كشف الشبهات .... الحلقة الثانية
17-11-2007, 12:54 PM
تكلمنا في المقالة السابقة عن التزييف والتحريف الذي بدأ يطرأ على الساحة العلمية ، وأوردنا مثالاً كتابين من الكتب (المحسوبة على) الشرعية ، وكنت أظن أن الأمر في بدايته ، وأنه جهد محدود ، ولكن بعد التدقيق في الكتب الحديثة الإصدار في المكتبات الإسلامية – وحتى في الشبكة العالمية – وجدت الأمر أكبر مما كنت أظن : فبعض الكتب الفقهية الجديدة الصادرة عن بعض دور النشر المعروفة – والتي بوِّبت على أبواب الفقه التسلسلية المعهودة – حُذف منها باب (أو كتاب) الجهاد ، وكأن الجهاد نُسخ من الدين !! ولا ندري هل أتى الحذف من المؤلفين أم من دور النشر أم من الرقابة الإعلامية للدول العربية !!
هؤلاء الذين يكتبون كتباً بأيديهم ثم يقولون هذا دين الله ليتقربوا بها إلى السلاطين فيكسبون دريهمات مشبوهة ، هم من عناهم الله بقوله تعالى {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} (البقرة : 79)
هؤلاء الذين يسألهم الناس : "من أقرب إلى الهدى ، مجاهد يقاتل في سبيل الله لُنصرة دينه وإعلاء كلمته ، أم حاكم مرتد يوالي أعداء الله ويعادي أولياء الله ويحكم بغير ما أنزل الله ويحارب دين الله وينشر الفسق بين المسلمين ويقتل ويسجن عباد الله الصالحين" ؟ ، فيفتي هؤلاء بأن الحاكم أولى بالحق من المجاهدين وأهدى سبيلاً !! {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاَءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا} (النساء :51- 52)
كل همهم الدينار والريال والجنيه والدرهم والدولار ، غير مبالين بغضب الواحد الجبار ، يخطون بأناملهم ما يقربهم إلى حكامهم ويبعدهم عن خالقهم ، وهم في الآخرة من الزاهدين {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (آل عمران : 77)
هؤلاء الذين يخرجون علينا في الفضائيات ، وينشرون خبثهم في الجرائد والمجلات ، يلوون أعناق النصوص الشرعية لتوافق هوى الحكومات ، ويكذبون في النقل عن العلماء والدعاة "وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (آل عمران : 78)
هؤلاء الذين خانوا الأمانة وقد استحفظهم الله عليها ، فحكموا بإنعدام الجهاد وهو ذروة سنام الإسلام ، وحكموا على المجاهدين بالضلال وهم درع وحصن الإسلام ، وحكموا للمرتدين بالإسلام وهو من أعظم معاول هدمه ، مع نشرهم لثقافة الإستسلام التي يسمونها "السلام" ، وقد استحفظهم الله على الدين ، وعلى بيان حبله المتين { إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} (النساء : 58)
لكن الله لم يترك أمته هملاً ، بل بين لهم الطريق ، وأقام عليهم الحجة ، وتركهم على المحجة ، وتكفل سبحانه بحفظ كتابه الذي أنزله نورا قاشعا للظلام ، وبرهانا يكشف زيف الكلام ، فأتى بيّنا واضحاً فصيحاً يفهمه من له عقل وقلب ، فأمرنا سبحانه باتباع كتابه وسنة نبيه عند الإختلاف أو الشك في أمره ، قال تعالى {وإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله ورسوله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر...}
ليس من الدين تقديس الرجال ، ولا بابوية في الإسلام ، وكل إنسان معرض للخطأ ، وكثير من الناس تزل قدمه ، ويعجز عن بيان الحق لخوف أو مصلحة قدرها عقله ، فلا يجوز للمسلم أن يقدّم كلام البشر على كلام رب البشر ، ولا فتوى عالم على نص ظاهر من كتاب أو سنة ، قال تعالى: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [ التوبة:31].
وفي حديث عدي بن حاتم - وهو حديث حسن طويل رواه أحمد والترمذي وغيرهما – أن حاتم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو نصراني فسمعه يقرأ الآية ، قال : فقلت له : إنا لسنا نعبدهم.
قال : " أليس يحرمون ما أحل اللّه فتحرمونه، ويحلون ما حرم اللّه فتحلونه؟!"
قال: فقلت: بلى.
قال: "فتلك عبادتهم".
قال أبو البختري: أما إنهم لم يصلوا لهم ، ولو أمروهم أن يعبدوهم من دون اللّه ما أطاعوهم ، ولكن أمروهم ، فجعلوا حلال اللّه حرامه ، وحرامه حلاله ، فأطاعوهم ، فكانت تلك الربوبية.
وقال الربيع بن أنس : قلت لأبي العالية : كيف كانت تلك الربوبية في بني إسرائيل ؟ قال : كانت الربوبية أنهم وجدوا في كتاب اللّه ما أمروا به ونهوا عنه ، فقالوا : "لن نسبق أحبارنا بشيء ، فما أمرونا به ائتمرنا ، وما نهونا عنه انتهينا لقولهم". فاستنصحوا الرجال ، ونبذوا كتاب اللّه وراء ظهورهم" ..
وهذا هو الحاصل في زماننا هذ حذو القذة بالقذة : فالقرآن البيّن الواضح الفصيح الصريح يُترك لقول الرجال !! يقولن : لن نسبق علمائنا !! هم أعرف بالدين منا !!
أليس في القرآن مئات آيات الجهاد !!
أليس في القرآن مئات آيات الولاء والبراء !!
أليس في القرآن كفر اليهود والنصارى ومن والاهم !!
أليس في القرآن كفر من لم يحكم بما أنزل الله !!
ولكن القوم يأبون إلا ترك آيات الله واتباع الأحبار والرهبان من دون الله .. فتلك عبادتهم .. تلك عبادتهم ..
إن بين هؤلاء المداهنين من العلماء المفتونين بالمال والرتبة الجاه الزائل ، وبين حكامهم (بل بين كل تابع ومتبوع بالباطل) جدال ونقاش يوم القيامة تنخلع له القلوب وتتفتق له الأفئدة ، وليس أبلغ ولا افصح من القرآن في وصف لتلك المواقف المهيبة .. قال تعالى : {وَقِفوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ * مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ} [الصافات: 24 - 25] أي:كما كنتم تتناصرون في الدنيا على الباطل ..
وقال تعالى: {قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـكِن لاَّ تَعْلَمُونَ * وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ} [الأعراف:38- 39].
وقال تعالى: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ} (غافر :47- 48).
وقال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
(سبأ : 31-33).
{بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ * وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ * قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ * قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ * فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ * فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ * فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ * إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ} [الصافات: 26: 36].
وكذلك قال من سمع كلام بعض الخراصين من اتباع السلاطين : أنترك ما يقلوله هؤلاء "العلماء" لأقوال شباب أغرار متحمسون !! مع ان حجة هؤلاء الشباب آيات كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وإجماع أهل العلم ، ولكن القوم رغبوا عن الحق لموافقة الباطل أهوائهم ، وما أحسن – في نظرهم – أن يُلغى الجهاد من الدين حتى يستريحوا في بيوتهم ويتركوا الأمة تتمزّق ، والأعراض تُنتهك ، والقرآن يمتهن ، وهم في أحضان زوجاتهم نائمون !!
لقد وعدت في المقالة السابقة (كشف الشبهات) أن أقوم بالتعليق على افتراءات صاحب كتاب "وجادلهم بالتي هي حسن" التي ظن أنه يرضي بها حكامه الجهلة الذين تبنوا كتابه وبذلوا له الأموال في سبيل نشره لرفع صفة الكفر والردة عنهم {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} (الأنفال : 36) ، وقد بلغ غبائهم مبلغاً جعلهم يتعلقون بقشة هذا وشيخه "عبد المحسن العبيكان" (كذاب نجد) ، الذي أفتى بعدم جواز جهاد الكفار الأمريكان الصائلين على المسلمين ، وقال بأن القتال في العراق فتنة وإلقاء بالنفس إلى التهلكة ، ولعله أخذ الفكرة من "ليون روش" الفرنسي الذي سافر إلى مصر ابان الإحتلال الفرنسي للجزائر ليستصدر من علمائها فتوى تجعل الجهاد في الجزائر ضد الفرنسيين غير شرعي ومن باب إلقاء النفس إلى التهلكة ، وقد نال "ليون" مراده من بعض المنافقين. وهذا هو عين ما فعله الإحتلال الإنجليزي في الهند يوم أنشأوا العقيدة القاديانية التي تحرم القتال ضد الإنجليز وتجعله من الموبقات ، وتجعل من الإنجليز ولاة أمر المسلمين ، وهو عين ما أفتى به "كذاب نجد" الذي قال بولاية من عيّنه الأمريكان في العراق وعدم جواز الخروج عليهم !!
فالفرنسيون استعانوا ببعض مشايخ الصوفية في مصر ، والإنجليز استعانوا بميرزا غلام أحمد القادياني ، وها هم الأمريكان يستعينون بعبد المحسن العبيكان "قادياني نجد وكذابها" وإخوانه أصحاب عقيدة "السلفية القاديانية" ..
سيجد القارئ في سياق الرد على "مناقشات" كاتب الكتاب بأن المؤلف قد نال من حكامه (من حيث شعر أو لم يشعر) أكثر مما نال منهم المجاهدون والمؤمنون ، فالحمد لله الذي رد كيد الحكام إلى هذا وأمثاله ..
وإليكم الرد على ما سماه الكاتب ب "مناقشة علمية هادفة لـ 18 شبهة متعلقة بحكام المسلمين" ، وقد أتيت بعناوين "الشبهات" من متن الكتاب (لاختلافه عن الفهرس) ، فأكتب العنوان (وجعلته بين معكوفين [...]) ثم أعلق عليه بما يناسبه ، وقد حاولت ألا أُطيل في الرد حتى لا يمل القارئ ، إنما هي رؤوس أقلام أردت بها بيان طريقة تلبيس هؤلاء المفاليس على عوام الناس ..
قال الكاتب : [الشبهة الأولى : طعنهم في بيعة الحاكم الذي ليس من قريش]
أقول : لا أعرف من المجاهدين - أو من ينظّر لهم - من وقع في هذه الشبهة ، ولا ندري من أين أتى بها !! ولعله التقطها من بعض المنتديات التي يكثر فيها أفراد أجهزة أمن حكامه ليشوّهوا صورة المجاهدين وأتباعهم بذكر مثل هذه الترهات ، فالمجاهدون أغزر علماً وأعظم فهماً للدين من أن يقعوا في مثل هذا الأمر .. هذا مع العلم بأن بعض مشايخه نال من الإمارة الإسلامية (الطالبان) لعدم تنصيبهم إماماً قرشياً يحكمهم !!
قال الكاتب : [الشبهة الثانية : طعنهم في بيعة من أخذ الحكم بالقوة]
أقول : وهذه كالتي قبلها : لا أعرف من قال بها من المجاهدين ، إلا أن يكون الآخذ للحكم بقوة "كافر" كـ"علاوي" العلماني البعثي الرافضي المرتد ، والنصيري في سوريا ، والمرتد صاحب الكتاب الأخضر المنكر للسنة في ليبيا ، والقائمة طويلة ، فهؤلاء لا بيعة لهم ولا ولاية على المسلمين بنص كتاب الله وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم واجماع العلماء ، بل ليست لأحدهم ولاية على ابنته في عقد الزواج (إن كانت مسلمة) ، وإن أخذ حاكم مسلم الحكم بالقوة وورثها ابناءه فارتدوا عن الدين بردة صريحة لنا فيها من الله برهان ، فهؤلاء فرض على المسلمين الخروج عليهم (وسيأتي بيانه) ..
قال الكاتب : [الشبهة الثالثة: ظنهم أن الطاعة لا تجب إلا على من بايع بنفسه]
وهذا لم يقل به أحد من المجاهدين ولا من نظّر لهم !! ولعل هذه القاعدة هي مستند شيخ الكاتب الكذاب في ولاية علاوي والجعفري وأمثالهم من المرتدين ، فحكموا على المجاهدين في العراق بالخروج على الحاكم الشرعي ، ونسي هؤلاء أو تناسوا بأن أول شرط للإمام أن يكون مسلماً ، فإذا انتفى هذا الشرط فكل شيء بعده باطل ، وإنما حكم هؤلاء المرتدين أعوان الصليبين ، في دين رب العالمين : ضربة بسيف ..
قال الكاتب : [الشبهة الرابعة : طعنهم في الحكام بحجة أنهم أدخلوا المشركين جزيرة العرب]
وذكر في هذه الشبهة كلاماً مُجملاً مفاده جواز إدخال المشركين جزيرة العرب بغير استيطان ، وهذا صحيح عند بعض العلماء ولكنه لم يذكر حقيقة من أدخله حكامه جزيرة العرب من أجهزة المخابرات اليهودية والنصرانية والجنود الأعداء الصائلين ومن يعمل لهم من المهندسين والخبراء والجواسيس، فهؤلاء لم يقل أحد من أهل العلم بجواز دخولهم جزيرة العرب بهذه الطريقة وعلى هذا الوجه .. ثم هل أدخل هؤلاء الحكامُ الأمريكان جزيرة العرب أم أن الأمريكان دخلوا رغم أنفهم !! فالخلاف ليس خلاف استيطان أو دخول مؤقت ، وإنما الأمر جواز دخول عدو صائل مقاتل يريد الفتك (بل يفتك) بالمسلمين ويستخدم القواعد العسكرية في الجزيرة لقتل أهل الإسلام في العراق وأفغانستان وغيرها ، ويتجسس على المسلمين ، هذا هو الذي نقوله وهو الذي نراه ويراه الناس ، والنبي صلى الله عليه وسلم لعن "من آوى محدثاً" (مسلماً) ، فكيف بمن آوى جيشا نصرانيا يهوديا يغزو بلاد الإسلام – قلب بلاد الإسلام وعلى بعد فراسخ من الكعبة المشرفة - ويهتك أعراض المسلمات ويسفك دماء المسلمين !! إن المسألة هنا لا تنطبق على الخلاف الفقهي القديم بين العلماء ، وإنما المسألة مختلفة في واقعها كليا عما ورد في كتب السلف ، والحكم عل الشيء فرع عن صوره . فليبحث من اراد أن يبحث المسألة عن واقعها الحقيقي : جيش نصراني في جزيرة العرب يقتل المسلمين في العراق وأفغانستان والفلبين ، ويظاهر اليهود في قتل المسلمين في فلسطين ، تنطلق طائراته من قواعد الجزيرة ، ويُزوّد بالوقود والمؤن وما يحتاجه لقتل المسلمين عن طريق حكام تلك البلاد ، ويُسجن ويُقتل كل مسلم يعترض طريق هؤلاء النصارى ويُفسد عليهم خططهم لإحتلال وإخضاع بلاد المسلمين ، وأخذ خيراتهم وهتك اعراضهم وسفك دمائهم .. هذا هو الواقع الذي نشهده ويشهده العالم ، فمن شاء فليبحث في المسألة على حقيقتها ، فالأمر لا يحتمل خلافاً لفظياً أو فقهياً ، الأمر هنا مصير الأمة ..
قال الكاتب : [الشبهة الخامسة : طعنهم في الحكام بحجة أنهم استعانوا بالقوات الكافرة]
وذكر فتوى كبار العلماء ولم يذكر الفتاوى التي عارضتهم وبينت خطأهم ، وكأن الهيئة معصومة وكلامها وحي لا يحتمل الخطأ !! وكأنها الهيئة مستقلة ليس عليها أية ضغوط !! وليراجع من شاء كتاب "وعد كسنجر" للشيخ سفر الحوالي ليعرف بطلان هذه الفتوى .. فهؤلاء الحكام لم يأتوا بالإستعانة الشرعية ، ولم يأتوا بالأمريكان ليحرروا الكويت ، بل أتوا بهم ليسلموهم جزيرة العرب مقابل العروش ، وهذه هي الحقيقة التي لا يجحدها إلا جاهل أو مكابر .. أما الإستعانة بالكفار ضمن الحدود الشرعية التي ذكرها بعض الفقهاء فهذه محل نزاع قديم ، وليس هذا ما يحصل الآن في جزيرة العرب .. والحقيقة أن هذه القوات الكافرة أتت لتحتل الجزيرة ولم تأتي بطلب من حكامها ، وحكامها أحقر من أن يحرّك الأمريكان أساطيلهم الحربية وجنودهم وأبنائهم ليموتوا من أجل سواد عيونهم أو أعين الشعب الكويتي ..
لقد أدرك القاصي والداني كذب هؤلاء الحكام الذين اعلنوا _ قبل أربعة عشر سنة - بأن الأمريكان سيغادرون الجزيرة بمجرد تحرير الكويت !! وقد جاء هذا التصريح على لسان الشيخ عبد العزيز بن باز (رحمه الله) الذي قال بأن " الحكومة أخبرته بأن الأمريكان سيغادرون الكويت بمجرد تحريرها ، وبناء عليه أصدر فتواه بجواز الإستعانة بالكفار (وكلامه في شريط مسجل) ، وهذا هو سبب كتابة الشيخ سفر الحوالي لكتابه "وعد كسنجر" الذي بين فيه بطلان هذا الوعد وزيفه ..
إن ما أفتى به الشيخ ابن باز في وقته – إن كان له وجه في ذلك الوقت – هو باطل الآن ولا يُحتج به لظهور الأدلة والبراهين الدامغة لنوايا الصليبيين ، ولإعلان الصليبيين نيتهم احتلال بلاد الإسلام (وقد فعلوا) ، وإعلانهم محاربة ديننا (وما زالوا يفعلونه) ، فتمسك البعض بفتوى الشيخ ابن باز رحمه الله ، ليس له وجه وقد تغيرت الأحوال وظهر ما كان خافياً ، ففتوى الشيخ لاغية لا تصلح لوقتنا هذا ، ولم تكن صالحة في وقته (رحمه الله وغفر له) وهي من زلاته التي نسأل الله أن يتجاوز عنها ..
قال الكاتب : [الشبهة السادسة : طعنهم في الحكام بحجة أنهم أضاعوا أموال الأمة]
وذكر أن هذا ليس من الأمور التي توجب الخروج على الحاكم ، وهو حق ، ولكنه قال في أول كلامه "ان قضايا الأموال ليست سببا لمحبة أو بغض ولي الأمر" !! سبحان الله !! إن كان ولي أمرك لص وسارق ، أفلا نُبغض فيه هذه الخصلة الذميمة !! ولنا هنا وقفة : فالكاتب لم ينفي سرقة ولاة أمره أموال المسلمين ، ولكنه فقط يقول : هذا ليس سبباً في الخروج عليهم ، فأمر سرقتهم مسلّم عنده !! ونحن نشكره على هذه الصراحة ..
أقول : إن هذه الأموال التي يبذلها ولاة أمره للكفار ليحاربوا بها المسلمين ، أو ينفقونها على شهواتهم وملذاتهم في قصورهم الأوروبية والأمريكية ، هي حق للمسلمين ، والواجب صرفها اليوم على المجاهدين ليذودوا عن حياض الأمة وليدفعوا عنها العدو الصائل ، هذا هو الواجب في هذه الأموال المسروقة المنتهبة ..
قال الكاتب : [الشبهة السابعة : تكفيرهم جميع الحكام بلا استثناء]
أولاً : نتقدم بالشكر للكاتب لأنه لم يدافع أو ينافح إلا عن أسياده "آل سعود" لأنه يعلم حال بقية الحكام ، فلا سبيل للدفاع عنهم ، مع تلميحة بنفي الكفر عنهم أجمع ، أما دفاعه عمن موّل هذا الكتاب ، فهو من باب رد الجميل ، و"آل سعود" أغنى الناس عن الدفاع عنهم ، فسفيرهم يُعلن في واشنطن صباح مساء ولاء أسرته المطلق للأمريكان ، وكثير من قوانينهم التجارية والدولية المكتوبة المُعلنة المتحاكم إليها قوانين كفرية بلا شك (راجع كتاب "الكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية" لأبي محمد المقدسي) ..
وقد ذكر الكاتب في آخر هذا الباب ، ما يلي "فهؤلاء الحكام الذين تُشير إليهم من حكام العرب والمسلمين :
- قد يكونون معذورين لم تتبيّن لهم الحجّة.
- أو بيّنت لهم وجائهم من يُلبّس عليهم ويشبّه عليهم" انتهى.
نقول : كما أخرجت هذا الكتاب لتُبيّن للمسلمين عدم كفر حكامك ، فلماذا لا تُخرج كتاب مثله لبقية الحكام تُبيّن لهم وتُقيم عليهم الحجّة وتحذّرهم من الملبّسين !! إذهب بنسخة من كتابك الجديد إلى القذافي أو صاحب تونس أو الأردن أو سوريا أو مصر أو الجزائر (الذين لا تُكفّرهم) ثم انظر ما يفعله هؤلاء "الحكام المسلمون" بكتابك الثمين وبك أنت يا فهّيم !!
أنا لا أقول للكاتب أن يأتيني بحاكم – من حكام العرب - يحكم بشرع الله أو لا يوالي أعداء الله ، ولاكنني أقول له : إئتني بحاكم من هؤلاء لا يحارب شرع الله ، ولا يحارب من يطالب بتحكيم شرع الله ، ولا يحارب من يعادي أعداء الله .. حكام هذا شأنهم : كيف لا نحكم بكفرهم .. إن تكفيرهم ليس مجال بحث ، ولكن ما يجب بحثه هو جواز السكوت عن بيان حالهم !!
قال الكاتب : [الشبهة الثامنة : تجويزهم الخروج على الحاكم الفاسق]
أقول : لم يقل بالخروج على الحاكم الفاسق أحد من قادة المجاهدين وعلمائهم ، ونشكر الكاتب على عدم نفي الفسق عن حكامه .. وأما دعوى انعقاد الإجماع على عدم الخروج على الحاكم الفاسق ، فقد سبق الكلام عليه في المقالة الأولى ، فليس هناك إجماع في المسألة ..
هؤلاء الذين يكتبون كتباً بأيديهم ثم يقولون هذا دين الله ليتقربوا بها إلى السلاطين فيكسبون دريهمات مشبوهة ، هم من عناهم الله بقوله تعالى {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} (البقرة : 79)
هؤلاء الذين يسألهم الناس : "من أقرب إلى الهدى ، مجاهد يقاتل في سبيل الله لُنصرة دينه وإعلاء كلمته ، أم حاكم مرتد يوالي أعداء الله ويعادي أولياء الله ويحكم بغير ما أنزل الله ويحارب دين الله وينشر الفسق بين المسلمين ويقتل ويسجن عباد الله الصالحين" ؟ ، فيفتي هؤلاء بأن الحاكم أولى بالحق من المجاهدين وأهدى سبيلاً !! {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاَءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا} (النساء :51- 52)
كل همهم الدينار والريال والجنيه والدرهم والدولار ، غير مبالين بغضب الواحد الجبار ، يخطون بأناملهم ما يقربهم إلى حكامهم ويبعدهم عن خالقهم ، وهم في الآخرة من الزاهدين {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (آل عمران : 77)
هؤلاء الذين يخرجون علينا في الفضائيات ، وينشرون خبثهم في الجرائد والمجلات ، يلوون أعناق النصوص الشرعية لتوافق هوى الحكومات ، ويكذبون في النقل عن العلماء والدعاة "وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (آل عمران : 78)
هؤلاء الذين خانوا الأمانة وقد استحفظهم الله عليها ، فحكموا بإنعدام الجهاد وهو ذروة سنام الإسلام ، وحكموا على المجاهدين بالضلال وهم درع وحصن الإسلام ، وحكموا للمرتدين بالإسلام وهو من أعظم معاول هدمه ، مع نشرهم لثقافة الإستسلام التي يسمونها "السلام" ، وقد استحفظهم الله على الدين ، وعلى بيان حبله المتين { إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} (النساء : 58)
لكن الله لم يترك أمته هملاً ، بل بين لهم الطريق ، وأقام عليهم الحجة ، وتركهم على المحجة ، وتكفل سبحانه بحفظ كتابه الذي أنزله نورا قاشعا للظلام ، وبرهانا يكشف زيف الكلام ، فأتى بيّنا واضحاً فصيحاً يفهمه من له عقل وقلب ، فأمرنا سبحانه باتباع كتابه وسنة نبيه عند الإختلاف أو الشك في أمره ، قال تعالى {وإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله ورسوله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر...}
ليس من الدين تقديس الرجال ، ولا بابوية في الإسلام ، وكل إنسان معرض للخطأ ، وكثير من الناس تزل قدمه ، ويعجز عن بيان الحق لخوف أو مصلحة قدرها عقله ، فلا يجوز للمسلم أن يقدّم كلام البشر على كلام رب البشر ، ولا فتوى عالم على نص ظاهر من كتاب أو سنة ، قال تعالى: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [ التوبة:31].
وفي حديث عدي بن حاتم - وهو حديث حسن طويل رواه أحمد والترمذي وغيرهما – أن حاتم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو نصراني فسمعه يقرأ الآية ، قال : فقلت له : إنا لسنا نعبدهم.
قال : " أليس يحرمون ما أحل اللّه فتحرمونه، ويحلون ما حرم اللّه فتحلونه؟!"
قال: فقلت: بلى.
قال: "فتلك عبادتهم".
قال أبو البختري: أما إنهم لم يصلوا لهم ، ولو أمروهم أن يعبدوهم من دون اللّه ما أطاعوهم ، ولكن أمروهم ، فجعلوا حلال اللّه حرامه ، وحرامه حلاله ، فأطاعوهم ، فكانت تلك الربوبية.
وقال الربيع بن أنس : قلت لأبي العالية : كيف كانت تلك الربوبية في بني إسرائيل ؟ قال : كانت الربوبية أنهم وجدوا في كتاب اللّه ما أمروا به ونهوا عنه ، فقالوا : "لن نسبق أحبارنا بشيء ، فما أمرونا به ائتمرنا ، وما نهونا عنه انتهينا لقولهم". فاستنصحوا الرجال ، ونبذوا كتاب اللّه وراء ظهورهم" ..
وهذا هو الحاصل في زماننا هذ حذو القذة بالقذة : فالقرآن البيّن الواضح الفصيح الصريح يُترك لقول الرجال !! يقولن : لن نسبق علمائنا !! هم أعرف بالدين منا !!
أليس في القرآن مئات آيات الجهاد !!
أليس في القرآن مئات آيات الولاء والبراء !!
أليس في القرآن كفر اليهود والنصارى ومن والاهم !!
أليس في القرآن كفر من لم يحكم بما أنزل الله !!
ولكن القوم يأبون إلا ترك آيات الله واتباع الأحبار والرهبان من دون الله .. فتلك عبادتهم .. تلك عبادتهم ..
إن بين هؤلاء المداهنين من العلماء المفتونين بالمال والرتبة الجاه الزائل ، وبين حكامهم (بل بين كل تابع ومتبوع بالباطل) جدال ونقاش يوم القيامة تنخلع له القلوب وتتفتق له الأفئدة ، وليس أبلغ ولا افصح من القرآن في وصف لتلك المواقف المهيبة .. قال تعالى : {وَقِفوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ * مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ} [الصافات: 24 - 25] أي:كما كنتم تتناصرون في الدنيا على الباطل ..
وقال تعالى: {قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـكِن لاَّ تَعْلَمُونَ * وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ} [الأعراف:38- 39].
وقال تعالى: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ} (غافر :47- 48).
وقال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
(سبأ : 31-33).
{بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ * وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ * قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ * قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ * فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ * فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ * فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ * إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ} [الصافات: 26: 36].
وكذلك قال من سمع كلام بعض الخراصين من اتباع السلاطين : أنترك ما يقلوله هؤلاء "العلماء" لأقوال شباب أغرار متحمسون !! مع ان حجة هؤلاء الشباب آيات كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وإجماع أهل العلم ، ولكن القوم رغبوا عن الحق لموافقة الباطل أهوائهم ، وما أحسن – في نظرهم – أن يُلغى الجهاد من الدين حتى يستريحوا في بيوتهم ويتركوا الأمة تتمزّق ، والأعراض تُنتهك ، والقرآن يمتهن ، وهم في أحضان زوجاتهم نائمون !!
لقد وعدت في المقالة السابقة (كشف الشبهات) أن أقوم بالتعليق على افتراءات صاحب كتاب "وجادلهم بالتي هي حسن" التي ظن أنه يرضي بها حكامه الجهلة الذين تبنوا كتابه وبذلوا له الأموال في سبيل نشره لرفع صفة الكفر والردة عنهم {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} (الأنفال : 36) ، وقد بلغ غبائهم مبلغاً جعلهم يتعلقون بقشة هذا وشيخه "عبد المحسن العبيكان" (كذاب نجد) ، الذي أفتى بعدم جواز جهاد الكفار الأمريكان الصائلين على المسلمين ، وقال بأن القتال في العراق فتنة وإلقاء بالنفس إلى التهلكة ، ولعله أخذ الفكرة من "ليون روش" الفرنسي الذي سافر إلى مصر ابان الإحتلال الفرنسي للجزائر ليستصدر من علمائها فتوى تجعل الجهاد في الجزائر ضد الفرنسيين غير شرعي ومن باب إلقاء النفس إلى التهلكة ، وقد نال "ليون" مراده من بعض المنافقين. وهذا هو عين ما فعله الإحتلال الإنجليزي في الهند يوم أنشأوا العقيدة القاديانية التي تحرم القتال ضد الإنجليز وتجعله من الموبقات ، وتجعل من الإنجليز ولاة أمر المسلمين ، وهو عين ما أفتى به "كذاب نجد" الذي قال بولاية من عيّنه الأمريكان في العراق وعدم جواز الخروج عليهم !!
فالفرنسيون استعانوا ببعض مشايخ الصوفية في مصر ، والإنجليز استعانوا بميرزا غلام أحمد القادياني ، وها هم الأمريكان يستعينون بعبد المحسن العبيكان "قادياني نجد وكذابها" وإخوانه أصحاب عقيدة "السلفية القاديانية" ..
سيجد القارئ في سياق الرد على "مناقشات" كاتب الكتاب بأن المؤلف قد نال من حكامه (من حيث شعر أو لم يشعر) أكثر مما نال منهم المجاهدون والمؤمنون ، فالحمد لله الذي رد كيد الحكام إلى هذا وأمثاله ..
وإليكم الرد على ما سماه الكاتب ب "مناقشة علمية هادفة لـ 18 شبهة متعلقة بحكام المسلمين" ، وقد أتيت بعناوين "الشبهات" من متن الكتاب (لاختلافه عن الفهرس) ، فأكتب العنوان (وجعلته بين معكوفين [...]) ثم أعلق عليه بما يناسبه ، وقد حاولت ألا أُطيل في الرد حتى لا يمل القارئ ، إنما هي رؤوس أقلام أردت بها بيان طريقة تلبيس هؤلاء المفاليس على عوام الناس ..
قال الكاتب : [الشبهة الأولى : طعنهم في بيعة الحاكم الذي ليس من قريش]
أقول : لا أعرف من المجاهدين - أو من ينظّر لهم - من وقع في هذه الشبهة ، ولا ندري من أين أتى بها !! ولعله التقطها من بعض المنتديات التي يكثر فيها أفراد أجهزة أمن حكامه ليشوّهوا صورة المجاهدين وأتباعهم بذكر مثل هذه الترهات ، فالمجاهدون أغزر علماً وأعظم فهماً للدين من أن يقعوا في مثل هذا الأمر .. هذا مع العلم بأن بعض مشايخه نال من الإمارة الإسلامية (الطالبان) لعدم تنصيبهم إماماً قرشياً يحكمهم !!
قال الكاتب : [الشبهة الثانية : طعنهم في بيعة من أخذ الحكم بالقوة]
أقول : وهذه كالتي قبلها : لا أعرف من قال بها من المجاهدين ، إلا أن يكون الآخذ للحكم بقوة "كافر" كـ"علاوي" العلماني البعثي الرافضي المرتد ، والنصيري في سوريا ، والمرتد صاحب الكتاب الأخضر المنكر للسنة في ليبيا ، والقائمة طويلة ، فهؤلاء لا بيعة لهم ولا ولاية على المسلمين بنص كتاب الله وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم واجماع العلماء ، بل ليست لأحدهم ولاية على ابنته في عقد الزواج (إن كانت مسلمة) ، وإن أخذ حاكم مسلم الحكم بالقوة وورثها ابناءه فارتدوا عن الدين بردة صريحة لنا فيها من الله برهان ، فهؤلاء فرض على المسلمين الخروج عليهم (وسيأتي بيانه) ..
قال الكاتب : [الشبهة الثالثة: ظنهم أن الطاعة لا تجب إلا على من بايع بنفسه]
وهذا لم يقل به أحد من المجاهدين ولا من نظّر لهم !! ولعل هذه القاعدة هي مستند شيخ الكاتب الكذاب في ولاية علاوي والجعفري وأمثالهم من المرتدين ، فحكموا على المجاهدين في العراق بالخروج على الحاكم الشرعي ، ونسي هؤلاء أو تناسوا بأن أول شرط للإمام أن يكون مسلماً ، فإذا انتفى هذا الشرط فكل شيء بعده باطل ، وإنما حكم هؤلاء المرتدين أعوان الصليبين ، في دين رب العالمين : ضربة بسيف ..
قال الكاتب : [الشبهة الرابعة : طعنهم في الحكام بحجة أنهم أدخلوا المشركين جزيرة العرب]
وذكر في هذه الشبهة كلاماً مُجملاً مفاده جواز إدخال المشركين جزيرة العرب بغير استيطان ، وهذا صحيح عند بعض العلماء ولكنه لم يذكر حقيقة من أدخله حكامه جزيرة العرب من أجهزة المخابرات اليهودية والنصرانية والجنود الأعداء الصائلين ومن يعمل لهم من المهندسين والخبراء والجواسيس، فهؤلاء لم يقل أحد من أهل العلم بجواز دخولهم جزيرة العرب بهذه الطريقة وعلى هذا الوجه .. ثم هل أدخل هؤلاء الحكامُ الأمريكان جزيرة العرب أم أن الأمريكان دخلوا رغم أنفهم !! فالخلاف ليس خلاف استيطان أو دخول مؤقت ، وإنما الأمر جواز دخول عدو صائل مقاتل يريد الفتك (بل يفتك) بالمسلمين ويستخدم القواعد العسكرية في الجزيرة لقتل أهل الإسلام في العراق وأفغانستان وغيرها ، ويتجسس على المسلمين ، هذا هو الذي نقوله وهو الذي نراه ويراه الناس ، والنبي صلى الله عليه وسلم لعن "من آوى محدثاً" (مسلماً) ، فكيف بمن آوى جيشا نصرانيا يهوديا يغزو بلاد الإسلام – قلب بلاد الإسلام وعلى بعد فراسخ من الكعبة المشرفة - ويهتك أعراض المسلمات ويسفك دماء المسلمين !! إن المسألة هنا لا تنطبق على الخلاف الفقهي القديم بين العلماء ، وإنما المسألة مختلفة في واقعها كليا عما ورد في كتب السلف ، والحكم عل الشيء فرع عن صوره . فليبحث من اراد أن يبحث المسألة عن واقعها الحقيقي : جيش نصراني في جزيرة العرب يقتل المسلمين في العراق وأفغانستان والفلبين ، ويظاهر اليهود في قتل المسلمين في فلسطين ، تنطلق طائراته من قواعد الجزيرة ، ويُزوّد بالوقود والمؤن وما يحتاجه لقتل المسلمين عن طريق حكام تلك البلاد ، ويُسجن ويُقتل كل مسلم يعترض طريق هؤلاء النصارى ويُفسد عليهم خططهم لإحتلال وإخضاع بلاد المسلمين ، وأخذ خيراتهم وهتك اعراضهم وسفك دمائهم .. هذا هو الواقع الذي نشهده ويشهده العالم ، فمن شاء فليبحث في المسألة على حقيقتها ، فالأمر لا يحتمل خلافاً لفظياً أو فقهياً ، الأمر هنا مصير الأمة ..
قال الكاتب : [الشبهة الخامسة : طعنهم في الحكام بحجة أنهم استعانوا بالقوات الكافرة]
وذكر فتوى كبار العلماء ولم يذكر الفتاوى التي عارضتهم وبينت خطأهم ، وكأن الهيئة معصومة وكلامها وحي لا يحتمل الخطأ !! وكأنها الهيئة مستقلة ليس عليها أية ضغوط !! وليراجع من شاء كتاب "وعد كسنجر" للشيخ سفر الحوالي ليعرف بطلان هذه الفتوى .. فهؤلاء الحكام لم يأتوا بالإستعانة الشرعية ، ولم يأتوا بالأمريكان ليحرروا الكويت ، بل أتوا بهم ليسلموهم جزيرة العرب مقابل العروش ، وهذه هي الحقيقة التي لا يجحدها إلا جاهل أو مكابر .. أما الإستعانة بالكفار ضمن الحدود الشرعية التي ذكرها بعض الفقهاء فهذه محل نزاع قديم ، وليس هذا ما يحصل الآن في جزيرة العرب .. والحقيقة أن هذه القوات الكافرة أتت لتحتل الجزيرة ولم تأتي بطلب من حكامها ، وحكامها أحقر من أن يحرّك الأمريكان أساطيلهم الحربية وجنودهم وأبنائهم ليموتوا من أجل سواد عيونهم أو أعين الشعب الكويتي ..
لقد أدرك القاصي والداني كذب هؤلاء الحكام الذين اعلنوا _ قبل أربعة عشر سنة - بأن الأمريكان سيغادرون الجزيرة بمجرد تحرير الكويت !! وقد جاء هذا التصريح على لسان الشيخ عبد العزيز بن باز (رحمه الله) الذي قال بأن " الحكومة أخبرته بأن الأمريكان سيغادرون الكويت بمجرد تحريرها ، وبناء عليه أصدر فتواه بجواز الإستعانة بالكفار (وكلامه في شريط مسجل) ، وهذا هو سبب كتابة الشيخ سفر الحوالي لكتابه "وعد كسنجر" الذي بين فيه بطلان هذا الوعد وزيفه ..
إن ما أفتى به الشيخ ابن باز في وقته – إن كان له وجه في ذلك الوقت – هو باطل الآن ولا يُحتج به لظهور الأدلة والبراهين الدامغة لنوايا الصليبيين ، ولإعلان الصليبيين نيتهم احتلال بلاد الإسلام (وقد فعلوا) ، وإعلانهم محاربة ديننا (وما زالوا يفعلونه) ، فتمسك البعض بفتوى الشيخ ابن باز رحمه الله ، ليس له وجه وقد تغيرت الأحوال وظهر ما كان خافياً ، ففتوى الشيخ لاغية لا تصلح لوقتنا هذا ، ولم تكن صالحة في وقته (رحمه الله وغفر له) وهي من زلاته التي نسأل الله أن يتجاوز عنها ..
قال الكاتب : [الشبهة السادسة : طعنهم في الحكام بحجة أنهم أضاعوا أموال الأمة]
وذكر أن هذا ليس من الأمور التي توجب الخروج على الحاكم ، وهو حق ، ولكنه قال في أول كلامه "ان قضايا الأموال ليست سببا لمحبة أو بغض ولي الأمر" !! سبحان الله !! إن كان ولي أمرك لص وسارق ، أفلا نُبغض فيه هذه الخصلة الذميمة !! ولنا هنا وقفة : فالكاتب لم ينفي سرقة ولاة أمره أموال المسلمين ، ولكنه فقط يقول : هذا ليس سبباً في الخروج عليهم ، فأمر سرقتهم مسلّم عنده !! ونحن نشكره على هذه الصراحة ..
أقول : إن هذه الأموال التي يبذلها ولاة أمره للكفار ليحاربوا بها المسلمين ، أو ينفقونها على شهواتهم وملذاتهم في قصورهم الأوروبية والأمريكية ، هي حق للمسلمين ، والواجب صرفها اليوم على المجاهدين ليذودوا عن حياض الأمة وليدفعوا عنها العدو الصائل ، هذا هو الواجب في هذه الأموال المسروقة المنتهبة ..
قال الكاتب : [الشبهة السابعة : تكفيرهم جميع الحكام بلا استثناء]
أولاً : نتقدم بالشكر للكاتب لأنه لم يدافع أو ينافح إلا عن أسياده "آل سعود" لأنه يعلم حال بقية الحكام ، فلا سبيل للدفاع عنهم ، مع تلميحة بنفي الكفر عنهم أجمع ، أما دفاعه عمن موّل هذا الكتاب ، فهو من باب رد الجميل ، و"آل سعود" أغنى الناس عن الدفاع عنهم ، فسفيرهم يُعلن في واشنطن صباح مساء ولاء أسرته المطلق للأمريكان ، وكثير من قوانينهم التجارية والدولية المكتوبة المُعلنة المتحاكم إليها قوانين كفرية بلا شك (راجع كتاب "الكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية" لأبي محمد المقدسي) ..
وقد ذكر الكاتب في آخر هذا الباب ، ما يلي "فهؤلاء الحكام الذين تُشير إليهم من حكام العرب والمسلمين :
- قد يكونون معذورين لم تتبيّن لهم الحجّة.
- أو بيّنت لهم وجائهم من يُلبّس عليهم ويشبّه عليهم" انتهى.
نقول : كما أخرجت هذا الكتاب لتُبيّن للمسلمين عدم كفر حكامك ، فلماذا لا تُخرج كتاب مثله لبقية الحكام تُبيّن لهم وتُقيم عليهم الحجّة وتحذّرهم من الملبّسين !! إذهب بنسخة من كتابك الجديد إلى القذافي أو صاحب تونس أو الأردن أو سوريا أو مصر أو الجزائر (الذين لا تُكفّرهم) ثم انظر ما يفعله هؤلاء "الحكام المسلمون" بكتابك الثمين وبك أنت يا فهّيم !!
أنا لا أقول للكاتب أن يأتيني بحاكم – من حكام العرب - يحكم بشرع الله أو لا يوالي أعداء الله ، ولاكنني أقول له : إئتني بحاكم من هؤلاء لا يحارب شرع الله ، ولا يحارب من يطالب بتحكيم شرع الله ، ولا يحارب من يعادي أعداء الله .. حكام هذا شأنهم : كيف لا نحكم بكفرهم .. إن تكفيرهم ليس مجال بحث ، ولكن ما يجب بحثه هو جواز السكوت عن بيان حالهم !!
قال الكاتب : [الشبهة الثامنة : تجويزهم الخروج على الحاكم الفاسق]
أقول : لم يقل بالخروج على الحاكم الفاسق أحد من قادة المجاهدين وعلمائهم ، ونشكر الكاتب على عدم نفي الفسق عن حكامه .. وأما دعوى انعقاد الإجماع على عدم الخروج على الحاكم الفاسق ، فقد سبق الكلام عليه في المقالة الأولى ، فليس هناك إجماع في المسألة ..
من مواضيعي
0 كشف الشبهات .... الحلقة الثانية
0 كشف الشبهات .... الحلقة الثانية
0 كـشـف الشبهــــــــــــــــات ---- الحلقة الأولــــى
0 من هم الخوارج؟؟؟؟؟ لا يفوتكم
0 الطريق إلى إنقاذ الأمة - بين محمود شاكر و سيّد قطب
0 ملاحظات على انحرافات عقائدية
0 كشف الشبهات .... الحلقة الثانية
0 كـشـف الشبهــــــــــــــــات ---- الحلقة الأولــــى
0 من هم الخوارج؟؟؟؟؟ لا يفوتكم
0 الطريق إلى إنقاذ الأمة - بين محمود شاكر و سيّد قطب
0 ملاحظات على انحرافات عقائدية








