هذه هي السلفية فاعرفوها
04-10-2007, 08:05 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
الســـلفية أخي الحبيب: هي انتساب محمود إلى منهج سديد، وليس ابتداع منهج جديد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في "مجموع الفتاوى" (4/149):
"ولا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق، فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً"
وقد يظن بعض الناس ممن يعرفون ولكنهم يحرفون عند ذكر "السلفية": أنها إطار جديد لجماعة إسلامية جديدة انتزعت نفسها من قلب دائرة الجماعة الإسلامية الواحدة، وهي تتخذ لنفسها من معنى هذا العنوان وحده مفهوماً معيناً، فتمتاز عن بقية المؤمنين بأحكامها وميولاتها بل تختلف عنهم حتى بمزاجها النفسي ومقاييسها الأخلاقية.
وليس ذلك واقع ألبته في المنهج السلفي؛ إذ السلفية تعني: الإسلام المصفى من رواسب ومورثات الفرق العديدة بكماله وشموله، كتاباً وسنة بفهم السلف الممدوحين بنصوص الكتاب والسنة.
وهذا الظن إنما صنعته أوهام قوم نفروا من هذه الكلمة الطيبة المباركة التي أصلها ضارب في جذور تاريخ هذه الأمة حتى تلتقي بالصدر الأول..
وقائل هذه الكلمة يجهل تاريخ هذه الكلمة الموصولة بـ"السلف الصالح"؛ معنى واشتقاقاً وزماناً، فلقد كان أهل العلم الأولون يصفون كل متبع لفهم الصحابة رضي الله عنهم في العقيدة والمنهج بأنه سلفي.
فهذا مؤرخ الإسلام الحافظ الذهبي -عليه رحمة الله تعالى- في كتابه "سير أعلام النبلاء" (16/457):
قَالَ الخَطِيْبُ فِي تَرْجَمَتِه للإمام الدارقطنيِ:حَدَّثَنِي أَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ مَاكُولاَ، قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنِّي أَسأَلُ عَنْ حَالِ الدَّارَقُطْنِيِّ فِي الآخِرَةِ، فَقِيْلَ لِي:ذَاكَ يُدْعَى فِي الجَنَّةِ الإِمَامُ.
وَصَحَّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ أَنَّهُ قَالَ:مَا شَيْءٌ أَبغضُ إِلَيَّ مِنْ عِلمِ الكَلاَمِ.
قُلْتُ أي -الحافظ الذهبي-:لَمْ يَدْخلِ الرَّجُلُ –أي الدارقطني- أَبداً فِي علمِ الكَلاَمِ وَلاَ الجِدَالِ، وَلاَ خَاضَ فِي ذَلِكَ، بَلْ كَانَ سلفيّاً..
فانظر يا أخي الحبيب إلى عبارة الحافظ وهو يثني على الدارقطني –رحم الله الجميع- " بَلْ كَانَ سلفيّاً، بَلْ كَانَ سلفيّاً"
كم هي عظيمة هذه الكلمة "ســلفي" تختصر كلمات عظيمة "" عقيدتي وفكري ومنطلقي في حياتي فيما يتعلق بشؤون ديني الذي أعبد الله به؛ على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة"".
= = شبهة والرد عليها = =
هل التسمية بـ"السلفية" بدعة؟
قال بعضهم: إن التسمية إن التسمية بالسلفية بدعة، لأن الصحابة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتسموا بها؟
الجواب: لم تكن السلفية تطلق على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لأنه لم يكن هناك حاجة، فالمسلمون الأولون كانوا على الإسلام الصحيح، فلم يكن حاجة لكلمة "السلفية" لأنهم كانوا عليها سليقة وفطرة كما كانوا يتكلمون العربية الفصيحة دون لحن أو خطأ، فلم يكن علم النحو والصرف والبلاغة حتى ظهر الحن فظهر هذا العلم الذي يضبط عوج اللسان، وكذلك لما ظهر الشذوذ والانحراف في جماعة المسلمين بدأت تظهر كلمة "السلفية" على الواقع، وإن كان الرسول صلى الله عليه وسلم نبه على معناها في حديث الافتراق بقوله ((ما أنا عليه اليوم وأصحابي)).
ولما كثرت الفرق وادعت كلها السير على الكتاب والسنة قام علماء الأمة بتمييزها أكثر فقالوا: أهل الحديث والسلف.
ولذلك تميزت "السلفية" عن جميع الطوائف الإسلامية الأخرى بانتسابها إلى أمر ضمن لهم السير على الإسلام الصحيح ألا وهو: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، وهم أهل القرون المشهود لهم بالخيرية.
------------------
هذا تعريف مجمل حول السلفية
السلفية؛ لغتاً، واصطلاحاً، وزمناً.
السلفية: هذه الكلمة من حيث "اللغة" تدل على من تقدم وسبق بالعلم والإيمان والفضل والإحسان.
قال ابن منظور في "لسان العرب" (9/159): والسلف أيضاً من تقدم من آبائك وذوي قرابتك الذين هم فوقك في السن والفضل، ولهذا سمي الصدر الأول من التابعين السلف الصالح.
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة رضي الله عنها: "فإنه نعم السلفُ أنا لكي" رواه مسلم.
وأما "الاصطلاح" فهو وصف لازم يختص عند الاطلاق بالصحابة رضي الله عنهم، ويشاركهم فيه غيرهم تبعاً واتباعاً.
قال القلشاني في "تحرير المقالة من شرح الرسالة":
السلف الصالح وهو الصدر الأول الراسخون في العلم، المهتدون بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، الحافظون لسنته، اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه، وانتخبهم لإقامة دينه، ورضيهم أئمة الأمة، وجاهدوا في سبيل الله حق جهاده، وأفرغوا في نصح الأمة ونفعها، وبذلوا في مرضاة الله أنفسهم.
قد أثنى الله عليهم في كتابه بقوله: [[محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم]] (الفتح: 29)، وقوله تعالى [[للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون]] (الحشر: 8).
وذكر تعالى فيها المهاجرين والأنصار ثم مدح أتباعهم، ورضي ذلك من الذين جاءوا من بعدهم.
وتوعد بالعذاب من خالفهم واتبع غير سبيلهم فقال: [[ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبغ غير سبيل المؤمنين..]] (النساء5)
فيجب اتباعهم فيما نقلوه، واقتفاء أثرهم فيما عملوه، والاستغفار لهم.
قال تعالى: [[والذين جاءوا من بعدهم]] (الحشر)"" انتهى كلامه رحمه الله "مقتبس من رسالة "لماذا اخترت المنهج السلفي" (ص: 31).
===وقد اتفق العلماء قديمهم وحديثهم بهذا الاصطلاح===:
1. قال الإمام البخاري: قال: راشد بن سعيد: "كان السلف يستحبون الفحولة، لأنها أجرى وأجسر".
قال الحافظ بن حجر -رحمه الله تعالى- في الفتح (6/66) مفسراً كلمة السلف : "أي؛ من الصحابة ومن بعدهم"
قال الشيخ سليم: قلت: المراد الصحابة رضي الله عنهم لأن راشد بن سعيد تابعي، فالسلف عنده هم الصحابة لا ريب.
2. أخرج الإمام مسلم في مقدمة صحيحه (ص16) من طريق محمد بن عبدالله قال: سمعت علي بن شقيق يقول: سمعت عبدالله بن المبارك يقول - على رؤوس الناس: "دعوا حديث عمرو بن ثابت؛ فإنه كان يسب السلف"
قال الشيخ سليم: المراد الصحابة رضي الله عنهم.
3. قال الإمام البخاري -رحمه الله تعالى-: "وقال الزهري في عظام الموتى -نحو الفيل وغيره- أدركت ناساً من سلف العلماء يمتشطون بها ويدهنون فيها، لا يرون بأساً"
قال الشيخ سليم: المراد الصحابة رضي الله عنهم، لأن الزهري تابعي.
أما من حيث "الـزمــان" فهي تستعمل للدلالة على خير القرون وأولاها بالاقتداء والاتباع، وهي القرون الثلاثة الأولى المشهود لها بالخيرية على لسان خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم بقوله ((خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته)). صحيح الجامع (3295).
فمن هذا يظهر يا أيها الأخ الحبيب: أن مصطلح "السلف" يطلق على من حافظ على سلامة العقيدة والمنهج على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قبل الاختلاف والافتراق.
وإن مصطلح "السلف" حين يطلق لا يصرف إلى السبق الزمني فقط، بل إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان.
----------
هذه أيها الأخوة الأحباء مناقشة هذه حصلت بين الشيخ الألباني والأستاذ عبدالحليم أبو شقة مؤلف كتاب "تحرير المرأة في عصر الرسالة"، وقد نقل هذه المحاورة الشيخ سليم بن عيد الهلالي في كتابه "لماذا اخترت المنهج السلفي":
قال الشيخ: إن قيل لك ما مذهبك فما أنت قائل؟
قال: مسلم.
قال الشيخ: هذا لا يكفي !!
قال: لقد سمانا الله المسلمين، وتلا قوله تعالى [[.. هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْل]](الحج: من الآية78).
قال الشيخ: هذا جواب صحيح لو كنا في العهد الأول قبل انتشار الفرق، فلو سألنا – الآن – أي مسلم من هذه الفرق التي نختلف معها جذرياً في العقيدة لما اختلف جوابه عن هذه الكلمة، فكلهم يقول: - الشيعي الرافضي، والخارجي، والدرزي، والنصيري العلوي – أنا مســلم؛ إذا هذا لا يكفي في هذه الأيام.
قال: إذاً أقول: أنا مسلم على الكتاب والسنة.
قال الشيخ: أيضاً هذا لا يكفي.
قال: لماذا؟
قال الشيخ: هل تجد واحداً من هؤلاء الذين ضربناهم مثلاً يقول: أنا مسـلم لسـت على الكتاب والسنة … فمن الذي يقول: أنا لست على الكتاب والسنة.
ثم أخذ الشيخ – رحمه الله – يبين له أهمية الضميمة التي نتبناها وهي: الكتاب والسنة بفهم سلفنا الصالح. -((وهذا سيكون إن شاء الله في ثنايا سلسلتي))-
قال: إذاً أنا مسلم على الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح.
قال الشيخ الألباني –رحمه الله-: إذا سألك سائل عن مذهبك فهل تقول ذلك؟
قال: نعم.
قال الشيخ: ما رأيك أن نختصرها لغةً؛ لأن خير الكلام ما قل ودل؛ فنقول: ســــلفي.
قال: قد أجاملك، وأقول لك: نعم؛ لكن اعتقادي ما سبق، لأن أول ما ينصرف فكر الإنسان عندما يسمع أنك سلفي إلى أشياء كثيرة من ممارسات فيها شدةٌ تصل إلى الغلظة قد تقع من السلفيين.
قال الشيخ –رحمه الله-: هب صحة كلامك، فإذا قلت: مسلم، ألا ينصرف إلى شيعي رافضي أو درزي أو إسماعيلي … ألخ؟
قال: من الممكن لكني أكون قد اتبعت الآية الكريمة [[.. هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْل]].
قال الشيخ –رحمه الله-: لا يا أخي! إنك لم تتبع الآية؛ لأن الآية تعني: الإسلام الصحيح، ينبغي أن يُخاطب الناس على قدر عقولهم … فهل يفهم أحد منك أنك مسلم بالمعنى المراد في الآية؟
والمحاذير التي ذكرتها آنفاً قد تكون صحيحة أو غير ذلك، لأن قولك شدة قد يكون هذا في بعض الأفراد وليس كمنهج عقدي علمي، فدعك من الأفراد، لأننا نتكلم عن المنهج، لأننا إذا قلنا: شيعي أو درزي أو خارجي أو صوفي أو معتزلي ترد المحاذير التي ذكرتها.
إذا فليس هذا موضوعنا، فنحن نبحث عن اسم يدل على مذهب الإنسان الذي يدين الله به.
ثم قال الشيخ –رحمه الله-: أليس الصحابة كلهم مسلمين؟
قال: طبعاً.
قال الشيخ –رحمه الله-: لكن فيهم من سرق، وزنى، وهذا لا يسوغ لأحدهم أن يقول: أنا لست مسلماً بل هو مسلم ومؤمن بالله ورسوله كمنهج، لكنه قد خالف منهجه أحياناً، لأنه غير معصوم.
ولذلك فنحن – بارك الله فيك – نتكلم عن كلمة تدل على عقيدتنا وفكرنا ومنطلقنا في حياتنا فيما يتعلق بشؤون ديننا الذي نعبد الله به، وأما فلان متشدد أو متساهل فأمر آخر.
ثم قال الشيخ –رحمه الله-: أريد أن تفكر في هذه الكلمة الموجزة حتى لا تبقى مصراً على كلمة مسلم، وأنت تعلم أنه لا يوجد أحد يفهم منك ما تريده أبدا، فإذاً خاطب الناس على قدر عقولهم، وبارك الله لك في تلبيتك. آ هـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
الســـلفية أخي الحبيب: هي انتساب محمود إلى منهج سديد، وليس ابتداع منهج جديد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في "مجموع الفتاوى" (4/149):
"ولا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق، فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً"
وقد يظن بعض الناس ممن يعرفون ولكنهم يحرفون عند ذكر "السلفية": أنها إطار جديد لجماعة إسلامية جديدة انتزعت نفسها من قلب دائرة الجماعة الإسلامية الواحدة، وهي تتخذ لنفسها من معنى هذا العنوان وحده مفهوماً معيناً، فتمتاز عن بقية المؤمنين بأحكامها وميولاتها بل تختلف عنهم حتى بمزاجها النفسي ومقاييسها الأخلاقية.
وليس ذلك واقع ألبته في المنهج السلفي؛ إذ السلفية تعني: الإسلام المصفى من رواسب ومورثات الفرق العديدة بكماله وشموله، كتاباً وسنة بفهم السلف الممدوحين بنصوص الكتاب والسنة.
وهذا الظن إنما صنعته أوهام قوم نفروا من هذه الكلمة الطيبة المباركة التي أصلها ضارب في جذور تاريخ هذه الأمة حتى تلتقي بالصدر الأول..
وقائل هذه الكلمة يجهل تاريخ هذه الكلمة الموصولة بـ"السلف الصالح"؛ معنى واشتقاقاً وزماناً، فلقد كان أهل العلم الأولون يصفون كل متبع لفهم الصحابة رضي الله عنهم في العقيدة والمنهج بأنه سلفي.
فهذا مؤرخ الإسلام الحافظ الذهبي -عليه رحمة الله تعالى- في كتابه "سير أعلام النبلاء" (16/457):
قَالَ الخَطِيْبُ فِي تَرْجَمَتِه للإمام الدارقطنيِ:حَدَّثَنِي أَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ مَاكُولاَ، قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنِّي أَسأَلُ عَنْ حَالِ الدَّارَقُطْنِيِّ فِي الآخِرَةِ، فَقِيْلَ لِي:ذَاكَ يُدْعَى فِي الجَنَّةِ الإِمَامُ.
وَصَحَّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ أَنَّهُ قَالَ:مَا شَيْءٌ أَبغضُ إِلَيَّ مِنْ عِلمِ الكَلاَمِ.
قُلْتُ أي -الحافظ الذهبي-:لَمْ يَدْخلِ الرَّجُلُ –أي الدارقطني- أَبداً فِي علمِ الكَلاَمِ وَلاَ الجِدَالِ، وَلاَ خَاضَ فِي ذَلِكَ، بَلْ كَانَ سلفيّاً..
فانظر يا أخي الحبيب إلى عبارة الحافظ وهو يثني على الدارقطني –رحم الله الجميع- " بَلْ كَانَ سلفيّاً، بَلْ كَانَ سلفيّاً"
كم هي عظيمة هذه الكلمة "ســلفي" تختصر كلمات عظيمة "" عقيدتي وفكري ومنطلقي في حياتي فيما يتعلق بشؤون ديني الذي أعبد الله به؛ على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة"".
= = شبهة والرد عليها = =
هل التسمية بـ"السلفية" بدعة؟
قال بعضهم: إن التسمية إن التسمية بالسلفية بدعة، لأن الصحابة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتسموا بها؟
الجواب: لم تكن السلفية تطلق على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لأنه لم يكن هناك حاجة، فالمسلمون الأولون كانوا على الإسلام الصحيح، فلم يكن حاجة لكلمة "السلفية" لأنهم كانوا عليها سليقة وفطرة كما كانوا يتكلمون العربية الفصيحة دون لحن أو خطأ، فلم يكن علم النحو والصرف والبلاغة حتى ظهر الحن فظهر هذا العلم الذي يضبط عوج اللسان، وكذلك لما ظهر الشذوذ والانحراف في جماعة المسلمين بدأت تظهر كلمة "السلفية" على الواقع، وإن كان الرسول صلى الله عليه وسلم نبه على معناها في حديث الافتراق بقوله ((ما أنا عليه اليوم وأصحابي)).
ولما كثرت الفرق وادعت كلها السير على الكتاب والسنة قام علماء الأمة بتمييزها أكثر فقالوا: أهل الحديث والسلف.
ولذلك تميزت "السلفية" عن جميع الطوائف الإسلامية الأخرى بانتسابها إلى أمر ضمن لهم السير على الإسلام الصحيح ألا وهو: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، وهم أهل القرون المشهود لهم بالخيرية.
------------------
هذا تعريف مجمل حول السلفية
السلفية؛ لغتاً، واصطلاحاً، وزمناً.
السلفية: هذه الكلمة من حيث "اللغة" تدل على من تقدم وسبق بالعلم والإيمان والفضل والإحسان.
قال ابن منظور في "لسان العرب" (9/159): والسلف أيضاً من تقدم من آبائك وذوي قرابتك الذين هم فوقك في السن والفضل، ولهذا سمي الصدر الأول من التابعين السلف الصالح.
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة رضي الله عنها: "فإنه نعم السلفُ أنا لكي" رواه مسلم.
وأما "الاصطلاح" فهو وصف لازم يختص عند الاطلاق بالصحابة رضي الله عنهم، ويشاركهم فيه غيرهم تبعاً واتباعاً.
قال القلشاني في "تحرير المقالة من شرح الرسالة":
السلف الصالح وهو الصدر الأول الراسخون في العلم، المهتدون بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، الحافظون لسنته، اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه، وانتخبهم لإقامة دينه، ورضيهم أئمة الأمة، وجاهدوا في سبيل الله حق جهاده، وأفرغوا في نصح الأمة ونفعها، وبذلوا في مرضاة الله أنفسهم.
قد أثنى الله عليهم في كتابه بقوله: [[محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم]] (الفتح: 29)، وقوله تعالى [[للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون]] (الحشر: 8).
وذكر تعالى فيها المهاجرين والأنصار ثم مدح أتباعهم، ورضي ذلك من الذين جاءوا من بعدهم.
وتوعد بالعذاب من خالفهم واتبع غير سبيلهم فقال: [[ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبغ غير سبيل المؤمنين..]] (النساء5)
فيجب اتباعهم فيما نقلوه، واقتفاء أثرهم فيما عملوه، والاستغفار لهم.
قال تعالى: [[والذين جاءوا من بعدهم]] (الحشر)"" انتهى كلامه رحمه الله "مقتبس من رسالة "لماذا اخترت المنهج السلفي" (ص: 31).
===وقد اتفق العلماء قديمهم وحديثهم بهذا الاصطلاح===:
1. قال الإمام البخاري: قال: راشد بن سعيد: "كان السلف يستحبون الفحولة، لأنها أجرى وأجسر".
قال الحافظ بن حجر -رحمه الله تعالى- في الفتح (6/66) مفسراً كلمة السلف : "أي؛ من الصحابة ومن بعدهم"
قال الشيخ سليم: قلت: المراد الصحابة رضي الله عنهم لأن راشد بن سعيد تابعي، فالسلف عنده هم الصحابة لا ريب.
2. أخرج الإمام مسلم في مقدمة صحيحه (ص16) من طريق محمد بن عبدالله قال: سمعت علي بن شقيق يقول: سمعت عبدالله بن المبارك يقول - على رؤوس الناس: "دعوا حديث عمرو بن ثابت؛ فإنه كان يسب السلف"
قال الشيخ سليم: المراد الصحابة رضي الله عنهم.
3. قال الإمام البخاري -رحمه الله تعالى-: "وقال الزهري في عظام الموتى -نحو الفيل وغيره- أدركت ناساً من سلف العلماء يمتشطون بها ويدهنون فيها، لا يرون بأساً"
قال الشيخ سليم: المراد الصحابة رضي الله عنهم، لأن الزهري تابعي.
أما من حيث "الـزمــان" فهي تستعمل للدلالة على خير القرون وأولاها بالاقتداء والاتباع، وهي القرون الثلاثة الأولى المشهود لها بالخيرية على لسان خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم بقوله ((خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته)). صحيح الجامع (3295).
فمن هذا يظهر يا أيها الأخ الحبيب: أن مصطلح "السلف" يطلق على من حافظ على سلامة العقيدة والمنهج على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قبل الاختلاف والافتراق.
وإن مصطلح "السلف" حين يطلق لا يصرف إلى السبق الزمني فقط، بل إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان.
----------
هذه أيها الأخوة الأحباء مناقشة هذه حصلت بين الشيخ الألباني والأستاذ عبدالحليم أبو شقة مؤلف كتاب "تحرير المرأة في عصر الرسالة"، وقد نقل هذه المحاورة الشيخ سليم بن عيد الهلالي في كتابه "لماذا اخترت المنهج السلفي":
قال الشيخ: إن قيل لك ما مذهبك فما أنت قائل؟
قال: مسلم.
قال الشيخ: هذا لا يكفي !!
قال: لقد سمانا الله المسلمين، وتلا قوله تعالى [[.. هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْل]](الحج: من الآية78).
قال الشيخ: هذا جواب صحيح لو كنا في العهد الأول قبل انتشار الفرق، فلو سألنا – الآن – أي مسلم من هذه الفرق التي نختلف معها جذرياً في العقيدة لما اختلف جوابه عن هذه الكلمة، فكلهم يقول: - الشيعي الرافضي، والخارجي، والدرزي، والنصيري العلوي – أنا مســلم؛ إذا هذا لا يكفي في هذه الأيام.
قال: إذاً أقول: أنا مسلم على الكتاب والسنة.
قال الشيخ: أيضاً هذا لا يكفي.
قال: لماذا؟
قال الشيخ: هل تجد واحداً من هؤلاء الذين ضربناهم مثلاً يقول: أنا مسـلم لسـت على الكتاب والسنة … فمن الذي يقول: أنا لست على الكتاب والسنة.
ثم أخذ الشيخ – رحمه الله – يبين له أهمية الضميمة التي نتبناها وهي: الكتاب والسنة بفهم سلفنا الصالح. -((وهذا سيكون إن شاء الله في ثنايا سلسلتي))-
قال: إذاً أنا مسلم على الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح.
قال الشيخ الألباني –رحمه الله-: إذا سألك سائل عن مذهبك فهل تقول ذلك؟
قال: نعم.
قال الشيخ: ما رأيك أن نختصرها لغةً؛ لأن خير الكلام ما قل ودل؛ فنقول: ســــلفي.
قال: قد أجاملك، وأقول لك: نعم؛ لكن اعتقادي ما سبق، لأن أول ما ينصرف فكر الإنسان عندما يسمع أنك سلفي إلى أشياء كثيرة من ممارسات فيها شدةٌ تصل إلى الغلظة قد تقع من السلفيين.
قال الشيخ –رحمه الله-: هب صحة كلامك، فإذا قلت: مسلم، ألا ينصرف إلى شيعي رافضي أو درزي أو إسماعيلي … ألخ؟
قال: من الممكن لكني أكون قد اتبعت الآية الكريمة [[.. هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْل]].
قال الشيخ –رحمه الله-: لا يا أخي! إنك لم تتبع الآية؛ لأن الآية تعني: الإسلام الصحيح، ينبغي أن يُخاطب الناس على قدر عقولهم … فهل يفهم أحد منك أنك مسلم بالمعنى المراد في الآية؟
والمحاذير التي ذكرتها آنفاً قد تكون صحيحة أو غير ذلك، لأن قولك شدة قد يكون هذا في بعض الأفراد وليس كمنهج عقدي علمي، فدعك من الأفراد، لأننا نتكلم عن المنهج، لأننا إذا قلنا: شيعي أو درزي أو خارجي أو صوفي أو معتزلي ترد المحاذير التي ذكرتها.
إذا فليس هذا موضوعنا، فنحن نبحث عن اسم يدل على مذهب الإنسان الذي يدين الله به.
ثم قال الشيخ –رحمه الله-: أليس الصحابة كلهم مسلمين؟
قال: طبعاً.
قال الشيخ –رحمه الله-: لكن فيهم من سرق، وزنى، وهذا لا يسوغ لأحدهم أن يقول: أنا لست مسلماً بل هو مسلم ومؤمن بالله ورسوله كمنهج، لكنه قد خالف منهجه أحياناً، لأنه غير معصوم.
ولذلك فنحن – بارك الله فيك – نتكلم عن كلمة تدل على عقيدتنا وفكرنا ومنطلقنا في حياتنا فيما يتعلق بشؤون ديننا الذي نعبد الله به، وأما فلان متشدد أو متساهل فأمر آخر.
ثم قال الشيخ –رحمه الله-: أريد أن تفكر في هذه الكلمة الموجزة حتى لا تبقى مصراً على كلمة مسلم، وأنت تعلم أنه لا يوجد أحد يفهم منك ما تريده أبدا، فإذاً خاطب الناس على قدر عقولهم، وبارك الله لك في تلبيتك. آ هـ
من مواضيعي
0 عاجل مصيبة : زنادقة الرافضة يحتفلون بذكرى موت عائشة الصديقة !!!
0 عاجل مصيبة : زنادقة الرافضة يحتفلون بذكرى موت عائشة الصديقة !!!
0 عاجل مصيبة : زنادقة الرافضة يحتفلون بذكرى موت عائشة الصديقة !!!
0 برد السحائب على كبد أهل المصائب للشيخ - أنتم يا أهل غرداية
0 أبيـــــــات لطيفة لرجل يصف داره الخربة
0 حكم إقامة وليمة العرس بقاعة الأفراح
0 عاجل مصيبة : زنادقة الرافضة يحتفلون بذكرى موت عائشة الصديقة !!!
0 عاجل مصيبة : زنادقة الرافضة يحتفلون بذكرى موت عائشة الصديقة !!!
0 برد السحائب على كبد أهل المصائب للشيخ - أنتم يا أهل غرداية
0 أبيـــــــات لطيفة لرجل يصف داره الخربة
0 حكم إقامة وليمة العرس بقاعة الأفراح







السلفية والحزبية:


