في النهي الأكيد ، والوعيد الشديد لمن يؤذي أو ينتقص الفقهاء والحثُّ على إكرامهم
23-10-2009, 12:40 AM


______________
في النهي الأكيد ، والوعيد الشديد
لمن يؤذي أو ينتقص الفقهاء
والمتفقهين ، والحثُّ على إكرامهم ، وتعظيم حرماتهم

قال الإمام أبي زكريّا يحي بن شرف النووي رحمه الله في كتابه مقدمة المجموع ..
قال الشيخ العثيمين : كلامه رحمه الله في الآيات يدل على أن العلماء رحمهم الله يُعَظََّمون بحسب ما عندهم من شعائر الله عزّوجل و حرماته، و أنهم أحقُّ الناس بقوله تعالى:[وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ]، والآية الثانية [وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ] الشعراء/215، فواضح أن أذيَّةَ العلماء حرام، بل أذيَّة المؤمنين و إن لم يكونوا علماء حرامٌ أيضًا، لقوله تعلى: [فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ] الأحزاب/58 وثبت في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم “أن الله عز وجل قال : من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب “الخطيب150/1 ، وروى الخطيب البغدادي عن الشافعي ، وأبي حنيفة رضي الله عنهما قالا : " إن لم تكن الفقهاء أولياء الله فليس لله ولي " ، وفي كلام الشافعي : الفقهاء العاملون .
إذا قال قائل: كيف تأتي أذيّة الله مع إنه عزّوجل يقول:يا عبادي، إنكم لم تبلُغُوا ضرّي فتضرّوني ¹ ؟ فالجواب أن يقال:لا ملازمة بين الأذيّة و الضرر، فقد يتأذّى المتأذي من شيئ و لا يتضرّرُ منه، و من ذلك ما مرّ علينا في الليلة الماضية تأذي افنسان من رائحة البصل و الثوم و الكراث بدون ان يتضرّر.فالله تعالى يتأذى و لكنه لا يتضرّر، وقد جاء ذلك في القرىن: [إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ] الأحزاب/57. و جاء في الحديث القدسي: « يؤذيني ابن آدم، يسُبُّ الدهر و أنا الدهر».البخاري/6181 و مسلم/2246.وعن ابن عباس رضي الله عنهما : من آذى فقيها فقد آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد آذى الله تعالى عز وجل.[أخرجه الخطيب في الفقيه و المتفقه143/1
القرآن صرّح و بين من هم أولياء الله، فقال ﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ﴾ يونس/63.وكونهم مؤمنين متقينلابد أن يسبق ذلك العلم، إذ لا يمكن أن يتقي الإنسان ما لا يعلمه.وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم : " من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمته "، وفي رواية "فلا تخفروا لله في ذمته " .
هذا إذا كان المصلي للصبح في ذمّةِ اللهو عهده و أن لا يجوز لإنسان أن يتطاول عليه، فما بالك بمن هو أتقى و أعظم، و الإخفار معناه الإعتداء.وقال الإمام الحافظ أبو القاسم بن عساكر رحمه الله : " اعلم يا أخي وفقني الله ، وإياك لمرضاته ، وجعلنا ممن يخشاه ، ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة ، وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة ، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب بلاه الله قبل موته بموت القلب { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } النور/63. [من شرح كتاب مقدمة المجموع ص /64.]
______________
¹ جزء من حديث أخرجه مسلم/عن أبي ذر/2577.
مقدمة المجموع للإمام أبي زكريّا يحي بن شرف النووي رحمه الله و قد شرحه الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله 







