تفنيد تقسيم التوحيد كما قسمته الوهابية
26-10-2009, 09:35 AM

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم

انتشر في هذه الايام بدعة تقسيم التوحيد الى توحيد ربوبية و توحيد الوهية و توحيد اسماء و صفات

و الذي قام على نشر هذه البدعة هم الفرقة الوهابية فقالوا ان الكفار كفرعون و قاروون و النمرود و غيرهم كانوا موحدين توحيد ربوبية و كان ينقصهم توحيد الالوهية و هذا مما لا شك فيه باطل و كذب و تدليس و ما هو الا بدعة لتكفير المتوسلين بالانبياء و الصالحين

يقول الله تعالى

{وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} (28) سورة غافر


و يقول الله تعالى {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} (92) سورة الأنبياء

فهل الكفار كانوا يعبدون ربهم؟

هل الكفار كانوا مقريين برب لهم ؟

هل التوحيد الذي ادعته الفرقة الوهابية للمشركين يوافق هذه الاية ؟

كلا لان الله اثبت انه الرب المستحق للعبادة فلو كان الكفار موحدين توحيد الربوبية كما قالت الوهابية لكان الله قال لهم انا الهكم فاعبدون.

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (126) سورة البقرة

فهل يقول الوهابية ان فرعون كان يؤمن ان له رب كما ءامن ابراهيم بربه اذ قال فرعون فيما اخبر به ربنا سبحانه و تعالى

{فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} (24) سورة النازعات

و قال الله تعالى

{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ} (38) سورة القصص

اي تفريق عند فرعون بين الرب و بين الاله ؟؟؟


قال الله تعالى

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (21) سورة البقرة

هل الكفار يقرون بان الله هو ربهم ؟

اليس لو اردنا ان نوجه هذا الخطاب للكفار لكان المطلوب ان يقال لهم يا ايها الناس اعبدوا الهكم ... كون الكفار يقرون بان لهم رب على قول مقسمين التوحيد ؟

قال تعالى

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (1) سورة النساء

هل الكفار يتقون ربهم؟

ثم في القرءان لا فرق بين الرب و بين لفظة الجلالة

اذ الرب هو الله و الله هو الرب و هو المستحق لنهاية التذلل و الخضوع

قال تعالى

{إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ} (51) سورة آل عمران

هل الكفار يقرون بان الله ربهم و لا يقرون بانه الههم سبحان مقسم العقول

قال تعالى

{فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (16) سورة الشعراء

فاذا كان فرعون يوحد توحيد ربوبية كان مطلوب من نبي الله موسى و هارون ان يقولا له انا رسول اله العالمين بدل رسول رب العالمين لانه على قول الوهابية ان فرعون موحد توحيد ربوبية

قال تعالى

( ولئن سألتهم من خلق السموات والارض ليقولن الله )
وهل يعقل عاقل أو يقول إنسان مسلم ولو حصل ادنى شيء من العلوم الاسلامية

بأن فرعون الذي كان من جملة المشركين كان يوحد ربوبية ولا يوحد ألوهية ؟ ! .

وهو الذي يقول ( ما علمت لكم من إله غيري ) القصص : 38

كما أنه هو القائل ( أنا ربكم الاعلى ) النازعات : 24

ولو كان يقر بالربوبية لما قال : ( أنا ربكم الاعلى ) ، بل لقال : ( أنا الهكم الاعلى ) .

و قال الله تعالى

{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ} (38) سورة القصص

اذن فرعون ما كان يفرق بين الاله و بين الرب اذ اثبت القرءان ان فرعون ادعى الربوبية و ادعى الالوهية فلو كان عنده توحيد ربوبية كما تدعي الوهابية لقال فقط انا الهكم

ويقول الله في أخذ الميثاق

{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} (172) سورة الأعراف

فلو كان الإقرار بالربوبية غير كاف وكان متحققا عند المشركين لكان الله قال لهم الست بربكم الست بالهكم او الست بالهكم

دليل من السنة النبوية :

حديث المسالة في القبر ، وفيه أن الملكين يقولان للميت : من ربك ؟؟

ولا يقولان من إلهك ؟؟ فإذا أجابهما : الله ربى. اكتفيا منه في التوحيد بهذا الجواب ولم يقولا له : هذا توحيد الربوبية وهو لا ينجيك.

وأما السنة فسؤال الملكين للميت عن ربه لا عن إلهه ، لأنهم لا يفرقون بين الرب والإله ، فإنهم ليسوا بتيميين ولا متخبطين ، وكان على ما آل اليه مذهب هؤلاء أن يقولوا للميت : من إلهك لا من ربك !! أو يسألوه عن هذا وذاك .


أما التيميون فيقولون بعد هذا كله : إنهم موحدون توحيد الربوبية ، وإن الرسل لم يقاتلوهم إلا على توحيد الألوهية الذي لم يكفروا إلا بتركه !! ولا أدري ما معنى هذا الحصر مع أنهم كذبوا الأنبياء وردوا ما أنزل عليهم واستحلوا المحرمات وأنكروا البعث واليوم الآخر وزعموا أن لله صاحبة وولدا وأن الملائكة بنات الله ( ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون)

سبحان مقسم العقول , الله قسم العقول والوهابية (التلفية) قسمت التوحيد.