السحر والرقية
14-10-2009, 03:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ،وبعد:
- كثير مانسمع عن فئة من الناس يعالجون الناس بالرقية الشرعية التي أقرها الإسلام ، يعالجون مرضاهم بالقرءان الكريم ، وكثير ما نسمع عن فئة من الناس يعالجون مرضاهم بالسحر، وهناك فئة رامت الجمع بين الضب والنون ، أي يعالجون بالقرءان و السحر معا ، والناس بين ذاك وذاك ، فنجدهم فيما مضى يستبقون إلى السحرة والدجالين للكشف عن المريض والكشف عن ما سيكون غدا ، والله تعالى يقول (قل لايعلم من في السماوات والارض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون )هذه آية صادقة تنسب الغيب كله لله و تقصره عليه دون سواه مهما أوتوا من قوة وقدرة ومهما أوتوا من فراسة وذكاء وقد يحلف هذا الدجال بالله ليصدقه من يسمعه وهو كاذب (إتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله)وإن كنا نلوم السحرة والدجالين مرة فإننا نلوم جماعة من المسلمين الذين يشجعونهم بالإقبال عليم والأخذ منهم ألف مرة ومرة وما يشجعهم على دالك إلا جهلة من المسلمين ورعاعهم إذ لايكاد يظهر رجل في ناحية حتى يشد إليه الرحال ويحجوا إليه من كل فج عميق ويلتفوا حوله في الطرقات بصورة مخزية يسألونه عن مشاكلهم في ذلة مستقبلة والدجال وقف بين هؤلاء يجيب كلا عن سؤاله بألفاظ ملتوية معقدة وعبارات متغلغلة في الإبهام والغموض - فنرى كثير من الناس يدخلون في السحر ويظنون أنه حرام فقط و ما يشعرون أنه الكفر وحد الساحر ضربة بالسيف كما أخرج الترميذي من حديث الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلام (حد الساحر ضربة بالسيف( وعن وهب بن منبه قال قرأت في بعض الكتب يقول الله عز وجل :( لاإله إلا أنا ليس مني من سحر ولامن سحر له ةلامن تكهن ولامن تكهن له و لا من تطير و لا من تطير له).
- إخوتي في الله قد يقول بعض الناس أن السحر لا حقيقة بل خيال والسحر ثابت ولا مرية فيه وهو حقيقة، وذلك بدلالة القرآن الكريم والسنة ، أما القرآن الكريم فإن الله تعالى ذكر عن سحرة فرعون الذين ألقوا حبالهم وعصيهم وسحروا أعين الناس واسترهبوهم . وقد ثبت من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر وأنه كان يخيل إليه أنه أتى الشيء ولم يأته ، ولكن الله تعالى أنزل عليه سورتي : قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فشفاه الله بهما ......... (رواه البخاري في الطب ومسلم في السلام) . (فتاوى علماء البلد الحرام /الشيخ ابن عثيمين) "الساحر يقتل والسحر كبيرة" عد النبي صلى الله عليه وسلم السحر من كبائر الذنوب الموبقات التي تهلك الأمم قبل الأفراد وتردي أصحابها في الدنيا قبل الآخرة . قال صلى الله عليه وسلم: "(اجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا : يا رسول الله وما هي ؟ قال : الشرك بالله ، والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات" ...... (متفق عليه) . وقد اعتبر بعض فقهاء الإسلام السحر كفراً أو مؤدياً إلى الكفر ، وذهب بعضهم إلى وجوب قتل الساحر تطهيراً للمجتمع من شره . (كتاب الحلال والحرام للدكتور يوسف القرضاوي) "حكم التوفيق بين الزوجين بالسحر ؟" حرام ولا يجوز وهذا يسمى بالعطف ، وما يحصل به التفريق يسمى بالصرف وهو أيضاً محرم وقد يكون كفراً وشركاً . قال الله تعالى ( وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون[............. (البقرة : 102) . (فتاوى علماء البلد الحرام /الشيخ ابن عثيمين).جنبنا الله هذه الفتنة الضالة. –
- وعندما انتشر العلم بفضل الله عز وجل ثم بفضل العلماء تبين للناس كبيرة السحر إمتنعو عن العلاج بالسحر وإتيان الكهنة وبدؤوا يمارسون الرقية الشرعية و يداوون مرضاهم بها وانتشر الرقاة ممن يحفظون كتاب الله تعالى في البلاد ، ولكن هناك أمر يستدقي الوقوف ويلح في الطرح و هو كيف نعرف الراقي المتمرس الذي له عقيدة صحيحة؟؟؟. -]ولنعلم أن القرآن شفاء لكثير من الأمراض التي تصيب الناس، كما قال تعالى:(' وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ {الإسراء: 82}. والعلاج بالقرآن يكون بقراءته وتدبر معانيه، ويكون بقراءة بعض آياته وسوره على المريض، أو كتابة ذلك في إناء أو ورق، ثم غسل الكتابة بماء يشربه المريض، أو قراءته على ما يشرب المريض منه مباشرة، أو يمسح به مواضع الألم من جسده، إلى غير ذلك من الطرق الكثيرة. ولنعلم كذلك أن المشعوذ والدجال، قد يقرأ شيئا من القرآن، لكنه يضيف إلى ذلك قراءة تعاويذ ورقى غير مفهومة، وقد يردد أثناءها أسماء عربية وغير عربية وهي أسماء للشياطين. وغالبا ما يطلب المشعوذ معرفة اسم الأم وشيئا مما يتصل بالمصاب كشعره أو ظفره ونحو ذلك. والمشعوذ يتصل بالجن ويستعين بهم، ويقدم لهم شيئا من القرابين، ذبيحة أو مالا أو غير ذلك. ولذا فالمشعوذ يطلب هذه الأمور من المصاب، ليتحقق له ما يريد. وقد يطلب المشعوذ من المصاب عمل أمور غريبة.. ولنعلم أيضا أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وقد علم يقينا أنهم لم يسلكوا هذا الطريق، ولم يتخذوا الاتصال بالجن وسيلة لنفع الناس، أو شفاء المرضى، والخير كله في اتباع من سلف. وعليه؛ فما فعله هذا الرجل من سؤال عن اسم الأم وقوله إنه بهذا سيعرف المرض وكيف مرضت ومن فعل كذا وكذا، وقوله إنه سيحاور الجني ... وغير ذلك مما ذكرته، كلها أمور تدل على الشعوذة ومخالفة السنة. فننصح إذاً، بالابتعاد عن مثل هذا الرجل.. وننصحك بشراء كتابين: الأول: حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة. للشيخ سعيد القحطاني. الثاني: اسمه فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين. تأليف الشيخ عبد الله الطيار، وتقديم الشيخ ابن باز رحمه الله . وإذا كانت الرقية شرعية، فلا مانع من المؤاجرة أو المجاعلة عليها. وأما إن كانت غير شرعية، فلا يجوز ذلك. والله أعلم. المفتـــي:http://www.islamweb.net/ver2/archive...ang=A&id=13045. - وهذه معلومات عن معرفة الراقي : )- التحري والتثبت والتأكد من منهج الراقي وسلامة عقيدته وتوجهه : فانتفاء هذه المقومات لدى المعالج تورث إثما عظيما للمريض لعدم تثبته منها ومن كافة الجوانب المتعلقة بها ، ولا بد أن يعلم أن فاقد الشيء لا يعطيه ، وهنا تكمن أهمية سؤال العلماء وطلبة العلم الثقاة 0 2)- الحذر من الاستجابة للعامة فيما يختص بالعلاج أو المشورة : أو الذهاب معهم إلى أناس يزعمون أنهم يرقون وهم حقيقة من الجهلة أو الدجالين والسحرة والمشعوذين 0 3)- يجب الحرص على أصول العقيدة والعودة في كل المسائل التي قد تشكل على المصاب إلى العلماء وطلبة العلم : وربما ذهب الشخص إليهم فيقع فريسة لعبثهم واحتيالهم ، وقد يزين الشيطان للمصاب الشفاء بعد ذهابه لهذا الجاهل أو الساحر أو الكاهن فيفقد دينه وماله وصحة بدنه ، ولو صح بدنه لكانت خسارته في دينه فادحة لا تعادل ما كسبه ، وبقاء المرض مع حفظ العقيدة والصبر وتحمل الابتلاء فيه أجر عظيم وثواب جزيل ، إذا احتسب ذلك عند الله سبحانه وتعالى 0 4)- وكل ذلك لا يقاس بعدد رواد فلان من الناس : بل الأساس في ذلك التثبت من المنهج والمسلك وصحة العقيدة لذلك الرجل ، وهذه مسؤوليتنا جميعا ، فإن كانت كل تلك المقومات صحيحة سوية لا يشوبها شك أو لبس ونحوه ، إضافة إلى إقرار العلماء وطلبة العلم لذلك المعالج ، عند ذلك يكون الأمر قد سلك المسلك الشرعي الذي لا بد أن يكون عليه ، إضافة للمتابعة والتوجيه والإرشاد ، أما ارتياد هؤلاء الجهلة بناء على قول فلان وفلانة وازدحام الناس عليه ، فهذا من أعظم الجهل ، ولا غرابة فسوف تتبدد الحيرة والدهشة ، عند الحديث عن المخالفات الشرعية لدى بعض المعالجين ، والتي سوف يتضح من خلال اقتراف بعضها تدمير العقائد وتشتيت الأفكار ، مع أن الواجب الشرعي يملي مخافة الله وتقواه لكل من يتصدر ذلك الأمر ، والذي نراه اليوم ونسمعه أن هذه الفئة استغلت ضعاف الإيمان وحاجتهم للعلاج فأصبحت تنفث سمومها بادعاء الرقية الشرعية ، ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أبين بأن البعض بتصرفاته وأفعاله ، يقوم بعمل لا يقل خطورة عما يقوم به السحرة والمشعوذون ، فإلى الله المشتكى ، ولا حول ولا قوة إلا بالله 0 وتحت هذا العنوان لا بد من الإشارة الإجمالية لبعض النقاط التي لا بد من الإهتمام بها لإلقاء نظرة عامة على المعالج وتقييمه وتحديد منهجه وطريقته ، ويجب الحرص أن تكون هذه النظرة نظرة شمولية لا تقتصر على جوانب معينة دون الإهتمام بالجوانب الأخرى التي بمجملها تحدد طبيعة الشخص ومنهجه ومدى اتساق طريقته مع منهج أهل السنة والجماعة ، وأوجز ذلك بالأمور التالية : 1)- صحة العقيدة : فمن فسدت عقيدته فلن يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ولقي الله وهو عليه غاضب ، فلا يجوز الذهاب مطلقاً إلى من اتخذ مسلكاً وطريقاً غير طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين ومن سار على نهجهم من السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، خاصة بعض أصحاب الطرق الصوفية البدعية ، فقد وصلت بدعهم إلى حد يفوق الوصف والتصور في مسائل الرقية والعلاج والاستشفاء 0 2)- إخلاص العمل : فلا بد أن تكون الغاية والهدف من الاشتغال في هذا العلم هو التقرب إلى الله سبحانه وتعالى ثم تفريج كربة المكروبين والوقوف معهم وتوجيههم الوجهة الشرعية في مواجهة هذه الأمراض على اختلاف أنواعها ومراتبها ، لا كما يشاهد اليوم من ابتزاز فاضح لأموال المسلمين ، واتخاذ طرق شيطانية في سبيل تحصيل ذلك ، ومنها بيع ماء زمزم بقيمة قدرها ستون ريالاً سعودياً ، حتى وصل الأمر بالبعض لنظرة يشوبها الكره والحقد على أمثال هؤلاء الذين لم يرعوا في مسلم إلا ولا ذمة 0 ومن غرائب القرن العشرين ظهور فئات من المعالجين لم تكتفي بجمع المئات من الريالات فحسب بل تعدت ذلك لتحصيل الألوفات ، ومن ذلك ما وصلني وتأكد لي خبر أحد المدعين ممن أفقده المال لذة الإيمان فأعمى بصره وبصيرته ، ولم يذق طعماً لحلاوة الإيمان ، ولا فهماً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابت الذي رواه جابر - رضي الله عنه – حيث قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة) ( متفق عليه ) ، حيث عمد إلى عمل أعشاب مركبة مع إضافة قليل من العسل ، واستخدام كمية بسيطة لا تتجاوز مقدار خمس كوب من البلاستيك الأبيض الصغير لبيعها على أولئك المرضى المساكين وبسعر قدره ثمانمائة دينارا للكأس الواحد ، ليس هذا فحسب إنما يجب على المريض أو المريضة أن يستعمل أكثر من عشر كاسات لتنظيف معدته من مادة السحر الموجودة ، وعلى هذا فمن أراد استعمال هذه المادة فعليه دفع مبلغ وقدره ( 80 × 10 = 8000 ) دينار جزائري ، ليس ذلك فحسب إنما وصل به الأمر إلى أن يبيع شريط التسجيل بمبلغ وقدره أربعمائة دينار ، ناهيك عن وجود جلد ذئب في بيته ضناً منه في أن ذلك يحفظ من الجن والشياطين ، فقلي بربك هل وصل بنا الإنحطاط إلى هذا المستوى من التردي ، هل هان على أنفسنا أن نبيعها للشيطان ، هل مات الضمير في قلوب من يدعون العلاج بالقرآن ، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نصدق بأمثال هؤلاء على أنهم يريدون الخير والسعادة للمسلمين ، أين هم من آية في كتاب الله عز وجل يقول فيها الحق جل شأنه : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ( الفتح – الآية 29 ) ، أين هم من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما ثبت من حديث النعمان بن بشير – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مثل المؤمنين في توادهم ، وتراحمهم ، وتعاطفهم 0 مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) ( متفق عليه ) ، ألم يعلموا يقيناً أن دفع الظلم عن الناس ومساعدة المكروب والسير في حاجة المسلم من أعظم القربات إلى الله سبحانه وتعالى ، إن كان لي كلمات أعبر فيها عمّا أراه من مآسي تحرّق القلوب فهي نصيحة خالصة أوجهها لهذا الرجل وأمثاله : أن يتقوا الله عز وجل ، وأذكرهم بقول الحق تبارك وتعالى : ((يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم) ( الشعراء – الآية 88 ، 89 ) فالله الله في أنفسكم قبل أن تقفوا بين يدي الله سبحانه وتعالى فتحاسبوا يوم الحساب لا يوم العمل 0 3)- العلم الشرعي : وبالقدر التي يحتاجه المعالج في حياته لمتابعة الطريق القويم الذي يؤصل في نفسيته تقوى الله سبحانه أولاً ، ثم توقّي الابتداع في مسائل الرقية ، فلا يأخذ من هذا العلم إلا ما أقرته الشريعة أو أيده علماء الأمة وأئمتها 0 4)- المظهر والسمت الإسلامي : فمن الأمور التي لا بد أن يهتم بها المرضى مظهر المعالج العام من حيث التزامه بالسنة في شكله ومظهره ، والمعنيّ من هذا إطلاق اللحية وتقصير الثوب ونحو ذلك من أمور أخرى ، مع الالتزام في التطبيق العملي قدر المستطاع لنصوص الكتاب والسنة ، واقتفاء آثار الصحابة والتابعين وسلف هذه الأمة وأئمتها 0 5)- المحافظة على الفرائض والنوافل : من حيث أداء الصلوات مع الجماعة والمحافظة عليها في وقتها ونحو ذلك من أمور العبادات الأخرى 0 6)- الورع والتقى : وهي من أهم الصفات التي لا بد من الاهتمام بها وتوفرها في المعالج لكي يستطيع تقديم صورة بيضاء ناصعة عن هذا الدين وأهله ، ويجب على المعالِج تقوى الله سبحانه وتعالى في السر والعلن ، والتورع قدر المستطاع في التعامل مع المرضى ، ويجب أن تكون غايته وهدفه مرضاة الله سبحانه وتعالى ، لا كما يفعل بعض المعالجين اليوم ، فتقتصر النظرة إلى ما في جيوب المرضى من دينار ودرهم ، ونسوا أو تناسوا ما عند الله سبحانه وتعالى من نعيم مقيم لا يفنى ولا يبلى ، وفيه الخلود والسعادة الأبدية 0 7)- التواضع وخفض الجناح والبشاشة ورحابة الصدر : وحقيقة الأمر أن هذا الموضوع من الأمور المهمة التي لا بد من الاهتمام بها غاية الإهتمام لكلا الطرفين المعالِج والمعالَج ، حيث أصبحنا نرى كثيراً ممن سلك طريق الرقية الشرعية وبدأ فيها بداية طيبة محمودة ، أصبحت تراه بعد فترة من الزمن يمشي مشية المتكبرين ويتكلم بكلام المترفعين ، وينظر إلى الناس من حوله نظرة احتقار وازدراء ، وهذا والله هو الخسران المبين ، ولا بد للمعالج من تقوى الله سبحانه وتعالى وإعادة الأمر كله له ، فلولا حفظ الله سبحانه وتعالى له لتلقفته الشياطين منذ أمد بعيد ، فليشكر الله ، وليعامل الناس بما يحب أن يعامل ، فعليه أن يكون متواضعاً ليناً ، البشاشة تعلو محياه ، وخفظ الجناح أساس مسعاه ، فيصبر على المرضى ويتفاعل مع مشاعرهم وأحزانهم ، ويظهر لهم حقيقتةً أنه يشاركهم فيما يحملون من مرض وابتلاء ، وعندئذ سوف يكون التواصل بين المعالج والمريض ، ومن ثم تتجسد المحبة والألفة وهذا من أكبر دواعي الشفاء بإذن الله سبحانه وتعالى 0 8)- المنطق والحديث : وأعني بذلك أن المعالج لا بد أن يكون له منهجاً واضحاً يعتمد أساساً على مرجعية الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة الأجلاء ، وعليه أن يعود في المسائل المشكلة إلى العلماء وطلبة العلم للإسترشاد بآرائهم والتوجه بتوجيهاتهم ، لا كما يفعل كثير من جهلة المعالجين فجعلوا قائدهم في التوجه والتصرف الأهواء والشهوات وأصبحوا وكأنما يمتلكون علماً لدنياً لم يحزه أحدٌ سواهم ، بل أصبحوا وكأنما قد جمعوا العلم من أطرافه ، وإليك قصة أحدهم نقلاً عمن راجع هذا المعالج : جاءني رجل في العقد الثالث من عمره وقد رأيته حالق الرأس فسألته عن سبب ذلك ، فأخبرني بأنه قد راجع معالجاً فأشار عليه بحلق رأسه والعودة إليه مرة ثانية ، ففعل ، وما أن عاد إلى هذا المعالج حتى أخذ يعمد لإجراء قياسات له في رأسه بواسطة ( المغيض – مطاط ) ، ويكون ذلك القياس عرضاً وطولاً فإن توافق القياس فالرجل سليم ، وإن لم يتوافق هذا القياس فالرجل يعاني من أمر ما ، وبعد انتهاء المعالج من أخذ قياسات جميع أنحاء الرأس ، أشار هذا المعالج الحاذق الجاهل بمعاناة الرجل من تنسيم في الرأس ؟؟؟!!! 0 ليس هذا فحسب ، إنما واجب المعالج أن يحرص كل الحرص على كل كلمة يقولها أو يتفوه بها وأن يضبطها بالشريعة أولاً ، وأن تضبط بسلامة الناحية العضوية والنفسية ثانياً ، بل يجب عليه أن يحرص على نمط العلاقات الإجتماعية بين الأسر ، فلا يتكلم بما قد يؤدي إلى الفرقة أو قطيعة الرحم دون القرائن والأدلة القطعية ، وكذلك مراعاة المصالح والمفاسد ، وقد يعجب الكثير من هذا الكلام ، ولكنه واقع كثير من المعالجين الذين أساؤوا السلوك والتصرف ، وبناء على التصرفات الهوجاء لهذا الصنف من المعالجين ترى فلان قد طلق زوجته ، وآخر قد قذف أهله بالسحر والعين ، وثالث ترك بيته ورابع وخامس ، وكل ذلك ما كان لولا تفشي الجهل في تلك الفئة التي لم تراعي إلا ولا ذمة في مسلم قط ، ومن هنا فلا بد أن يحرص المعالج على قوله وعمله ، فلربما تكلم بكلام أو فعل فعلاً كلفه الكثير في الدنيا والآخرة 0 9)- التعامل مع النساء : ومما يجب الاهتمام به من قبل المرضى تعامل المعالِج مع النساء ، ولا أريد أن أطيل الحديث في هذا الموضوع حيث قد تعرضت له مفصلاً في كتابي الموسوم ( القواعد المثلى لعلاج الصرع والسحر والعين بالرقى ) تحت عنوان ( التقيد بالأمور الشرعية الخاصة بالنساء ) و ( اتقاء فتنة النساء ) 0 وكل ما ذكر تحت هذا العنوان يعطي الإنطباع الحقيقي والرؤية الساطعة عن حقيقة المعالج وتوجهه وغاياته وأهدافه ، ولا بد للمرضى من الاهتمام غاية الاهتمام بهذه الأمور وقياس كل ذلك على من تصدر الرقية والعلاج ، وواجب المريض يحتم أحياناً تقديم النصح والإرشاد فيما يراه من تجاوزات في بعض الأمور المذكورة آنفاً ، وأحياناً أخرى يكون واجباً شرعياً على المسلم رفع أمر بعض هؤلاء لولاة الأمر وأهل الحسبة للنظر في أمرهم وتحري ما يقومون به من أفعال تخالف الأسس والقواعد والأخلاقيات في الرقية والعلاج ، وحقيقة الأمر أن هذا الأمر مسؤولية الجميع ابتداء من ولي الأمر وأهل الحسبة والعلماء وطلبة العلم والدعاة ، فيجب تظافر الجهود في تقييم ما هو موجود على الساحة اليوم ، فمن أراد أن يقدم لهذا الدين فنعما هو ، ومن أراد العبث بالعقيدة والقيم والأخلاق فليس بلد التوحيد مجالاً لذلك كله ، وهذا ما عهدناه من ولاة الأمر ومن خلفهم العلماء وطلبة العلم والدعاة في هذا البلد الطيب ، يقفون صفاً واحداً للذود عن حمى العقيدة وصونها وحفظها من دجل الدجالين ودعوى المدعين ، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ الجميع وأن يوفقهم في هذا العمل المبارك إنه على كل شيء قدير 0 سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين السؤال التالي : ماذا تنصح العوام قبل الذهاب لشخص بعينه من أجل الرقية والاستشفاء بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؟؟؟ فأجاب – حفظه الله – : ( ننصح المصاب بمس أو عين أو صرف أن يعالج نفسه بكثرة الذكر والدعاء والتوبة والإستغفار والأعمال الصالحة وكثرة القربات من صدقة أو صوم أو حج أو عمرة أو تلاوة أو نفع عام للمسلمين ، وننصحه بالتوبة عن المعاصي والبعد عن السيئات والمخالفات ، وهجر العصاة وأهل الملاهي والأغاني والصور والصحف الماجنة والأفلام الهابطة وكل ما يدعو إلى الشر أو يدفع إلى المعاصي وذلك لأن الاستشفاء بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إنما تنفع أهل الإيمان والتقوى كما قال تعالى : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي ءاذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ) ( فصلت – الآية 44 ) ، وقال تعال : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا ) ( الإسراء – الآية 82 ) ، وننصحه أن يعتقد ويجزم بأن كتاب الله تعالى هو الشفاء والدواء النافع ، ولا يشك ولا يتردد في أثر نفعه ، ولا يجعله كتجربة ، وننصحه أن يختار من القراء أهل التقى والورع وقوة الإيمان والخوف من الله تعالى والنصح للمسلمين ، ولا يذهب إلى النفعيين الذين جعلوا الرقية حرفة يأكلون معها أموال الناس ، فإن تأثيرهم قليل والله لا أعلم ) ( فتوى مكتوبة بتاريخ 24 شعبان سنة 1418 هـ ) 0 . وفي الأخير وا جب علينا كمسلمين أن نحذر أولادنا ونساءنا من قرب السحرة و الكهنة و نوضح ضلالهم للناس (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لايظلمون). والسلام عليكم ورحمة الله. أخوكم في الله نجادي محمد أبو ربيع المالكي - سعيدة بالول-كـمـبـيـوتـر.
- كثير مانسمع عن فئة من الناس يعالجون الناس بالرقية الشرعية التي أقرها الإسلام ، يعالجون مرضاهم بالقرءان الكريم ، وكثير ما نسمع عن فئة من الناس يعالجون مرضاهم بالسحر، وهناك فئة رامت الجمع بين الضب والنون ، أي يعالجون بالقرءان و السحر معا ، والناس بين ذاك وذاك ، فنجدهم فيما مضى يستبقون إلى السحرة والدجالين للكشف عن المريض والكشف عن ما سيكون غدا ، والله تعالى يقول (قل لايعلم من في السماوات والارض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون )هذه آية صادقة تنسب الغيب كله لله و تقصره عليه دون سواه مهما أوتوا من قوة وقدرة ومهما أوتوا من فراسة وذكاء وقد يحلف هذا الدجال بالله ليصدقه من يسمعه وهو كاذب (إتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله)وإن كنا نلوم السحرة والدجالين مرة فإننا نلوم جماعة من المسلمين الذين يشجعونهم بالإقبال عليم والأخذ منهم ألف مرة ومرة وما يشجعهم على دالك إلا جهلة من المسلمين ورعاعهم إذ لايكاد يظهر رجل في ناحية حتى يشد إليه الرحال ويحجوا إليه من كل فج عميق ويلتفوا حوله في الطرقات بصورة مخزية يسألونه عن مشاكلهم في ذلة مستقبلة والدجال وقف بين هؤلاء يجيب كلا عن سؤاله بألفاظ ملتوية معقدة وعبارات متغلغلة في الإبهام والغموض - فنرى كثير من الناس يدخلون في السحر ويظنون أنه حرام فقط و ما يشعرون أنه الكفر وحد الساحر ضربة بالسيف كما أخرج الترميذي من حديث الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلام (حد الساحر ضربة بالسيف( وعن وهب بن منبه قال قرأت في بعض الكتب يقول الله عز وجل :( لاإله إلا أنا ليس مني من سحر ولامن سحر له ةلامن تكهن ولامن تكهن له و لا من تطير و لا من تطير له).
- إخوتي في الله قد يقول بعض الناس أن السحر لا حقيقة بل خيال والسحر ثابت ولا مرية فيه وهو حقيقة، وذلك بدلالة القرآن الكريم والسنة ، أما القرآن الكريم فإن الله تعالى ذكر عن سحرة فرعون الذين ألقوا حبالهم وعصيهم وسحروا أعين الناس واسترهبوهم . وقد ثبت من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر وأنه كان يخيل إليه أنه أتى الشيء ولم يأته ، ولكن الله تعالى أنزل عليه سورتي : قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فشفاه الله بهما ......... (رواه البخاري في الطب ومسلم في السلام) . (فتاوى علماء البلد الحرام /الشيخ ابن عثيمين) "الساحر يقتل والسحر كبيرة" عد النبي صلى الله عليه وسلم السحر من كبائر الذنوب الموبقات التي تهلك الأمم قبل الأفراد وتردي أصحابها في الدنيا قبل الآخرة . قال صلى الله عليه وسلم: "(اجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا : يا رسول الله وما هي ؟ قال : الشرك بالله ، والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات" ...... (متفق عليه) . وقد اعتبر بعض فقهاء الإسلام السحر كفراً أو مؤدياً إلى الكفر ، وذهب بعضهم إلى وجوب قتل الساحر تطهيراً للمجتمع من شره . (كتاب الحلال والحرام للدكتور يوسف القرضاوي) "حكم التوفيق بين الزوجين بالسحر ؟" حرام ولا يجوز وهذا يسمى بالعطف ، وما يحصل به التفريق يسمى بالصرف وهو أيضاً محرم وقد يكون كفراً وشركاً . قال الله تعالى ( وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون[............. (البقرة : 102) . (فتاوى علماء البلد الحرام /الشيخ ابن عثيمين).جنبنا الله هذه الفتنة الضالة. –
- وعندما انتشر العلم بفضل الله عز وجل ثم بفضل العلماء تبين للناس كبيرة السحر إمتنعو عن العلاج بالسحر وإتيان الكهنة وبدؤوا يمارسون الرقية الشرعية و يداوون مرضاهم بها وانتشر الرقاة ممن يحفظون كتاب الله تعالى في البلاد ، ولكن هناك أمر يستدقي الوقوف ويلح في الطرح و هو كيف نعرف الراقي المتمرس الذي له عقيدة صحيحة؟؟؟. -]ولنعلم أن القرآن شفاء لكثير من الأمراض التي تصيب الناس، كما قال تعالى:(' وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ {الإسراء: 82}. والعلاج بالقرآن يكون بقراءته وتدبر معانيه، ويكون بقراءة بعض آياته وسوره على المريض، أو كتابة ذلك في إناء أو ورق، ثم غسل الكتابة بماء يشربه المريض، أو قراءته على ما يشرب المريض منه مباشرة، أو يمسح به مواضع الألم من جسده، إلى غير ذلك من الطرق الكثيرة. ولنعلم كذلك أن المشعوذ والدجال، قد يقرأ شيئا من القرآن، لكنه يضيف إلى ذلك قراءة تعاويذ ورقى غير مفهومة، وقد يردد أثناءها أسماء عربية وغير عربية وهي أسماء للشياطين. وغالبا ما يطلب المشعوذ معرفة اسم الأم وشيئا مما يتصل بالمصاب كشعره أو ظفره ونحو ذلك. والمشعوذ يتصل بالجن ويستعين بهم، ويقدم لهم شيئا من القرابين، ذبيحة أو مالا أو غير ذلك. ولذا فالمشعوذ يطلب هذه الأمور من المصاب، ليتحقق له ما يريد. وقد يطلب المشعوذ من المصاب عمل أمور غريبة.. ولنعلم أيضا أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وقد علم يقينا أنهم لم يسلكوا هذا الطريق، ولم يتخذوا الاتصال بالجن وسيلة لنفع الناس، أو شفاء المرضى، والخير كله في اتباع من سلف. وعليه؛ فما فعله هذا الرجل من سؤال عن اسم الأم وقوله إنه بهذا سيعرف المرض وكيف مرضت ومن فعل كذا وكذا، وقوله إنه سيحاور الجني ... وغير ذلك مما ذكرته، كلها أمور تدل على الشعوذة ومخالفة السنة. فننصح إذاً، بالابتعاد عن مثل هذا الرجل.. وننصحك بشراء كتابين: الأول: حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة. للشيخ سعيد القحطاني. الثاني: اسمه فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين. تأليف الشيخ عبد الله الطيار، وتقديم الشيخ ابن باز رحمه الله . وإذا كانت الرقية شرعية، فلا مانع من المؤاجرة أو المجاعلة عليها. وأما إن كانت غير شرعية، فلا يجوز ذلك. والله أعلم. المفتـــي:http://www.islamweb.net/ver2/archive...ang=A&id=13045. - وهذه معلومات عن معرفة الراقي : )- التحري والتثبت والتأكد من منهج الراقي وسلامة عقيدته وتوجهه : فانتفاء هذه المقومات لدى المعالج تورث إثما عظيما للمريض لعدم تثبته منها ومن كافة الجوانب المتعلقة بها ، ولا بد أن يعلم أن فاقد الشيء لا يعطيه ، وهنا تكمن أهمية سؤال العلماء وطلبة العلم الثقاة 0 2)- الحذر من الاستجابة للعامة فيما يختص بالعلاج أو المشورة : أو الذهاب معهم إلى أناس يزعمون أنهم يرقون وهم حقيقة من الجهلة أو الدجالين والسحرة والمشعوذين 0 3)- يجب الحرص على أصول العقيدة والعودة في كل المسائل التي قد تشكل على المصاب إلى العلماء وطلبة العلم : وربما ذهب الشخص إليهم فيقع فريسة لعبثهم واحتيالهم ، وقد يزين الشيطان للمصاب الشفاء بعد ذهابه لهذا الجاهل أو الساحر أو الكاهن فيفقد دينه وماله وصحة بدنه ، ولو صح بدنه لكانت خسارته في دينه فادحة لا تعادل ما كسبه ، وبقاء المرض مع حفظ العقيدة والصبر وتحمل الابتلاء فيه أجر عظيم وثواب جزيل ، إذا احتسب ذلك عند الله سبحانه وتعالى 0 4)- وكل ذلك لا يقاس بعدد رواد فلان من الناس : بل الأساس في ذلك التثبت من المنهج والمسلك وصحة العقيدة لذلك الرجل ، وهذه مسؤوليتنا جميعا ، فإن كانت كل تلك المقومات صحيحة سوية لا يشوبها شك أو لبس ونحوه ، إضافة إلى إقرار العلماء وطلبة العلم لذلك المعالج ، عند ذلك يكون الأمر قد سلك المسلك الشرعي الذي لا بد أن يكون عليه ، إضافة للمتابعة والتوجيه والإرشاد ، أما ارتياد هؤلاء الجهلة بناء على قول فلان وفلانة وازدحام الناس عليه ، فهذا من أعظم الجهل ، ولا غرابة فسوف تتبدد الحيرة والدهشة ، عند الحديث عن المخالفات الشرعية لدى بعض المعالجين ، والتي سوف يتضح من خلال اقتراف بعضها تدمير العقائد وتشتيت الأفكار ، مع أن الواجب الشرعي يملي مخافة الله وتقواه لكل من يتصدر ذلك الأمر ، والذي نراه اليوم ونسمعه أن هذه الفئة استغلت ضعاف الإيمان وحاجتهم للعلاج فأصبحت تنفث سمومها بادعاء الرقية الشرعية ، ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أبين بأن البعض بتصرفاته وأفعاله ، يقوم بعمل لا يقل خطورة عما يقوم به السحرة والمشعوذون ، فإلى الله المشتكى ، ولا حول ولا قوة إلا بالله 0 وتحت هذا العنوان لا بد من الإشارة الإجمالية لبعض النقاط التي لا بد من الإهتمام بها لإلقاء نظرة عامة على المعالج وتقييمه وتحديد منهجه وطريقته ، ويجب الحرص أن تكون هذه النظرة نظرة شمولية لا تقتصر على جوانب معينة دون الإهتمام بالجوانب الأخرى التي بمجملها تحدد طبيعة الشخص ومنهجه ومدى اتساق طريقته مع منهج أهل السنة والجماعة ، وأوجز ذلك بالأمور التالية : 1)- صحة العقيدة : فمن فسدت عقيدته فلن يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ولقي الله وهو عليه غاضب ، فلا يجوز الذهاب مطلقاً إلى من اتخذ مسلكاً وطريقاً غير طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين ومن سار على نهجهم من السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، خاصة بعض أصحاب الطرق الصوفية البدعية ، فقد وصلت بدعهم إلى حد يفوق الوصف والتصور في مسائل الرقية والعلاج والاستشفاء 0 2)- إخلاص العمل : فلا بد أن تكون الغاية والهدف من الاشتغال في هذا العلم هو التقرب إلى الله سبحانه وتعالى ثم تفريج كربة المكروبين والوقوف معهم وتوجيههم الوجهة الشرعية في مواجهة هذه الأمراض على اختلاف أنواعها ومراتبها ، لا كما يشاهد اليوم من ابتزاز فاضح لأموال المسلمين ، واتخاذ طرق شيطانية في سبيل تحصيل ذلك ، ومنها بيع ماء زمزم بقيمة قدرها ستون ريالاً سعودياً ، حتى وصل الأمر بالبعض لنظرة يشوبها الكره والحقد على أمثال هؤلاء الذين لم يرعوا في مسلم إلا ولا ذمة 0 ومن غرائب القرن العشرين ظهور فئات من المعالجين لم تكتفي بجمع المئات من الريالات فحسب بل تعدت ذلك لتحصيل الألوفات ، ومن ذلك ما وصلني وتأكد لي خبر أحد المدعين ممن أفقده المال لذة الإيمان فأعمى بصره وبصيرته ، ولم يذق طعماً لحلاوة الإيمان ، ولا فهماً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابت الذي رواه جابر - رضي الله عنه – حيث قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة) ( متفق عليه ) ، حيث عمد إلى عمل أعشاب مركبة مع إضافة قليل من العسل ، واستخدام كمية بسيطة لا تتجاوز مقدار خمس كوب من البلاستيك الأبيض الصغير لبيعها على أولئك المرضى المساكين وبسعر قدره ثمانمائة دينارا للكأس الواحد ، ليس هذا فحسب إنما يجب على المريض أو المريضة أن يستعمل أكثر من عشر كاسات لتنظيف معدته من مادة السحر الموجودة ، وعلى هذا فمن أراد استعمال هذه المادة فعليه دفع مبلغ وقدره ( 80 × 10 = 8000 ) دينار جزائري ، ليس ذلك فحسب إنما وصل به الأمر إلى أن يبيع شريط التسجيل بمبلغ وقدره أربعمائة دينار ، ناهيك عن وجود جلد ذئب في بيته ضناً منه في أن ذلك يحفظ من الجن والشياطين ، فقلي بربك هل وصل بنا الإنحطاط إلى هذا المستوى من التردي ، هل هان على أنفسنا أن نبيعها للشيطان ، هل مات الضمير في قلوب من يدعون العلاج بالقرآن ، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نصدق بأمثال هؤلاء على أنهم يريدون الخير والسعادة للمسلمين ، أين هم من آية في كتاب الله عز وجل يقول فيها الحق جل شأنه : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ( الفتح – الآية 29 ) ، أين هم من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما ثبت من حديث النعمان بن بشير – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مثل المؤمنين في توادهم ، وتراحمهم ، وتعاطفهم 0 مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) ( متفق عليه ) ، ألم يعلموا يقيناً أن دفع الظلم عن الناس ومساعدة المكروب والسير في حاجة المسلم من أعظم القربات إلى الله سبحانه وتعالى ، إن كان لي كلمات أعبر فيها عمّا أراه من مآسي تحرّق القلوب فهي نصيحة خالصة أوجهها لهذا الرجل وأمثاله : أن يتقوا الله عز وجل ، وأذكرهم بقول الحق تبارك وتعالى : ((يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم) ( الشعراء – الآية 88 ، 89 ) فالله الله في أنفسكم قبل أن تقفوا بين يدي الله سبحانه وتعالى فتحاسبوا يوم الحساب لا يوم العمل 0 3)- العلم الشرعي : وبالقدر التي يحتاجه المعالج في حياته لمتابعة الطريق القويم الذي يؤصل في نفسيته تقوى الله سبحانه أولاً ، ثم توقّي الابتداع في مسائل الرقية ، فلا يأخذ من هذا العلم إلا ما أقرته الشريعة أو أيده علماء الأمة وأئمتها 0 4)- المظهر والسمت الإسلامي : فمن الأمور التي لا بد أن يهتم بها المرضى مظهر المعالج العام من حيث التزامه بالسنة في شكله ومظهره ، والمعنيّ من هذا إطلاق اللحية وتقصير الثوب ونحو ذلك من أمور أخرى ، مع الالتزام في التطبيق العملي قدر المستطاع لنصوص الكتاب والسنة ، واقتفاء آثار الصحابة والتابعين وسلف هذه الأمة وأئمتها 0 5)- المحافظة على الفرائض والنوافل : من حيث أداء الصلوات مع الجماعة والمحافظة عليها في وقتها ونحو ذلك من أمور العبادات الأخرى 0 6)- الورع والتقى : وهي من أهم الصفات التي لا بد من الاهتمام بها وتوفرها في المعالج لكي يستطيع تقديم صورة بيضاء ناصعة عن هذا الدين وأهله ، ويجب على المعالِج تقوى الله سبحانه وتعالى في السر والعلن ، والتورع قدر المستطاع في التعامل مع المرضى ، ويجب أن تكون غايته وهدفه مرضاة الله سبحانه وتعالى ، لا كما يفعل بعض المعالجين اليوم ، فتقتصر النظرة إلى ما في جيوب المرضى من دينار ودرهم ، ونسوا أو تناسوا ما عند الله سبحانه وتعالى من نعيم مقيم لا يفنى ولا يبلى ، وفيه الخلود والسعادة الأبدية 0 7)- التواضع وخفض الجناح والبشاشة ورحابة الصدر : وحقيقة الأمر أن هذا الموضوع من الأمور المهمة التي لا بد من الاهتمام بها غاية الإهتمام لكلا الطرفين المعالِج والمعالَج ، حيث أصبحنا نرى كثيراً ممن سلك طريق الرقية الشرعية وبدأ فيها بداية طيبة محمودة ، أصبحت تراه بعد فترة من الزمن يمشي مشية المتكبرين ويتكلم بكلام المترفعين ، وينظر إلى الناس من حوله نظرة احتقار وازدراء ، وهذا والله هو الخسران المبين ، ولا بد للمعالج من تقوى الله سبحانه وتعالى وإعادة الأمر كله له ، فلولا حفظ الله سبحانه وتعالى له لتلقفته الشياطين منذ أمد بعيد ، فليشكر الله ، وليعامل الناس بما يحب أن يعامل ، فعليه أن يكون متواضعاً ليناً ، البشاشة تعلو محياه ، وخفظ الجناح أساس مسعاه ، فيصبر على المرضى ويتفاعل مع مشاعرهم وأحزانهم ، ويظهر لهم حقيقتةً أنه يشاركهم فيما يحملون من مرض وابتلاء ، وعندئذ سوف يكون التواصل بين المعالج والمريض ، ومن ثم تتجسد المحبة والألفة وهذا من أكبر دواعي الشفاء بإذن الله سبحانه وتعالى 0 8)- المنطق والحديث : وأعني بذلك أن المعالج لا بد أن يكون له منهجاً واضحاً يعتمد أساساً على مرجعية الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة الأجلاء ، وعليه أن يعود في المسائل المشكلة إلى العلماء وطلبة العلم للإسترشاد بآرائهم والتوجه بتوجيهاتهم ، لا كما يفعل كثير من جهلة المعالجين فجعلوا قائدهم في التوجه والتصرف الأهواء والشهوات وأصبحوا وكأنما يمتلكون علماً لدنياً لم يحزه أحدٌ سواهم ، بل أصبحوا وكأنما قد جمعوا العلم من أطرافه ، وإليك قصة أحدهم نقلاً عمن راجع هذا المعالج : جاءني رجل في العقد الثالث من عمره وقد رأيته حالق الرأس فسألته عن سبب ذلك ، فأخبرني بأنه قد راجع معالجاً فأشار عليه بحلق رأسه والعودة إليه مرة ثانية ، ففعل ، وما أن عاد إلى هذا المعالج حتى أخذ يعمد لإجراء قياسات له في رأسه بواسطة ( المغيض – مطاط ) ، ويكون ذلك القياس عرضاً وطولاً فإن توافق القياس فالرجل سليم ، وإن لم يتوافق هذا القياس فالرجل يعاني من أمر ما ، وبعد انتهاء المعالج من أخذ قياسات جميع أنحاء الرأس ، أشار هذا المعالج الحاذق الجاهل بمعاناة الرجل من تنسيم في الرأس ؟؟؟!!! 0 ليس هذا فحسب ، إنما واجب المعالج أن يحرص كل الحرص على كل كلمة يقولها أو يتفوه بها وأن يضبطها بالشريعة أولاً ، وأن تضبط بسلامة الناحية العضوية والنفسية ثانياً ، بل يجب عليه أن يحرص على نمط العلاقات الإجتماعية بين الأسر ، فلا يتكلم بما قد يؤدي إلى الفرقة أو قطيعة الرحم دون القرائن والأدلة القطعية ، وكذلك مراعاة المصالح والمفاسد ، وقد يعجب الكثير من هذا الكلام ، ولكنه واقع كثير من المعالجين الذين أساؤوا السلوك والتصرف ، وبناء على التصرفات الهوجاء لهذا الصنف من المعالجين ترى فلان قد طلق زوجته ، وآخر قد قذف أهله بالسحر والعين ، وثالث ترك بيته ورابع وخامس ، وكل ذلك ما كان لولا تفشي الجهل في تلك الفئة التي لم تراعي إلا ولا ذمة في مسلم قط ، ومن هنا فلا بد أن يحرص المعالج على قوله وعمله ، فلربما تكلم بكلام أو فعل فعلاً كلفه الكثير في الدنيا والآخرة 0 9)- التعامل مع النساء : ومما يجب الاهتمام به من قبل المرضى تعامل المعالِج مع النساء ، ولا أريد أن أطيل الحديث في هذا الموضوع حيث قد تعرضت له مفصلاً في كتابي الموسوم ( القواعد المثلى لعلاج الصرع والسحر والعين بالرقى ) تحت عنوان ( التقيد بالأمور الشرعية الخاصة بالنساء ) و ( اتقاء فتنة النساء ) 0 وكل ما ذكر تحت هذا العنوان يعطي الإنطباع الحقيقي والرؤية الساطعة عن حقيقة المعالج وتوجهه وغاياته وأهدافه ، ولا بد للمرضى من الاهتمام غاية الاهتمام بهذه الأمور وقياس كل ذلك على من تصدر الرقية والعلاج ، وواجب المريض يحتم أحياناً تقديم النصح والإرشاد فيما يراه من تجاوزات في بعض الأمور المذكورة آنفاً ، وأحياناً أخرى يكون واجباً شرعياً على المسلم رفع أمر بعض هؤلاء لولاة الأمر وأهل الحسبة للنظر في أمرهم وتحري ما يقومون به من أفعال تخالف الأسس والقواعد والأخلاقيات في الرقية والعلاج ، وحقيقة الأمر أن هذا الأمر مسؤولية الجميع ابتداء من ولي الأمر وأهل الحسبة والعلماء وطلبة العلم والدعاة ، فيجب تظافر الجهود في تقييم ما هو موجود على الساحة اليوم ، فمن أراد أن يقدم لهذا الدين فنعما هو ، ومن أراد العبث بالعقيدة والقيم والأخلاق فليس بلد التوحيد مجالاً لذلك كله ، وهذا ما عهدناه من ولاة الأمر ومن خلفهم العلماء وطلبة العلم والدعاة في هذا البلد الطيب ، يقفون صفاً واحداً للذود عن حمى العقيدة وصونها وحفظها من دجل الدجالين ودعوى المدعين ، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ الجميع وأن يوفقهم في هذا العمل المبارك إنه على كل شيء قدير 0 سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين السؤال التالي : ماذا تنصح العوام قبل الذهاب لشخص بعينه من أجل الرقية والاستشفاء بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؟؟؟ فأجاب – حفظه الله – : ( ننصح المصاب بمس أو عين أو صرف أن يعالج نفسه بكثرة الذكر والدعاء والتوبة والإستغفار والأعمال الصالحة وكثرة القربات من صدقة أو صوم أو حج أو عمرة أو تلاوة أو نفع عام للمسلمين ، وننصحه بالتوبة عن المعاصي والبعد عن السيئات والمخالفات ، وهجر العصاة وأهل الملاهي والأغاني والصور والصحف الماجنة والأفلام الهابطة وكل ما يدعو إلى الشر أو يدفع إلى المعاصي وذلك لأن الاستشفاء بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إنما تنفع أهل الإيمان والتقوى كما قال تعالى : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي ءاذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ) ( فصلت – الآية 44 ) ، وقال تعال : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا ) ( الإسراء – الآية 82 ) ، وننصحه أن يعتقد ويجزم بأن كتاب الله تعالى هو الشفاء والدواء النافع ، ولا يشك ولا يتردد في أثر نفعه ، ولا يجعله كتجربة ، وننصحه أن يختار من القراء أهل التقى والورع وقوة الإيمان والخوف من الله تعالى والنصح للمسلمين ، ولا يذهب إلى النفعيين الذين جعلوا الرقية حرفة يأكلون معها أموال الناس ، فإن تأثيرهم قليل والله لا أعلم ) ( فتوى مكتوبة بتاريخ 24 شعبان سنة 1418 هـ ) 0 . وفي الأخير وا جب علينا كمسلمين أن نحذر أولادنا ونساءنا من قرب السحرة و الكهنة و نوضح ضلالهم للناس (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لايظلمون). والسلام عليكم ورحمة الله. أخوكم في الله نجادي محمد أبو ربيع المالكي - سعيدة بالول-كـمـبـيـوتـر.
من مواضيعي
0 محنة الدول العربية
0 إفهم العنوان
0 كرهنا
0 نداء--- بناء المساجد
0 قرية بلولادي....
0 أول مخلوق
0 إفهم العنوان
0 كرهنا
0 نداء--- بناء المساجد
0 قرية بلولادي....
0 أول مخلوق








