تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > منتدى الدراسات الإسلامية

> أقوال السلف وبعض العلماء في التحذير من التكفير

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابوانس السايح
ابوانس السايح
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 28-04-2009
  • الدولة : الجزائر الحبيبة
  • المشاركات : 383
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ابوانس السايح is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابوانس السايح
ابوانس السايح
عضو فعال
أقوال السلف وبعض العلماء في التحذير من التكفير
04-11-2009, 05:32 PM


___________

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
ليس الشأن أن يُطلق المرء الكلام على عواهنه متهما غيره بغير حجة ولا برهان، ولكن الشأن أن يقرن المرء الدعاوى بأدلتها وبراهينها، إذ"لو يُعطي الناس بدعواهم، لادعى رجال أموال قوم ودماءهم، لكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر"
ولقد اتهم فئام من الناس الدعوة السلفية بالتكفير ولم يقدموا على هذه الدعوى من الحجج ما تقوم به، فهي مجرد دعوى لا تعدو ذلك.
أقوال السلف وبعض العلماء في التحذير من التكفير
روى أبو يعلى والطبراني في (الكبير) أن رجلا سأل جابرا هل كنتم تدعون أحدا من أهل القبلة مشركا ؟ قال : معاذ الله ، ففزع لذلك ، قال : هل كنتم تدعون أحدا منهم كافرا ؟ قال : لا .
وروى أبو يعلى عن يزيد الرقاشي أنه قال لأنس بن مالك : يا أبا حمزة ! إن أناسا يشهدون علينا بالكفر والشرك ، قال : أولئك شر الخلق والخليقة.(1)
قال الإمام أحمد : إن الإيجاب والتحريم والثواب والعقاب والتكفير والتفسيق هو إلى الله ورسوله ، ليس لأحد في هذا حكم ، وإنما على الناس إيجاب ما أوجبه الله ورسوله ، وتحريم ما حرمه الله ورسوله ، وتصديق ما أخبر الله به ورسوله.(2)
وقال الطحاوي – رحمه الله - : هم أهل القبلة ولا نشهد عليهم بكفر ولا بشرك ولا بنفاق ما لم يظهر منهم شيء من ذلك ، ونذر سرائرهم إلى الله تعالى ، وذلك لأنا قد أمرنا بالحكم بالظاهر ، ونهينا عن الظن وإتباع ما ليس لنا به من علم.(3)
وقال الغزالي – رحمه الله - : والذي ينبغي أن يميل المحصل إليه الاحتراز من التكفير ما وجد إليه سبيلا ، فإن استباحة الدماء والأموال من المصلين إلى القبلة المصرحين بقول (لا إله إلا الله محمد رسول الله) خطأ ، والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك محجمة من دم مسلم.(4)
وقال ابن تيمية – رحمه الله - : الكفر من الأحكام الشرعية ، وليس كل من خالف شيئا علم بنظر العقل يكون كافرا ، ولو قدر أنته جحد بعض صرائح العقول ، لم يحكم بكفر حتى يكون قوله كفرا في الشريعة.(5)
وقال أبو بطين : وبالجملة ؛ فيجب على من نصح نفسه أن لا يتكلم في هذه المسألة إلا بعلم وبرهان من الله ، وليحذر من إخراج رجل من الإسلام لمجرد فهمه واستحسان عقله ، فإن إخراج رجل من الإسلام أو إدخاله فيه أعظم أمور الدين ، وقد كفينا ببيان هذه المسألة كغيرها ، بل حكمها في الجملة أظهر أحكام الدين ، فالواجب علينا الإتباع وترك الابتداع.(6)
فاتضح لنا مما سبق من نصوص الكتاب والسنة وأقوال الصحابة ومن سار على طريق السلف من العلماء المتقدمين والمتأخرين ، أن الحكم على المسلم بالخروج عن دين الإسلام ، أو الدخول في الكفر لا ينبغي أن يقدم عليه مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر إلا ببرهان أوضح من شمس النهار. وحتى من ثبت لنا كفره ببرهان واضح فرأينا منه كفرا بواحا ، فإنا نحكم عليه بالكفر مع احتياط وتحرز في اللفظ ، فلا نتعدى الإطلاق الذي أطلقه الكتاب والسنة ، ولا نتعدى منهج السلف في التكفير ، فقد يعرضون ما ظهر من الناس على ما جاء في الكتاب والسنة ، فإن وجدوا فيهما إطلاق الكفر أطلقوه ، وإن لم يجدوا توقفوا وحكموا على القائل أو الفاعل بالخطأ والذنب العظيم ، ثم إنه يستفسر هذا القائل أو الفاعل عن مراده ، فإن اتضح أنه يريد الكفر حكم عليه به ، وإلا اكتفى بإطلاق الخطأ أو المخالفة أو الفسق عليه دون التكفير الاعتقادي.(7)
_________________________________

(1)
مجمع الزوائد 1 : 107
(2)
مجموع الفتاوى 5 : 554
(3)
العقيدة الطحاوية ص 427
(4)
الاقتصاد في الاعتقاد ص 157
(5)
مجموع الفتاوى 12 : 525
(6)
رسالة الكفر الذي يعذر صاحبه بالجهل وحكم من يكفر غيره من المسلمين . لأبي بطين ص 21
(7)
انظر هذه النصوص والخلاصة في رسالة : (ضوابط التكفير) للدكتور حسن العواجي مع التصرف المناسب.

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابوانس السايح
ابوانس السايح
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 28-04-2009
  • الدولة : الجزائر الحبيبة
  • المشاركات : 383
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ابوانس السايح is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابوانس السايح
ابوانس السايح
عضو فعال
رد: أقوال السلف وبعض العلماء في التحذير من التكفير
04-11-2009, 05:40 PM
التبصير بِبُعد السلفية عن التكفير
______________

ليس الشأن أن يُطلق المرء الكلام على عواهنه متهما غيره بغير حجة ولا برهان، ولكن الشأن أن يقرن المرء الدعاوى بأدلتها وبراهينها، إذ"لو يُعطي الناس بدعواهم، لادعى رجال أموال قوم ودماءهم، لكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر"
ولقد اتهم فئام من الناس الدعوة السلفية بالتكفير ولم يقدموا على هذه الدعوى من الحجج ما تقوم به، فهي مجرد دعوى لا تعدو ذلك.

والدعاوى ما لم تقيموا عليــ ها بينات أبناؤها أدعياءفالدعوة السلفية

كانت وستضل دوما بمنأى عن أي فكر منحرف، سواء التكفير أو غيره ولقد شهد العدو قبل الصديق للدعوة السلفية بالأيادي البيضاء في مواجهة فكر التكفير والغلو والتطرف وهذه سبعة أدلة على بعد السلفية عن التكفير
:
1-الدعوة السلفية دعوة علمية تقوم على التأصيل الشرعي فهي تربط الناس بالقرآن الكريم وكتب التفسير السلفي وكتب السنة النبوية وشروحها وقواعد الاستدلال والاستنباط وهي في ذلك كله تدعو لاتباع السلف ولها من العناية بهذا الأمر ما ليس لغيرها... فدعوة هذا حالها، كيف تجد الأفكار التكفيرية الخارجية وسط أتباعها مرتعا؟؟ فإن التكفير قرين للجهل لا ينفك عنه ولا يفارقه، ومن خبر أحوال الخوارج منذ نشأتهم إلى هذا اليوم علم صدق هذا الأمر.
2-
لقد تولى السلفيون نشر كلام علماء السلف المحذر من التساهل في التكفير، وقد كان لذلك عظيم الأثر في إحجام كثير من الشباب عن سلوك هذا المسلك الخطير ومن هذه الأقوال قول القرطبي:"وباب التكفير باب خطير، أقدم عليه كثير من الناس فسقطوا، وتوقف فيه الفحول فسلموا، ولا نعدل بالسلامة شيئا."
وقول شيخ الإسلام:"وليس لأحد أن يُكفر أحدا من المسلمين وإن أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتُبين له المحجة ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل عنه بالشك..."
3-
اعتماد العقيدة السلفية في التكفير فــ"عُصاة المسلمين،حاكمهم ومحكومهم فهم عند السلفيين ليسوا بكفار،بل مسلمين، يُصلى خلفهم ويُصلى على موتاهم، ويُحضر في مناسباتهم،ويعاملون بكل أنواع التعامل التي جاء بها الإسلام، فالزاني والسارق والقاتل والسكير الغير المبيح لذلك، والذي يعترف بأن هذه ذنوب ومعاصي؛ فهو ليس بكافر بإجماع أهل السنة"
وحتى لو تلبس المرء بما يستلزم كفره فإن إسقاط حكم التكفير عليه كمعين ليس للأهواء والأمزجة، وإنما التكفير حكم شرعي مرده لتحقق شروط وانتفاء موانع... وموانع التكفير أربعة، وهي الجهل والتأويل والإكراه والخطأ.

4-
جهود السلفيين في بيان قواعد التكفير، والتحذير من الانزلاق وراء كلام خوارج العصر، وهي كثيرة جدا وقد أثمرت بحمد الله الأثر الطيب، سواء من جهة وقاية الشباب من الارتماء في أحضان هذا الفكر المنحرف، وتحصينهم منه، أومن جهة انقاد من أُشربوا في قلوبهم شُبه أرباب هذا الفكر وتلبيساتهم، ومن هذه المؤلفات:
*-"
الحكم بغير ما أنزل وأصول التكفير" للشيخ خالد العنبري.
*-"
التحذير من فتنة الغلو في التكفير" وقد تضمن كلام الشيخ الألباني و تعليقي الشيخين ابن باز والعثيمين رحم الله الجميع وهو من إعداد الشيخ علي الحلبي.
*- "
التبصير بقواعد التكفير" و"صيحة نذير بخطر التكفير" كلاهما للشيخ علي الحلبي.
*-
المدارج في كشف شبهات الخوارج" للشيخ أحمد بن عمر بازمول.
*-"
التكفير وضوابطه" للشيخ إبراهيم الرحيلي.
*- "
تخليص العباد" للشيخ عبد المالك الرمضاني وهو نقد لفكر أبي قتادة الفلسطيني.
*- "
تبديد كواشف العنيد" للشيخ عبد العزيز الريس وهو رد على أبي محمد المقدسي.
5-
لقد عُرف عن التكفيريين وصفهم للسلفيين بالعمالة والإرجاء، مما يدل على بعد منهج هؤلاء عن منهج أولئك، وقد ألفوا مؤلفات كثيرة في هذا الباب منها:
*-"
عملاء لا علماء" لمحمد الفيزازي وله بعض المحاضرات في الباب منها "مرجئة العصر يهود القبلة" وأخرى بعنوان "عقيدة المرجئة".
*-"
كشف الشبهات: عقيدة السلفيين في ميزان أهل السنة والجماعة" لمحمد بوالنيت.
*-"
إمتاع النظر في كشف شبهات مرجئة العصر" لأبي محمد المقدسي.
*-"
تبصير العقلاء بتلبيسات أهل التجهم والإرجاء" للمقدسي أيضا.
*-"
بيان حقيقة الإيمان والرد على مرجئة العصر فيما خالفوا فيه محكم القرآن" لحامد العليوغيرها من البحوث التي جاوزت المائة والتي بينت بجلاء أن التكفيريين علموا أن أكبر من يشكل خطرا عليهم ويهدد انتشار فكرهم هم السلفيون... فهل بعد هذا كله يقال إن السلفية تتبنى التكفير؟؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.
6-
لقد استطاع السلفيون أن يحققوا في مجال دحر الفكر التكفيري ما عجزت عنه الجهات الرسمية العلمية والأمنية، ففي المغرب مثلا ينذر أن تجد داعية سلفيا أو طالب علم إلا وقد رجع على يده الكثير من التكفيريين، واستبصر كثير من الشباب الذين يجدون في الفكر الخارجي مجالا للتعبير عن حماستهم الفارغة وعواطفهم الجياشة غير المنضبطة بعلم ولا بقواعد.
7-
إن الثمرة المباشرة لمنهج التكفير هي الدعوة للخروج عن ولاة أمر المسلمين ومنابذتهم، وشق عصا الطاعة وتأليب الناس عليهم، وهذا أمر معروفٌ بُعدهُ عن أدبيات السلفيين –كما يُقال- بل إنهم حذروا منه بنفس القوة التي حذروا بها من فتنة الغلو في التكفير ومن أمثلة ما كتبوا في الباب:
*-
المعلوم من واجب العلاقة بين الحاكم: و المحكوم للشيخ ابن باز رحمه الله.
*-
معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة: للشيخ الراحل عبد السلام بن برجس تغمده الله بواسع رحمته.
*-
السنة فيما يتعلق بولي الأمة: للشيخ أحمد بن عمر بازمول.
إن دعاة منهج السلف إذ يتبنون هذا المنهج في هذه القضية الحساسة، فإنهم لا يقومون بذلك تقربا لجهة ولا إرضاء لمؤسسة، ولا تزلفا لأحد، وإنما هو منهج نبوي وعقيدة سلفية، دلت عليها نصوص القرآن والسنة وآثار سلف الأمة، وإن كثيرا ممن يطيب لهم اليوم العزف على وتر محاربة التكفير والتطرف، من أصحاب المناصب ممن عُرفوا بمناوئة منهج السلف، لا يفعلون ذلك إلا حفاظا على رواتبهم وكراسيهم، وإن الذين يراهنون على أمثالهم في حربهم على الفكر الخارجي، كمن يرجو الورود من السراب، والشرب من الضباب، والبناء على الخراب... فشتان بين من رائده في كلامه القرآن والسنة وابتغاء وجه الله عز وجل وبين من يدعو لدريهمات يأخذها وتعويضات ينالها... وهذا مكمن الفرق في النتيجة والثمرة بين السلفيين وغيرهم وقديما قالوا: ليست الثكلى كالنائحة المستأجرة فمتى يأخذ القوم العبرة ؟؟
نور الدين درواش نُشر بجريدة السبيل المغربية العدد43 بتاريخ01 دجنبر 2008
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابوانس السايح
ابوانس السايح
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 28-04-2009
  • الدولة : الجزائر الحبيبة
  • المشاركات : 383
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ابوانس السايح is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابوانس السايح
ابوانس السايح
عضو فعال
رد: أقوال السلف وبعض العلماء في التحذير من التكفير
04-11-2009, 05:43 PM
فما هو التّكفير الذي ذمّه السّلف ؟من المعلوم أنّ التكفير حكم شرعيّ، إذ يجب على المسلم أن يكفّر من كفّره الله تعالى، وهو مرتبة موجودة ولا شكّ، وإذا قلنا إنّ التّكفير حكم شرعيّ، فإنّه لا دور لدليل العقل فيه البتّة، فلا يجوز للمسلم أن يكفّر أحداً إلاّ بدليل سمعيّ، أو باجتهاد، أي بقياس على الدّليل السّمعي، كما قال ابن القيّم في نونيّته:

الكفر حقّ الله ثــمّ رســوله بالنــّصّ لا بقول فـــــلان
مـن كـان رب العالمين وعبـده قـد كفّـراه فـذاك ذو كُـفـران

وقد ظنّ من لا خبرة له أنّ التّكفير هو حكم في المطلق، ولا يجوز فيه التّعيين، بمعنى: يجوز لك أن تقول: أنّه من فعل هذا الفعل أو قال هذا القول، أو اعتقد هذا الاعتقاد كافر، لكن إن وقع هذا الفعل أو القول أو الاعتقاد من هذا الشّخص، أي من شخص معيّن، فلا يجوز لك أن تقول فلان كافر.
وهذا خطأ وشذوذ عن منهج السّلف، فإنّ السّلف كثيراً ما أطلقوا لفظ التّكفير في حقّ أعيان على وجه الخصوص، وإليك بعض الأمثلة:
(1)
قال البخاري: دخلت على الحميديّ (شيخ له) وأنا ابن ثمانية عشرة سنة، وبينه وبين آخر اختلاف في حديث، فلمّا بصر بي الحميديّ قال: قد جاء من يفصل بيننا، فعرضا عليّ، فقضيت للحميديّ على من يخالفه، ولو أنّ مخالفه أصرّ على خلافه، ثمّ مات على دعواه، لمات كافراً. ا. هـ. سير أعلام النّبلاء (12/401).
(2)
قال ابن تيميّة: ولم يمدح "الحيرة" أحد من أهل العلم والإيمان، ولكن مدحها طائفة من الملاحدة، كصاحب "الفصوص" ابن عربي وأمثاله من الملاحدة الذين هم حيارى.. فخرج هؤلاء عن العقل والدّين، دين المسلمين واليهود والنّصارى. ا. هـ. الفتاوى الكبرى (5/59) طبعة دار الكتب العلميّة.
(3)
قال محمّد بن عبد الوهاب في رسالة له: نذكر لك أنّك أنت وأباك مصرّحون بالكفر والشّرك والنّفاق... وأنت وأبوك لا تفهمون شهادة أن لا إله إلاّ الله، أنا أشهد بهذا شهادة يسألني الله عنها يوم القيامة، إنّك لا تعرفها إلى الآن ولا أبوك، ونكشف لك هذا كشفاً بيّناً لعلّك تتوب إلى الله، وتدخل في دين الإسلام إن هداك الله. ا. هـ. الدرر السنية - حكم المرتدّ (ص 61،62).
والأمثلة لا تكاد تحصر في تكفير الأئمّة للمعيّنين.
ولكن ممّا ينبغي التّنبيه إليه أنّ حكم التّكفير هو كالحكم القضائيّ، فإنّه لا يطلق إلاّ بعد تحقّق شروط التّكفير في المعيّن، وانتفاء الموانع الشّرعيّة التي تمنع لحوق التّكفير فيه.
و الخطأ في التّكفير يقع بأسباب منها:
(1)
عدم ثبوت التّهمة على المعيّن، فقد ينسب قول أو فعل أو اعتقاد مكفّر لمعيّن، ولا يكون هذا المعيّن فاعلاً لهذا المكفّر.
(2)
التّكفير بالأفعال والأقوال المحتملة غير الصّريحة، والتي تحتاج إلى معرفة قصد القائل والفاعل حتّى يتبيّن المراد منها، ومنه التّكفير باللوازم.
و أمّا التّكفير المذموم، وهو الذي يقع من أقوام يستحقّون الدّخول في مسمّى الخوارج، وهم بحقّ خوارج هذا العصر، وهم أهل ضلال وفتنة فهم:
(1)
من يعتقد أنّ الأصل في النّاس الكفر، وأنّ الأمّة كلّها عادت إلى الكفر والشّرك، فهو يرى كفر عموم النّاس من غير تفريق ولا توضيح.
قال ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: ما ذكر لكم عنّي أني أكفّر العموم فهذا من بهتان الأعداء. ا. هـ.
وشرح أبناؤه هذه العبارة بقولهم: كلام الشّيخ في قوله أنّا لا نكفّر بالعموم، فالفرق بين العموم والخصوص ظاهر، فالتّكفير بالعموم أن يكفّر كلّهم عالمهم وجاهلهم، ومن قامت عليه الحجّة ومن لم تقم، وأمّا التّكفير بالخصوص فهو أن لا يكفّر إلاّ من قامت عليه الحجّة بالرّسالة التي يكفّر من خالفها، وقد يحكم بأنّ أهل هذه القرية كفّار، حكمهم حكم الكفّار، ولا يحكم بأنّ كلّ فرد منها كافر بعينه لأنّه يحتمل أن يكون منهم من هو على الإسلام، معذور في ترك الهجرة، أو يظهر دينه ولا يعلمه المسلمون. ا. هـ.
فالذين يعتقدون كفر الأمّة تعميماً، ويرون أنّ الأصل في النّاس الكفر في هذا العصر، هم أهل بدعة وضلال، وهم الذين يستحقّون الدّخول في مسمّى خوارج هذا العصر، أمّا من يكفّر رجلا لتحقق التّهمة فيه، ثمّ لعلمه بقيام الحجّة عليه، ولأمر صريح لا يحتمل تأويلاً ولا غموضاً، فهو من المكفّرات الواضحة التي لا تحتاج إلى تبيّن القصد منها، فهذا هو دين الإسلام وغيره بدعة وضلال.
والتّعميم شرّ كله، فإنّ الأمّة ما وقعت في التّخبّط وعدم الفهم عن دين الله تعالى إلاّ بالشّعارت العامّة التي يحملها أهل الجهل على العموم دون فهم لمعانيها، أو دون تقييد لها، وهي كما قال ابن القيّم:
فعليك بالتّـفصيل والتـّبـيين فالإطلاق والإجمال دون بيانقد أفسدا هذا الوجود وخبّطـا الأذهان والآراء كـلّ زمان
(2)
من يكفّر بمطلق الذّنوب والمعاصي كما هو مذهب الخوارج، فإنّه كما تقدّم سابقاً أنّ الخوارج يرون جميع الذّنوب على مرتبة واحدة، هي مرتبة الكفر الأكبر.
وهؤلاء كذلك مبتدعة ضُلاّل، وردود أهل السنّة طافحة بها الكتب، فلا حاجة هنا لذكرها.
(3)
ومن الداّخلين في مسمّى خوارج هذا العصر - التّكفير - وهم مبتدعة ضلاّل، هؤلاء القوم الذين يكفّرون المخالف لهم، والذين لا يدخلون في طاعتهم وجماعتهم، فهؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم جماعة المسلمين، وهم دون سواهم، والخارج عنهم وكذلك المخالف لهم هم كفّار، هؤلاء من شرّ أنواع أهل البدع، لأنّهم حينئذ لا يتورّعون عن قتل مخالفيهم، بل يرون قتل المخالف أكثر قربة وأجراً من قربة قتل الكافر الأصليّ أو المرتدّ.
ولقد رأينا قسماً من هؤلاء فوجدناهم من أرذل النّاس خلقاً، وأفسد النّاس نيّة، وعامّتهم يغلب عليهم التّقية، إذ يقابلونك بوجه لا يعبّر عن شيء من بواطنهم، وهم يصرّحون ليل نهار، أنّ الجماعات الإسلاميّة وخاصّة المجاهدة هي حجر العثرة التي تقف أمام فكرهم المبتدع، و ضلالتهم الخبيثة.
وعلى المرء أن يتّقي ربّه في إطلاق الأوصاف المنفّرة، ولا يطلقها جزافاً دون تبيّن وتحقّق. وليعلم المسلم أنّ أمر هذا الدّين عظيم، وليس هو ممّا يمكن للمرء أن يتّخذه وسيلة للانتصار على خصومه بالهوى والظنّة، فإنّ الخصومة ينبغي أن تكون انتصاراً لدين الله تعالى، مع تذكّر المرء ربّه في كلّ ما يقول ويذر.
وإنّ العبد الذي علم منهج أهل السنّة على ما هو عليه، ودرسه حقّ دراسته، وقام له في نفسه حقّ القيام، ثمّ علم مآخذ أهل البدع وضلالاتهم، ليأنف من أن تنسب له هذه الألقاب البدعيّة الخبيثة كالخوارج والتّكفير، وإنّا نعوذ بالله أن نكفّر النّاس بالعموم أو بالظنّة والهوى، كما نعوذ بالله تعالى أن نرضى مذهب الخوارج البدعيّ، ولسنا ممّن يقتنص زلاّت أهل العلم ليشهرها بين النّاس، ولكن حيث صارت العمائم طريقاً لستر كفر الطّاغوت على النّاس، فلا يسع من هو أدنى ممّا نحن عليه أن يسكت، فكيف يسع من علم شيئاً من الحقّ أن يسكت عنه أو يستره؟ وهل فاعل ذلك إلاّ شيطان أخرس؟!!.
ثمّ إنّ ما نعتقده نقوله، ولا نزمزمه ولا نجمجمه، وحيث كفرنا بكلّ طواغيت الأرض، ولم نخف ذهاب وظيفة أو راتب، ثمّ لم نخف سحب جنسيّة قذرة أو جواز سفر، فلن نرهب أحداً إلاّ خالقنا ومولانا، وهو الذي بيده مقاديرنا ونواصينا.
كذلك هذا الذي نعتقده كتبناه وانتشر بين النّاس، وقرأه المحبّ والمخالف، ولم نسمع ضدّه إلاّ جعجعة ولم نرى طحناً.
وأمّا الذين يشكّكون في أسمائنا، ويتندّرون بكُنانا، فهؤلاء قد أبعدوا النّجعة، فالعبد لله كاتب هذه الأوراق، كنيته كنيته، بها يعرف، وبها ينادى، فلا يتعب هؤلاء القوم أنفسهم في البحث عن حقيقة الشّخص، فلم أزوّر اسمي، ولا غيّرت كنيتي، مع ما في هذا من الضّرر الذي يعلمه كلّ واحد، ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل.
وأمّا هؤلاء الذين شهدوا للطّواغيت بالتّوحيد، وأسبغوا عليهم جليل الألقاب، فسمّوا طاغوت المغرب أمير المؤمنين، وسمّوا طاغوت الجزيرة خادم الحرمين الشّريفين، كما أطلقوا على السّادات الرّئيس المؤمن، .. وهلمّ جرّاً، ستكتب شهادتهم ويُسألون.
-------------
منقـــــول
  • ملف العضو
  • معلومات
SOUILAH Mohamed
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 14-07-2009
  • المشاركات : 2,994
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • SOUILAH Mohamed is on a distinguished road
SOUILAH Mohamed
شروقي
رد: أقوال السلف وبعض العلماء في التحذير من التكفير
04-11-2009, 10:36 PM
لم أنته منه بعد لكنه يبد جميلا
بارك الله فيك أخي ونفع بك وجزاك الفردوس الأعلى
كلامك مكتوب ، و قولك محسوب ، و انت يا هذا مطلوب ، و لك ذنوب و ما تتوب ، و شمس الحياة قد اخذت في الغروب فما أقسى قلبك من بين القلوب
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 04:44 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى