كلمات
13-09-2007, 09:51 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كلمات

في زمننا ، زمن الجبن و التواطؤ. زمن الذل و التقاعس ، زمن أصابنا فيه الوهن و
ألهانا فيه التكاثر.
زمن لم يبق لنا فيه سوى بعض الكلمات نحاول الجهر بها لكن جبننا يمنعنا ، نود
إطلاقها كحمم لكنها تفقد بريق شعلتها
منذ أول الوهلات .
كلمات نريد بها الإنعتاق لكنها دوما تتحجج بالممهلات.
كلماتنا ليست دوما من يجب لومه فالواقع بدوره ذلك - الحجة الأزلية- ليس
منزها من اللوم ، واقع بائس لا دفء فيه ،
واقع يخلو من الحب، من التآزر، من الحميمية ، من الجد و الأمل.

قد أسروا الأمل فينا ، أعلمونا ... حدّثونا ... عن مشاريع تبعث الحياة فينا ،
عن فرص للعمل ، و ملايين الدور، عن عبقرية فينا .

لست بصدد التجريم ، لست بصدد التهرب من مفارقة حبي للعزيز
و عدم ثقتي فيه كرئيس ، حب قد يكون مبعثه الضعف ، فأنا كأمثالي
نحب دوما أن يكون لنا رئيسا يسهر حين ننام ، يشحننا حين نفتقد للوئام.

لكن هل يجوز لنا أن نحب في زمن عز فيه الحب . هل بقايا الحب فينا
منزهة أم أننا أصبنا بالوساوس و كبلتنا الشكوك.

كل هذا ليس مهم ، المهم فقط هو أن نبحث أو ننجب من يعرف قيمة
الإنسان ، من يمتلك حسابات أخرى غير التي رتلت على مسامعنا.
المهم أن ندرك أن الحل الأخير يكمن في منظور الثابت فيه هو المواطن
و كل ما سواه هم متغيرات و هوامش.

بيت القصيد أن نوزع الثروة الوطنية أو جزء منها على خلق و تطوير
مواطن قادر على الصمود و لما لا قادر على التطوير .

حين نجد من يرى أن قيمة الأمة و من بعدها الدولة تكمن في مدى
إمتلاكها للمواطن الفعال ، حينها فقط قد تتغير الكلمات.
و حين نرى أن كل فرد فينا يتحصل على حقوقه غير منقوصة سنكون
أول الداعين للواجبات ، ملايير هي تلك التي إختلست من خزينة الدولة
، خزينة أصابتها الثقوب فإنتفخت بها بعض الجيوب.

كفانا حديثا عن الصناعة كفانا حديثا عن التكنولوجيا و الشراكة و
عن إحتياطي الصرف و عن الأجيال القادمة ، فكلها خدع ما عادت لتنطلي.

إذ لا أحد اليوم بإمكانه إقناعنا أن تكوين شعب طيب الأعراق ، منشغلا
بأمور العلم و تنشئة أبنائه، مرفه لا ينشغل بتأمين قوت يومه و تسديد
ديونه .... شعب ثري بماله و علمه خال من الأمراض و الأوبئة .

شعب لن تجد حيل باقي الحكومات الإمبريالية سوى كسب وده و
التهافت للإستثمار عنده ، شعب أفقه واسع شاسع لا هم لديه
سوى تأمين مستقبل أبنائه بيده لا بوصاية و لا بخزينة مثقوبة
ظالم أهلها.