جزائر المواعيد الكبرى
23-06-2010, 07:27 AM
جزائر المواعيد الكبرى..!
حفيظ دراجي
ما فعله المنتخب الجزائري أمام سلوفينيا وانجلترا، وسيفعله أمام أمريكا بإذن الله، وهنا أقصد الأداء والروح التي يلعب بهما بغض النظر عن النتائج، وعن تأهله إلى الدور الثاني أو خروجه في الدور الأول، هو أمر قد يبدو غريبا وجديدا ومفاجئا لدى البعض إذا أخذنا في الحسبان تلك الظروف الصعبة التي مر بها المنتخب الجزائري منذ تأهله إلى المونديال من إصابات لعديد اللاعبين، وتشكيك في قدراتهم، وتعثرات في المباريات الودية، وانتقاص من قيمة المنتخب من قبل وسائل الإعلام الجزائرية والعربية، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أيضا انعدام الخبرة والتجربة لدى لاعبينا وغياب الجزائر عن مثل هذه المحافل الكبرى منذ أكثر من عقدين من الزمن حتى اعتقد الجيل الجديد في هذا العالم بأن لا مكان للجزائر في الخريطة الكروية.
كل الذي سبق المونديال من تشاؤم جزائري وعربي من الإعلاميين والفنيين، يعكس حالة الإحباط وفقدان الأمل ومركب النقص الذي يميز الشارع العربي، ومشاعر الحسد والغيرة والحقد التي يعاني منها شبابنا وإعلامنا، وحتى صفوة المجتمعات العربية من المثقفين وصناع الرأي، وكذا انعدام الثقة في نفوسنا وأبنائنا وفي بعضنا البعض، ويدل أيضا على جهلنا بطبيعة الجزائري وقدرته على رفع التحديات وتجاوز الاستفزازات، وقدرته على تحمل الضغوطات الداخلية والخارجية، والروح الوطنية التي يتميز بها أبناؤنا الذين رفضوا الخوض في قيمة المكافآت عندما أراد رئيس الاتحاد أن يناقشهم فيها قبل المونديال، وفضلوا الحديث عما سيقدمونه للجزائر التي منحتهم فرصة التألق واثبات الذات وحب الجماهير.
الجزائريون أثبتوا أنهم فعلا أصحاب المواعيد الكبرى والمهمات المستحيلة، وأبناء الجزائر جيل بعد جيل توارثوا هذه الروح من أجدادهم المجاهدين أثناء الثورة التحريرية، ومن أبائهم الذي حاربوا الجهل والأمية والظلم والإرهاب الأعمى، وتجندوا مع بعضهم البعض ليواجهوا كل محاولات الإساءة إلى الشعب الجزائري والمساس بمقدساته ومقوماته.
أما المنتخب الجزائري فان معاناته أثناء التصفيات والاستفزازات التي تعرض لها من بعض الأطراف العربية، ومن وسائل الإعلام الفرنسية والانجليزية قبيل المونديال حفزته على اللعب بهذه الروح وبذل كل هذا الجهد رغم النقائص التي لا يزال يعاني منها، ورغم قلة خبرة لاعبيه الذين يشارك بعضهم لأول مرة مع المنتخب، ويكتشفون لأول مرة معنى اللعب باسم الجزائر ومعنى المعاناة ورفع التحديات، ومعنى الضغوطات والصعوبات، ويكتشفون لأول مرة هذه الجزائر التي تثق في أبنائها وتمنحهم فرصة المشاركة في المونديال والدفاع عن ألوان الوطن مهما كانت أعمارهم ومشاربهم.
اللاعبون الجزائريون أظهروا نضجا ووعيا وطنيا وفنيا غاب عن الكثير من المنتخبات العالمية، وعوضوا نقائصهم وقلة تجربتهم بتحليهم بروح أم درمان التي تسكن اليوم كل جزائري حر لا يرضى بغير البذل والعطاء والتضحية من أجل تشريف الوطن مدعمين بالملايين من أبناء جلدتهم ومن العرب والأمازيغ والأفارقة ومن كل الذين يحترمون فينا إخلاصنا ووفاءنا وصدقنا وتضحياتنا..
كل هذا لا يمنعني من التخوف من داء الغرور الذي قد يصيب عناصر المنتخب الجزائري، والتخوف من اعتقادهم بأنهم وصلوا، ومن اكتفائهم بما قدموه أمام سلوفينيا وانجلترا لأن مباراة أمريكا أصعب بكثير، ولأن البقاء في القمة أصعب من الوصول إليها. كما أن المنتخب الأمريكي أظهر قدرات ومهارات كبيرة أمام انجلترا وسلوفينيا، والأمريكيون فهموا اليوم أن كرة القدم رياضة إستراتيجية مهمة يجب التفوق فيها على غرار تفوقهم السياسي والعسكري والاقتصادي، والتألق في المونديال صار مطلبا قوميا لا يقل شأنا عن التفوق في أي مجال آخر.
نخاف من الغرور ولا نخاف على أبنائنا من عقدة الشعور بمركب النقص الذي يعاني منه للأسف الكثير من الناس، ونخاف من لاعبينا أن يعتقدوا بأنهم وصلوا، ولا نخاف عليهم من الأمريكان لأنهم بشر مثلنا، وعندما كنا نلعب الكرة كانوا لا يسمعون عنها، وعندما نواجههم سيدركون بأننا نختلف عن غيرنا..
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة








