المهنة.. حلاّب! "مهرِّب"
24-04-2010, 09:14 AM
المهنة.. حلاّب!
في استطلاع نشرته جريدة "العلَم" المغربية، قبل يومين، قال نصف المغاربة أي 50 بالمائة إنهم لا يقبلون فتح الحدود مجددا مع الجزائر، في حين أظهر آخرون، 48 بالمائة موافقتهم على فتح الحدود، وبقيت نسبة ضئيلة 2 بالمائة دون رأي، علما أنّ الاستطلاع يأتي، فترة قصيرة فقط، بعدما أظهرت الفضائيات، عشرات المغاربة وهو يخرجون في شوارعهم للاحتفال بفوز الجزائريين في أمّ درمان على المصريين وتأهلهم للمونديال! الأمر الذي لم ينسه المصريون بتاتا، فقاموا بإخراج أصوات شبه رسمية عندهم، تطالب بسحب رئاسة المغرب للجنة القدس الشريف )يتصارعون على رئاسة لجنة ويتركون القدس تضيع..!(
2010.04.23
في استطلاع نشرته جريدة "العلَم" المغربية، قبل يومين، قال نصف المغاربة أي 50 بالمائة إنهم لا يقبلون فتح الحدود مجددا مع الجزائر، في حين أظهر آخرون، 48 بالمائة موافقتهم على فتح الحدود، وبقيت نسبة ضئيلة 2 بالمائة دون رأي، علما أنّ الاستطلاع يأتي، فترة قصيرة فقط، بعدما أظهرت الفضائيات، عشرات المغاربة وهو يخرجون في شوارعهم للاحتفال بفوز الجزائريين في أمّ درمان على المصريين وتأهلهم للمونديال! الأمر الذي لم ينسه المصريون بتاتا، فقاموا بإخراج أصوات شبه رسمية عندهم، تطالب بسحب رئاسة المغرب للجنة القدس الشريف )يتصارعون على رئاسة لجنة ويتركون القدس تضيع..!(
- هناك خلط كبير في العلاقة بين الجزائر والمغرب، ما بين السياسي والشعبي، الرسمي وغير الرسمي، حيث تكشف كثير من الأحداث التي تقع هنا وهناك، حجم المتناقضات التي تسيطر على المنطقة، وهي المتناقضات ذاتها التي حولت الجميع في نهاية الأمر، إلى كتلة باردة، وغير فاعلة، لا تؤثر ولا تتأثر، سواء بسبب أخطاء السياسيين أو لسكوت الشعوب أو بتواطؤ النخبة الحاكمة وتآمر الأجنبي!
- لا يهمّ البحث عن حلٍّ سحري لهذه الخلطة المغاربية التي لم تتوحد بالشكل المطلوب، ولم تتفرق مثلما يُراد لها من طرف البعض، بل إنها ظلت حيّة لا تموت في الخطابات السياسية وقائمة بين سطور برقيات التهاني والتعازي التي تتبادلها القيادتان، كما أنها تجذرت أكثر عبر أساليب التهريب التي تؤسس لاقتصاد موازٍ وبينيّ لا ينافسه أي نشاط اقتصادي آخر!
- أخطاء النظام المغربي باتت أكثر وضوحا في المدة الأخيرة، بشكل يعبّر بوضوح عن تهور سياسي زائد، وقلة دبلوماسية غير معهودة ومحاولة لإخراج أساليب قديمة، عفا عنها الزمن، وكانت حبيسة العهد السابق في طريقة التعامل مع الجزائريين، مثل تمويل أصحاب الفكر الانفصالي المهددين للوحدة الترابية للبلاد، وكذا، شراء ذمم الجزائريين، واستغلالهم من طرف المخابرات. والحقيقة أن قضية الـ15 بطالا من ولاية تندوف -التي قيل أن المغرب حاول تجنيدهم ضد القضية الصحراوية وضدّ بلدهم في المقام الأول - ليست جديدة، فلقد مَثل أمام محكمة بشار منذ أشهر، جزائريون بتهمة التخابر لصالح المغرب، علما أن هذه القضايا ما يزال يطبعها الكثير من السرية، في التحقيق وأثناء المحاكمات، اتقاء، من الجانب الجزائري، للفتنة بين البلدين وتحكيما للعقل في أيّ نزاع، مهما وصلت درجة خطورته!
- ولا يختلف الاستغلال السياسي لهؤلاء الشباب الجزائريين في التخابر والعمل السري بولايات الجنوب، عن ذلك الاستغلال البشع الذي يتعرض له البطالون في المناطق الحدودية، بمغنية وغيرها من المدن، من تركتهم السلطات عرضة لوحش البطالة ينهشهم، الواحد تلو الآخر، بما في ذلك المتخرجون من الجامعات الذين لم يجدوا أفضل من الانخراط في منظمة التهريب، سبيلا للعيش الكريم، فبات الجميع مهرِّبا أو "حلابا" مثلما يطلقون على ممارسي هذا النشاط هناك، وهم يهربون كل ما يمكن تهريبه، وليس الوقود الرخيص عشر مرات عن الوقود المغربي فقط، بل يهربون أيضا حفاظات الأطفال والزيت والسكر، وحتى علب البسكويت!
- أليس هؤلاء المسكوت عنهم، المضطرون للبحث عن كرامة العيش، في ظل بطالة خانقة، أكثر مدعاة للاهتمام من أي شيء آخر!؟ ألا يكفي الجوع مبررا عند كثير منهم لممارسة المحظور، ولو كان غير صحيح!؟ ألم يقل أبو ذر الغفاري الصحابي الجليل قبل قرون مستغربا:"عجبت لمن لا يجد قوت يومه ولا يخرج شاهراً سيفه على الناس"، فكيف لا يهرّب؟!
كلما اتذكر ان الطائرات التي تقصف السوريين سورية وقادتها سوريون بؤوامر سورية كرهت عروبتي واكاد انسلخ عن كل ما هو عربي








