تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > منتدى الدعوة والدعاة

> أسئلةٌ اسلاميّةٌ ،، الكلّ مدعوّ للمشاركة

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أختُ عبد الرحمان
أختُ عبد الرحمان
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 15-02-2008
  • الدولة : بريطـانيا
  • العمر : 34
  • المشاركات : 11,741
  • معدل تقييم المستوى :

    30

  • أختُ عبد الرحمان will become famous soon enoughأختُ عبد الرحمان will become famous soon enough
الصورة الرمزية أختُ عبد الرحمان
أختُ عبد الرحمان
شروقي
أسئلةٌ اسلاميّةٌ ،، الكلّ مدعوّ للمشاركة
17-07-2009, 05:40 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

المنتدى الحضاري يفتقرُ الى مواضيع تفيد قرّاءها
تمتعهم و تجعلهم يشاركون في نفس الوقتِ.

فلم نعد نرى سوى مواضيع تشوّش على تاريخنا و تقذف الشكّ في قلب المسلم
أو أخرى أكاذيبٌ عن الرُّسل و الملائكة تمسّ بعقيدتنا
و لهذا رأيتُ أن نبدأ في هذا الموضوع
الذي يكون عبارة عن سؤالٌ و جواب في العقيدةِ و الفقهِ
و حتى يتساويان

يجبُ أن يتبع كلّ سؤال في العقيدة * سؤال في الفقه .
وعلى المجيب أن يكون متأكّد من اجابته
فهذا ليس امتحان بل للبحث و الافادة.

أرجوا أن تنال الفكرةُ رضاكم

و صلّى الله على محمّد و على آله و صحبه أجمعين.

_____________________________






أنت يا أيّها الافريقيّّ !!

هل تعلم أنّ 45% فقط من سكّان افريقيا مسلمون؟!

6 ملايين من مسلمي افريقيا يعتنقون النّصرانيّة كلّ سنة !

أليس من المفروض أن تكون افريقيا قارّة مسلمة؟

فأين نحن من نشر هذا الدّين ؟
التعديل الأخير تم بواسطة أختُ عبد الرحمان ; 17-07-2009 الساعة 05:44 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية امين عبد الرؤوف
امين عبد الرؤوف
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 03-05-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,338
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • امين عبد الرؤوف is on a distinguished road
الصورة الرمزية امين عبد الرؤوف
امين عبد الرؤوف
عضو متميز
رد: أسئلةٌ اسلاميّةٌ ،، الكلّ مدعوّ للمشاركة
17-07-2009, 05:51 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فكرة مباركة اخت مريم ولكن كيف نبدا العمل هل كل واحد منا يسال ويعطي الاجابة في نفس الوقت ؟
ام علينا بالاجابة فقط
جزاك الله خيرا

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أختُ عبد الرحمان
أختُ عبد الرحمان
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 15-02-2008
  • الدولة : بريطـانيا
  • العمر : 34
  • المشاركات : 11,741
  • معدل تقييم المستوى :

    30

  • أختُ عبد الرحمان will become famous soon enoughأختُ عبد الرحمان will become famous soon enough
الصورة الرمزية أختُ عبد الرحمان
أختُ عبد الرحمان
شروقي
رد: أسئلةٌ اسلاميّةٌ ،، الكلّ مدعوّ للمشاركة
17-07-2009, 05:55 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امين عبد الرؤوف مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فكرة مباركة اخت مريم ولكن كيف نبدا العمل هل كل واحد منا يسال ويعطي الاجابة في نفس الوقت ؟
ام علينا بالاجابة فقط
جزاك الله خيرا
بورك فيك أخي، كنت بصدد كتابة السؤال الأوّل .. ثم المجيب عليه يطرح سؤالاً آخر.

سؤالي حول العقيدة: ما هو التّوحيد ؟





أنت يا أيّها الافريقيّّ !!

هل تعلم أنّ 45% فقط من سكّان افريقيا مسلمون؟!

6 ملايين من مسلمي افريقيا يعتنقون النّصرانيّة كلّ سنة !

أليس من المفروض أن تكون افريقيا قارّة مسلمة؟

فأين نحن من نشر هذا الدّين ؟
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية امين عبد الرؤوف
امين عبد الرؤوف
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 03-05-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,338
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • امين عبد الرؤوف is on a distinguished road
الصورة الرمزية امين عبد الرؤوف
امين عبد الرؤوف
عضو متميز
رد: أسئلةٌ اسلاميّةٌ ،، الكلّ مدعوّ للمشاركة
19-07-2009, 07:37 PM
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله ..والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى اللهعليه وسلم..

السلام عليكم ورحمة الله


معنى كلمة التوحيد السلام عليكم ورحمة اله

سئل معالي الشيخ / صالح بن عبد العزيز آل الشيخ :
سؤال: ما معنى كلمة التوحيد؟

جواب: حقيقة كلمة التوحيد هو الولاء والبراء.
سأل رجل من طلاب العلم الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ - رحمه الله - سأله فقال: هل الولاء والبراء من لوازم كلمة التوحيد، أم هو أمر خارج عنها أي واجب مستقل؟
فقال: واأسفاً على العلم الذي عندك، أنك لم تعرف مكانة الولاء والبراء في دين الله، الولاء والبراء هو لا إله الإ الله محمد رسول الله، كلمة التوحيد ولاء وبراء ، قال - جل وعلا - في سورة الزخرف : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ {26} إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ{27}وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {28} ، والكلمة التي بقيت في عقب إبراهيم هي كلمة التوحيد: "لا إله إلا الله" وتفسيرها قوله : { إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ {26} إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي } براءة من المعبودات ومن الشرك والكفر وموالاة وولاء لله ولدينه وتوحيده.

الولاء والبراء معناه الحب والبغض، الواجب منه الذي من فقده فقد الإسلام؛ أن يبرأ من الشرك بمعنى أن يبغض الشرك، وأن يوالي التوحيد بمعنى أن يحب التوحيد، أن يبرأ مما يعبده المشركون بمعنى يبغض المعبودات كما قال هنا: { إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ } يعني مبغض للذي تعبدون، إلا الذي فطرني فإنني غير متبرأ منه، ولكن محب، إذاً محبة لله وبغض للألهة – طبعاً إذا عبدت وهي راضية وكانت من الأصنام والطواغيت ونحو ذلك – محبة للإسلام وبغض للشرك، وهذا القدر الواجب؛ من لم يحب الإسلام فإنه ليس على التوحيد، من أحب الإسلام وأحب الشرك فإن قد خرم ولاءه وبراءه.

بعد ذلك هناك أمور تكون واجبة لكن تركها معصية، ليس تركها قادح للتوحيد؛ وهو محبة أهل الإسلام، وبغض أهل الشرك يعني أعيان المشركين، إذا لم يبغض أهل الشرك بأعيانهم فهذا فيه تفصيل؛ وهذا قد يطول الكلام عنه لأن الولاء والبراء يحتاج إلى تفصيل طويل، المقصود من السؤال؛ أن تضبط الولاء والبراء الذي تركه كفر، الولاء الواجب الذي هو من الإسلام والتوحيد بل هو الإسلام والتوحيد، هو المحبة؛ محبة الإسلام ومحبة الله، والبراء الذي هو قرينه؛ بغض الشرك وبغض معبودات المشركين، هذا قدرٌ من لم يأت به فليس بمسلمٍ لأنه ناقض أصل الولاء والبراء ، وما بعد ذلك مما ذكره السائل هذا فيه تفصيل؛ فالذي يأتي بالمشركين يأتي بالكفار هذا صاحب معصية، محرم لأن الواجب عليه أن يوالي في الله وأن يعادي في الله، وهؤلاء إذا كان المستقدم لهم لا يحب الشرك ومعبودات المشركين وإنما أتى بهم لنفع أو نحو ذلك فهذه معصية من المعاصي، إذا تبع ذلك موادة لهم ونحو ذلك وكان ذلك لغير مصلحة شرعية كان ذلك معصية والمسألة فيها تفصيل.


وفي قول اخر
التوحيد هو معنى "لا إله إلا الله"

حينئذٍ التوحيد الذي دعت إليه الرسل وأبى عن الإقرار به المشركون
وهذا التوحيد هو معنى قولك: لا إله إلا الله...
هذا التوحيد يعني: توحيد العبادة. هو معنى قولنا: " لا إله إلا الله "، وبيان ذلك: أن كلمة " لا إله إلا الله " مشتملة على نفي وإثبات؛ فهي مشتملة على ركنين عظيمين، أحدهما نفي، والآخر إثبات، وهما:
1 - " لا إله ": نفي.
2 - " إلا الله ": إثبات.
والإله، معناه: المعبود. ولا: نافية للجنس من أخوات " إن " تنصب الاسم وترفع الخبر. واسمها: إله. والخبر محذوف تقديره حق. والإله، معناه المعبود. و " لا إله إلا الله "، معناها: لا معبود حق إلا الله.
فالتوحيد لا بدَّ فيه من النفي والإثبات؛ لأنَّك إذا لم تأتِ بالنفي، وقلت: المعبود الله، فلا يكفي في أن +++ الله -تعالى- معبود وغيره معبود، فلم يحصل التوحيد، لكن إذا قلت: لا إله إلا الله، فالمعنى لا معبود حق إلا الله، فقد حصل نفي وإثبات.
أما النفي: فقد نفيت جميع أنواع العبادة عن غير الله.
وأما الإثبات: فقد أثبتّ جميع أنواع العبادة لله، وبعض الناس يفسِّر الإله بأنه الخالق؛ إذ أن بعض أهل الكلام وبعض الأشاعرة يقولون: معنى " لا إله إلا الله ": لا خالق إلا الله، وهذا غلط؛ إذ لو كان المعنى لا خالق إلا الله لم يكن هناك خلاف ولا عداوة ولا قتال بين الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبين المشركين فإنهم يقولون لا خالق إلا الله ! ! !.
فهم معترفون بهذا كما قال تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ وبعضهم يقول: معناها: لا إله موجود إلا الله، وهذا غلط يكذبه الواقع، فإن الآلهة موجودة متعددة، فالشمس عُبِدَتْ من دون الله، والقمر عُبِدَ من دون الله، والنجوم عُبِدَتْ من دون الله، والملائكة عُبِدَتْ من دون الله، والأنبياء عُبِدُوا من دون الله، والبشر عُبِدُوا من دون الله، والأشجار عُبِدَتْ من دون الله، لكن أكانت عبادتهم بالحق أم بالباطل؟. بل بالباطل ! ! !.
والعبادة بالحق هي عبادة الله -تعالى- وحده كما قال الله تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ .
ولا يتبين عظمة هذه الكلمة وأنها كلمة التوحيد التي تنفي الشرك عن الله، وتثبت العبادة بجميع أنواعها لله إلا إذا فُسِّرَ الإله بالمعبود، وقُدِّرَ الخبر ( حق )، قال الله تعالى: فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ .

اللهم نسالك العفو والعافية في الدين والدنيا والاخرة


  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية الاء الرحمن
الاء الرحمن
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2008
  • المشاركات : 61
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • الاء الرحمن is on a distinguished road
الصورة الرمزية الاء الرحمن
الاء الرحمن
عضو نشيط
رد: أسئلةٌ اسلاميّةٌ ،، الكلّ مدعوّ للمشاركة
19-07-2009, 08:00 PM
فكرة جميلة جدا واردت بعد اذنك ان اقترح شيئا ان يوضع مصدر الاجابة على السؤال وهذا للتاكد منه
بارك الله فيك وجزاك المولى خير الجزاء في ميزان حسناتك ان شاء الله
اختكم في الله
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"يقول الله عزوجل انا عند ظن عبدي بي وانا معه اذا ذكرني فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وان تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا وان تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا وان اتاني يمشي اتيته هرولة"

فبالله عليك ماذا تريد اكثر من ذلك؟؟!
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية امين عبد الرؤوف
امين عبد الرؤوف
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 03-05-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,338
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • امين عبد الرؤوف is on a distinguished road
الصورة الرمزية امين عبد الرؤوف
امين عبد الرؤوف
عضو متميز
رد: أسئلةٌ اسلاميّةٌ ،، الكلّ مدعوّ للمشاركة
19-07-2009, 09:36 PM
السؤال الموالي
ماهو
الفرق بين القرآن الكريم والحديث القدسي؟
وبين الحديث النبوي والحديث القدسي؟

  • ملف العضو
  • معلومات
تأمل عقل
مشرف سابق
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,869
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • تأمل عقل will become famous soon enough
تأمل عقل
مشرف سابق
رد: أسئلةٌ اسلاميّةٌ ،، الكلّ مدعوّ للمشاركة
20-07-2009, 01:59 PM
هل نقدم اجوبة جاهزة وسبق لغيرنا أن قدمها ،ننقلها من مصدرها بكل أمانة؟أم نقدم أجوبتنا الشخصية الناتجة عن دراسة ذاتية وفهم خاص؟
إن كان الأول فتلك مدرسة التلقين ,والحفظ عن ظهر القلب ,والإعادة الآلية دليل الإستيعاب.
إن كان الثاني فتلك مدرسة الإبداع والإنشاء ,وتجاوز الذاكرة الالية للتخيل المبدع.
القرءان الكريم: من أكبر القضايا المطروحة قديما وحديثا وآثارها لازالت بارزة في سلوك الناس
هل هو كلام الله الأزلي ليس مخلوقا أم هو كلام الله للرسول محمد العربي باللغة العربية وفهو مخلوق؟
الحديث القدسي مصطلح خاص جدا,لأن كل مايصدر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ,هو من الله (وماينطق عن الهوى ,إن هو إلا وحي يوحى...)صدق الله العظيم.
التعبير عن الله تعالى ,خارج القرءا الكريم ,ليس امرا هينا؟فكل القرءا الكريم هو من الله,والواسطة هي الوحي إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
لذا لتكن الأسئلة معلوماتية دينية ,تثري عقولنا ,وليست اسئلة إشكالية بمجرد تغيير صيغة السؤال ,من ماهو؟ إلى هل؟
الفكرة جيدة إذا دققنا في اختيار الأسئلة.
وعذرا على مشكلة الأسئلة ,مما أدركت في حياتي المتواضعة ,السؤال طلب ,والجواب ليس حتما خبر ,بل قد يكون سؤال آخر.
  • ملف العضو
  • معلومات
nadir35
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 14-07-2009
  • الدولة : algeria
  • المشاركات : 488
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • nadir35 is on a distinguished road
nadir35
عضو فعال
رد: أسئلةٌ اسلاميّةٌ ،، الكلّ مدعوّ للمشاركة
20-07-2009, 04:39 PM
الأصول الثلاثة
الواجب على كل مسلم ومسلمة تعلمها
للشيخ
محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الواجب على كل مسلم ومسلمة أن يتعلم ثلاثة أصول وهي: معرفة ربه، ودينه، ونبيه r.
(الأصل الأول) فإذا قيلَ لكَ: مَنْ رَبُّكَ؟ فقلْ ربيَّ الذي ربّاني بنعمِتهِ، وخلقني من عدم إلى وجود، والدليلُ قوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾[آل عمران:51].
وإذَا قيلَ لكَ بأي شيءٍ عرفْتَ ربَّك؟ فقُل عرفته بآياتِه ومخلوقاتِه؛ فأما الدليلُ على آياته فقولُه تعالى ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ[فصلت:37]،ودليل مخلوقاته قولُهُ تعالى ﴿إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ[الأعراف:54].
وإذا قيل لك: لأي شيء خلقك الله؟ فقل: لعبادته وطاعته واتباع أمره واجتناب نهيه. ودليل العبادة قوله تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(56)مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ(57)إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾[الذاريات:56-58]، ودليل الطاعة قوله تعالى ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ[النساء:59]، يعني كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وإذا قيل لك: أي شيء أمرك الله به ونهاك عنه؟ فقل: أمرني بالتوحيد ونهاني عن الشرك. ودليل الأمر قوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[النحل:90]، ودليل النهي عن الشرك قوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[النساء:48، 116]، ﴿مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ[المائدة:72].
(الأصل الثاني) إذا قيل لك: ما دينك؟ فقل: ديني الإسلام وهو الاستسلام والإذعان والانقياد إلى الله تعالى. والدليل قوله تعالى ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ[آل عمران:19]، ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ﴾[آل عمران:85]، وهو مبني على خمسة أركان: أولها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا.
فأما دليل الشهادة فقوله تعالى﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ[آل عمران:18].
ودليل أن محمدا رسول الله قوله تعالى ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ[الأحزاب:40].
ودليل الصلاة قوله تعالى ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾[النساء:103].
ودليل الزكاة قوله تعالى ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ﴾[التوبة:103].
ودليل الصوم قوله تعالى ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾[البقرة:183].
وإذا قيل لك الصيام شهر؟ فقل نعم، والدليل قوله تعالى ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾[البقرة:185]الآية.
وإذا قيل لك الصيام في الليل أو في النهار؟ فقل في النهار والدليل قوله تعالى ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾[البقرة:187].
ودليل الحج قوله تعالى ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ﴾[آل عمران:97].
وإذا قيل لك: وما الإيمان؟ فقل: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى. والدليل قوله تعالى﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾[البقرة:285].
ودليل القدر قوله تعالى ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾[القمر:49].
وإذا قيل لك: ما الإحسان؟ فقل: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. والدليل وقوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾[النحل:128].
وإذا قيل لك: منكر البعث كافر؟ فقل: نعم والدليل قوله تعالى ﴿زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾[التغابن:7].
(الأصل الثالث)إذا قيل لك: من نبيك؟ فقل: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وهاشم من قريش، وقريش من كنانة وكنانة من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل، وإسماعيل من إبراهيم الخليل، وإبراهيم من نوح، ونوح من آدم، وآدم من تراب. والدليل قوله تعالى ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾[آل عمران:59].
إذا قيل لك: من أول الرسل فقل أولهم نوح، وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم والدليل قوله تعالى ﴿أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ[النساء:163].
وإذا قيل لك: بينهم رسل؟ فقل: نعم، والدليل قوله تعالى ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ[النحل:36].
وإذا قيل لك: محمد بشر؟ فقل نعم، والدليل قوله تعالى ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا[الكهف:110].
وإذا قيل لك: محمد عبد؟ فقل: نعم، والدليل قوله تعالى ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ[الإسراء:1].
وإذا قيل لك: كم عمره؟ فقل: ثلاث وستون سنة، [أربعون منها نبي] وثلاث وعشرون نبي ورسول، نبئ بإقرأ وأرسل بالمدثر، وخرج على الناس فقال: «يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا» فكذبوه وآذوه وطردوه وقالوا ساحر كذاب، فأنزل الله عليه ﴿وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ[البقرة:23]، بلده مكة وولد فيها، وهاجر إلى المدينة وبها توفي، ودفن جسمه وبقي علمه، نبي لا يعبد، ورسول لا يكذب، بل يطاع ويتبع. صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

منقول من الجامع الفريد
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أختُ عبد الرحمان
أختُ عبد الرحمان
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 15-02-2008
  • الدولة : بريطـانيا
  • العمر : 34
  • المشاركات : 11,741
  • معدل تقييم المستوى :

    30

  • أختُ عبد الرحمان will become famous soon enoughأختُ عبد الرحمان will become famous soon enough
الصورة الرمزية أختُ عبد الرحمان
أختُ عبد الرحمان
شروقي
رد: أسئلةٌ اسلاميّةٌ ،، الكلّ مدعوّ للمشاركة
20-07-2009, 04:39 PM
أحسنتَ الاجابة أخي امين عبد الرؤوف .. بورك فيكَ.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاء الرحمن مشاهدة المشاركة
فكرة جميلة جدا واردت بعد اذنك ان اقترح شيئا ان يوضع مصدر الاجابة على السؤال وهذا للتاكد منه
بارك الله فيك وجزاك المولى خير الجزاء في ميزان حسناتك ان شاء الله
اختكم في الله
أهلاً بكِ أخيّة ... اقتراحٌ صائب ... بوركتِ.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تأمل عقل مشاهدة المشاركة
هل نقدم اجوبة جاهزة وسبق لغيرنا أن قدمها ،ننقلها من مصدرها بكل أمانة؟أم نقدم أجوبتنا الشخصية الناتجة عن دراسة ذاتية وفهم خاص؟
إن كان الأول فتلك مدرسة التلقين ,والحفظ عن ظهر القلب ,والإعادة الآلية دليل الإستيعاب.
إن كان الثاني فتلك مدرسة الإبداع والإنشاء ,وتجاوز الذاكرة الالية للتخيل المبدع.

لذا لتكن الأسئلة معلوماتية دينية ,تثري عقولنا ,وليست اسئلة إشكالية بمجرد تغيير صيغة السؤال ,من ماهو؟ إلى هل؟
الفكرة جيدة إذا دققنا في اختيار الأسئلة.
وعذرا على مشكلة الأسئلة ,مما أدركت في حياتي المتواضعة ,السؤال طلب ,والجواب ليس حتما خبر ,بل قد يكون سؤال آخر.
أهلاً بك أخي الكريم ، الجواب على سؤالك هو اقتراحك الأوّل. فلايوجد هنا مدرّسين و علماء يصحّحون محاولات (طلبة العلم). و لهذا نكتفي بتقديم اجتهادات من سبقونا مع تعديلٌ لا يخلّ بالمعنى ان أردنا.
بارك الله فيك.





أنت يا أيّها الافريقيّّ !!

هل تعلم أنّ 45% فقط من سكّان افريقيا مسلمون؟!

6 ملايين من مسلمي افريقيا يعتنقون النّصرانيّة كلّ سنة !

أليس من المفروض أن تكون افريقيا قارّة مسلمة؟

فأين نحن من نشر هذا الدّين ؟
  • ملف العضو
  • معلومات
nadir35
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 14-07-2009
  • الدولة : algeria
  • المشاركات : 488
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • nadir35 is on a distinguished road
nadir35
عضو فعال
رد: أسئلةٌ اسلاميّةٌ ،، الكلّ مدعوّ للمشاركة
20-07-2009, 04:51 PM
مجموع فتاوى ابن تيمية
فصل: في لفظ المعصية والفسوق والكفر

وكذلك لفظ المعصية والفسوق والكفر، فإذا أطلقت المعصية لله ورسوله دخل فيها الكفر والفسوق، كقوله: {وَمَن يَعْصِ الله وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [1]، وقال تعالى: {وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ وَاتَّبَعُواْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} [2]، فأطلق معصيتهم للرسل بأنهم عصوا هودًا معصية تكذيب لجنس الرسل، فكانت المعصية لجنس الرسل كمعصية من قال: {فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ الله مِن شَيْءٍ} [3]، ومعصية من كذب وتولى، قال تعالى: {لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [4]، أي: كذب بالخبر، وتولي عن طاعة الأمر، وإنما على الخلق أن يصدقوا الرسل فيما أخبروا، ويطيعوهم فيما أمروا. وكذلك قال في فرعون: {فَكَذَّبَ وَعَصَى} [5]، وقال عن جنس الكافر: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [6]. فالتكذيب للخبر، والتولي عن الأمر. وإنما الإيمان تصديق الرسل فيما أخبروا، وطاعتهم فيما أمروا، ومنه قوله: {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ} [7].
ولفظ التولي بمعنى التولي عن الطاعة مذكور في مواضع من القرآن، كقوله: {سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ الله أَجْرًا حَسَنًا وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [8]، وذمه في غير موضع من القرآن من تولى، دليل على وجوب طاعة الله ورسوله وأن الأمر المطلق يقتضى وجوب الطاعة، وذم المتولى عن الطاعة؛ كما علق الذم بمطلق المعصية في مثل قوله: {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ}. وقد قيل: إن التأبيد لم يذكر في القرآن إلا في وعيد الكفار؛ ولهذا قال: { وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ الله عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا } [9]. وقال فيمن يجور في المواريث: {وَمَن يَعْصِ الله وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [10]. فهنا قيد المعصية بتعدي حدوده، فلم يذكرها مطلقة، وقال: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} [11]، فهي معصية خاصة، وقال تعالى: {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ} [12]، فأخبر عن معصية واقعة معينة، وهي معصية الرماة للنبي ؛ حيث أمرهم بلزوم ثغرهم، وإن رأوا المسلمين قد انتصروا، فعصى من عصى منهم هذا الأمر، وجعل أميرهم يأمرهم لما رأوا الكفار منهزمين، وأقبل من أقبل منهم على المغانم. وكذلك قوله: {وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ} [13]، جعل ذلك ثلاث مراتب. وقد قال: {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [14]، فقيد المعصية؛ ولهذا فسرت بالنياحة، قاله ابن عباس، وروي ذلك مرفوعًا. وكذلك قال زيد بن أسلم: لا يدعن ويلًا، ولا يخدشن وجهًا، ولا ينشرن شعرًا، ولا يشققن ثوبًا، وقد قال بعضهم: هو جميع ما يأمرهم به الرسول من شرائع الإسلام وأدلته كما قاله أبو سليمان الدمشقي. ولفظ الآية عام أنهن لا يعصينه في معروف. ومعصيته لا تكون إلا في معروف؛ فإنه لا يأمر بمنكر، لكن هذا كما قيل: فيه دلالة على أن طاعة أولي الأمر إنما تلزم في المعروف، كما ثبت في الصحيح عن النبي أنه قال: «إنما الطاعة في المعروف»، ونظير هذا قوله: {اسْتَجِيبُواْ لله وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} [15]، وهو لا يدعو إلا إلى ذلك. والتقييد هنا لا مفهوم له؛ فإنه لا يقع دعاء لغير ذلك، ولا أمر بغير معروف، وهذا كقوله تعالى: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا} [16]، فإنهن إذا لم يردن تحصنًا، امتنع الإكراه. ولكن في هذا بيان الوصف المناسب للحكم، ومنه قوله تعالى: {وَمَن يَدْعُ مَعَ الله إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [17]، وقوله: {وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ} [18].
فالتقييد في جميع هذا للبيان والإيضاح، لا لإخراج في وصف آخر؛ ولهذا يقول من يقول من النحاة: الصفات في المعارف للتوضيح لا للتخصيص، وفي النكرات للتخصيص، يعني في المعارف التي لا تحتاج إلى تخصيص، كقوله: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى} [19]، وقوله: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ} [20]، وقوله: {الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} [21]. والصفات في النكرات إذا تميزت تكون للتوضيح أيضا، ومع هذا فقد عطف المعصية على الكفر والفسوق في قوله: {وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ} [22]، ومعلوم أن الفاسق عاص أيض

هامش
  1. <LI id=cite_note-0> [الجن: 23] <LI id=cite_note-1> [هود: 59] <LI id=cite_note-2> [الملك: 9] <LI id=cite_note-3> [الليل: 15، 16] <LI id=cite_note-4> [النازعات: 21] <LI id=cite_note-5> [القيامة: 31، 32] <LI id=cite_note-6> [المزمل: 15، 16] <LI id=cite_note-7> [الفتح: 16] <LI id=cite_note-8> [النساء: 93] <LI id=cite_note-9> [ النساء: 14 ] <LI id=cite_note-10> [ طه: 121 ] <LI id=cite_note-11> [ آل عمران: 152] <LI id=cite_note-12> [ الحجرات: 7 ] <LI id=cite_note-13> [ الممتحنة: 12 ] <LI id=cite_note-14> [الأنفال: 24] <LI id=cite_note-15> [النور: 33] <LI id=cite_note-16> [المؤمنون: 117] <LI id=cite_note-17> [البقرة: 61] <LI id=cite_note-18> [الأعلى: 1، 2] <LI id=cite_note-19> [الأعراف: 157] <LI id=cite_note-20> [الفاتحة: 2، 3]
  2. [الحجرات: 7]
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 04:57 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى