أطفئ نيران الغضب
20-10-2009, 05:57 PM
إذا غضبت ـ وكلنا يغضب فلا تستمر بمعاناة غضبك !

أطفئ نيران الغضب



كل إنسان يغضب وعادة ما يكون الغضب في بدايته صعباً ،
فإذا استطعت أن تسيطر عليه في بدايته ترتاح وتتخلص منه بسهولة .
لكن إذا سيطر عليّك ووصل إلى القمّة يصبح بعد ذلك مصيبة
ويصبح أكبر همّ إزالته ...
إذن فلابد أن تسعى للتخلص منه ، من البداية ، لأن الغضب عندما
يبدأ ما الذي يحدث
للغضبان وما الذي ينتج عنه ؟؟؟؟




من خلال التأمل نلاحظ أن ثلاثة أشياء تحدث للغضبان :
1 ـ آلام شديدة على مستوى الروح ... روحه تتألم وألم الروح من أشد
أنواع الألم لأن له
نتائج سلبية على الجسم كبيرة

2 ـ وتظهر تغيرات على ظاهر الجسم فالغضبان يحمّر وجهه ويتغير لونه ،
كأن وجهه يسوّد .. ترتجف شفتاه .. .... ويداه وساقاه ....
وتحمر أذناه ..... تزداد دقات قلبه ، يشدّ على أسنانه ...
3 ـ تتغير الدورة الدموية بسبب زيادة ضربات القلب

ثلاثة أشياء تحدث للغضبان ، ونجد أن الرسول صلى الله عليه وآله
وسلّم أعطانا ثلاثة أنواع من العلاج للغضبان تتناسب مع هذه الأعراض .. سبحان الله .

إذاً الثلاث أشياء هي
أ ) أثار على الروح

ب ) تأثرّ ظاهرالجسد

ج ) التأثّر الفسيولوجي



بالمقابل جاء في الحديث إذا غضب أحدكم :

أ ) فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، كلمة تعالج الغضبان ،
نعم هذه هي تقنيّة الكلام الذي يعالج
الروح ..... عندما قمنا بتمرين
أشعة الليزر ، كنّا قد أخذناها من هذا المبدأ ...
أنا قادر - أنا أستطيع - أنا جدير بذلك .... أليس هو علاج بالكلمة ؟؟؟



ب ) أما علاج الآثار الخارجية على ظاهر الجسد فهناك مرهم خارجي
ينفع الغاضب وهو الوضوء ، " إذا غضب أحدكم فيتوضأ بالماء ،
فإنّما الغضب من النار ، وإنّما يطفأ النار بالماء " وهذا علاج الجسم .

ونلاحظ أن ماء الوضوء يشمل كل المناطق الظاهرة التي تأثرت
بالغضب



) أما التأثر الفسيولوجي وتأثر الدورة الدموية وإحساس الغاضب
بالارتجاف والاحمرار .. و .. و فعلاجه تغيير الوضع والتحول من المجلس ،
فإذا كان واقفاً فليجلس ، وإن كان جالساً فيستلق .. ( يتمدد ) ..
ليغير الدورة الدموية .
تمرين الفكّين :
هذا التمرين يريح الأعصاب ....
الآن .. أغلق فمك ( أقصد شفتيك )
وافتح الفكين أو أرخهما ولا تشد فأنت كلّما شددت على فكيك
كلما أتعبت أعصابك ...

تشد مئات الأعصاب ، وأنت حينما تركز على موضوع معين

وتسترسل معه تجد نفسك وقد فتحت فمك وأرخيت فكّيك ..

ولذلك نجد الأطفال
حينما تحكي لهم الجدة قصّة ،

تنظر إليهم كلهم فاتحين فمهم ومسترخين على الآخر ،

لأنهم يحّسون بالراحة ، فأنت كلما تعبت استرخ بإرادتك لكن

ليس باللاوعي ، اجلس وافتح فكيك ، وأغلق شفتيك ، وركز على الراحة ..
هذا التمرين يخفف عنك
التوتر وشد الأعصاب ..

ركّز غضبك على الأحداث لا على الأشخاص
هذه نقطة مهمة في حياتك ... إذا قامت الزوجة أو الزوج بفعل شيء
خاطئ لا تركز على الآخر بل ركز على العمل ، ابنك عندما يعمل
شيئا لاتوجه الغضب على الابن ... بل وجهه إلى الشيء الخطأ ، تخيل
أخي أن الغضب طاقة من القلب .. تتوجه إلى الشيء الذي تغضب عليه ،
فإذا كان شخصاً قد يتحطم نفسياً بهذا الغضب
، إذاً وجه الغضب للعمل
رأساً ، مثلاً أنا أسمع الكلام والإزعاج أثناء المحاضرة من هنا وهناك
وكأنه صوت المذياع فأوجه كلامي ليس لك أنت الذي تتكلم ، ولكن
أوجهه إلى المذياع ، أقول انفتح المذياع
، اشتغل المذياع ، ولا أقول
فلان لا تتكلم مع جارك ... فرق بين المخطئ والخطأ ، الزوج إنسان
محترم لكن سيارته لا تعجبني ... عصبيته لا تعجبني ... وهكذا ..
نتيجة ذلك أنني
أتعاون مع المخطئ للابتعاد عن الخطأ ..
والتخلص من سلبياته .
هناك أحد الأشخاص دائماً يوجه له الخطأ ، ودائماً ينتقده الآخرين ،
وكان لا يهتم ولا يتأثر ، حينما سئل كيف لايتأثر ؟؟؟


اسمعوا إلى استراتيجية هذا الرجل :
قال : " أنا إذا انتقدني أحد أو فعل شيئاً يُغضب عادة أبتعد عن
الإشارة أو الانتقاد هكذا ( يعني يتحرك قليلا خطوة او خطوتين
مبتعد عن الموقع الذي كان فيه حين توجيه الانتقاد ) فأترك كلامه
موجهاً إلى البعيد ، والمقصود بالطبع أنه يقوم بهذه الحركة بخياله .......
حتى أنني بخيالي أحسّ أنني أبتعد عن النقد بعقلي ،
أو أقول إنه يوجه الانتقاد للجدار ..
أو للكرسي التي بجانبي .. وهكذا ..
إذاً أي نقد يخرج من الآخرين عبارة عن سهم ناري يخترق المنتقد ،
فحاول أن تبتعد عنه بجسمك أو بخيالك أو بإحساسك .
لذلك نجد أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم حينما كان يقول
عنه الكافرون وينادونه ( مذمّم ) – بأبي هو وأمي – ويشتمونه كان
يقول لهم أنا محمد ولست مذمّماً هم يشتمون مذمما وليس محمدا .. .
مثال توضيحي وتأكيد على الفكرة : وقعت المكوى من يد ابنك ،
فانكسرت ، ضع اللوم على مكان المكوى لا على ابنك
هذه النقطة إذا استطعت أن توجهها بلباقة ارتحت بحياتك كثيرا
جربوا من الآن أن
تركزوا غضبكم على الأشياء لا على الأشخاص .

الحياة لا تستحق إلا أن نعيشها بهدوء فهي عمرنا المحسوب علينا بالدقائق والثواني ....