يا لحظة الفراق
08-08-2009, 12:51 PM
يا لحظة الفراق
يا لحظة الفراق أذكرك ويقتلني الهم لأنني لم أوفيك حقك.... وكيف أوفيك حقك وأنت مكروهة لدي ولا أتمنى أبدا لقاءك؟
يا لحظة الفراق لو كنت من الصالحين ربما تمنيت ذلك، مهلا.... حتى الصالحون كانوا يخافونقدومك، أنظر يا عبد الله إلى هذا الذي يطوّق الوجوه كما تطوّق يداك ما تحب، إنه الدمع يتربع على وجوه جميع من حولك،.... دمع ضعيف ينسجم من أحب الناس إليك ، دمع عاجز لا يستطيع أن يفعل شيئا، لا يستطيع أن يخفف من ألم الموت،..... بل من ألم الفراق، أيتها الروح إلى أين ستصعدين؟ وبماذا ستنادين؟ هل سيقال لك: أيتها الروح الطيبة أخرجي إلى روح من الله وريحان،أم سيقال لك واحسرتاه: أيتها الروح الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب، فليت شعري من فينا يفكر في هذه اللحظة الصعبة؟..... القاسية ، قال الإمام الشنقيطي رحمه الله وهو يصف هذه اللحظة الفاصلة في حياة المرء، لأنها تفصل بين حياتين وبين دارين لا مجال للمقارنة بينهما دار الغرور( الدنيا) ودار النعيم والحبور(الآخرة)، قال رحمه الله وهو يصف حال الإنسان في هذه اللحظة وما يتمناه حينها: "إنها اللحظة التي يعرف الإنسان فيها حقارة هذه الدنيا، إنها اللحظة التي يعرف الإنسان فيها أنه فرط في جنب الله كثيرا، يتمنى حسنة تزاد في الأقوال، يتمنى حسنة تزاد في الأعمال، يتمنى صلاح الأقوال ولأفعال ، ينادي رباه، رباه ارجعون" انتهى كلامه رحمه الله.
لكن لتعلم أخي انه لا رجعة، فقد حان وقت الرحيل وحانت لحظة ستطوى فيها صفحتك بهذه الدنيا وإلى الأبد، ستسكن باطن الأرض بدل ظاهرها، سيدوس الناس ترابك ، يا من كنت حسن الوجه، حسن النطق ماذا سيفعل فيك الدود؟
قال الشاعر:
والله لو عاينت عيناك ما صنعت
أيدي البلى بهم والدود يفترس
لأبصرت منظرا تشجى القلوب له
وأبصرت منظرا من دونه البلس(الخزي)
من أوجه ناظرات حار ناظرها
في رونق الحسن منها كيف ينطمس
والسن ناطقات زانها أدب
ما شأنها؟ شأنها بالآفة الخرس
أخي..... إن الموقف صعب للغاية والتثبيت لا يكون فيه إلا للمؤمنين، قال تعالى:
:" يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء".
قال المفسرون إن التثبيت في الدنيا هو التوفيق للنطق بالشهادتين عند الموت والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة"،
وأما التثبيت في الحياة الآخرة فيكون بإجابة سؤال الملكين في القبر، وهنا أسوق موقفا عجيبا لأحد الصحابة رضوان الله عليهم، عندما حضرت بلالا رضي لله عنه الوفاة قامت زوجته عند رأسه تبكي وتصرخ، فقال لها وهو يبتسم:
"على ما تصرخين ولم تبكين؟ غدا ألقى الأحبة محمد وصحبه".
نعم هذا هو حال من كان شعار حياته:
" قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين"
وفي هذا المعنى يقول الشاعر:
أنت الذي ولدتك أمك باكيا
والناس حولك يضحكون سرورا
فاعمل ليوم تكون فيه إذا بكوا
في يوم موتك ضاحكا مسرورا.
فهيا نعد الزاد فما في العمر من بقية، وما أسرع دخول الموت علينا وما أقرب لحظة الفراق.
بقلم ج.ميهوبي(أم أنس).
يا لحظة الفراق أذكرك ويقتلني الهم لأنني لم أوفيك حقك.... وكيف أوفيك حقك وأنت مكروهة لدي ولا أتمنى أبدا لقاءك؟
يا لحظة الفراق لو كنت من الصالحين ربما تمنيت ذلك، مهلا.... حتى الصالحون كانوا يخافونقدومك، أنظر يا عبد الله إلى هذا الذي يطوّق الوجوه كما تطوّق يداك ما تحب، إنه الدمع يتربع على وجوه جميع من حولك،.... دمع ضعيف ينسجم من أحب الناس إليك ، دمع عاجز لا يستطيع أن يفعل شيئا، لا يستطيع أن يخفف من ألم الموت،..... بل من ألم الفراق، أيتها الروح إلى أين ستصعدين؟ وبماذا ستنادين؟ هل سيقال لك: أيتها الروح الطيبة أخرجي إلى روح من الله وريحان،أم سيقال لك واحسرتاه: أيتها الروح الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب، فليت شعري من فينا يفكر في هذه اللحظة الصعبة؟..... القاسية ، قال الإمام الشنقيطي رحمه الله وهو يصف هذه اللحظة الفاصلة في حياة المرء، لأنها تفصل بين حياتين وبين دارين لا مجال للمقارنة بينهما دار الغرور( الدنيا) ودار النعيم والحبور(الآخرة)، قال رحمه الله وهو يصف حال الإنسان في هذه اللحظة وما يتمناه حينها: "إنها اللحظة التي يعرف الإنسان فيها حقارة هذه الدنيا، إنها اللحظة التي يعرف الإنسان فيها أنه فرط في جنب الله كثيرا، يتمنى حسنة تزاد في الأقوال، يتمنى حسنة تزاد في الأعمال، يتمنى صلاح الأقوال ولأفعال ، ينادي رباه، رباه ارجعون" انتهى كلامه رحمه الله.
لكن لتعلم أخي انه لا رجعة، فقد حان وقت الرحيل وحانت لحظة ستطوى فيها صفحتك بهذه الدنيا وإلى الأبد، ستسكن باطن الأرض بدل ظاهرها، سيدوس الناس ترابك ، يا من كنت حسن الوجه، حسن النطق ماذا سيفعل فيك الدود؟
قال الشاعر:
والله لو عاينت عيناك ما صنعت
أيدي البلى بهم والدود يفترس
لأبصرت منظرا تشجى القلوب له
وأبصرت منظرا من دونه البلس(الخزي)
من أوجه ناظرات حار ناظرها
في رونق الحسن منها كيف ينطمس
والسن ناطقات زانها أدب
ما شأنها؟ شأنها بالآفة الخرس
أخي..... إن الموقف صعب للغاية والتثبيت لا يكون فيه إلا للمؤمنين، قال تعالى:
:" يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء".
قال المفسرون إن التثبيت في الدنيا هو التوفيق للنطق بالشهادتين عند الموت والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة"،
وأما التثبيت في الحياة الآخرة فيكون بإجابة سؤال الملكين في القبر، وهنا أسوق موقفا عجيبا لأحد الصحابة رضوان الله عليهم، عندما حضرت بلالا رضي لله عنه الوفاة قامت زوجته عند رأسه تبكي وتصرخ، فقال لها وهو يبتسم:
"على ما تصرخين ولم تبكين؟ غدا ألقى الأحبة محمد وصحبه".
نعم هذا هو حال من كان شعار حياته:
" قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين"
وفي هذا المعنى يقول الشاعر:
أنت الذي ولدتك أمك باكيا
والناس حولك يضحكون سرورا
فاعمل ليوم تكون فيه إذا بكوا
في يوم موتك ضاحكا مسرورا.
فهيا نعد الزاد فما في العمر من بقية، وما أسرع دخول الموت علينا وما أقرب لحظة الفراق.
بقلم ج.ميهوبي(أم أنس).
يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك







