قصة مقتل الحسين رضي الله عنه
29-12-2009, 06:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
اشرف الانبياء والمرسلين محمد ابن عبدالله وعلى
اله وصحبه اجمعين
اما بعد



ان موضوع مقتل الحسين ابن علي رضي الله عنهما
من المواضيع التي خاض الناس فيها كثيرا قديما وحديثا
ولأن الكلام في هذه المسألة كثيرا ما كان يجمع حقا وباطلا
احببت ان اتكلم عن هذه المسألة الخطيرة بالحق ان شاء الله تعالى
ولابد قبل الكلام عن مقتل الامام الحسين ابن علي رضي الله وتبارك
عنهما ان نتكلم ولو بشئ يسير عن ما سبق هذا المقتل وذلك ان الخلافة
كانت كما تعلمون بعد موت النبي( ص)صارت لابي بكر الصديق رضي
الله عنه في حديثة السقيفة وبايعه الناس اجمعون بعد ذالك ثم جعل ابو بكر
الخلافة الى عمر لانه رأى ان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه اصلح الناس
للامساك بزمام الخلافة فكان الامر كما رأى وكما اراد ثم لما طعن عمر طعنه
ابو لؤلؤة المجوسي جعل عمر الامر في ستة نفر وهم عثمان وعلي وسعد بن
ابي وقاص وعبدالرحمن ابن عوف والزبير ابن العوام وطلحة ابن عبيد الله
ثم هؤلاء الستة اختاروا عثمان ابن عفان في تفصيل طويل لا مجال لذكره
فصارت الخلافة الى عثمان بأجماع الامة وقد قال الامام احمد رحمه الله
لم تجمع الامة على احد كما اجمعت على عثمان
وستمرت خلافة عثمان 12 سنة حتى قتل مضلوما شهيدا رضي الله عنه
فبايع الناس او ذهب الناس الى علي والى الزبير والى طلحة
فأبى طلحة وأبى الزبير وأبى علي ثم رجع الناس الى علي رضي الله عنه
مرة ثانية فقبل فبايعه الناس وتمت البيعة لعلي رضي الله عنه ولم
يبايعه بعض الصحابة كمعاوية وعمر ابن العاص في الشام
امتنعا عن المبايعة حتى يقتص علي رضي الله عنه من قتلة عثمان
فلما تأخر علي في ذالك وكان محقا في تأخره كانت هناك معركة الجمل
ثم معركة صفين ثم قتل علي رضي الله عنه بعد اربع سنوات وتسعة اشهر
من الحكم قتله عبدالرحمن ابن ملجم قبحه الله
ثم بعد ذالك الت الخلافة الى الحسن ابن علي رضي الله عنه
وعن ابيه واستمر في الخلافة ستة اشهر فتمت بذالك ثلاثون سنة
من وفاة النبي الى هذه الستة اشهر تمت ثلاثون سنة
وقد اخبر النبي في الحديث الحسن ان الخلافة بعده ثلاثون سنة
ثم يكون بعد ذلك ملك ورحمة ثم يكون بعد ذالك ملك اعفر
اي متعثر بالتراب وهذا الملم الاعفر المتعثر بالتراب اي لبعده
عن عهد النبوة هوة الذي كان فيه مقتل الامام الحسين رضي الله
عنه تنازل الحسن لمعاوية في سنة اربعين للهجرة او بداية سنة
واحد واربعين وسمي ذالك العام بعام الجماعة حيث اتحد الناس
على معاوية واستقرت الامور لمدة عشرين سنة امسك معاوية
رضي الله عنه بزمام الخلافة الى سنة ستين من الهجرة
والامور مستقرة في سنة 60 للهجرة مات معاوية رضي الله
عنه وكان معاوية قد جعل الخلافة في ابنه يزيد بعد موته
فعاب الناس على معاوية رضي الله عنه هذا الامر
لأمرين اثنين اما الامر الاول فأنه غير الامر وذالك ان الامر
كان شورى أو ان ابى بكر الصديق لما جعلها في عمر
لم يكن عمر قريب منه فكيف يعدل معاوية عن الشورى
ويجعل الخلافة في قريب بل في ولده فهذا الامر
الاول الذي عابه الناس في معاوية رضي الله عنه
اما الامر الثاني

فأن بعض اهل العلم

من الصحابة وغيرهم كانوا يرون بأن يزيد ليس اهلا بالخلافة

ورأوا غيره اولى منه في الخلافة
المهم ان معاوية رضي الله عنه رأى ان جعل الخلافة في
يزيد افضل من حيث انه كان يرى اذا جعلت في
غير يزيد قد تعود الفتنة مرة اخرى وقد يكثر القتل وتعود الفوضى
فبما أن الأمور مستقرة الأن فلتكن كذلك ولتكن كما هي عليه
فجعل الخلافة في ولده يزيد
هذا غير ما كان معاوية رضي الله عنه اسس ولده لنيل هذه
الخلافة
وبعد موت معاوية
ارسل يزيد يطلب البيعة له بالخلافة
فأرسل وا ليه اليه في المدينة ليأخذ البيعة له من عبدالله بن الزبير
ومن الحسين ابن علي رضي الله عنهم

وغيرهما من الصحابة فبايع كثيرا من الصحابة في ذالك الوقت

ولما جئ لعبدالله بن الزبير وقيل له بايع
قال نعم غدا ابايع فقالوا نأتيك غدا
فلما كان من الليل فر عبدالله بن الزبير من المدينة الى مكة
وجاؤوا الى الحسين وقالوا له البيعة قال ليس سرا ولكن امام
الناس فقالوا نعم وايضا لما كان الليل فر ايضا من المدينة الى
مكة خلف عبدالله بن الزبير وبقيي الحسين وعبدالله بن الزبير في
مكة

ولم يبايعا ليزيد ابن معاوية

وبايعه بقية الناس او المسلمين واستقرت الامور ولكن


اهل العراق كانوا قد قاتلوا مع علي ابن ابي طالب رضي الله عنه

في معركة صفين قاتلوا اهل الشام وهم لايريدون يزيد ابن معاوية
بل يريدون ابناء علي ابن ابي طالب ولكن الحسن كما تعلمون
قد تنازل لمعاوية كما ذكرنا

فأرادو الحسين ابن علي وكان الحسن قد مات
لانه توفي سنة تسعة واربعين من الهجرة فأرسلوا الكتب الى
والرسل الحسين ابن علي في مكة المكرمة

يدعونه الى الخلافة
يقولون له انه ليس في عنقنا بيعة ليزيد تعال نبايعك فلما كثرت الكتب
وكثر مجئ الرسل الى الحسين تأثر بها فلما اجتمعت عنده قرر
رضي الله عنه أن يذهب الى العراق ولكنه قبل ايذهب
رأى ان يرسل بن عمه مسلم ابن عقيل ابن ابي طالب
ارسله الى العراق الى الكوفة
حتى ينضر في الامر وهل هذه الكتب صحيحة وهل الناس فعلا يريدون
الحسين وهل فعلا لا يريدون يزيد او ان الامر على غير
ذالك فأرسل الحسين ابن عمه مسلم ابن عقيل فدخل مسلم الى الكوفة
فوجد ان الامر كما هو في الكتب وان الناس فعلا يريدون الحسين
ولا يريدون يزيد ابن معاوية

فنزل في دار رجل يقال له هانئ ابن عروة وصار الناس يأتون
الى مسلم في دار هانئ ويبايعونه على بيعة الحسين وكثر الناس
حتى ان بعض الناس الذين لا يريدون الحسين ويريدون
يزيد لما بلغهم الخبر ذهبوا وبلغوا امير الكوفة وكان امير الكوفة في ذالك
الوقت الصحابي الجليل النعمان ابن بشير
فلما اخبره صار النعمان لا يبالي وكانه لم يبلغه شئ ولم يبحث في
الموضوع فذهب بعض الناس الى يزيد بن معاوية في الشام
وقالوا له ان مسلم ابن عقيل في الكوفة يأخذ البيعة للحسين
والنعمان ابن بشير لا يحرك ساكنا فأرسل يزيد الى عبيد الله ابن
زياد وعبيد الله ابن زياد كان واليا على البصرة فقال له يزيد
وليتك الكوفة مع البصرة وانضر قضية مسلم ابن عقيل

دخل عبيدالله ابن زياد الكوفة متخفيا حتى لا يراه احد وكان قد
تلثم فلما دخل الكوفة سلم عليه الناس يضنونه الحسين
وكانوا يقولون له اهلا بأبن بنت رسول الله فعلم عبيد الله
ابن زياد ان الامرجد وان الناس فعلا ينتضرون قدوم الحسين
وكانت الامور لما استقرت لمسلم ابن عقيل ارسل مسلم الى
الحسين كتابا فيه ان اقدم وان الامور مهيئة تعال يبايعك الناس
فعزم الحسين رضي الله عنه على الخروج من مكة الى الكوفة
بعد ان اكتشف عبيدالله ابن زياد الامر وعلم ان مسلم ابن عقيل
يأخذ البيعة من الناس ارسل جاسوسا اسمه معقل ارسله
الى دار هانئ ابن عروة على انه رجل من الشام وفي السابق
لا تختلف اللهجات مثل اليوم حتى يعرف انه ليس من اهل
العراق كلهم يتكلمون اللغة العربية الفصيحة فدخل هذا الرجل
على هانئ ابن عروة واعطاه ثلاثة الاف دينار وقال انا من الشام
جئت لابايع للحسين ابن علي فمن ابايع
قال انتضر
فدخل على مسلم ابن عقيل فبايعه فسلمه المال
ثم رجع الى عبدالله ابن زياد فأخبره الخبر وان مسلم في دار هانئ
والناس يأتون ويبايعون
فستدعى عبيدالله بن زياد هانئ ابن عروة وكان هانئ ابن عروة
من اشراف قومه فلما دخل على عبيد الله ابن زياد اين مسلم
ابن عقيل فقال لا علم لي فقام فنادى بذالك الرجل الجاسوس
وهو معقل قال ادخل فدخل هذا الرجل فرأه هانئ ابن عروة
فكأنما اسقط في يديه لانه يعرف الرجل ويعرف انه جائه
وبايع مسلم في بيته فسكت هانئ فقال عبيد الله مرة اخرى
اين مسلم ابن عقيل فقال هانئ والله لوا كان تحت قدمي ما رفعتهما
وهذا من اخلاصه رضي الله عنه وذالك انه قال لو كان
تحت قدمي ما رفعتهما يعني لم اخبرك ابدا بمكانه
فلطمه ثم امر بسجنه وكان عبيدالله ابن زياد هذا من الضلمة


فلما بلغ الخبر مسلم اين عقيل وان هانئ في السجن خرج على
عبيدالله ابن زياد بأربعة الاف رجل وحاصر القصر فلما رأى
عبيدالله ابن زياد ان الامر جد ونه قد حوصر وانه قد يقتل
صار ينادي مشايخ القبائل فجتمعوا اليه فقال رغبواا الناس
فرغبوهم ورهبوهم رغبوهم بالمال ورهبوهم من جيش الشام
فبدئ شيوخ القبائل يعلون ما امروا به فرجع الناس عن مسلم ابن عقيل
وكان ذالك في الضحى

وحتى ان جاء وقت العصر فقط ومع مسلم ابن عقيل ثلاثون رجلا
من اربعة الاف وما انجاء وقت الغروب الا ومسلم ابن عقيل وحده
يدور في الكوفة لايعلم اين يذهب حتى الثلاثين ذهبوا عنه عند ذالك هرب
حتى دخل على امرأ من كندة فقال غريب اريد ماء
فشكت في امره ثم اخبرها انه مسلم ابن عقيل ثم ادخلته في
بيتا في جانب بيتها كان مهجورا وسقته الماء فلما جاء ولدها


علم به وكان عبيد الله ابن زياد كان قد جعل جائزة لمن يأتي به
فلما علم به ولدها ذهب الى عبيد الله ابن زياد واخبره فأرسل سرية
فيها سبعون رجلا فحاصروا البيت فقاتلهم مسلم ابن عقيل
فمنوه بالسلامة اي قالوا سلم نفسك ولن تؤذى فسلم نفسه رضي
الله عنه عند ذالك اخذ الى عبيدالله ابن زياد


خلال هذه الفترة كان الحسين يستعد للخروج من مكة الى الكوفة
لانه لا يدري بالذي حدث لابن عمه مسلم ابن عقيل في الكوفة
كل الذي يعلمه الحسين هوة الرسالة التي جائت من مسلم ان اقدم فان
الناس قد بايعوك


قرر الحسين رضي الله عنه من مكة في يوم التروية في سنة
ستين من الهجرة اي اليوم الثامن من ذي الحجة فلما قرر الخروج
جائه الكثير من الصحابة ومنعوه ومن الصاحبة الذين جادلوه
ومنعوه ولكنه اصر عبدالله ابن عباس الذي قال له والله لولا ان يزدري
الناس بي وبك لتشبثت بشعرك يعني لن اجعلك تذهب ابدا
وكان كذالك من الذين لحقوا به عبدالله ابن عمر لحق به على
مسيرة ثلاث ليالي فأدركه فقال اين يا ابا عبدالله فقال الحسين الى العراق
قال وما لك في العراق واخرج له الكتب التي ارسلوها اليه

وقال انضر كلهم قد بايعوني فوعضه عبدالله ابن عمر موعضة
بليغة حيث قال له والله لاحدثنك حديثا عن رسوالله (ص)
فان الله تعالى خير نبيه بين الدنيا والاخرة فأختار ما عند الله ولم يرد
الدنيا و والله انكم لمن رسول الله وليس لكم الاما اختار رسول الله
فلا والله لا يكون لكم الا ما اختاره لكم الله تبارك وتعالى وهي
الاخرة

فأرجع فأبى الحسين وعزم على الذهاب فلما رأى عبدالله ابن عمر
انه مصر على الخروج فقال له ودعتك الله بالقتيل
وكذالك ممن منعه ابو سعيد الخدري وعبدالرحمن ابن الحارث ابن هشام
وكذالك اخوه محمد ابن الحنفية وكذالك ممن منعه عبدالله ابن الزبير
وقال له الى اين يا ابا عبدالله اتذهب الى قوم قتلوا اباك وطعنوا اخاك
فأبى الا ان يذهب رضي الله عنه

وكما قيل اذا حضر القدر عمي البصر

وخرج في اليوم الثامن منذي الحجة كما قلنا وهو يوم التروية
واليوم الذي امسك فيه عبيدالله ابن زياد بسلم اين عقيل هو اليوم التاسع
اي بعد خروج الحسين بيوم واحد
فقال عبيدالله لمسلم ما هذا الذي فعلت قال بيعة في عنقي للحسين
قال ويحك اما في عنقك بيعة ليزيد فسكت مسلم ابن عقيل فأمر عبيدالله
ابن زياد بضرب عنقه فقال مسلم ابن عقيل اريد ان اوصي فقال له عبيدالله
اوصي فلتفت فوجد من الجالسين عمر ابن سعد ابن ابي وقاص
فقال انت اقرب الناس لي رحما تعال اوصيك

فأوصاه بوصية مفادها ارسل الى الحسين فأنه قد خرج من مكة
واخبره ان اهل الكوفة كذبوه وكذبوني وليس لكاذب رأي فذهب
عمر ابن سعد فأرسل رسولا الى الحسين يخبره بهذا الامر
وقتل مسلم ابن عقيل وصل الرسول الى الحسين وهو قريب من القادسية
فأخبره الخبر وان الناس قد غروه وكذبوا عليه وان مسلم قد قتل فأرجع
فعزم على الرجوع رضي الله عنه فأبى عليه اولاد مسلم ابن عقيل عبدالله
ابن مسلم واخوة مسلم جعفر ومحمد وغيرهم ابو الا ان ينتقموا الى لمسلم
فرضخ الحسين الى لرأيهم وعزم على الذهاب
فأرسل عبيد الله ابن زياد سرية بقيادة

الحر ابن يزيد التميمي لتمنعه من القدوم فلما وصلت هذه السرية
قابلت الحسين في القادسية
فألتقى بالحسين وقال له اين فقال الحسين رضي الله عنه
الى العراق واخبره الخبر وان مسلم ابن عقيل قد قتل
وان الناس قد رضخوا لعبيد الله ابن زياد فأرجع

فقال الحسين بل اذهب وعزم عل التقدم الى العراق
وكان الحر ابن يزيد معه الف رجل
والحسين معه ثلاث وسبعون رجلا فأراد الحسين ان يتقدم
فمنعه الحر ابن يزيد وقال لا تتقدم فلتفت اليه الحسين
وقال له ثكلتك امك ابتعد عن طريقي

وكان الحر ابن يزيد من شجعان العرب وقال للحسين
والله لو قالها غيرك لقتلته هو وامه

ولكن انت لا استطيع ان افعل لك شئ وامك سيدة نساء العالمين
فسكت عنه
فقال الحسين للحر ابن يزيد لما منعه من التقدم
جاء المدد بالجيش بقيادة عمر ابن سعد بن ابي وقاص اربعة الاف
رجل فتمت عدتهم خمسة الاف رجل
لما اكتمل الجيش خمسة الاف قال عمر ابن سعد للحسين رضي الله عنه
ارسل الى يزيد وارسل انا الى عبيد الله ابن زياد
فأرسل عمر بن سعد الى عبيد الله بن زياد ولم يرسل الحسين
الى يزيد ابن معاويه
فلما وصل الكتاب الى عبيدالله ابن زياد قال ليختر هو ما شاء
ان شاء يذهب الى يزيد او ان شاء يرجع الى مكة
المهم انه لا يدخل الى العراق حتى لا تحدث فتنة وكان
في مجلس عبيدالله ابن زياد رجل يقال له شمر ابن ذي الجوشن


قال لعبيد الله ابن زياد واقراه كيف تتركه والرجل تحت يدك
وجيشك عنده بل ينزل على حكمك ثم انت تسيره الى يزيد فغتر
عبيدالله بن زياد بكلامه

فقال نعم هو كما قلت اذهب انت رسولي الى عمر ابن سعد
بن ابي وقاص واخبره بهذا الخبر وقل له لابد ان يستأسر لي
ثم انا ارسله الى يزيد ابن معاوية

حتى يكون عبيدالله قد فعل شيئا فذهب شمر ابن ذي الجوشن
الى عمر ابن سعد وقال له ان عبيد الله ابن زياد استأسره
فقال ويحك ما اضن هذا الا من رأيك فقال دع عنك هذا
ونفذ ما قال الامير وجاء عمر الى الحسين وقال له استأسر
فأن عبيدالله ابن زياد قد رفض الا ان تستأسر فرفض الحسين رضي الله
عنه ان يستأسر لعبيد الله ابن زياد


المعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــركة


فكان القتال في يوم العاشر من محرم في سنة واحد وستين من الهجرة
والقتال لم يدم طويلا لعدم التكافؤ ثلاث وسبعون مقابل خمسة الاف
فلم يكن اي تكافؤ

فقال لهم الحسين لما ارادوا قتاله
قال ويحكم ايصلح لكم ان تقاتلوا مثلي وأنا ابن بنت نبيكم وليس على وجه
الارض ابن بنت رسول غيري وقد قال جدي رسول الله (ص) لي
ولأخي انتما سيدا شباب اهل الجنة اين يذهب بعقولكم

فخرج الحر ابن يزيد صاحب السرية الاولى التي كانت تضم الف مقاتل
بثلاثين رجلا منهم وانضم الى الحسين فيل له ويحك يا حر الى اين تذهب
الى الحسين وانت قد خرجت قائد السرية
فرد عليهم والله اني اخير نفسي بين الجنة والنار وانضم الى مجموعة الحسين
(نقول مجموعة لان الحسين لم يكن معه جيش)
وكان القتال الغير متكافئ كما قلنا وقتل جميع من كان مع الحسين
الا الحسين لم يقتل


وذالك ان الناس كانوا يتهيبون ويخافون من قتله لا يريد احد ان يبتلى
بقتل الحسين رضي الله عنه وفي نفس الوقت كان الحسين شجاعا بطلا
وكان اسدا رضي الله عنه

وكان في ذالك الوقت قد جاوز الخمسة والخمسين من عمره وكلما تقدموا اليه
قاتلهم بشراسة فرجعوا عنه ثم حاصروه ورموه بالرماح بأبي وامي انت يبن
بنت رسول الله فأصابوه رضي الله عنه فسقط شهيدا رضي الله عنه وعن ابيه


ثم جاء سنان ابن انس النخعي فجز رأسه وحمل رأس الحسين الى عبيدالله
ابن زياد في الكوفة

الذين قتلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـلوا مع الحســـــــــــــــــــــــــــــــين


ستة عشر من اهل بيت النبي (ص) قال الحسن البصري ليس على وجه
الارض مثلهم


ممن قتل مع الحسين اخوانه اولاد علي بن ابي طالب
العباس رضي الله عنه
وجعفر والحسين نفسه
ومحمد ابن علي وهذا غير محمد ابن الحنفية


وكذالك ابو بكر ابن علي ابن ابي طالب
وعثمان ابن علي بن ابي طالب رضي الله عنهم

وقتل من اولاد الحسين

عبدالله ابن الحسين
وعلي ابن الحسين وهو غير علي زين العابدين
هذا يسمى علي الاكبر وعلي زين العابدين يسمى
علي الاصغر رضي الله عنهم

وقتل من اولاد الحسن ابن علي ابن ابي طالب

عبدالله
والقاسم
وابو بكر رضي الله عنهم

وقتل من اولاد عقيل

جعفر
ومحمد
وعبدالله
وعبدالرحمن ومسلم قتل في الكوفة قبل المعركة
وقتل معهم ايضا عبدالله ابن مسلم ابن عقيل

وقتل من اولاد عبدالله ابن جعفر محمد
فهؤلاء جملة من قتل
مع الحسين من ال بيت النبوة

بعد مقتل الحسين شعر اهل العراق بعقدة الذنب وذالك بأنهم هم الذين
تسببوا بمقتله رضي الله عنه هو لم يراسلهم بل هم الذين ارسلوا له الكتب
والرسل ليبايعوه ولما ارسل اليهم مسلم ابن عقيل وبايعوه ثم خذلوه
خذلوا مسلم ابن عقيل اولا وقتل بعد ان خرج معه اربعة الاف والى المساء
لم يبق معه رجل واحد تركوه يدور في سكك الكوفة كما قال الفرزدق
عندما التقى به في الطريق وسأله كيف حال الناس فقال
الفرزدق قلوبهم معك وسيوفهم مع بني امية

المهم لما قتل الحسين
اخذ رأسه الى عبيدالله ابن زياد فجعل ينكت فيه بقضيب من حديد
في يده يدخله في فم الحسين رضي الله عنه ويقول والله انه كان لجميل الثغر
وكان عنده زيد ابن ارقم وضرب القضيب من يده وقال فقال ارفعه
فوالله رأيت رسوال الله يقبل هذا الفم صلوات الله عليه
ثم لم تطل المدة حتى هيئ الله تعالى من قتل عبيدالله ابن زياد
وقطع رأسه و وضع في نفس المكان الذي وضع فيه رأس الحسين
وذكروا في اسناد صحيح
انه بعد وضع رأس عبيد الله ابن زياد على المنضدة في قصر الكوفة
انه كانت حية تأتي تدخل في منخره وتخرج من فمه ثلاث مرات
وكان كما قلنا عبيدالله هذا من الظلمة
لما قتل الحسين اسودت الدنيا في وجوه الناس
ودع عنك الروايات المكذوبة والمفتراة كلها كذب وافتراء
انه لما قتل الحسين صارت السماء تمطر دما وما رفع حجر الا وتحته دم
وما تذبح ذبيحة الاوصارت كلها دم هذه كلها من خرافات المكذبين
وليس لها اسناد صحيح ابدا ولا ضعيف ولا يصح منها شيئ
انما الذي صح هو دخول الحية في فم عبيدالله ابن زياد وصح كذالك في
عهد النبي عن الحديث الذي يرويه ابن عباس ان النبي (ص) جاءه جبريل
قال يا محمد اتحب هذا وقصد الحسين فقال النبي نعم فقال ان امتك ستقتله
وان شئت اريتك تربة الارض التي سيقتل عليها
وقد صح عن ام سلمة رضي الله عنها قالت سمعت الجن ينحن الحسين
اي تبكي الجن على الحسين
وكذالك ثبت عن عبدالله ابن عباس انه رأى رؤيا
انه رأى النبي في المنام والنبي يقول من رأني في المنام فقد رأني حقا فأن الشيطان
لا يتمثل بي وابن عباس من اعلم الناس برسول الله (ص) فقد رأى
النبي في المنام وقد شعث راسه ومعه قارورة يقول التقط فيها دم الحسين
واصحابه ولما نضر في ذالك اليوم الذي رأى فيه الرؤيا
فأذا هو نفس اليوم الذي قتل فيه الحسين رضي الله عنه

هذه جملة الاخبار في قتل الامام الحسين رضي الله عنه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ


لكن ما حكم خروج الحسين رضي الله عنه
الذي عليه اصحاب النبي (ص) أن خروجه لم يكن صوابا
وذالك ان جمعا من الصحابة منعوه من الخروج ثم ان الحسين
ليس بمعصوم العصمة لرسول فقط وهو قد عزم على الرجوع
ولكن منعوه حتى يستأسر فقتل لأجل هذا وألا رجوعه كان مؤكدا
هذا امر ثم ان الحسين في خروجه ذالك تكلم فيه اهل العلم وقالوا
انه مخالف لأمر النبي (ص) حيث ان النبي أمر بالصبر على جور الحكام
وانه لا يجوز الخروج فيقول العلماء اجتهد رضي الله عنه في وخروجه ذالك
ولا شك أن الاولى عدم خروجه رضي الله عنه وقال الشيخ ابن تيمية رحمه الله
لم يكن في خروج الحسين مصلحة دين ولا دنيا فأنه بخروجه زاد الفساد
وتسلط عليه الضلمة وقتلوه شهيدا ومن معه رضي الله عنه ثم حصل بعد
ذالك من الفساد ما الله به عليم وفتنة نعيشها الى اليوم من اثر خروجه رضي الله عنه

ونحن لسنا بأهل من يتكلم في خروج الحسين هل هو صائب ام مخطأ
لكن هذا رأي بعض العلماء وموقف اهل السنة والجماعة من خروج الحسين
رضي الله عنه
والله اعلم

وأما ما يشاع عن يزيد ابن معاوية كان له دور في قتل الحسين وأن رأس الحسين
حمل الى يزيد في الشام وأن نساء الحسين ونساء اصحابه من اهل بيت النبي
اخذن مسبيات الى الشام فكل هذا ليس لديه دليل ولم يثبت منه شيئ
فلم يأخذ رأس الحسين الى الشام بل دفن في العراق جسده في كربلاء
ورأسه في الكوفة حيث اخذ الى عبيدالله ابن زياد واما ان يزيد انه كان له يد
في مقتله فليس كانت له يد


ولا نقول هذا دفاعا عن يزيد فيزيد كما قال الامام الذهبي رحمه الله
لانسبه ولا نحبه لانه قد وقع منه شيئ من الظلم لكن نحن لا نحبه ولا نسبه
فليس دين الله قائم على السب واللعن ابدا
المهم انه ليس له شأن في مقتل الحسين
لكن هو من ولى عبيدالله ابن زياد وهو من امر بمنع الحسين من اخذ العراق
وهذا من حقه كحاكم ان يمنع ان من يريد يأخذ الحكم منه
ولكن الذي لامه عليه اهل السنة والجماعة امران اثنان
اما الامر الاول

هو انه لم يعاقب عبيدالله ابن زياد على فعله ذالك
اما الامر الثاني

هوة موقع الحرة وهذه مسألة طويلة وليس هنا مجال لذكرها

هذا كل الذي اعرفه