العلاقات الجزائرية الصينية من الحسن إلى الأحسن
01-05-2010, 02:16 AM
خطت العلاقات الإقتصادية بين الجزائر والصين خطوة إلى الأمام هذا الأسبوع، بعدما أعلن البلدان توقيع اتفاق اقتصادي واعد إضافة إلى آخر يتصل بتبادل المساعدة في مجال القضاء المدني والتجاري، وجاء الاتفاقان بمناسبة زيارة وزير الخارجية الصيني يانغ جايشي إلى الجزائر.
ورحب المسئولون في البلدين بهذه الخطوة واعتبرها وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أنها ستكون "نقطة انطلاق لتعاون اكبر"، وقال "آمل ان نعمل معا لتعزيز العلاقات الاستراتيجية الموجودة بين بلدينا"، داعيا نظيره الجزائري الى زيارة الصين للمشاركة في الدورة الرابعة لمنتدى التعاون بين الصين والدول العربية المقررة العام 2010.
وعملت الجزائر والصين على تطوير علاقاتهما الاقتصادية منذ العام 2000، وخصوصا في ضوء خطتي النهوض الاقتصادي اللتين أطلقتهما الجزائر العامين 2001 و2005 لتطوير وتحديث بناها التحتية الأساسية.
ويعتبر تطور المبادلات التجارية بين البلدين "مثيرا للدهشة"، 4،5 مليار دولار، مقابل نحو 434 مليون دولار سنة 2002، وهو ما ساعد على امتداد الاستثمارات الصينية إلى مختلف مناطق شمال أفريقيا وتحديدا المغرب العربي.
وبدأ التعاون الصيني الجزائري في مقاولة المشروعات والعمالة عام 1979 إلى نهاية سبتمبر 2002، ووقعت الصين مع الجزائر 198 اتفاقية لمقاومة المشروعات، قيمتها نحو 89835ر1 مليار دولار أميركي، وقيمة أعمالها نحو 48ر902 مليون دولار أميركي.
وتقوم الشركة الصينية العامة للمشروعات الهندسية وغيرها من 14 شركة صينية بأعمال مقاولة المشروعات رئيسيا، تغطي أعمالها البناء المدني والري والبترول والاتصالات. في عام 2001 كانت الصين في المركز الخامس العالمي والمركز الأول الأفريقي من حيث قيمة اتفاقيات مقاولة المشروعات والعمالة في الجزائر. وتنمية
وفي نهاية 2003، بلغ احتياطي الجزائر من البترول والغاز 135 مليار برميل ، منها40 مليار برميل منها قابلة للاستخراج، 29% بترول، و56% غاز، و9% لناتج التكثيف، و6% لغاز البترول المسال. بعد أن فازت الشركة الصينية للبترول، صينوكيت، بمشروع إصلاح حقول زارزاتين في أكتوبر 2002، وقعت مجموعة الصينية للبترول، بترو تشينا، اتفاقية مع الجزائر لبناء أول مشروع موحد للتعاون الجزائري الخارجي في مجال البترول في يوليو 2003، ثم وقعت في ديسمبر من نفس العام اتفاقيتين حول التنقيب المخاطر على منطقة 201a-112 بحوض الشريف ومنطقة أخرى، مما يشير إلى أن التعاون الصيني الجزائري في مجال البترول يتطور بخطى متسارعة.
وباعتبار الجزائر "مستودع البترول في شمال أفريقيا"، هناك توجه نحو تطور جيد للتعاون الصيني الجزائري في مجال الذهب الأسود.
وكانت الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني هو جين تاو إلى الجزائر عام 2004، قد أعطت دفعا كبيرا للعلاقات بين البلدين، ومنذ ذلك الحين تضاعف حجم التبادل التجاري.
ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 46، 4 مليارات دولار العام 2009 بزيادة نسبتها 8،8 في المئة عن العام 2008، في حين تبلغ قيمة الاستثمارات الصينية في الجزائر 900 مليون دولار بحسب السفارة الصينية في الجزائر.
ويحرص المسؤولون الصينيون على إقامة علاقات تعاون ودي يكون قائما على المنفعة المتبادلة، وتعتبر الجزائر ثالث ممون للجزائر وزبونها الحادي عشر في سنة 2008.
وقد بلغ حجم المبادلات بين الجزائر و الصين خلال سنة 2008 /5ر4 مليار دولار بفائدة 5ر3 مليار دولار لصالح الصين حسب المعطيات الرسمية الجزائرية.
وكانت الصادرات الجزائرية نحو الصين خلال نفس السنة (500 مليون دولار) تتشكل أساسا من المنتوجات البترولية و المعدنية بينما تتمثل وارداتها (حوالي 4 ملايير دولار) من منتوجات صيدلانية وغذائية.
ووفقا لاحصاءات وزارة التجارة الصينية، بلغت قيمة التجارة الثنائية 3.828 مليار دولار أميركي في عام 2007، بزيادة 83 بالمائة مقارنة مع عام 2006، وارتفعت صادرات الصين إلى الجزائر إلى 2.688 مليار دولار، بينما سجلت وارداتها من ذلك البلد 1.140 مليار دولار.
وهناك نحو 40 شركة صينية كبيرة توسع الآن في الجزائر أعمالها، والتى تتدرج من تشييد الطرق والمباني والاتصالات والطاقة الى موارد المياه والنقل.
ويعد فندق شيراتون الذى بنته إحدى الشركات الصينية، معلما رئيسيا في العاصمة حاليا، بينما سيصبح الطريق السريع الخاضع للانشاء والذي سيربط شرق الجزائر بغربها, شريانا استراتيجيا مهما لدول شمال أفريقيا والدول الساحلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
وكانت شركة تشانغ تشنغ للكمبيوتر الصينية وشركة eepad الجزائرية قد وقعتا مؤخرا لإدارة الإنترنت في الجزائر بروتوكول تعاون لإنتاج أجهزة الكمبيوتر في الجزائر باستثمار مشترك.
وتتميز العلاقات الصينية الجزائرية بالقوة حيث ايدت الصين تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي في خمسينيات القرن الماضي كما ارسلت فريقا للاغاثة عند تعرض شمال الجزائر الى هزة ارضية عام 2003 وهي المرة الأولى التي ترسل الصين فيها فرق الإغاثة إلى خارجها.
وتعمل حاليا في الجزائر أكثر من 40 مؤسسة صينية كبيرة ومتوسطة للاستثمار في قطاعات الطرق والإسكان والاتصالات السلكية واللاسلكية والطاقة والري والمواصلات.
وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد أبلغ في أغسطس- آب الماضي أن العلاقات الجزائرية-الصينية أصبحت تكتسي "طابعا استراتيجيا" باعتبار أنها تتميز بالثقة والدوام والشمولية وتوازن المصالح، وشدد على أهمية توسيع نطاق التعاون بين الجزائر والصين خارج قطاع المحروقات، ليشمل باقي القطاعات المتعلقة أساسا بالتصنيع وبناء المنشآت القاعدية.
ويمتد التعاون الجزائري الصيني إلى المجال العسكري، وأبرم البلدان خلال السنوات القليلة الماضية عدة اتفاقات للتعاون العسكري تتعلق باقتناء العتاد والتكنولوجيا، في إطار سعي الجزائر لتنويع مصادر مقتنياتها من السلاح والعتاد، وقد سبق واشترت طائرات عمودية من الصين.
يذكر أن للصين والجزائر علاقات صداقة تقليدية. وفى خمسينيات القرن الماضي، أيدت الصين حرب التحرير الوطني الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، في ظل الظروف الصعبة التي واجهتها في تطورها الذاتي.
وفي سبتمبر عام 1958، و إثر ثلاثة أيام من تأسيس الحكومة المؤقتة المكافحة لفرنسا، اعترفت الصين بها وبذلك أصبحت الصين إحدى الدول التي أقامت العلاقات الدبلوماسية في وقت سريع مع الجزائر
صاحب الحق متهم