تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
أبو طيبة
عضو جديد
  • تاريخ التسجيل : 10-09-2007
  • المشاركات : 3
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • أبو طيبة is on a distinguished road
أبو طيبة
عضو جديد
الرد على شمس الدين - 2-
13-09-2007, 02:01 PM
الجزء الثاني : حول الفقرة الثانية من وغر شمس الدين .
لم أطلع على تلك المطوية التي أشار إليها هذا الفسل الجموح ، وما أظن أن طالب علم سلفي - ناهيك عن عالم - يصف ليلة مولد النبي – صلى الله عليه وسلم – بالمشؤومة ، ومن قالها فعلا فقد أخطأ ، ولو كنت يا شُمَّس الدين تحب النصيحة لاحتسبتها ، ولكنك مولع بتعيير كل من كانت فيه رائحة السنة ، وقد جعلت هذه الكلمة تكأة للطعن في السلفيين ، ولو كنت تحب النبي – صلى الله عليه وسلم – حقا لاتبعته ؛ وقد قال ربنا – عز وجل - :﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ كيف وأنت تطعن في كتب السنة وفي أهلها ؟ قال الشافعي- رحمه الله- :

تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ هَذا مَحالٌ في القِياسِ بَديعُ

لَو كانَ حُبُّكَ صادِقاً لَأَطَعتَهُ إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ

وأنى لشامت مثلك أن يعرف التربية الصحيحة أو يشم رائحتها !! ونبيينا – بأبي وأمي هو – سيدنا وسيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وقد علمنا كيف نصلي عليه ، ولكن لم يذكر لفظ السيادة فيما علمنا ، فهل هو أعلم أم أنت أيها الكاذب ؟ ، ثم إنه لم يمنع أحد من السلفيين من تسييد النبي – صلى الله عليه وسلم – مطلقا ، بل قد روى الطبراني في " الكبير " بسند صحيح عَنِ الأَسْوَدِ بن يَزِيدَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : « إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَحَسِّنُوا الصَّلاةَ عَلَيْهِ ، فإِنكُمْ لا تَدْرُونَ لَعَلَّ ذَلِكَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ » ، قَالَ : فَعَلَّمَنَا قَالَ : « قُولُوا : اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلاتَكَ وَرَحْمَتَكَ وَبَرَكَاتِكَ عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ ، وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ، إِمَامِ الْخَيْرِ وَقَائِدِ الْخَيْرِ وَرَسُولِ الرَّحْمَةِ ، اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا يَغْبِطُهُ بِهِ الأَوَّلُونَ وَالآخَرُونَ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ».
وأما شد الرحال لزيارة قبره – صلى الله عليه وسلم – ؛ فقد قال – صلى الله عليه وسلم - « لا تشد الرحال إلا ( وفي رواية : إنما يسافر ) إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ومسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومسجد الأقصى » ، وقال - صلى الله عليه وسلم - : « لا تشد ( وفي لفظ : لا تشدوا ) الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى » .
وعن أبي بصرة الغفاري أنه لقي أبا هريرة وهوجاء فقال : من أين أقبلت ؟ قال : أقبلت من الطور صليت فيه قال : أما إني لو أدركتك لم تذهب إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : « لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى » .
وعن قزعة قال : أردت الخروج إلى الطور فسألت ابن عمر فقال : أما علمت أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : « لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ومسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسجد الأقصى» ودع عنك الطور فلا تأته. وهذه كلها أحاديث صحيحة ، وأما زيارة قبره وفق الضوابط الشرعية فمستحبة ، فنعمت السنة وبئست البدعة .
وأما تكفير المتوسلين بجاه النبي – صلى الله عليه وسلم – فلم يقل به أحد من أهل السنة السلفيين ، وهو كذب من شمس الدين ، وقد سئل الشيخ ابن باز - رحمه الله- عن حكم التوسل بسيد الأنبياء ، وهل هناك أدلة على تحريمه؟ . فقال: « التوسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فيه تفصيل ، فإن كان ذلك باتباعه ومحبته وطاعة أوامره وترك نواهيه والإخلاص لله في العبادة ، فهذا هو الإسلام ، وهو دين الله الذي بعث به أنبياءه ، وهو الواجب على كل منا ، وهو الوسيلة للسعادة في الدنيا والآخرة ، أما التوسل بدعائه والاستغاثة به وطلبه النصر على الأعداء والشفاء للمرضى- فهذا هو الشرك الأكبر ، وهو دين أبي جهل وأشباهه من عبدة الأوثان ، وهكذا فعل ذلك مع غيره من الأنبياء والأولياء أو الجن أو الملائكة أو الأشجار أو الأحجار أو الأصنام . وهناك نوع ثالث يسمى التوسل وهو التوسل بجاهه - صلى الله عليه وسلم - أو بحقه أو بذاته مثل أن يقول الإنسان : أسألك يا الله بنبيك ، أو جاه نبيك ، أو حق نبيك ، أو جاه الأنبياء ، أو حق الأنبياء ، أو جاه الأولياء والصالحين ، وأمثال ذلك فهذا بدعة ومن وسائل الشرك ولا يجوز فعله معه - صلى الله عليه وسلم - ولا مع غيره ؛ لأن الله - سبحانه وتعالى- لم يشرع ذلك ، والعبادات توقيفية لا يجوز منها إلا ما دل عليه الشرع المطهر وأما توسل الأعمى به في حياته - صلى الله عليه وسلم - فهو توسل به - صلى الله عليه وسلم - ليدعو له ويشفع له إلى الله في إعادة بصره إليه ، وليس توسلا بالذات أو الجاه أو الحق كما يعلم ذلك من سياق الحديث ، وكما أوضح ذلك علماء السنة في شرح الحديث . وقد بسط الكلام في ذلك شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله - في كتبه الكثيرة المفيدة ، ومنها كتابه المسمى" القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة "، وهو كتاب مفيد جدير بالاطلاع عليه والاستفادة منه . وهذا الحكم جائز مع غيره - صلى الله عليه وسلم - من الأحياء ؛ كأن تقول لأخيك أو أبيك أو من تظن فيه الخير: ادع الله لي أن يشفيني من مرضى ، أو يرد علي بصري ، أو يرزقني الذرية الصالحة، أو نحو ذلك بإجماع أهل العلم . والله ولي التوفيق » .
وأما تبديع المحتفلين بمولد النبي – صلى الله عليه وسلم – مطلقا ، فلم يقل به أحد من أهل العلم ، وإنما قالوا أن الاحتفال بالمولد بدعة ، وليس كل واقع في بدعة مبتدعا ، وهم يفرقون بين الفعل والفاعل ، وبين الإطلاق و التعيين ، وبين الشروط والموانع ، سئل فضيلة الشيخ عبيد الجابري – حفظه الله- : متى يقال : إن الإنسان مبتدع ؟ هل عند إقامة الحجة وانتفاء الشبهة عنه..؟ فقال : « المبتدع هو من أتى بدعة ، وأحدث في دين الله ما لم يكن فيكتابٍ ولا سنةٍ ولا إجماع ، فهو مبتدع محدث فيدين الله بهذا ما ليس منه ، هذا حاله وهذا وصفه عندنا على سبيل الإطلاق. فإذا عرفنا أن ذلك المُحدَث مخالفٌللكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح ، حكمنا عليه (بدعة) بدلالة الشرع ؛ ثم ننظر في هذا المخالف الذي أدخل علينا المحدث ، وهو نفسه مُحدِث ، فإنا نحتاج بعد ما سبق إلى انطباق الوصف عليه ، وانطباق الوصف على هذا المُحدِث لا بد فيه من اجتماع الشروط وانتفاءالموانع ؛ ومن الشروط التي إذا اجتمعت حكم على الإنسان بما توجبه منه مخالفته: (أولاً) التكليف وهو شامل للبلوغ والعقل ، (الثاني) العلم بما توجبه مخالفته ، (الثالث) أنيكون ذاكراً ، (الرابع) أن يكون عامداً ، (الخامس) أن يكون مختاراً لا مكرهاً (السادس) أنلا يكون وقع في شبهةٍ لبست عليه أمره ، فلا بد من كشفها ؛ ومن هنا أقول لكم إنالمخالف على ضربين : أحدهما من هو على السنة لكن زلت به القدم ـ ركب خطأً ـ فهذايرد خطأه ، ولا يتابع على زلته ، وتحفظ كرامته ؛ الثاني من كان من أهل البدع والأهواء ودعاة الضلال والفتنة ، فهذا لا كرامة له، يرد خطأه ويحذر منه.
واعلموا أنه إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع قامت الحجة ـ هذا ما سألت عنه (أما بعد إقامةالحجة.. ـ إقامة الحجة تكون باجتماع الشروط وانتفاء الموانع ».اهـ
وأما عمن مات على الكفر فهو في النار ، فقد روى أنس – رضي الله عنه - أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيْنَ أَبِي ؟ قَالَ : « فِي النَّارِ » فَلَمَّا قَفَّى دَعَاهُ ، فَقَالَ : « إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ » رواه مسلم ، وقال النووي في شرحه : «قَوْله : ( أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُول اللَّه أَيْنَ أَبِي ؟ قَالَ : فِي النَّار ، فَلَمَّا قَفَى دَعَاهُ قَالَ : إِنَّ أَبِي وَأَبَاك فِي النَّار ) فِيهِ : أَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى الْكُفْر فَهُوَ فِي النَّار ، وَلَا تَنْفَعهُ قَرَابَة الْمُقَرَّبِينَ ، وَفِيهِ أَنَّ مَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَة عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الْعَرَب مِنْ عِبَادَة الْأَوْثَان فَهُوَ مِنْ أَهْل النَّار ، وَلَيْسَ هَذَا مُؤَاخَذَة قَبْل بُلُوغ الدَّعْوَة ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ كَانَتْ قَدْ بَلَغَتْهُمْ دَعْوَة إِبْرَاهِيم وَغَيْره مِنْ الْأَنْبِيَاء صَلَوَات اللَّه تَعَالَى وَسَلَامه عَلَيْهِمْ . وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ أَبِي وَأَبَاك فِي النَّار ) هُوَ مِنْ حُسْن الْعِشْرَة لِلتَّسْلِيَةِ بِالِاشْتِرَاكِ فِي الْمُصِيبَة وَمَعْنَى ( قَفَى ) وَلَّى قَفَاهُ مُنْصَرِفًا ». وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : « اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي ، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي ». رواه مسلم ، وقال النووي- رحمه الله - عقبه : « فِيهِ جَوَاز زِيَارَة الْمُشْرِكِينَ فِي الْحَيَاة ، وَقُبُورهمْ بَعْد الْوَفَاة ؛ لِأَنَّهُ إِذَا جَازَتْ زِيَارَتهمْ بَعْد الْوَفَاة فَفِي الْحَيَاة أَوْلَى ، وَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى : ﴿ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾ وَفِيهِ : النَّهْي عَنْ الِاسْتِغْفَار لِلْكُفَّارِ . قَالَ الْقَاضِي عِيَاض - رَحِمَهُ اللَّه - : سَبَب زِيَارَته - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَبْرهَا أَنَّهُ قَصَدَ قُوَّة الْمَوْعِظَة وَالذِّكْرَى بِمُشَاهَدَةِ قَبْرهَا ، وَيُؤَيِّدهُ قَوْله - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي آخِر الْحَدِيث : ( فَزُورُوا الْقُبُور فَإِنَّهَا تُذَكِّركُمْ الْمَوْت ) ».
أما عن تحريق قبر أم النبي – صلى الله عليه وسلم – بالبنزين فلا أعلم أنه يفعله إلا غلاة أهل البدع كالرافضة الذين يشاكلهم شمس الدين ، وأما المطالبة بإخراج قبر النبي – صلى الله عليه وسلم – من المسجد النبوي فليأتي لنا شمس الدين بصورة من هذا الطلب إن كان صادقا ، والنبي – صلى الله عليه وسلم – إنما دفن ببيته الذي كان بجوار مسجده .



الجزء الثالث: حول الفقرة الثالثة من وغر شمس الدين .
لم أظفر بكتاب " جذور البلاء الفتن – الزلازل – المحن " كذا قال شُمَّس الدين ، ولعله أوتي من سوء فهم ، نعم التنازع والتفرق والاختلاف من أسباب الابتلاء ، قال ربنا- سبحانه- : ﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ﴾ وعن أبي بردة قال : " بينما أنا واقف في السوق في إمارة زياد ، إذ ضربت بإحدى يدي على الأخرى تعجبا ، فقال رجل من الأنصار - قد كانت لوالده صحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - : مما تعجب يا أبا بردة ؟ قلت : أعجب من قوم دينهم واحد ، ونبيهم واحد ، ودعوتهم واحدة ، وحجهم واحد ، وغزوهم واحد ، يستحل بعضهم قتل بعض ، قال : فلا تعجب ، فإني سمعت والدي أخبرني أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :« أمتي أمة مرحومة ، ليس عليها عذاب في الآخرة ، عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل » ، حديث صحيح رواه أحمد و الحاكم وغيرهما . ومع هذا نسعى نحن السلفيين إلى العودة بالأمة إلى الدين الصحيح الذي كان عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه -رضي الله عنهم - .
وهذه الفرق الضالة والأحزاب المنحرفة في الأمة هي التي مزقت شملها ، وأضعفت قوتها ، وأذهبت ريحها ، وجعلتها غثاء كغثاء السيل ، وسببت لها الذل و الهوان ، كحزب الإخوان المسلمين وجماعة الدعوة والتبليغ ونحوهما من الفرق التي قامت على الآراء المنحرفة والعقائد الفاسدة للفرق الثنتين والسبعين ، لذلك أنصارها يتآلفون ويتعاونون مع الرافضة والصوفية والأشاعرة والمعتزلة ؛ ولا يتسامحون أبدًا مع السلفيين ، أهل السنة والجماعة ، أصحاب الفرقة الناجية ، أهل الحديث والأثر.
الجزء الثالث: رد الطعن عن كتاب "شرح السنة" لأبي محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري .
"شرح السنة" لشيخ الحنابلة للبربهاري كتاب عقيدة جليل، طعن فيه شُمَّس الدين بلا حجة ولا دليل ، سئل أبو عبد المعز محمد علي فركوس – حفظه الله -: ما هو قولكم في كتاب "شرح السنة" للبربهاري ؟ وما قولكم فيمن يطعن فيه ؟ فقال: « الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين. أمّا بعد : فالبربهاري هو أبو محمد الحسن بن علي بن خلف شيخ الحنابلة بالعراق في عصره ، كان محدثا ، حافظا ، فقيها ، توفي سنة:329هـ([1])من مصنفاته "شرح السنة" الذي يقرر فيه منهج أهل السنة والجماعة في النواحي الاعتقادية ، سواء تعلقت بذات الله وأسمائه وصفاته ، أو بمسائل الإيمان ، ولا شك أنّ من يطعن في منهج أهل السنة والجماعة وعقيدتهم ويتحامل عليهم إلاّ إذا كان مطبوعا بعقيدة أهل الأهواء والبدع ؛ لأنّ "من علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر"، ولا يصدر هذا إلاّ من جاهل ، أو معاند حاقد ؛ لذلك ينبغي إظهار السنة وتعريف المسلمين بها ، وقمع البدعة بما يوجبه الشرع من ضوابط ، وعدم الاشتغال بسفاسف الأمور ، وأهلها لدنو منزلتهم ، وعلى المسلم أن يسعى إلى إدراك المطالب العالية التي تمكنه من العزة الدينية ، وتجنب أسباب المذلة المخزية ﴿ولِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾[المنافقون:8]. والعلم عند الله ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ».

فشُمَّس الدين شانيء أبتر ، ودحروجة حُواز أصعر ، يحرف الكلم عن مواضعها ، ويأتي بأعجاز لا صدور لها ، يلبس الحق بالباطل ، ويخلط الحابل بالنابل ، انظر إليه كيف حرّف عبارة البربهاري ، وبترها في وضح النهار ، كأنما طعامه القفعاء والتأويل ، ونصحه الشنعاء والتهويل ، فهو طامر بن طامر حذار ، يلفق الحديث في الطومار ، ويزعم بأنه نصوح في طمره شوّالة تلوح ، قال الشاعر :


قد تجرت في سوقنا عقرب ...لا مرحباً بالعقرب التاجره
كل عدو يتقي مقبــلاً ... وعقرب يخشى من الدابره
كل عدو كيده في إستـه ... فغير مخشي ولا ضائـره
إن عادت العقرب عدنا لها ... وكانت النعل لها حاضره


وهذه عبارة البربهاري كاملة: « وجميع ما وصفت لك في هذا الكتاب فهو عن الله تعالى ، وعن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، وعن أصحابه ، وعن التابعين ، وعن القرن الثالث إلى القرن الرابع .


فاتق الله يا عبد الله ، وعليك بالتصديق والتسليم والتفويض والرضى لما في هذا الكتاب ، ولا تكتم هذا الكتاب أحدا من أهل القبلة فعسى يرد الله به حيران عن حيراته ، أو صاحب بدعة عن بدعته ، أو ضالا عن ضلالته ؛ فينجو به.


فاتق الله ، وعليك بالأمر الأول العتيق ، وهو ما وصفت لك في هذا الكتاب ؛ فرحم الله عبد - ورحم والديه – قرأ هذا الكتاب ، وبثه ، وعمل به ، ودعا إليه ، واحتج به ، فإنه دين الله ودين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فإنه من استحل سيئا خلاف ما في هذا الكتاب ؛ فإنه ليس يدين لله بدين ، وقد رده كله ، كما لو أن عبدا آمن بجميع ما قال الله تبارك وتعالى إلا أنه شك في حرف ؛ فقد رد جميع ما قال الله تعالى ، وهو كافر ، كما أن شهادة أن لا إله إلا الله لا تقبل من صاحبها إلا بصدق النية وإخلاص اليقين ، كذلك لا يقبل الله شيئا من السنة في ترك بعض ، ومن ترك من السنة شيئا ؛ فقد ترك السنة كلها ، فعليك بالقبول ، ودع عنك المحك واللجاجة ، فإنه ليس من دين الله في شيء ، وزمانك – خاصة – زمان سوء ، فاتق الله ».


أجزم يا بتيراء الدين أنك لم تفهم ما يقول البربهاري – رحمه الله – رغم وضوح كلامه ، وعليك أن تجلس أمام سبورة لتتعلم من الصبية معاني السنة والاستحلال والشك في دين الله ، وإن لم يسعك كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – وآثار الصحابة – رضي الله عنهم – فلا وسعتك الدنيا .


وأما قول البربهاري : « وإذا سمعت الرجل تأتيه بالأثر فلا يريده ، ويريد القرآن ؛ فلا شك أنه قد احتوى على الزندقة ، فقم من عنده ودعه » ، فهو قول صحيح ، ولكنك يا بتيراء الدين لم تفهمه ولن تفهمه ، أو أنك من القرآنيين الضالين ، وإلا فكيف يحتج بالقرآن من يرد السنة ، وربنا يقول : ﴿ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ ، وقد ثبت عن ابن سيرين – رحمه الله – أنه قال : « كانوا يرون أنهم على الطريق ما داموا على الأثر » ، وقال الشاعر :


دين النبي محمد أخبــار ... نعم المطية للفتى الآثـار
لا ترغبن عن الحديث وأهله... فالرأي ليل والحديث نهار
ولربما جهل الفتى أثر الهدى ... والشمس بازغة لها أنوار

الجزء الرابع: الذب عن الشيخ أبي عبد الرحمن الألباني – رحمه الله - .


([1])انظر ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد (2/319) ، ومعجم المؤلفين لكحالة (3/253).




  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية محمد2
محمد2
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 18-03-2007
  • الدولة : التاريخ الإسلامي الحافل بالبطولة.
  • المشاركات : 1,065
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • محمد2 is on a distinguished road
الصورة الرمزية محمد2
محمد2
عضو متميز
  • ملف العضو
  • معلومات
محمد الأثري
زائر
  • المشاركات : n/a
محمد الأثري
زائر
موضوع مغلق
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 04:05 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى