ماذا لو نذهب نحن الصحافيون ؟
25-02-2010, 03:15 PM
حفيظ دراجي
في كل مرة نقرأ ونسمع عن انتقادات مدربين ولاعبين وإداريين ومسئولين، تتبادر إلى ذهني فكرة لم أتجرأ على طرحها من زمان احتراما للكثير من الزملاء الشرفاء والمهنيين الذين يحترمون أنفسهم قبل غيرهم، ويحترمون مهنتهم ، ويقدسون الخبر ويحترمون أيضا قراءهم وجمهورهم . بعض الزملاء ينصبون أنفسهم أوصياء وفقهاء على الكرة ويصلون في أفكارهم وتحاليلهم إلى المطالبة بذهاب هذا المدرب وهذا الرئيس وذاك اللاعب لأنهم فشلوا في تحقيق أهدافهم ولم يوفقوا مع نواديهم ، وتجدهم في كل مرة ينادون باستقالة فلان أو علان، واستقدام هذا أو ذاك المدرب واللاعب أو حتى الرئيس، ولكننا لم نسمع يوما بصحافي تجرأ وانسحب من هذا المجال وذهب إلى ممارسة مهنة أخرى لأنه فشل في مشواره كفرد أو كمؤسسة إعلامية، أو لأنه ارتكب خطأ مهنيا، أو تجاوزه الزمن ولم يتخلص من أنانيته ومشاعره، ولم يعد قادرا على مسايرة متطلبات المهنة ومقتضيات الرياضة وحاجات الجماهير والقراء .
لقد صار بعضنا يتفنن في إعطاء الدروس والنصائح للمدرب والرئيس واللاعب، وحتى لبعضنا البعض دون أن يكلف نفسه الالتزام بقواعد المهنة، ودون أن يجتهد في تعلم مهنته وإتقانها واحترام غيره ، وتمادى البعض الأخر في لعب دور الإمام والمرشد يحرم ويحلل ، ويقترح ويطلب، ويحتج ويوافق ويعارض .
صحيح أن الصحافي يبحث عن الخبر ويصنع الرأي العام ، وله أراءه ومواقفه يقولها ويكتبها باحترام، ولكنه ليس بالضرورة لاعبا أو مختصا في فنيات التدريب والتسيير، وليس بالضرورة على دراية وعلى حق في كل مرة، ولا يملك الحقيقة المطلقة لأنها أصلا غير موجودة في الرياضة، ولا يحق له المطالبة بذهاب أي كان وتنصيب فلان أو علان .
وإذا كان الجمهور يحق له كل شيء لأنه يسير بمشاعره وعواطفه فان الصحافي هو الذي يهذب تلك المشاعر والعواطف ويخوض في الأسباب والنتائج والأرقام والتحاليل والاستنتاجات والتوقعات، وهو الذي يقدر تلك المسؤولية الملقاة على عاتقه في الإعلام ويقوم بدور المهذب لتلك المشاعر والأحاسيس .
لماذا يجب أن يذهب رئيس الاتحاد ورئيس النادي والمدرب واللاعب ويبقى الصحافي في مكانه إلى الأبد يكتب ويتكلم كما يشاء وحسب أهوائه، لماذا نطالب اللاعب بالانضباط والاجتهاد ، ونطالب المدرب أو الرئيس بتغير الخطة والسياسة وبالاستقالة والانسحاب إذا أخطأ ولا نطالب الصحافي الذي يفشل ويكتب الأخبار الكاذبة ، ويثير الفتن ويبيع ذمته بتغيير المهنة أو على الأقل الاجتهاد فيها وتجنب الأخطاء وإعادة تأهيل نفسه والتأقلم مع التكنولوجيات الحديثة ومتطلبات المهنة .
إلى متى سنبقى نلقن الدروس لغيرنا ولا نحفظ الدروس ولا نستفيد من التجارب التي مرت علينا، ولماذا لا نستثمر نحن كذلك في هذه الصحوة الرياضية في كرة القدم وكرة اليد، وهذا التجاوب الجماهيري والوعي الموجود بأهمية الرياضة لكي ننهض بالإعلام الرياضي ونعيد تنظيم المهنة وتأطير الصحافيين الشباب وتنظيم صفوفهم في جمعية أوجمعيات مهنية تهتم بتكوينهم والأخذ بأيديهم.
والى متى نبقى نجري وراء رئيس الاتحاد والمدرب الوطني وهذا اللاعب أو ذاك، ونبحث عن الإثارة ونكتب كل يوم خبرا ونفنده في اليوم الموالي في نفس الوسيلة الإعلامية دون أن ينتبه إليه مسئول الجريدة ، ودون أن يخجل الصحافي من نفسه، والى متى يبقى راوراوة وسعدان يذهبان ويعودان ونبقى نحن معشر الصحافيين في أماكننا لا نتحرك، نتكلم ونكتب ونستدعي هذا اللاعب ونختار ذلك المدرب أو الرئيس ، ونتلاعب بمشاعر جماهير الكرة وعشاقها ، ونعطي الحق لأنفسنا لمحاسبة الكل ولا نحاسب أنفسنا .
[email protected]
في كل مرة نقرأ ونسمع عن انتقادات مدربين ولاعبين وإداريين ومسئولين، تتبادر إلى ذهني فكرة لم أتجرأ على طرحها من زمان احتراما للكثير من الزملاء الشرفاء والمهنيين الذين يحترمون أنفسهم قبل غيرهم، ويحترمون مهنتهم ، ويقدسون الخبر ويحترمون أيضا قراءهم وجمهورهم . بعض الزملاء ينصبون أنفسهم أوصياء وفقهاء على الكرة ويصلون في أفكارهم وتحاليلهم إلى المطالبة بذهاب هذا المدرب وهذا الرئيس وذاك اللاعب لأنهم فشلوا في تحقيق أهدافهم ولم يوفقوا مع نواديهم ، وتجدهم في كل مرة ينادون باستقالة فلان أو علان، واستقدام هذا أو ذاك المدرب واللاعب أو حتى الرئيس، ولكننا لم نسمع يوما بصحافي تجرأ وانسحب من هذا المجال وذهب إلى ممارسة مهنة أخرى لأنه فشل في مشواره كفرد أو كمؤسسة إعلامية، أو لأنه ارتكب خطأ مهنيا، أو تجاوزه الزمن ولم يتخلص من أنانيته ومشاعره، ولم يعد قادرا على مسايرة متطلبات المهنة ومقتضيات الرياضة وحاجات الجماهير والقراء .
لقد صار بعضنا يتفنن في إعطاء الدروس والنصائح للمدرب والرئيس واللاعب، وحتى لبعضنا البعض دون أن يكلف نفسه الالتزام بقواعد المهنة، ودون أن يجتهد في تعلم مهنته وإتقانها واحترام غيره ، وتمادى البعض الأخر في لعب دور الإمام والمرشد يحرم ويحلل ، ويقترح ويطلب، ويحتج ويوافق ويعارض .
صحيح أن الصحافي يبحث عن الخبر ويصنع الرأي العام ، وله أراءه ومواقفه يقولها ويكتبها باحترام، ولكنه ليس بالضرورة لاعبا أو مختصا في فنيات التدريب والتسيير، وليس بالضرورة على دراية وعلى حق في كل مرة، ولا يملك الحقيقة المطلقة لأنها أصلا غير موجودة في الرياضة، ولا يحق له المطالبة بذهاب أي كان وتنصيب فلان أو علان .
وإذا كان الجمهور يحق له كل شيء لأنه يسير بمشاعره وعواطفه فان الصحافي هو الذي يهذب تلك المشاعر والعواطف ويخوض في الأسباب والنتائج والأرقام والتحاليل والاستنتاجات والتوقعات، وهو الذي يقدر تلك المسؤولية الملقاة على عاتقه في الإعلام ويقوم بدور المهذب لتلك المشاعر والأحاسيس .
لماذا يجب أن يذهب رئيس الاتحاد ورئيس النادي والمدرب واللاعب ويبقى الصحافي في مكانه إلى الأبد يكتب ويتكلم كما يشاء وحسب أهوائه، لماذا نطالب اللاعب بالانضباط والاجتهاد ، ونطالب المدرب أو الرئيس بتغير الخطة والسياسة وبالاستقالة والانسحاب إذا أخطأ ولا نطالب الصحافي الذي يفشل ويكتب الأخبار الكاذبة ، ويثير الفتن ويبيع ذمته بتغيير المهنة أو على الأقل الاجتهاد فيها وتجنب الأخطاء وإعادة تأهيل نفسه والتأقلم مع التكنولوجيات الحديثة ومتطلبات المهنة .
إلى متى سنبقى نلقن الدروس لغيرنا ولا نحفظ الدروس ولا نستفيد من التجارب التي مرت علينا، ولماذا لا نستثمر نحن كذلك في هذه الصحوة الرياضية في كرة القدم وكرة اليد، وهذا التجاوب الجماهيري والوعي الموجود بأهمية الرياضة لكي ننهض بالإعلام الرياضي ونعيد تنظيم المهنة وتأطير الصحافيين الشباب وتنظيم صفوفهم في جمعية أوجمعيات مهنية تهتم بتكوينهم والأخذ بأيديهم.
والى متى نبقى نجري وراء رئيس الاتحاد والمدرب الوطني وهذا اللاعب أو ذاك، ونبحث عن الإثارة ونكتب كل يوم خبرا ونفنده في اليوم الموالي في نفس الوسيلة الإعلامية دون أن ينتبه إليه مسئول الجريدة ، ودون أن يخجل الصحافي من نفسه، والى متى يبقى راوراوة وسعدان يذهبان ويعودان ونبقى نحن معشر الصحافيين في أماكننا لا نتحرك، نتكلم ونكتب ونستدعي هذا اللاعب ونختار ذلك المدرب أو الرئيس ، ونتلاعب بمشاعر جماهير الكرة وعشاقها ، ونعطي الحق لأنفسنا لمحاسبة الكل ولا نحاسب أنفسنا .
[email protected]
