رسالة من صديقة
09-01-2010, 06:40 PM
لي صديقة حفظها الله كثيرة المزاح وجدتها في إحدى المرات و جالسة على كرسي و تكتب في رسالة لم أرد أن أتطفل عليها لكنها شدت يدي و قالت لي خذي هذا الخطاب لكي, بدأت أقرا في ذلك الخطاب عنوانه طلب خطي.
و لقد كتبت فيه ما يلي:
" لي الشرف العظيم ان اتقدم لسيادتكم بطلبي هذا و المتمثل في امداد صداقتنا الى ما بعد التخرج مع العلم انه لدي شهادة عليا للوفاء و الطيبة و كذلك لدي خبرة في الميدان لحفظ الأسرار و كما أني متخرجة من بيت عتيق و أبي رجل متقي و علمني ان لا أخون او اطعن في الظهر ارجو ان تاخذو طلبي هذا بمحمل من الجد و سوف اكون عند حسن ظنكم و في الاخير تقبلوا مني فائق الاحترام و التقدير
الامضاء صديقة وفية و مخلصة)
ضحكت كثيرا ثم تحول ذلك الضحك الى بكاء عارم لقد علمت انها صادقة في كلامها فهي تسكن في ولاية و انا في أخرى سيكون لها حياته و تكون لي حياتي ستشغلني الدنيا عنها و تشغلها هي فانا سواء رحت او اتيت ما انا سوى فتاة و هي كذلك ولا يمكن للفتاة ان متى تشاء او كيف تشاء صحيح ان اهلي لايمانعون في ان أزورها لكن اهلها يمانعون تذكرت تلك الحكاية او الحادثة التي غيرت حياتي و قربت ان تجعلني قاسية القلب لولا وجودي مع هؤلاء منذ ثلاث سنوات كيف انني تعرضت للمهانة لمجرد او باسم الصداقة كيف اتهمت بانني خائنة للعهود كيف انا صديقة الطفولة تنقلب علي في لحظة غضب ............. و لم يكن لدى سوى تلك الابتسامة و الخروج نهائيا من بيتها و من حياتها و كيف ترجع هي تحاول تصحيح ما اخطات و اقابلها انا ببرودة اعصاب و اقول لها شكرا على قدومك و لكني لن اطردك كما طردتني بل ساكتفي ان اخرج من البيت و اترككي هنا اسفة حقا لقد قلت لك مرة اذا جرحت فانني اخيط جرحي بيدي حتى اتذكر و لا انسى لو كنت فعلت بك شئ يؤذيك لسامحتك لكنك في لحظة طيش وغضب و لم تتذكري الا بعد مرور دهر اسفة حقا هذا لا يهم لانها من الماضي نرجع الى حكاية صديقة طلبها الخطي ذهبت اليها و قلت لها لا يمكن ان نكتب رسالة رسمية نحن اصدقاء و السنا كذلك؟ قالت بلى لكني احتجت ان اكتب هذه الرسالة لكي اعبرة عن مدى الاحترام و الامتنان الذي نكنه لبعضنا فطوال ست سنوات حاولنا ان نبني مستقبلنا معا و ان نضيف جوا من الحب و المرح و أحيانا الحزن و الكآبة حتى لا نحس بالملل فأنت بضحكاتك و عصبيتك و أنا بمزاحي و عصبيتي أيضا لكننا كنا نمرح و كنا على استعداد أن نساعد بعضنا أجبتها صحيح هذا ما حدث و ما زال يحدث لكن عزيزتي إذا كنا سنبعد عن بعضنا و نكون أو نؤسس أو نندمج في مجتمع أخر لا نعرفه فهذه هي الحياة لابد منها حتى نعزز شخصياتنا مجتمع نحن ننتمي إليه فطريا سواء درسنا ما لا مجتمع تهمه المظاهر و سوف نصبح مثله مهما حاولنا ان لا نتأثر به طوال فترة الدراسة و الآن نحن ندخل إليه من أوسع الأبواب. قلت لها أتذكرين عندما قدمت بحثي عن دور المرأة الريفية في تنمية الاقتصاد الوطني؟ و تتذكرين بماذا أجبتي لقد قلتي لي انا دور المرأة يقتصر فقط على تربية الأولاد و السهر على تعليمهم عدم السماح لهم بالتيه و الهروب من الواقع و قلتي أيضا أن على المرأة العاملة ان تترك عملها من اجل زوجها أو من اجل أن تتسع رقعة الفرص لدى الفئة الذكورية . قالت اجل أتذكر ذلك جيدا حتى زملاؤنا من الذكور استحبوا تلك الفكرة و أتذكر إجابتك ثم ضحكت لقد قلتي لي كيف تقولين ذلك كيف تقولين و نحن تكبدنا عناء ومشقة الدراسة؟ مشقة البحث و الخروج الى الميدان في ذلك الشتاء الممطر و لم نابه لذلك و لا حتى أساتذتنا لقد كنا نمشي في الطمي و في
الأمطار الغزيرة و هي تهطل علينا لم نحس بها؟ و لم نحس أيضا بالشمس تلفح وجوهنا و لم تميز أيضا أننا فتيات بالمرة. اجل و الله أتذكر عندما طلب منا ان نقوم بدراسة منطقة قالمة و قد كنا آنذاك أربعة فتيات و كان يتوجب علينا الذهاب الى هناك و رؤية ما تحتويه من مقومات و البناء على أساسها دراستنا و افتراض مشاريع تنموية ضحكت و قلت لها يا لها من ذكريات لكننا استحققنا ما انجزناه و تحصلنا على ما نريد و لاقى استحسان الاستاذ بالرغم انه لم يكن يثق في قدراتنا خاصة وانها كانت منطقة جبلية و وعرة حتى على الرجال قاطعتني قالت لا مازال هناك أشواط على أن نحقق ما نبتغيه قلت لها ماذا تقصدين؟ قالت العمل و الزواج. رددت عليها بقولي: اجل العمل هذا هو الذي نريده ام الزواج فهو في علم الرحمن و لا أريد أن أخوض في هذا الموضوع اتركينا من كل هذا أريد أن أسالك سؤال هل أنتي نادمة على صداقتنا طوال هذه السنوات؟ أجابت لا و لن اندم أبدا و ستبقى ذكرى جميلة عالقة في أذهاننا طوال فترة حياتي و سأحكيها على مدى الدهر إلى أولادي و تصبح من حكايات زمان كيف انك غيرت لي حياتي من الاسوء إلى الأحسن كيف انك مددت لي يد العون عندما كل الناس عافتني و هربت عني كيف تقولين أنني اندم لا يا أختاه لن اندم أترين نحن هنا التقينا بمحض الصدفة لكن صداقتنا لم تكن أبدا بمحض الصدفة أبدا و سوف نلتقي بمحض الصدفة.
رددت على رسالتها بقولي: أختي و صديقتي الغالية بخصوص طلبك فطلبك مرفوض لأننا مادمنا أنا و أنت أحياء فسنظل أصدقاء و ليس لزاما علينا أن تكون بيننا زيارات إذا أنا تذكرتك أو أنتي تذكرتني فهذا أحسن بكثير من الزيارات إذا اعتلت ابتسامة على وجهك كل تذكرت اسمي فهذا قمة الصداقة اجل يتساءل البعض كيف يكون ذلك؟ الإنسان وليد ذكريات أو تجارب كلما كانت التجارب مرة كلما كان الإنسان ذا قلب قاسي أو يمكن أن نقول يتعامل مع أوضاعه الآنية بالعقل او ببرودة أعصاب أما إذا كانت تتخللها بعض الذكريات الحلوة سوف تخفف من وطأة التغير و التأثر أي هناك تعادل و كيف سيكون شعورك عندما يتذكرك شخص و يبتسم ابتسامة خفيفة هذا شعور جميل لأنك متأكد ان تذكرك يخلف في نفسه صبغة او طبعة حلوة و سيعترف لك بالجميل ليس كلاميا لكن عندما يتذكرك انك استطعت ان ترسم على شفاهه ابتسامة حتى و لو لبرهة لأنه في هذه الفانية لا يوجد شئ يدعي الضحك عليه او الابتسامة من اجله إذن انا لا أريد ان أكون ذكرى مؤلمة بل بالعكس أريد ان يتذكر كل من عرفني انه في زمن ما و في مكان ما كانت هناك فتاة ريفية استطاعت ان ترسم ابتسامة على شفاه لا تبتسم استطاعت ان تمسح الدموع و تحشد الحشود ليس للحرب بل للحب و الطمأنينة يظنني البعض أنني متبجحة بطلبي هذا لكنني لا اطلب شيئا لي بل لغيري فهل انا متبجحة يظنني البعض أنني أبالغ لا والله ليست مبالغة بل انا اسرد فقط الوقائع ماذا يحدث و ماذا سيحدث
يظن البعض أنني حالمة اجل انا حالمة لكنني لا اهرب من واقعي كما يفعل البعض بل بالعكس أحاول دوما التمسك بالواقع و المنطق و أحوله إلى صالحي يظن أغلبكم إني مجنونة اجل اعترف أنني في بعض الأحيان أصل إلى عتبة الجنون لأني دائما كثيرة التساؤل لكن لا تخافوا علي فانا أقوى من أن اجن بسرعة و أقوى من يفهمني أحدكم أو يفهم طبيعة علاقة بالناس او بكم أنا احترمكم كلكم لكن هذا لا يعني أني اعرف قدراتكم و مبتغاكم من الحياة أحيانا أتصنع السذاجة و الغباء حتى لا أكون عرضة للمهانة و كذلك حتى لا افقد أعصابي أمامكم لأنه توجد أشياء لا يجب أن تقال لكنني اسمعها و لا أستسيغها لكنني ابتلعها رغما عني كشربي للدواء المر حتى أحافظ على رباطة جأشي أني اردد دوما على مسامعي عقلي و نفسي ليس لزاما علينا أن نرد على كل الاتهامات أو على كل الكلمات بل تختار ما هو أو ما الذي يجب علينا أن نجيب عليه حتى لا يذهب كلامنا او أقاويلنا سدى ليس الذكاء بعدد الإجابات الصحيحة بل الذكاء بمقدرتك على اختيار أحسن و أفضل الإجابات حتى تبقى راسخة على مر الأزمان و الأجيال كالأقوال المشهورة و الحكم المأثورة
لا تظن أنها جاءت هباء بل هي وليدة أفكار أشخاص طوال فترة حياتهم كدوا و جدوا و عملوا و نحن ألان نقتات من ذكرياتهم و أقاويلهم أليس الأجدر بنا أن نجد لنا كلمات من صنع أنفسنا أليس الأجدر بنا أن نشق طريقنا لا نحتاج إلى عصى لنتكئ عليها بل نحتاج إلى عقل و فكر و علم و معرفة حتى نستطيع نبني ما نريد و نكون ما نريد المهم أن يكون لدينا أهلية وإرادة كل في مجال يظن انه الأنسب إليه ليس أن يكون في مجال درسه المهم أن يكون قد أحب هذا المجال فسيعامله كأنه ابنه أو أكثر من ذلك يخاف عليه و يبدع فيه و يفجر كل طاقاته فيه هذا مجرد رأي ليست حقيقة مطلقة ممكن ان تكون خاطئة او ممكن أن تحمل بعض من الصحة إذن لا ندري. المهم نرجع إلى موضوعنا هذا الموضوع الذي ارقني مدة دهر بحاله طيف لا و هو يعتبر من أساسيات الحياة كيف لنا أن نسترجع قلوبا ماتت من اجلنا كيف أن نسترجع كلمات قلناها في غير موضعها
كيف لنا أن نحفظ ما وجهنا و نستطيع أن ننظر في وجه من ألمنا أو من أسعدنا
أحيانا أتمنى أن ارجع و أكون طفلة حتى أحس بتلك البراءة من جديد ما أجمل الأطفال و ما أجمل براءتهم ما أجمل دموعهم في تذرف من غير سبب ما أجمل ضحكاتهم و هي تعلو المنزل ما أجمل نومهم كل شئ جميل فيهم كلما كان المنزل ملئ بالأطفال كلما كان المنزل أجمل و اسعد ليس في كل الحالات لكن ريثما يكبرون تذهب تلك البراءة و تحل محلها العنجهية و الكذب و الخيانة و القرف و كل ما هو أسوء تمنيت لو بقيت صغيرة تمنيت أن لا اضطر إلى الكذب تمنيت أن أجد من يفهم طبائعي تمنيت أن أكون أميرة مثل أميرات الحكايات. لكن هيهات ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ليس كل حلم سهل المنال لكني انهض و استفيق من ذلك الحلم او الكابوس و أنا أتحسر و أتذكر كل ما كان و سيكون لي . يظن البعض أني أهلوس و أتصنع و ابحث عن الأحزان من أوسع الأبواب اجل انا ابحث عن الأحزان حتى لا تبحث هي عني اجل أجد فيها مرتعي وراحتي أجد فيها مكانا أفضل من الفرح و كلنا كذلك لكن هذا تختلف نسبة تأثرنا به. أحيانا يصعب علينا فراق الأحبة و نظن أنهم خلقوا من اجلنا و ليس من العدل أن يتركوننا فنحن الأقرب و الأنسب إليهم لكن لا نعلم هل نحن محقين بهذا أم لا, و لا نعلم أن كل ما يحدث بسبب ليس المهم أن يكون هذا الاختيار في صالحنا لكن المهم ماذا سنجني بعد ذلك هل هو كره و حقد و غل أم حب و معرفة........ لا يهم كل هذا لأنه سيصب في بوتقة واحدة بوتقة حياتك و تقويم شخصيتك و تجاربك و سوف تصبح مثالا تذكره كلما رأيت أو شاهدت أو جاء إليك شخص ما يشتكي إليك ظلم الحياة فتحاول أن تبحث عن أرشيف حياتك و تقول له و تواسيه لكن أوا تعلم شئ لن تستطيع أن تواسيه لأنه يحس انه ظلم من طرف الناس و من طرف الحياة اجل لكل واحد منا تجاربه الخاصة سواء أحب ذلك أم مقته...............
التجارب و يا لها من كلمة نظن إننا الوحيدين التي كانت تجاربنا عظيمة او كبيرة او يمكن القول انها كانت مؤلمة في هذه الدنيا لكن إذا سألنا كل واحد على حدي فسنجد نفس الإجابة أنهم كلهم خاضوا تجارب مؤلمة و لا احد غيرهم قد خاضها, لكن إذا ما نظرنا بمفهوم العقل و الفكر و المنطق فسنجد أنها عبارة عن مجريات الحياة أو سبيل من سبل العيش أو بالأحرى هي مسلمة من مسلمات الحياة أي بمعنى انه كان يجب أن تموت أنت و يلد شخص آخر أن تمرض أنت و تدخل للمستشفى و أخر يتعافي من المرض أو ممكن أن يموت أن تسعد أنت و الأخر يبكي لفقدان شخص ما أو لحظ عاثر إذن كل لديه دور في هذه الحياة يقال ان الحياة عبارة عن مسرح كبير و كل واحد لديه دور فيها سواء شئنا أم أبينا و ينتهي هذا الدور بموت ذلك الشخص و هكذا دواليك إذن الأفضل أن لا تسأل دوما و تقبل الأمور كما هي لكن أنصحك بنصيحة العلم و المعرفة بنصيحة الدين الصبر الصبر الصبر: عند الشدائد او المصائب و لا ننسى الإيمان و الثقة: الثقة بالخالق الثقة بما كتبه لك الرحمن الثقة بقدرتك الثقة ان كل شئ يحدث لسبب ما ...............................
جميع الحقوق محفوظة
سوالف:26/03/2008
رايكم يهمني
و لقد كتبت فيه ما يلي:
" لي الشرف العظيم ان اتقدم لسيادتكم بطلبي هذا و المتمثل في امداد صداقتنا الى ما بعد التخرج مع العلم انه لدي شهادة عليا للوفاء و الطيبة و كذلك لدي خبرة في الميدان لحفظ الأسرار و كما أني متخرجة من بيت عتيق و أبي رجل متقي و علمني ان لا أخون او اطعن في الظهر ارجو ان تاخذو طلبي هذا بمحمل من الجد و سوف اكون عند حسن ظنكم و في الاخير تقبلوا مني فائق الاحترام و التقدير
الامضاء صديقة وفية و مخلصة)
ضحكت كثيرا ثم تحول ذلك الضحك الى بكاء عارم لقد علمت انها صادقة في كلامها فهي تسكن في ولاية و انا في أخرى سيكون لها حياته و تكون لي حياتي ستشغلني الدنيا عنها و تشغلها هي فانا سواء رحت او اتيت ما انا سوى فتاة و هي كذلك ولا يمكن للفتاة ان متى تشاء او كيف تشاء صحيح ان اهلي لايمانعون في ان أزورها لكن اهلها يمانعون تذكرت تلك الحكاية او الحادثة التي غيرت حياتي و قربت ان تجعلني قاسية القلب لولا وجودي مع هؤلاء منذ ثلاث سنوات كيف انني تعرضت للمهانة لمجرد او باسم الصداقة كيف اتهمت بانني خائنة للعهود كيف انا صديقة الطفولة تنقلب علي في لحظة غضب ............. و لم يكن لدى سوى تلك الابتسامة و الخروج نهائيا من بيتها و من حياتها و كيف ترجع هي تحاول تصحيح ما اخطات و اقابلها انا ببرودة اعصاب و اقول لها شكرا على قدومك و لكني لن اطردك كما طردتني بل ساكتفي ان اخرج من البيت و اترككي هنا اسفة حقا لقد قلت لك مرة اذا جرحت فانني اخيط جرحي بيدي حتى اتذكر و لا انسى لو كنت فعلت بك شئ يؤذيك لسامحتك لكنك في لحظة طيش وغضب و لم تتذكري الا بعد مرور دهر اسفة حقا هذا لا يهم لانها من الماضي نرجع الى حكاية صديقة طلبها الخطي ذهبت اليها و قلت لها لا يمكن ان نكتب رسالة رسمية نحن اصدقاء و السنا كذلك؟ قالت بلى لكني احتجت ان اكتب هذه الرسالة لكي اعبرة عن مدى الاحترام و الامتنان الذي نكنه لبعضنا فطوال ست سنوات حاولنا ان نبني مستقبلنا معا و ان نضيف جوا من الحب و المرح و أحيانا الحزن و الكآبة حتى لا نحس بالملل فأنت بضحكاتك و عصبيتك و أنا بمزاحي و عصبيتي أيضا لكننا كنا نمرح و كنا على استعداد أن نساعد بعضنا أجبتها صحيح هذا ما حدث و ما زال يحدث لكن عزيزتي إذا كنا سنبعد عن بعضنا و نكون أو نؤسس أو نندمج في مجتمع أخر لا نعرفه فهذه هي الحياة لابد منها حتى نعزز شخصياتنا مجتمع نحن ننتمي إليه فطريا سواء درسنا ما لا مجتمع تهمه المظاهر و سوف نصبح مثله مهما حاولنا ان لا نتأثر به طوال فترة الدراسة و الآن نحن ندخل إليه من أوسع الأبواب. قلت لها أتذكرين عندما قدمت بحثي عن دور المرأة الريفية في تنمية الاقتصاد الوطني؟ و تتذكرين بماذا أجبتي لقد قلتي لي انا دور المرأة يقتصر فقط على تربية الأولاد و السهر على تعليمهم عدم السماح لهم بالتيه و الهروب من الواقع و قلتي أيضا أن على المرأة العاملة ان تترك عملها من اجل زوجها أو من اجل أن تتسع رقعة الفرص لدى الفئة الذكورية . قالت اجل أتذكر ذلك جيدا حتى زملاؤنا من الذكور استحبوا تلك الفكرة و أتذكر إجابتك ثم ضحكت لقد قلتي لي كيف تقولين ذلك كيف تقولين و نحن تكبدنا عناء ومشقة الدراسة؟ مشقة البحث و الخروج الى الميدان في ذلك الشتاء الممطر و لم نابه لذلك و لا حتى أساتذتنا لقد كنا نمشي في الطمي و في
الأمطار الغزيرة و هي تهطل علينا لم نحس بها؟ و لم نحس أيضا بالشمس تلفح وجوهنا و لم تميز أيضا أننا فتيات بالمرة. اجل و الله أتذكر عندما طلب منا ان نقوم بدراسة منطقة قالمة و قد كنا آنذاك أربعة فتيات و كان يتوجب علينا الذهاب الى هناك و رؤية ما تحتويه من مقومات و البناء على أساسها دراستنا و افتراض مشاريع تنموية ضحكت و قلت لها يا لها من ذكريات لكننا استحققنا ما انجزناه و تحصلنا على ما نريد و لاقى استحسان الاستاذ بالرغم انه لم يكن يثق في قدراتنا خاصة وانها كانت منطقة جبلية و وعرة حتى على الرجال قاطعتني قالت لا مازال هناك أشواط على أن نحقق ما نبتغيه قلت لها ماذا تقصدين؟ قالت العمل و الزواج. رددت عليها بقولي: اجل العمل هذا هو الذي نريده ام الزواج فهو في علم الرحمن و لا أريد أن أخوض في هذا الموضوع اتركينا من كل هذا أريد أن أسالك سؤال هل أنتي نادمة على صداقتنا طوال هذه السنوات؟ أجابت لا و لن اندم أبدا و ستبقى ذكرى جميلة عالقة في أذهاننا طوال فترة حياتي و سأحكيها على مدى الدهر إلى أولادي و تصبح من حكايات زمان كيف انك غيرت لي حياتي من الاسوء إلى الأحسن كيف انك مددت لي يد العون عندما كل الناس عافتني و هربت عني كيف تقولين أنني اندم لا يا أختاه لن اندم أترين نحن هنا التقينا بمحض الصدفة لكن صداقتنا لم تكن أبدا بمحض الصدفة أبدا و سوف نلتقي بمحض الصدفة.
رددت على رسالتها بقولي: أختي و صديقتي الغالية بخصوص طلبك فطلبك مرفوض لأننا مادمنا أنا و أنت أحياء فسنظل أصدقاء و ليس لزاما علينا أن تكون بيننا زيارات إذا أنا تذكرتك أو أنتي تذكرتني فهذا أحسن بكثير من الزيارات إذا اعتلت ابتسامة على وجهك كل تذكرت اسمي فهذا قمة الصداقة اجل يتساءل البعض كيف يكون ذلك؟ الإنسان وليد ذكريات أو تجارب كلما كانت التجارب مرة كلما كان الإنسان ذا قلب قاسي أو يمكن أن نقول يتعامل مع أوضاعه الآنية بالعقل او ببرودة أعصاب أما إذا كانت تتخللها بعض الذكريات الحلوة سوف تخفف من وطأة التغير و التأثر أي هناك تعادل و كيف سيكون شعورك عندما يتذكرك شخص و يبتسم ابتسامة خفيفة هذا شعور جميل لأنك متأكد ان تذكرك يخلف في نفسه صبغة او طبعة حلوة و سيعترف لك بالجميل ليس كلاميا لكن عندما يتذكرك انك استطعت ان ترسم على شفاهه ابتسامة حتى و لو لبرهة لأنه في هذه الفانية لا يوجد شئ يدعي الضحك عليه او الابتسامة من اجله إذن انا لا أريد ان أكون ذكرى مؤلمة بل بالعكس أريد ان يتذكر كل من عرفني انه في زمن ما و في مكان ما كانت هناك فتاة ريفية استطاعت ان ترسم ابتسامة على شفاه لا تبتسم استطاعت ان تمسح الدموع و تحشد الحشود ليس للحرب بل للحب و الطمأنينة يظنني البعض أنني متبجحة بطلبي هذا لكنني لا اطلب شيئا لي بل لغيري فهل انا متبجحة يظنني البعض أنني أبالغ لا والله ليست مبالغة بل انا اسرد فقط الوقائع ماذا يحدث و ماذا سيحدث
يظن البعض أنني حالمة اجل انا حالمة لكنني لا اهرب من واقعي كما يفعل البعض بل بالعكس أحاول دوما التمسك بالواقع و المنطق و أحوله إلى صالحي يظن أغلبكم إني مجنونة اجل اعترف أنني في بعض الأحيان أصل إلى عتبة الجنون لأني دائما كثيرة التساؤل لكن لا تخافوا علي فانا أقوى من أن اجن بسرعة و أقوى من يفهمني أحدكم أو يفهم طبيعة علاقة بالناس او بكم أنا احترمكم كلكم لكن هذا لا يعني أني اعرف قدراتكم و مبتغاكم من الحياة أحيانا أتصنع السذاجة و الغباء حتى لا أكون عرضة للمهانة و كذلك حتى لا افقد أعصابي أمامكم لأنه توجد أشياء لا يجب أن تقال لكنني اسمعها و لا أستسيغها لكنني ابتلعها رغما عني كشربي للدواء المر حتى أحافظ على رباطة جأشي أني اردد دوما على مسامعي عقلي و نفسي ليس لزاما علينا أن نرد على كل الاتهامات أو على كل الكلمات بل تختار ما هو أو ما الذي يجب علينا أن نجيب عليه حتى لا يذهب كلامنا او أقاويلنا سدى ليس الذكاء بعدد الإجابات الصحيحة بل الذكاء بمقدرتك على اختيار أحسن و أفضل الإجابات حتى تبقى راسخة على مر الأزمان و الأجيال كالأقوال المشهورة و الحكم المأثورة
لا تظن أنها جاءت هباء بل هي وليدة أفكار أشخاص طوال فترة حياتهم كدوا و جدوا و عملوا و نحن ألان نقتات من ذكرياتهم و أقاويلهم أليس الأجدر بنا أن نجد لنا كلمات من صنع أنفسنا أليس الأجدر بنا أن نشق طريقنا لا نحتاج إلى عصى لنتكئ عليها بل نحتاج إلى عقل و فكر و علم و معرفة حتى نستطيع نبني ما نريد و نكون ما نريد المهم أن يكون لدينا أهلية وإرادة كل في مجال يظن انه الأنسب إليه ليس أن يكون في مجال درسه المهم أن يكون قد أحب هذا المجال فسيعامله كأنه ابنه أو أكثر من ذلك يخاف عليه و يبدع فيه و يفجر كل طاقاته فيه هذا مجرد رأي ليست حقيقة مطلقة ممكن ان تكون خاطئة او ممكن أن تحمل بعض من الصحة إذن لا ندري. المهم نرجع إلى موضوعنا هذا الموضوع الذي ارقني مدة دهر بحاله طيف لا و هو يعتبر من أساسيات الحياة كيف لنا أن نسترجع قلوبا ماتت من اجلنا كيف أن نسترجع كلمات قلناها في غير موضعها
كيف لنا أن نحفظ ما وجهنا و نستطيع أن ننظر في وجه من ألمنا أو من أسعدنا
أحيانا أتمنى أن ارجع و أكون طفلة حتى أحس بتلك البراءة من جديد ما أجمل الأطفال و ما أجمل براءتهم ما أجمل دموعهم في تذرف من غير سبب ما أجمل ضحكاتهم و هي تعلو المنزل ما أجمل نومهم كل شئ جميل فيهم كلما كان المنزل ملئ بالأطفال كلما كان المنزل أجمل و اسعد ليس في كل الحالات لكن ريثما يكبرون تذهب تلك البراءة و تحل محلها العنجهية و الكذب و الخيانة و القرف و كل ما هو أسوء تمنيت لو بقيت صغيرة تمنيت أن لا اضطر إلى الكذب تمنيت أن أجد من يفهم طبائعي تمنيت أن أكون أميرة مثل أميرات الحكايات. لكن هيهات ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ليس كل حلم سهل المنال لكني انهض و استفيق من ذلك الحلم او الكابوس و أنا أتحسر و أتذكر كل ما كان و سيكون لي . يظن البعض أني أهلوس و أتصنع و ابحث عن الأحزان من أوسع الأبواب اجل انا ابحث عن الأحزان حتى لا تبحث هي عني اجل أجد فيها مرتعي وراحتي أجد فيها مكانا أفضل من الفرح و كلنا كذلك لكن هذا تختلف نسبة تأثرنا به. أحيانا يصعب علينا فراق الأحبة و نظن أنهم خلقوا من اجلنا و ليس من العدل أن يتركوننا فنحن الأقرب و الأنسب إليهم لكن لا نعلم هل نحن محقين بهذا أم لا, و لا نعلم أن كل ما يحدث بسبب ليس المهم أن يكون هذا الاختيار في صالحنا لكن المهم ماذا سنجني بعد ذلك هل هو كره و حقد و غل أم حب و معرفة........ لا يهم كل هذا لأنه سيصب في بوتقة واحدة بوتقة حياتك و تقويم شخصيتك و تجاربك و سوف تصبح مثالا تذكره كلما رأيت أو شاهدت أو جاء إليك شخص ما يشتكي إليك ظلم الحياة فتحاول أن تبحث عن أرشيف حياتك و تقول له و تواسيه لكن أوا تعلم شئ لن تستطيع أن تواسيه لأنه يحس انه ظلم من طرف الناس و من طرف الحياة اجل لكل واحد منا تجاربه الخاصة سواء أحب ذلك أم مقته...............
التجارب و يا لها من كلمة نظن إننا الوحيدين التي كانت تجاربنا عظيمة او كبيرة او يمكن القول انها كانت مؤلمة في هذه الدنيا لكن إذا سألنا كل واحد على حدي فسنجد نفس الإجابة أنهم كلهم خاضوا تجارب مؤلمة و لا احد غيرهم قد خاضها, لكن إذا ما نظرنا بمفهوم العقل و الفكر و المنطق فسنجد أنها عبارة عن مجريات الحياة أو سبيل من سبل العيش أو بالأحرى هي مسلمة من مسلمات الحياة أي بمعنى انه كان يجب أن تموت أنت و يلد شخص آخر أن تمرض أنت و تدخل للمستشفى و أخر يتعافي من المرض أو ممكن أن يموت أن تسعد أنت و الأخر يبكي لفقدان شخص ما أو لحظ عاثر إذن كل لديه دور في هذه الحياة يقال ان الحياة عبارة عن مسرح كبير و كل واحد لديه دور فيها سواء شئنا أم أبينا و ينتهي هذا الدور بموت ذلك الشخص و هكذا دواليك إذن الأفضل أن لا تسأل دوما و تقبل الأمور كما هي لكن أنصحك بنصيحة العلم و المعرفة بنصيحة الدين الصبر الصبر الصبر: عند الشدائد او المصائب و لا ننسى الإيمان و الثقة: الثقة بالخالق الثقة بما كتبه لك الرحمن الثقة بقدرتك الثقة ان كل شئ يحدث لسبب ما ...............................
جميع الحقوق محفوظة
سوالف:26/03/2008
رايكم يهمني
