية أو مدرس يكون مستشارك في قضاياك ومشاكلك التي قد ترد عليك بعد التوبة .


12.عليك بالأناة وضبط النفس ، وإياك والحماس الزائد، أو الاستعجال في الحكم على الآخرين,


مثال : (فلان كافر ـ مبتدع ـ مدمن أو غير ذلك من الألقاب) إلا بعد التثبت واستشارة أهل العلم والخبرة


في هذه القضايا .. وعليك أيضاً التأني في إنكار المنكرات ومراعاة الضوابط الشرعية في الإنكار.


13.إياك والعجب والغرور , أو المن على الله في ذلك قال تعالى : (كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا) ..


واحذر من السخرية , أو احتقار العصاة , بل احمد الله على أن عافاك مما ابتلاهم به، وأشفق عليهم ,


وارحمهم , وادعهم، وتمن لهم الهداية .


14.هل ينسى التائب ذنبه، أو يذكره دائماً ؟


بحسب الحال ولكل نفس ما يصلحها ، وكلّ أعلم بنفسه ، ففي بعض الأوقات قد يفيد تذكر الذنب


لينكسر القلب بين يدي الله إذا رأى العبد من نفسه عجبا أو كبرا.. فإذا تذكر ذنبه ذل لله .


أما من يعلم من نفسه أنها إذا تذكرت الذنب هاجت للعودة إليه فلينس ذنبه ولا يفكر فيه..


حتى لا تهيج في قلبه دوافع الذنب .. أو يتذكر حلاوة مواقعته.


15.متابعة التائب الجديد وحمايته من الانتكاس:


وهذه مسألة مهمة جداً تقع على عاتق الأسرة، والدعاة والمصلحين، والرفقة الصالحة .


وكم نفرح بتوبة بعض شبابنا، ثم نحزن أشد الحزن لانتكاسهم ورجوعهم إلى غفلتهم،


بسبب عدم احتوائهم، أو متابعة أحوالهم في بدايات التوبة .


لا يكفي أن يتأثر الشاب ويتوب، بل لا بد من برنامج مستمر يأخذ بيد الشاب إلى بر الأمان،


ويثبته على الطريق، ويكون بديلاً له عن بيئته السابقة السيئة .


إننا بعدم متابعتنا لهذا الشاب وهو حديث عهد بجاهلية، نكون كالذي أوقد شمعة في الظلام ،


ثم تركها في مهب الريح فانطفأت وعاد الظلام من جديد .


وكم أتألم لأحوال كثير من الشباب، بعضهم يريد الهداية والإقلاع عن المحرمات ولم يجد من يعينه،


وبعضهم حديث عهد بالتوبة، ويشكو من الفراغ ، ويبحث عن بيئة نظيفة أو نشاطات نافعة تملأ فراغه .


نعم، هناك جهود فردية مباركة يقوم بها عدد من الإخوة المهتمين بدعوة الشباب وإصلاحهم في بعض الأحياء


وبعض الاستراحات والمخيمات الشبابية ومكاتب الدعوة، من حيث التواصل مع التائب أو المهتدي الجديد


وربطه برفقة طيبة أو دورية أو نشاط أو غيره .. لكن هذا لا يكفي .


إذن ما الذي نريده، أو نقترحه في هذا المقام؟


المقترح الذي يمكن أن يفي بجزء من الواجب في هذا الأمر، أن يكون هناك عمل جماعي مؤسسي منظم،


لإصلاح الشباب ورعاية التائبين، تتبناه إحدى الجهات الرسمية أو الخيرية في بلادنا المباركة .


هذا العمل يمكن أن يقدم عن طريق مركز أو مراكز لإصلاح الشباب، يقدم عدداً من البرامج المتنوعة


والمدروسة بمختلف أنواعها: الإيمانية والتثقيفية والتربوية والنفسية والصحية


لمن يحتاج رعاية صحية خاصة .. إضافة للنشاطات الترويحية والترفيهية المناسبة للشباب .


إن الحاجة لمثل هذه المراكز والمناشط الشبابية ملحة للغاية، وستحقق عدة أهداف ، منها:


1.إصلاح الشباب والمحافظة على استقامتهم ليكونوا نافعين لأهلهم وبلادهم .


2.تهذيب أخلاقهم ، وحسن تعاملهم مع الآخرين، واحترامهم للحقوق العامة والخاصة .


3.حمايتهم من التيارات الأخلاقية المنحرفة كالمخدرات والجرائم والعقوق والتمرد على الأسرة ،


وحمايتهم كذلك من التيارات الفكرية الضالة كالتكفير والتفجير والفساد في الأرض .


4.القضاء على الفراغ القاتل في حياة المتعافين من المخدرات أو الفواحش أوالجلسات السيئة وغيرها.


5.هذا العمل المؤسسي المنظم ، أقوى أثراً من الاجتهادات الفردية التي ربما تكون ضعيفة أو قاصرة،


وربما تنقطع بسبب عدم الدعم .. وهو أيضاً أكثر أماناً ووضوحاً لأن برامجه ظاهرة معلنة .


وعلى كل حال .. هذه أمنية وفكرة ، تحدثت بها خلال أيام مضت مع عدد من المشايخ والمسؤولين ،


أسأل الله تعالى أن يقيض لها الأسباب ، وأن يفتح لها الأبواب، إن علم فيها خيراً لشبابنا وأبنائنا .


وفي الختام ، وأسأل الله تعالى أن يجزيهم عنا وعنكم خير الجزاء ،


اللهم إنا نسألك توبة نصوحاً خالصة لوجهك الكريم ..


اللهم ارزقنا قبل الموت توبة ..


اللهم حبب إلينا الإيمان ..


اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب ..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.











  • ملف العضو
  • معلومات
nadir35
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 14-07-2009
  • الدولة : algeria
  • المشاركات : 488
  • معدل تقييم المستوى :

    15

  • nadir35 is on a distinguished road
nadir35
عضو فعال
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 12:36 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى