(تلك عاجل بشرى المؤمن )
25-12-2009, 05:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
عن أبي ذر رضي الله عنه قال :
« قيل :
يا رسول الله ،
أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ،
ويحمده - أو يحبه - الناس عليه ؟
قال :
تلك عاجل بشرى المؤمن » .
رواه مسلم
أخبر صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث :
أن آثار الأعمال المحمودة المعجلة أنها من البشرى ;
فإن الله وعد أولياءه - وهم المؤمنون المتقون -
بالبشرى في هذه الحياة وفي الآخرة .
و " البشارة "
الخبر أو الأمر السار الذي يعرف به العبد حسن عاقبته ،
وأنه من أهل السعادة ،
وأن عمله مقبول .
أما في الآخرة فهي البشارة برضى الله وثوابه ،
والنجاة من غضبه وعقابه ،
عند الموت ،
وفي القبر ،
وعند القيام إلى البعث ،
يبعث الله لعبده المؤمن في تلك المواضع بالبشرى
على يدي الملائكة ،
كما تكاثرت بذلك نصوص الكتاب والسنة ،
وهى معروفة .
وأما البشارة في الدنيا التي يجعلها الله للمؤمنين ;
نموذجا وتعجيلا لفضله ،
وتعرفا لهم بذلك ،
وتنشيطا لهم على الأعمال فأعمها توفيقه لهم للخير ،
وعصمته لهم من الشر ،
كما قال صلى الله عليه وسلم :
« ( أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة ) . »
فإذا كان العبد يجد أعمال الخير ميسرة له ،
مسهلة عليه ،
ويجد نفسه محفوظا بحفظ الله عن الأعمال التي تضره ،
كان هذا من البشرى التي يستدل بها المؤمن
على عاقبة أمره ،
فإن الله أكرم الأكرمين ،
وأجود الأجودين .
وإذا ابتدأ عبده بالإحسان أتمه .
فأعظم منة وإحسان يمن به عليه إحسانه الديني ،
فيسر المؤمن بذلك أكمل سرور :
سرور بمنة الله عليه بأعمال الخير ، وتيسيرها ;
لأن أعظم علامات الإيمان محبة الخير ،
والرغبة فيه ، والسرور بفعله .
وسرور ثان بطمعه الشديد في إتمام الله نعمته عليه ،
ودوام فضله .
ومن ذلك ما ذكره
النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث :
إذا عمل العبد عملا من أعمال الخير -
وخصوصا الآثار الصالحة والمشاريع الخيرية العامة النفع
وترتب على ذلك محبة الناس له ، وثناؤهم عليه ،
ودعاؤهم له -
كان هذا من البشرى أن هذا العمل من الأعمال المقبولة ،
التي جعل الله فيها خيرا وبركة .
ومن البشرى في الحياة الدنيا ،
محبة المؤمنين للعبد لقوله تعالى :
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ
الرَّحْمَنُ وُدًّا } .
[ مريم : 96 ]
أي محبة منه لهم ، وتحبيبا لهم في قلوب العباد .
ومن ذلك الثناء الحسن ،
فإن كثرة ثناء المؤمنين على العبد شهادة منهم له .
والمؤمنون شهداء الله في أرضه .
ومن ذلك الرؤيا الصالحة يراها المؤمن ، أو ترى له ،
فإن الرؤيا الصالحة من المبشرات .
ومن البشرى أن يقدر الله على العبد تقديرا يحبه
أو يكرهه .
ويجعل ذلك التقدير وسيلة إلى إصلاح دينه ،
وسلامته من الشر .
وأنواع ألطاف الباري سبحانه لا تعد ولا تحصى ،
ولا تخطر بالبال ،
ولا تدور في الخيال .
والله أعلم .
بهجة قلوب الأبرار للعلامة السعدي رحمه الله
نسأل الله حسن الخاتمة
منقول
منتصر
عن أبي ذر رضي الله عنه قال :
« قيل :
يا رسول الله ،
أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ،
ويحمده - أو يحبه - الناس عليه ؟
قال :
تلك عاجل بشرى المؤمن » .
رواه مسلم
أخبر صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث :
أن آثار الأعمال المحمودة المعجلة أنها من البشرى ;
فإن الله وعد أولياءه - وهم المؤمنون المتقون -
بالبشرى في هذه الحياة وفي الآخرة .
و " البشارة "
الخبر أو الأمر السار الذي يعرف به العبد حسن عاقبته ،
وأنه من أهل السعادة ،
وأن عمله مقبول .
أما في الآخرة فهي البشارة برضى الله وثوابه ،
والنجاة من غضبه وعقابه ،
عند الموت ،
وفي القبر ،
وعند القيام إلى البعث ،
يبعث الله لعبده المؤمن في تلك المواضع بالبشرى
على يدي الملائكة ،
كما تكاثرت بذلك نصوص الكتاب والسنة ،
وهى معروفة .
وأما البشارة في الدنيا التي يجعلها الله للمؤمنين ;
نموذجا وتعجيلا لفضله ،
وتعرفا لهم بذلك ،
وتنشيطا لهم على الأعمال فأعمها توفيقه لهم للخير ،
وعصمته لهم من الشر ،
كما قال صلى الله عليه وسلم :
« ( أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة ) . »
فإذا كان العبد يجد أعمال الخير ميسرة له ،
مسهلة عليه ،
ويجد نفسه محفوظا بحفظ الله عن الأعمال التي تضره ،
كان هذا من البشرى التي يستدل بها المؤمن
على عاقبة أمره ،
فإن الله أكرم الأكرمين ،
وأجود الأجودين .
وإذا ابتدأ عبده بالإحسان أتمه .
فأعظم منة وإحسان يمن به عليه إحسانه الديني ،
فيسر المؤمن بذلك أكمل سرور :
سرور بمنة الله عليه بأعمال الخير ، وتيسيرها ;
لأن أعظم علامات الإيمان محبة الخير ،
والرغبة فيه ، والسرور بفعله .
وسرور ثان بطمعه الشديد في إتمام الله نعمته عليه ،
ودوام فضله .
ومن ذلك ما ذكره
النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث :
إذا عمل العبد عملا من أعمال الخير -
وخصوصا الآثار الصالحة والمشاريع الخيرية العامة النفع
وترتب على ذلك محبة الناس له ، وثناؤهم عليه ،
ودعاؤهم له -
كان هذا من البشرى أن هذا العمل من الأعمال المقبولة ،
التي جعل الله فيها خيرا وبركة .
ومن البشرى في الحياة الدنيا ،
محبة المؤمنين للعبد لقوله تعالى :
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ
الرَّحْمَنُ وُدًّا } .
[ مريم : 96 ]
أي محبة منه لهم ، وتحبيبا لهم في قلوب العباد .
ومن ذلك الثناء الحسن ،
فإن كثرة ثناء المؤمنين على العبد شهادة منهم له .
والمؤمنون شهداء الله في أرضه .
ومن ذلك الرؤيا الصالحة يراها المؤمن ، أو ترى له ،
فإن الرؤيا الصالحة من المبشرات .
ومن البشرى أن يقدر الله على العبد تقديرا يحبه
أو يكرهه .
ويجعل ذلك التقدير وسيلة إلى إصلاح دينه ،
وسلامته من الشر .
وأنواع ألطاف الباري سبحانه لا تعد ولا تحصى ،
ولا تخطر بالبال ،
ولا تدور في الخيال .
والله أعلم .
بهجة قلوب الأبرار للعلامة السعدي رحمه الله
نسأل الله حسن الخاتمة
منقول
منتصر
اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك
وفجاءة نقمتك
وجميع سخطك
وفجاءة نقمتك
وجميع سخطك












