إيران والسياسة ومصر والتياسة
16-05-2009, 11:08 PM
هذا مقال رائع يلخص الحكاية ويجعل المغفلين ممن يهاجمون إيران مرة باسم القومية العربية البائدة البائسة وأخري باسم المذهب الوهابي البدوي والذي لايمكن ان يعيش خارج أعراب الخليج لما يفتقر إليه من مؤهلات تضمن له التعايش والمرونة.إليكم المقال :
إنها السياسة ، وليست التياسة . .
الحياة مليئة بأشياء كثيرة تثير الجنون يفعلها أحيانا أناس عقلاء ، وأحيانا يمكن تجاهلها فيحتفظ الشخص بعقله سليما خاليا من اللسع ، وأحيانا لا يمكن فيطير الرأس من كثرة التفكير . . !
أحيانا يكاد شعر رأسي ينتفش وأنا أحاول تحليل سلوك النظام المصري . . ببساطة أنا لا أتعمد ذلك ولكنه ما أفعله في لحظات الفراغ ! لذلك لا أحاول الجلوس أمام القنوات الإخبارية ولكنه قدري !
النظام المصري في مجمل مواقفه العلنية يضعني دائما أمام خيارين أسوأ من بعض ، أنه عميل حقيقي تسيطر عليه ثلة وعصابة هي عصارة وخلاصة ثمرة ثورة يوليو المجيدة ، أو أنه شيخ مسن عاجز لا يملك حولا ولا قوة ، ضعف بصره حتى أصبح لا يرى جيدا ، خف عقله حتى أصبح لا يفرق بين العدو والصديق . . وهناك خيار ثالث : أنه عميل عاجز !
والحديث يجرني بدون رغبة مني للنظام الإيراني ، اعتبره ما شئت وانعته بأحط الألفاظ . . ليس هذا موضوعنا ، لكن هل يمكن لعاقل اليوم أن ينكر أن النظام الإيراني له فكر ؟!
بل لن أذهب بعيدا بقولي أنه حتى إبليس يملك فكرا " في دماغه " . .
قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿16﴾ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿17﴾ - سورة الأعراف
قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿82﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿83﴾- سورة ص
قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿39﴾ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿40﴾ - سورة الحجر
بل سنعتبر - من قبيل المبالغة - أن إبليس الآن فارسي الهوى وقد عاود الكرة لكنه تمثل هذه المرة في صورة شيخ من قم ، وبدلا من أن نراه في دار الندوة ينصح ويخطط ، نراه جالسا على مقعده الوثير في اجتماعات هيئة الأمم المتحدة بنيويورك !
لنردد أبيات الهجاء في النظام الإيراني في صوت واحد إن شئتم ، فهل يلغي ذلك أن النظام المصري - وهو الذي يصمم على التعامل وفق منطق أبله هزلي هو منطق الشقيقة الكبرى ، والجدة العجوز ، والأم الحنون . . منطق لا يوجد سوى في مجلة ميكي . . ! - هل يلغي ذلك أن النظام المصري دمية مسلوبة الإرادة تصلح للعب دور في أوبريت " الليلة الكبيرة " بمسرح العرائس ، نظام متبلد كخرتيت بدين ، أو أشبه بسيد قشطة لا يفتح فمه إلا للتثاؤب أو " زلط " الطعام القادم من طائرات المعونة .
إيران أعلنت ذات يوم على لسان أبطحي نائب خاتمي أنها ساهمت في إسقاط دولة تحدها من الشرق ودولة تحدها من الغرب ، ففي الشرق وبدلا من حكم طالبان السني الموصوم بالتشدد والذي يحتضن معسكرات القاعدة " الإرهابية " ، جاء كرزاي ليحول أفغانستان إلى دولة وديعة مأمون جانبها ! وفي الغرب بدلا من حكم البعث العربي بقيادة صدام العنيد والطموح والموصوم بالوحشية ، جاء بريمر ومن خلفه ليحيلوا العراق إلى دولة لا خوف منها ولا يحزنون !
ومن بين أنقاض النظامين كانت إيران تعمل بجد . . وتصعد ولو حتى على - لن أقول أكتاف - بل رؤوس وجماجم الآخرين !
جاء الأمريكان ليبنوا قواعدهم من الشرق والغرب حول إيران ، ولكن الأمريكان راحلون حتما ولا بد يوما ما ، وسيسقطون وفقا للحسابات - كما هو حادث الآن فعلا - في مستنقع عظيم يجعلهم يفكرون كثيرا قبل خوض حرب مع إيران ، أو السماح لإسرائيل بضربها عسكريا . . بذلك - وقد ساعدهم التوفيق حتى الآن - ضرب الإيرانيون أربعة عصافير ، طالبان ، القاعدة ، صدام ، ويبقى العصفور الأمريكي ينازع في ورطته !
وفوق كل ذلك تتمسح إيران بالمظهر " الإسلامي " الذي يجذب المسلمين المتعطشين لأي مجد زائل ، تفعل كل ما يحلو لها دون أن تتوقف عند حواجز الأخلاق وتعربد كسياسي إنجليزي محترف ، ثم يفرك " خامنئي " لحيته البيضاء في وقار يليق بالسيد مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية !
ولا مانع من الخطابات " الثورية " وحشر الفقراء والمستضعفين في أي خطاب لنجاد حتى نغازل دولا كفنزويلا !
كما أن هناك منهجا لا يخفى على أي طفل لنشر المذهب الإثنى عشري الشيعي ليس في مصر بل في العالم !
لذا بدلا من أن تخرج الصحف المصرية والإعلام المصري في " لطمية " لما يقوم به حزب الله في مصر ، وبدلا من أن يحذر مبارك للمرة المليون من عبث البعض (إيران) بأمن المنطقة وهو تصريح مستهلك فقد أدنى جدية ومصداقية له ويتحول تلقائيا لتصريح كوميدي . . وكأن كل ما فعلته أمريكا وإسرائيل في أفغانستان والعراق وفلسطين مجرد مداعبات لطيفة وقبلات بريئة لا تشكل أي استنفار لضمير الأمن القومي المصري . . !
بدلا من ذلك ، لا أجد أفضل من أن يبتلع الإعلاميون الحكوميون المصريون لسانهم قليلا فالحديث عن مكانة مصر التاريخية والسبعة آلاف سنة ليس بالعمل البطولي الخارق ويدل فقط على مدى الإفلاس والتخلف الذي وصلنا إليه ، ولا أجد أفضل من أن ينشغل النظام قليلا أيضا في ممارسة دور حقيقي بالمنطقة والبحث عن فكر ما يحمله يجعل العدو يفكر فقط في احترامه قبل الصديق ، الانشغال في عمل أشياء مفيدة ، إنشاء قناة تتحدث بالفارسية لتخوض معركة الإعلام فضائيا ، زرع خلايا في إيران . . أو زرع قمح في مصر . . ! باختصار عمل شيء ما ملموس !
أما الخروج من مولد إيران وخلية حسن نصر الله إلى مولد ممارسة التطبيل والرقص وارتداء الريش الملون والزحف إلى مطار القاهرة يوم الرابع من يونيو لأن أوباما قد رضي عنا واختار مصر منبرا له ، فيدل على مدى التفاهة التي وصلنا إليها في الإعلام والسياسة ، أوباما لن يأتي بالدرر المنتظرة ولا يملك فصل الخطاب في أي شيء ولن يأتي بما لم يستطع الأوائل ، والحديث عن الرمزية والمكانة ولماذا اختار مصر بالذات فهذه من فضلات السياسة التي تركوها لنا لنفرح بها ، كما يفرح الطفل الصغير بلعبته الجديدة التي يهديها إياه الكبار كل فترة . . !
إنها السياسة ، وليست التياسة . .
الحياة مليئة بأشياء كثيرة تثير الجنون يفعلها أحيانا أناس عقلاء ، وأحيانا يمكن تجاهلها فيحتفظ الشخص بعقله سليما خاليا من اللسع ، وأحيانا لا يمكن فيطير الرأس من كثرة التفكير . . !
أحيانا يكاد شعر رأسي ينتفش وأنا أحاول تحليل سلوك النظام المصري . . ببساطة أنا لا أتعمد ذلك ولكنه ما أفعله في لحظات الفراغ ! لذلك لا أحاول الجلوس أمام القنوات الإخبارية ولكنه قدري !
النظام المصري في مجمل مواقفه العلنية يضعني دائما أمام خيارين أسوأ من بعض ، أنه عميل حقيقي تسيطر عليه ثلة وعصابة هي عصارة وخلاصة ثمرة ثورة يوليو المجيدة ، أو أنه شيخ مسن عاجز لا يملك حولا ولا قوة ، ضعف بصره حتى أصبح لا يرى جيدا ، خف عقله حتى أصبح لا يفرق بين العدو والصديق . . وهناك خيار ثالث : أنه عميل عاجز !
والحديث يجرني بدون رغبة مني للنظام الإيراني ، اعتبره ما شئت وانعته بأحط الألفاظ . . ليس هذا موضوعنا ، لكن هل يمكن لعاقل اليوم أن ينكر أن النظام الإيراني له فكر ؟!
بل لن أذهب بعيدا بقولي أنه حتى إبليس يملك فكرا " في دماغه " . .
قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿16﴾ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿17﴾ - سورة الأعراف
قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿82﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿83﴾- سورة ص
قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿39﴾ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿40﴾ - سورة الحجر
بل سنعتبر - من قبيل المبالغة - أن إبليس الآن فارسي الهوى وقد عاود الكرة لكنه تمثل هذه المرة في صورة شيخ من قم ، وبدلا من أن نراه في دار الندوة ينصح ويخطط ، نراه جالسا على مقعده الوثير في اجتماعات هيئة الأمم المتحدة بنيويورك !
لنردد أبيات الهجاء في النظام الإيراني في صوت واحد إن شئتم ، فهل يلغي ذلك أن النظام المصري - وهو الذي يصمم على التعامل وفق منطق أبله هزلي هو منطق الشقيقة الكبرى ، والجدة العجوز ، والأم الحنون . . منطق لا يوجد سوى في مجلة ميكي . . ! - هل يلغي ذلك أن النظام المصري دمية مسلوبة الإرادة تصلح للعب دور في أوبريت " الليلة الكبيرة " بمسرح العرائس ، نظام متبلد كخرتيت بدين ، أو أشبه بسيد قشطة لا يفتح فمه إلا للتثاؤب أو " زلط " الطعام القادم من طائرات المعونة .
إيران أعلنت ذات يوم على لسان أبطحي نائب خاتمي أنها ساهمت في إسقاط دولة تحدها من الشرق ودولة تحدها من الغرب ، ففي الشرق وبدلا من حكم طالبان السني الموصوم بالتشدد والذي يحتضن معسكرات القاعدة " الإرهابية " ، جاء كرزاي ليحول أفغانستان إلى دولة وديعة مأمون جانبها ! وفي الغرب بدلا من حكم البعث العربي بقيادة صدام العنيد والطموح والموصوم بالوحشية ، جاء بريمر ومن خلفه ليحيلوا العراق إلى دولة لا خوف منها ولا يحزنون !
ومن بين أنقاض النظامين كانت إيران تعمل بجد . . وتصعد ولو حتى على - لن أقول أكتاف - بل رؤوس وجماجم الآخرين !
جاء الأمريكان ليبنوا قواعدهم من الشرق والغرب حول إيران ، ولكن الأمريكان راحلون حتما ولا بد يوما ما ، وسيسقطون وفقا للحسابات - كما هو حادث الآن فعلا - في مستنقع عظيم يجعلهم يفكرون كثيرا قبل خوض حرب مع إيران ، أو السماح لإسرائيل بضربها عسكريا . . بذلك - وقد ساعدهم التوفيق حتى الآن - ضرب الإيرانيون أربعة عصافير ، طالبان ، القاعدة ، صدام ، ويبقى العصفور الأمريكي ينازع في ورطته !
وفوق كل ذلك تتمسح إيران بالمظهر " الإسلامي " الذي يجذب المسلمين المتعطشين لأي مجد زائل ، تفعل كل ما يحلو لها دون أن تتوقف عند حواجز الأخلاق وتعربد كسياسي إنجليزي محترف ، ثم يفرك " خامنئي " لحيته البيضاء في وقار يليق بالسيد مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية !
ولا مانع من الخطابات " الثورية " وحشر الفقراء والمستضعفين في أي خطاب لنجاد حتى نغازل دولا كفنزويلا !
كما أن هناك منهجا لا يخفى على أي طفل لنشر المذهب الإثنى عشري الشيعي ليس في مصر بل في العالم !
لذا بدلا من أن تخرج الصحف المصرية والإعلام المصري في " لطمية " لما يقوم به حزب الله في مصر ، وبدلا من أن يحذر مبارك للمرة المليون من عبث البعض (إيران) بأمن المنطقة وهو تصريح مستهلك فقد أدنى جدية ومصداقية له ويتحول تلقائيا لتصريح كوميدي . . وكأن كل ما فعلته أمريكا وإسرائيل في أفغانستان والعراق وفلسطين مجرد مداعبات لطيفة وقبلات بريئة لا تشكل أي استنفار لضمير الأمن القومي المصري . . !
بدلا من ذلك ، لا أجد أفضل من أن يبتلع الإعلاميون الحكوميون المصريون لسانهم قليلا فالحديث عن مكانة مصر التاريخية والسبعة آلاف سنة ليس بالعمل البطولي الخارق ويدل فقط على مدى الإفلاس والتخلف الذي وصلنا إليه ، ولا أجد أفضل من أن ينشغل النظام قليلا أيضا في ممارسة دور حقيقي بالمنطقة والبحث عن فكر ما يحمله يجعل العدو يفكر فقط في احترامه قبل الصديق ، الانشغال في عمل أشياء مفيدة ، إنشاء قناة تتحدث بالفارسية لتخوض معركة الإعلام فضائيا ، زرع خلايا في إيران . . أو زرع قمح في مصر . . ! باختصار عمل شيء ما ملموس !
أما الخروج من مولد إيران وخلية حسن نصر الله إلى مولد ممارسة التطبيل والرقص وارتداء الريش الملون والزحف إلى مطار القاهرة يوم الرابع من يونيو لأن أوباما قد رضي عنا واختار مصر منبرا له ، فيدل على مدى التفاهة التي وصلنا إليها في الإعلام والسياسة ، أوباما لن يأتي بالدرر المنتظرة ولا يملك فصل الخطاب في أي شيء ولن يأتي بما لم يستطع الأوائل ، والحديث عن الرمزية والمكانة ولماذا اختار مصر بالذات فهذه من فضلات السياسة التي تركوها لنا لنفرح بها ، كما يفرح الطفل الصغير بلعبته الجديدة التي يهديها إياه الكبار كل فترة . . !
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة








