قلوب من فوولاذ ..
21-03-2010, 10:05 PM
كانت هناك على ضفاف البحر جالسة على بساطها و بقربها ((كوب)) الشاي، تنظر إلى قرص الشمس وهو يغطس في الأفق لينقضي يوم من حياتها التي بلغت السبعين عاماً، ثم تنظر إلى البحر الذي تنعكس على مياهه أشعة الأفق الذهبية، وتأخذها روعة جماله، ولكنها لا تنسى كم بلع في جوفه من المآسي والقصص، ثم تعود إلى مكانها فتتذكر حقيقة الحياة وأنها تشابه البحر في كثير من
جوانبه…

كانت تجلس قريباً منها عائلة جاءت إلى البحر لتكسر روتين الحياة اليومي، ولتنسى شيئاً من ماكنة الحياة اليومية وضوضائها، وما تسببه من التوترات النفسية، لاحظ بعض أفراد العائلة يقضون وقتهم، و يتناولون أطراف الحديث بأمور شتى، ويأكلون طعامهم، حتى جاوزت الساعة بعد منتصف الليل، والسيدة العجوز مازالت جالسة وحدها تحتسي الشاي و تنظر إلى البحر، لم يتمالك أحدهم نفسه: ((يا الحاجة .. هل تريدين ان نوصلك إلى مكان؟… عسى ما شر لا نرى عندك أحد؟)) .
قالت : لا أنا أنتظر ابني !!! فقال لها: ((ولكن الوقت متأخر والساعة الآن الواحدة و النصف بعد منتصف الليل؟)) قالت : (( لا أدري، ولكنه ترك بيدي ورقة))، أخذها ذلك الرجل وقرأها، واذا بها ((على كل من يقرأ هذه الورقة إرسال هذه السيدة إلى دار الرعاية للمسنين)).
صعق الجميع عند معرفتهم بمأساة هذه العجوز التي كانت يوماً من الأيام مرضعة و ساهرة و حاملة لذلك العاق ثم يرميها وهي في خريف حياتها على البحر كما يرمي البحر زبده على شاطئه. و لنأخذ نحن العبره من هذا ..و لنعلم أن مصير من يفعل هذا المثل..و أن علينا تربيه أبنائنا التربية الصالحة لنضمن من خلالها برهم في الحياة، والدعاء في الممات.